محمد فهد الحارثي يكتب :نجاح الابتكار وتعثر الإبداع (فيديو)
الإبداع يحتاج إلى بيئة مناسبة للنجاح؛ الفرق بين الإبداع والابتكار، أن الأخير هو الفكرة الجديدة التي ربما لم يتطرق اليها أحد من قبل، أما الإبداع، فهو الذي يحوّل هذه الفكرة إلى واقع وممارسة. فنحن في بيئتنا لدينا أفكار مبتكرة وجديدة، وقد تكون إشكاليتنا هي في ترجمة هذه الأفكار إلى واقع. والصعوبة ليست في القدرة على تحويلها إلى ممارسة، ولكن المعارضة والسلبية والتردّد هي التي تحطم الأفكار الجديدة وانطلاقتها.
إيجاد البيئة المحفزة للإبداع مسؤولية القائد. ونجاحه يعتمد على قدرته على خلق هذه الأجواء التي تشجع على الابتكار، وتحتضن الإبداع. والمؤسسات التي يغيب عنها هذا القائد تجدها تفتقر إلى المساحات الجديدة والأفكار الخلّاقة، وحتى في ظل وجود كفاءات قادرة على العطاء، فإنها تصاب بالإحباط نتيجة قمع أفكارها وتجميدها أو تجاهلها. الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى أن المنظومة تظل تعيش بالإيقاع والأداء نفسيهما، مدّة طويلة، وتفقد القدرة على مواءمة المتغيّرات المتسارعة، فتسقط عند أول منعطف.
إيجاد البيئة الإبداعية ليس بالضرورة أمراً مرتبطاً بالإمكانات المادية؛ فكم من مؤسسة لديها إمكانات مالية، لكنها تفتقد للعمل الإبداعي!! فالأمر مرتبط بذهنية العمل والأنظمة ومرونتها، ووجود رؤية واضحة تقود المنظومة؛ هذه العوامل في مجموعها تصنع التغيير الإيجابي، وتوجد فضاء واسعاً للمبادرات وتوالدها، وهذا الذي سينعكس على حماسة فريق العمل، والشغف الذي يقود المنظومة إلى نقلة نوعية.
في نظرة عامة للشركات العالمية التي نحجت في تحقيق نموّ ضخم، نجد القاسم المشترك هو تبنّيها للأفكار الجديدة وتشجيعها للإبداع، واحتضانها للكفاءات المتمكّنة، ومنحها المساحة الكافية للحركة والابتكار. وهي المؤسسات التي تؤمن بأن الأخطاء جزء من طبيعة العمل، وأن النجاح في بذوره الأساسية، محاولة لتجربة لم تنجح في المرة الأولى، ومن ثمّ هي تستوعب الكبوات وتعدّها جزءاً من رحلة النجاح. هذا الأسلوب يمنح فريق العمل الثقة والحافز لصناعة التطوير والانتماء.
لكي نحقق نجاحاً مختلفاً، يجب أن نفكر بطريقة جديدة ومبتكرة. وإذا فتحنا المجال للكفاءات والمواهب، نكون قد اقتربنا من تحقيق الطموحات الكبيرة. كثير من المشاريع الناجحة أو الشركات الضخمة التي نراها في واقعنا، كانت يوماً فكرة مجنونة أو محاولة جريئة، جذبت السخرية والتشكيك لتصبح محل الإعجاب والتثمين.
السطر الأخير:
الفرق بين التحسين والتطوير
كالفرق بين المهدّئات والعلاج