راكان طرابزوني يكتب لـ«الرجل» : كن صاحب قرار
اتخاذ القرارات جزء أساسي وكبير من حياتنا اليومية، في جميع الجوانب الشخصية والعملية، منذ ولادتنا حتى اليوم. من أبسط الأمور مثل: ماذا سأرتدي اليوم؟ أو أي نوع قهوة سأشرب؟ إلى القرارات المصيرية في حياتنا وأعمالنا مثل الوظيفة والتخصص الجامعي ومجال الدراسة والعمل والزواج وغيرها من القرارات الشخصية. وبعد الدخول في دوامة الحياة العملية تأتينا قرارات من نوع مختلف في وظيفتنا قد تؤثر سلبًا أو إيجابًا على مستقبلنا الوظيفي وعلى مصالح مكان العمل، إن كان قطاعًا خاصًّا أو حكوميًّا أو غيره.
وبطبيعة الحال ليست كل قراراتنا صائبة، وكلنا يذكر قرارات قد اتخذها في حياته ويتمنى لو أنه لم يتخذها. ولكن المؤكد أننا كلما كثرت القرارات التي اتخذناها زادت نسبة القرارات الصحيحة وارتفعت نسبة قدرتنا على تقييم القرارات ومعرفة الصائب منها، وأننا نتعلم من قراراتنا وأخطائنا.
هناك العديد من النظريات والأفكار في كيفية اتخاذ القرارات وتقليل الخاطئ منها وزيادة نسبة القرارات الصائبة، ولكن العامل المشترك الرئيس بينها كلها هو القيام بأخذ القرار وعدم تضييع الوقت في مرحلة عدم اتخاذ القرار، وهي مرحلة التردد والخوف من اتخاذ القرار، مهما كان، حتى تجد نفسك مضطرًا لاتباع قرار شخص آخر كان أكثر حزمًا منك واتخذ القرار بدلًا منك، أو أنك تأخرت كثيرًا ولم يعد لقرارك قيمة.
أذكر هنا مثالًا لحوار مع أحد الذين طلبوا رأيي في اختيار عرض وظيفي حصل عليه هذا الشاب، فقلت له طريقتي في تقييم أي عرض وظيفي بالخطوات التالية:
الدخل المالي. بطبيعة الحال العامل المادي في العرض الوظيفي مهم ويجب أن يرقي لمستوى الوظيفة وخبرتك وقدراتك، وأن يكون أفضل مما لديك الآن.
التطور الوظيفي. يجب أن يكون في مكان العمل الجديد وضوح لطريقة التطور والنمو الوظيفي، وكيفية النمو في السلم الوظيفي.
التطوير والتدريب. يجب أن يقدم مكان العمل دورات تدريب وتطوير للموظفين كي يحسنوا من أدائهم ومستواهم الوظيفي.
وإليكم بعض الخطوات التي أجدها شخصيًّا مفيدة في اتخاذ القرارات:
وضع معايير واضحة ومحددة لاتخاذ القرار. ما هي شروط النجاح من اتخاذ قرار ما؟ ما الذي أصبو إليه من هذا القرار؟ فكلما كانت هذه الأمور واضحة، كان اتخاذ القرار أسهل. وتأكد دائمًا أن "الخوف" ليس مؤشرًا يعتمد عليه، فضعه جانبًا ومن ثم قيِّم معايير اتخاذ القرار.
تقليل الخيارات، فكثرة الخيارات أحيانًا تزيد من الحيرة. فحاول دائمًا أن تفرز الاختيارات، ولا تزدها على ثلاثة اختيارات.
لا تنتظر أن يكون لديك 100% من المعلومات التي تحتاج إليها لاتخاذ القرار. عامل الوقت أهم من المعلومات الكافية.
اقرأ أيضًا: راكان طرابزوني يكتب لـ«الرجل» : القانون الأول
تجنب كثرة المستشارين واللجان، فذلك هدر للوقت ويزيد من الحيرة والبيروقراطية. فلا تستشر كل من حولك، ولا تُقِم المجالس واللجان لكل كبيرة وصغيرة. في الأمور المهمة والمصيرية حاول أن يكون لديك شخص أو اثنان تثق بحكمتهما في المجال المرتبط باتخاذ القرار، فلا يوجد شخص يفهم في كل شيء. وكما قيل سابقًا "ما خاب من استشار".
ثق بحدسك. الحدس مؤشر نفسي مهم في اتخاذ القرارات غالبا ما نتجاهله. ذاك الشعور الذي يخالجك تجاه قرار ما أو شخص ما، إما بالارتياح وإما بالنفور. ثق بحدسك. ومن ثم وبعد اتخاذ القرار، ثق بالله وتوكل عليه، واستخره.
"الكثير من القرارات يجب حسمها عندما يكون لديك 70% من المعلومات. إن انتظرت كي يكون لديك أكثر من 90% من المعلومات حتى تتخذ القرار فغالبًا ما ستكون قد تأخرت" - جيف بيزوس.