هكذا ستبدل التكنولوجيا وجه التجارة في العام ٢٠١٩
واحدة من الإتجاهات الأكثر إنتشاراً والتي تتعلق بالتجارة هي إعادة تعريف وإبتكار تجربة المتبضع. عمليات الشراء في الماضي كانت بطبيعتها أبسط وقائمة على نظام المعاملات التجارية لا أكثر. ولكن التبضع حالياً هو رحلة، وبات هناك تركيز على بناء العلاقة بين الزبون وبين الماركة أو المتجر وليس فقط التركيز على عملية الشراء. الرحلة المثالية تدمج الماركة أو العلامة التجارية في كل خطوة من خطوات التجربة وبالتالي تجعل الرحلة اكثر قيمة قبل، وخلال وبعد عملية الشراء. وبالتالي تحول عملية التجارية الى علاقة.
التكنولوجيا هي جزء من كل خطوة من خلال الرحلة، فالهواتف الذكية تبقي المتبضع المعاصر «مربوطاً» بالشركات. التجارة حالياً هي وسط عملية إعادة تأهيل وقولبة شاملة تجعلها تسير جنباً الى جنب مع كل التطورات الحاصلة في عالم التكنولوجيا. التجارة التي لا تعتمد على التكنولوجيا في خلق الرحلة ستكون خارج المنافسة.. وبالتالي هناك ضرورة ملحة لدمج الإتجاهات التقنية مع تجربة التسوق.
فكيف ستتبدل التجارة خلال العام ٢٠١٩ وأي إتجاهات تكنولوجية سيتم الإعتماد عليها؟
بعد التحول الرقمي للمؤسسات.. ما الذي تبدل في دور المدير المالي؟
إعادة تموضع الذكاء الإصطناعي
من المتوقع أن يترك الذكاء الإصطناعي تأثيره الكبير على عدد كبير من الصناعات خلال السنوات الخمس القادمة. اكثر من ٥٩٪ من ٦٠٢ خبير في مجال التجارة اعتبروا بأن الذكاء الإصطناعي هو التكنولوجيا الاهم حالياً. وقد تفوق الذكاء الإصطناعي على إنترنت الاشياء في لائحة التكنولوجيا الاكثر تأثيراً في مختلف قطاعات الاعمال.
القادة في مجال قطاعات الاعمال المختلفة باتوا يعتمدون مقاربة قائمة على إعادة موضعة الذكاء الإصطناعي. أي أن الذكاء الإصطناعي لن يتم إستخدامه لإستبدال العاملين ولكن سيتم إستخدامه من اجل تأمين مزيد من المعلومات للزبون. كمثال مطبق على أرض الواقع فإن خدمة الموضة الخاصة «ستيش فيكس» تعتمد على الذكاء الإصطناعي الذي ينسق الملابس للمستخدم ويقدم كل كل الخيارات المتاحة وفق المعلومات التي أدخلها، ولكن الصيغة التي توصل اليها الذكاء الإصطناعي لا يتم إرسالها للزبون قبل أن يطلع على منسق موضة «بشري». في هذه الحالة تم تعزيز الذكاء الإصطناعي بالذكاء البشري.
الصوت هو الذي سيهيمن
في العام ٢٠٠٠ توقع بيل غيتس توقع بأنه الصوت هو الذي سيهيمن.. ونحن بالفعل نتجه نحو ذلك وبسرعة البرق. التطبيقات المدعومة بالأوامر الصوتية من المجالات التي ستتأثر بهيمنة الذكاء الإصطناعي.
الشات بوتس والمتحدث الذكي هيمنا على كل المجالات مؤخراً والتأثير كان كبيراً. وبينما الروبوتس التي يمكنها «التحدث» مثل اليكسا وغوغل هوم محصورة في إطار المنازل ولكنها في الواقع تزيد من عمليات البيع بشكل كبير. ما على جميع القطاعات معرفته هو أن الأوامر الصوتية والخدمات القائمة على الصوت هي التي ستبدل وجه التجارة خلال السنوات القادمة.
حالياً نحن في مرحلة التحول، والتطبيق سنتمكن من لمسه فعلياً خلال العام المقبل. مثلاً خدمة أمازون باي التي تعتمد على الصوت أكدت بأن معدل رضا الزبائن عن التجربة إرتفع بشكل كبير كما أن مع هكذا خدمة فإن خدمات اخرى مرتبطة بها ستظهر.
فيما يتعلق بالتجارة الصوت سيخدم هدفاً أساسياً في تزويد المستخدم بمعلومات أكبر قبل أن يقوم الزبون بعملية الشراء. المستهلك سيتعلم مع الوقت ما الذي عليه توقعه من هكذا خدمة، ولكن عملية التعلم قد بدأت بالفعل، فإستخدامات أليكسا مثلاً في المطبخ تختلف كلياً عن إستخدماتها في غرفة المعيشة.
كل الأجهزة التي نستخدمها متصلة ببعضها البعض بشكل أو بآخر، وعليه التجارة يمكنها الإستفادة وبشكل كبير من جعل عملية الترابط تلك من خلال الصوت.
كيف تُخبر الموظفين بالتقييم السلبي دون جرح مشاعرهم؟ (إنفوجراف)
مستقبل المتاجر
المتاجر الفعلية لن تختفي في أي وقت قريب ورغم أن هناك توجه كبير للتبضع أونلاين، بغض النظر عن المنتج ولكن وجود المتاجر أساسي وضروري. ولكن التوجه العام هو التحسن والانخراط من أجل توفير خدمة أفضل لزبائن باتت عديمة الصبر وإعتادت على التسوق أونلاين.
تجربة التسوق المميزة القائمة على التجربة ستتمحور حول قطاعات كالأثاث والاجهزة الالكترونية. أي أن الزبون سيقوم بتجربة ما يريده قبل عملية الشراء. في المقابل سيكون هناك مكننة لغالبية المتاجرة وذلك من اجل تسهيل عملية الإطلاع على ما هو موجود والشراء وحتى الدفع. ومؤخراً قرأنا الكثير عن المتاجر الخالية من متاجر الدفع.
منذ قيام علي بابا بالإعلان عن تاو كافيه في العام ٢٠١٧ وهي خالية من العاملين على صناديق الدفع والعاملين في مجال التجارة يتدفقون على الشركات التكنولوجية مطالبين بإبتكار ما هو مماثل ويتناسب مع طبيعة عملهم.
بأبسط الاشكال المبدأ هذا يقوم على إستخدام الزبائن تطبيقاً خاصاً على هواتفهم الذكية للدخول إلى المتجر من خلال مسح الجهاز مسحاً ضوئياً لفتح القفل. ثم يقومون باختيار السلع وهم يتجولون في المتجر بحيث تضاف تلقائياً الى الحساب عندما تزاح عن الرف وتسحب من الحساب حين تتم إعادتها. النظام هذا يستغل التكنولوجيا لاقصى الدرجات فهو يقوم على مجموعة من الكاميرات، أجهزة الإستشعار والذكاء الإصطناعي. وحالياً كل من أمازون في أميركا وجاي دي دوت كوم في الصين تعمل على تجربة تسوق مماثلة.
في المقابل هناك متاجر تعمل على مبدأ مختلف وهو الإعتماد على أنظمة إستشعار اكبر وأشمل تحدد موقع كل سلعة معروضة داخل المتجر للزبون.. وهذا مفيد وعملي للمتاجر الضخمة التي تحتوي على آلاف السلع وهكذا توفر الوقت والجهد وتجعل التجربة أفضل بأشواط.
التكنولوجيا جعلت عملية التسوق تختلف بشكل جذري ولكنها أيضاً بدلت الطريقة التي يتفاعل بها الزبون مع المنتج. وعلى الشركات أن تحاول اللحاق بالركب وإلا وجدت نفسها متأخرة جداً عن المنافسة.
أمور يجب وضعها بالحسبان للعام ٢٠١٩
الإتجاهات هذه فرضت نفسها خلال العام ٢٠١٨ ولكنها ستستمر خلال ٢٠١٩ .
-مواقع التواصل ما تزال المكان الذي تتم من خلاله إتخاذ قرارات عملية الشراء. فـ ٥٥٪ من الاشخاص يقومون بعملية الشراء بعد إكتشافهم المنتج عبر مواقع التواصل.
-مبدأ مباشرة الى المستهلك جعل الماركات التي تعتمده الأقوى على مواقع التواصل والأشهر خارجها
-الفيديو والمضمون الغني مقاربة ناجحة من اجل كسب زبائن جدد والمحافظة على الزبائن القديمة وزيادة عملية البيع.
-التسوق الإلكتروني من خلال المواقع أو التطبيقات يتضاعف بسرعة قياسية. التسوق من خلال التطبيقات نمى بمعدل ٥٤٪ خلال عام واحد.
المصدر: ١