محمد فهد الحارثي يكتب: تجاوز الأزمة
ليست نهاية بل هي ربما بداية، تبدو الأشياء للوهلة الأولى، أنها انتهت أو قاربت على الانتهاء، بينما هي في الحقيقة بداية، ولكنها في زاوية مختلفة غابت عن مدى نظرنا. تحتاج منا إلى تغيير زاوية رؤيتنا فقط، لنكتشف بدايات جديدة.
تمرّ علينا لحظات قاسية ومنعطفات صعبة، وهذا جزء من رحلة الطريق، ولكن طريقة تعاملنا معها، هي الذي يصنع الفرق. هناك من ينظر إليها بسلبية ويستسلم للتحديات، وآخرون يواجهون التحديات بشجاعة وتفاؤل، وإدراك أنها وسيلة لشحذ الهمم والتحفيز، لمواصلة الطريق مهما كانت الصعوبات.
لاشي يدوم إلى الأبد؛ كم من مصاعب وأزمات عبرت في حياتنا وحياة من قبلنا، ولكنها أصبحت ذكرى تعبر كقصة أو تجربة. وهذا المهم، فكل ما يحدث الآن هو حدث كبير في وقته، ولكنه سيكون يوماً ما ذكرى، والخيار لك في كيف ستكون هذه الذكرى؛ نحن من نصنع شكل هذه الذكرى، بطريقة تعاملنا معها وموقفنا منها وتجاوزنا لها.
التجارب الصعبة تعلمنا أن المبادئ هي التي تبقى وتصمد. أشياء كثيرة ستعبر من تحت الجسر، ولكن ذاتنا وقيمنا وهويتنا التي تحدد من نحن، وسوف تكون هي الثابتة. لا تسمح للعوامل الخارجية بأن تقود قناعاتك. تمسك بما تؤمن به، فهذه في النهاية هي التي شخصك وذاتك.
نجاحنا ليس ماذا عملنا لذاتنا فقط، فالتفكير المحصور في ذات الشخص هو أنانية مغلفة بأسماء مختلفة. تفكيرنا لذاتنا. نعم ولكن لمن حولنا أيضاً. كثُر يستحقون منا الاهتمام والتفكير. وفي الأوقات الصعبة تتضح المعادن الأصيلة. هؤلاء
الذين يهتمون بغيرهم، ويسهمون من أجل مجتمعهم، ويحرصون على صنع السعادة للآخرين، هم من يجعلون الحياة أجمل، وهم أنفسهم الأكثر سعادة، لأنه عطاء يعود إلى ذات الشخص، حتى لو بعد حين.
الحياة تحتاج منا الإيمان والتفاؤل، وكذلك القناعة بأنه مهما تكن الصعوبات التي تمرّ بها، فهي الاستثناء وأن الخير في النهاية سيشمل الجميع.
السطر الأخير:
الخطوة الأولى لتجاوز الأزمة القناعة بأنها زائلة