افتتاح مركز الدرعية لفنون المستقبل: أول وجهة لفنون الوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل أبوابه رسميًّا اليوم كأول مركز مخصص لفنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، متخذًا من منطقة الدرعية التاريخية المسجّلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، موقعًا له.
هذه المبادرة التي تجمع بين وزارة الثقافة، وهيئة المتاحف، وشركة الدرعية، تهدف إلى إثراء المشهد العالمي لفنون الوسائط الجديدة عبر تقديم وجوه إبداعية من المنطقة، تجمع بين الفن، والتكنولوجيا، والابتكار.
وينطلق المركز ببرنامج متنوع يشمل أنشطة ومعارض فريدة ومبادرات تفاعلية مع الجمهور، مع التركيز على تمكين الفنانين والباحثين ومختصي التكنولوجيا من داخل المنطقة وخارجها، في بيئة إبداعية مجهزة بأحدث المختبرات والاستوديوهات الرقمية ومساحات العرض المبتكرة.
ولفتت منى خزندار، المستشارة في وزارة الثقافة، إلى أن: «مركز الدرعية لفنون المستقبل يجسّد التزامنا بتطوير الإنتاج الفني المبتكر واحتضان أشكال جديدة من التعبير الإبداعي، فمن خلاله نسعى إلى تمكين الفنانين والباحثين ودعمهم لإنتاج أعمال بارزة والخروج بأصواتهم الإبداعية إلى الساحة العالمية».
وأشارت إلى أنّ «المركز سيُوظّف مساحاته للتعاون والإبداع بهدف ترسيخ مكانة المملكة في ريادة المشهد الثقافي والتأكيد على رؤيتها في احتضان أشكال التعبير الفني محليًّا وعالميًّا».
من جهته، أشار الدكتور هيثم نوار، مدير مركز الدرعية لفنون المستقبل، إلى أن: «افتتاح المركز يمثّل منعطفًا في السردية القائمة حول فنون الوسائط الجديدة، كونه يخرج بالمرئيات والتصوّرات الإقليمية إلى منابر الحوار العالمية»، مضيفًا «أن المركز سيتجاوز حدود الإبداع المتعارف عليها نحو آفاق جديدة، وسيقدّم للعالم مساحة للابتكار والنقد الفني البنّاء عند تقاطع الفن والعلوم والتكنولوجيا».
تتزامن انطلاقة مركز الدرعية لفنون المستقبل مع افتتاح معرضه الأول بعنوان «ينبغي للفنّ أن يكون اصطناعيًّا: آفاق الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية» الذي يستمرّ من 26 نوفمبر إلى 15 فبراير 2025.
يستكشف المعرض، الذي أشرف عليه القيّم الفني جيروم نوتر، تاريخ فن الحاسوب منذ نشأته في ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا الحاضر، من خلال أعمال فنية متنوعة تحمل توقيع أكثر من 30 فنانًا إقليميًّا وعالميًّا.
وسيحظى الزوار بفرصة استكشاف أعمال من صنع قامات في الفن أمثال فريدر نايك (ألمانيا) وفيرا مولنار (هنغاريا/فرنسا) وغيرهما من المُبدعين في ميادين الابتكار المعاصر، مثل رفيق أناضول (تركيا) وريوجي إيكيدا (اليابان).
وسيكون للفنانين السعوديين: لولوة الحمود ومهند شونو وناصر الشميمري (الملقب بسمكة الصحراء) بصمتهم الفريدة في المعرض، حيث يعرّفون الزوّار على إسهامات المملكة المتنامية في فنون الوسائط الجديدة والرقمية.
وتتوافر تذاكر دخول المعرض للشراء على منصة WeBook.
وبالتزامن مع الافتتاح، يطلق المركز برنامج الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة، بالتعاون مع الاستوديو الوطني للفن المعاصر - لوفرينوا في فرنسا.
يهدف البرنامج، الذي يمتد لعام كامل، إلى دعم الفنانين الناشئين بالمعدات المتطورة والتوجيه والتمويل اللازم لإبداع أعمال متعددة التخصصات.
كما أعلن المركز عن برنامج "مزرعة" للإقامة الفنية المخصص لفناني الوسائط الرقمية، الذي سيستمر من فبراير حتى إبريل 2025.
يهدف البرنامج إلى استكشاف العلاقة بين الطبيعة والتكنولوجيا والمجتمع من خلال موارد المركز.
ويجسد مركز الدرعية لفنون المستقبل رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الابتكار، والتعاون العالمي، وترسيخ مكانة المملكة كوجهة رائدة في الاقتصاد الإبداعي العالمي.