محمد فهد الحارثي يكتب :احْذرْهُم..
تجدهم دائماً يركضون نحو المصلحة أينما تكنْ، ويتبعون من لديه مصلحة، حتى لو في حسابات المستقبل. والقضية ليست أنّهم يركضون من أجل مصالحهم، فهذا حق مشروع، لكنّهم يستبيحون كلّ شيء، من أجل الوصول إلى غاياتهم؛ هدفهم ذواتُهم ومن بعدهم الطّوفان.
يتلوّنون ويتشكّلون، بحسب الظروف، بعيداً عن أيّ قيم ومبادئ يستندون إليها. يرون أسلوبهم هذا، نوعاً من الذكاء والمهارة، ويتفنّنون في طرائق الوصولية والانتهازية. خطورتهم ليست في وسائلهم وطرائقهم الملتوية فقط، بل في تصوير واقع مختلف لمن يسعون للحصول على منفعة منه أيضاً. وربما هذا يقود الشخص أياً يكن موقعه، للاقتناع بوجهات نظر خطأ، بناء على ما يصوّرونه له ممّا يجافي الحقيقة.
احْذرْهُم، فهم مقنّعون، ليس من السهولة اكتشافهم، ويسايرون التوجه أينما يكن، فإذا سألتهم رأيَهم في قضية ما، يتحسّسون ما هو توجهك، ومن ثم يتجهون في الفكرة، بل وربما يزايدون عليك فيها. وحتى لو غيرت رأيك فجأة، فستجد لديهم القابلية والأعذار الجاهزة، ليبدلوا آراءهم بشكل جذري.
هم أشخاص مزيّفون يظهرون بكلّ الوجوه، ماعدا وجوههم الحقيقية، لأنّهم يفتقدون الثقة بأنفسهم، ويدركون أنّ اللحظة التي تظهر حقيقتهم، سيخسرون كل شيء. هم مثيرون للشفقة، لأنّهم لو وظفوا قدراتهم ومجهوداتهم، في أن يكونوا أنفسهم، وينجحوا في أعمالهم، ويترجموا طموحاتهم بالعمل الجاد والمنهج الواضح، لوصلوا إلى مبتغاهم بطريقة سليمة ونزيهة.
انظر دائماً إلى الدوائر التي تكون حولك، وتأكد أنك تحيط نفسك بأشخاص صادقين مع أنفسهم، قبل أن يكونوا صادقين معك. لا تسمح للحلول السهلة أن تُعمي بصيرتك عن رؤية الأشياء بواقعها. أعط فرصاً ولكن تأكد أنها لمن يستحق. تأكد واختبر، ولكن كن كما أنت، على سجيّتك. بادر بالخير واستوعب الآخرين وتوقع الأفضل.
آخر سطر:
حتى لو اكتشفت زيفهم وبطلانهم، فلا تهتمّ
واصل طريقك وضع ثقتك بذاتك واستمتع بالرحلة