تعاني من زيادة في الوزن؟ لعل المشكلة في عقلك!
الوزن الزائد يرتبط بشكل مباشر بكمية السعرات المستهلكة مقابل تلك التي يتم حرقها، فعندما تميل الكفة للأولى فإن الدهون تتراكم وبالتالي يختبر الفرد زيادة في الوزن.
ولكن للعقل دوره الأساسي والمحوري فيها، فالألية التي تتناول فيها الطعام وتلك التي تتفاعل فيها مع المغريات والتأثيرات من حولك جميعها تؤثر على الوزن.
فمتى يصبح عقلك السبب في زيادة وزنك ؟
التفكير السلبي
عندما تنظر وبشكل دائم للنصف الفارغ من الكأس فإن هذه السلبية لا تؤثر فقط على صحتك النفسية وبالتالي صحتك القلبية ولكنها أيضاً تؤثر على عاداتك في تناول الطعام.
ولهذا السبب فإن جميع الإعلانات الخاصة بالحميات تقوم على إستغلال هذه المشاعر السلبية للأفراد وبالتالي تجعلهم يشعرون بسوء أكبر حول نظامهم الغذائي أو وزنهم الحالي وهكذا تحثهم على إنفاق أموالهم على المنتجات التي يتم الترويج لها، وعندما يفشل الشخص في خسارة الوزن فهو يشعر بسوء مضاعف وهكذا تستمر الحلقة المفرغة هذه.
المشكلة الأساسية هنا هي أن الأشخاص وعندما تفشل الحمية بجعلهم يخسرون الوزن يلومون أنفسهم ولكن الواقع هو ان الفشل لم يكن بسبب الشخص بل لان الحمية كانت فاشلة. ما لم يتمكن الفرد من التخلص من عقلية «الحمية» التي نعيش على وقعها منذ العام ١٩٦٠ ويتعلم تقبل جسمه مهما كان حجمه فهو لن يتمكن يوماً من السير وفق المخطط الذي وضعه لنفسه سواء لناحية خسارة الوزن أو عدم إكتساب كليوغرامات إضافية.
التوتر يتلاعب بالشهية
التوتر تأثيره كبير جداً على الوزن سواء لناحية خسارته أو إكتسابه. الأكل بسبب التوتر مصطلح مستخدم نطاق واسع وذلك لان هرمونات التوتر تسبب بفتح الشهية والرغبة بتناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات. على المدى القصير التوتر قد يؤدي عند البعض إلى فقدان الشهية وذلك لان جزء من الدماغ يسمى الوطاء يفرز هرموناً يسمى «الهرمون المطلق لموجهة القشرة» والذي يؤدي الى كبت الشهية، كما يرسل الدماغ إشارات الى الغدد الكظرية الموجودة فوق الكليتين كي تفرز هرمون الابينفرين الى ينتج رد فعل فيزيولوجي سريع يمنع الشخص من تناول الطعام. ولكن على المدى البعيد ومع إستمرار حالة التوتر فان الغدد الكظرية وبأمر من الدماغ تفرز هرمون الكورتيزول الذي يؤدي الى زيادة في الشهية وان لم يتخلص الشخص من التوتر فإن الافرازات ستبقى على حالها وقد ترتفع ما يعني زيادة في معدل تناول الطعام.
الإكتئاب والوزن ..علاقة بإتجاهين
عادة ما تسبب السمنة في إصابة الافراد بالإكتئاب ولكن ايضاً الإكتئاب يؤدي الى زيادة في الوزن. عندما يصاب الشخص بالإكتئاب فهو يشعر بالكسل وعدم الرغبة بالقيام باي نشاط يذكر ويميل الى تناول الطعام وذلك بسبب دور هرمونات التوتر التي تحدثنا عنها اعلاه، وفي حال قام الشخص بتناول الادوية المضادة للإكتئاب فان وزنه بطبيعة الحال سيزيد بشكل ملحوظ. الامر كله يرتبط بالتوتر المزمن، فهذه المشاعر تؤدي الى الإكتئاب وبالتالي زيادة في الوزن وتراكم الدهون بشكل كبير خلال مراحل التوتر خصوصاً في منطقة البطن.
عقلك يخاف من الجوع
من الناحية النظرية الأمر بسيط، لخسارة الوزن عليك ان تخفف من كمية الأطعمة المستهلكة أي ان تتناول كميات أقل مما تتناولها حالياً. ولكن بالنسبة للعقل الامر ليس بهذه البساطة، فعندما تقل كمية الاطعمة المستهلكة فان الجسم يدخل مرحلة الخوف من «المجاعة» وبالتالي يحاول كل ما بوسعه لجعلك تستهلك نفس كميات الطعام التي كنت تستهلكها سابقاً. المشكلة الأساسية ترتبط بتطور الجسم البشري، فالبشر طوروا أجساماً تحافظ على الوزن الزائد من أجل إستهلاك الطاقة في حالات المجاعة التي كانت تتكرر في العصور القديمة ولذلك فان أي خسارة ولو بسيطة في الوزن تدفع المهاد في المخ الى القيام بكل ما يمكنه القيام به من أجل حث الجسم على إستعادة ما فقده من وزن.
وفي حال إعتماد الحميات القاسية القائمة على تجويع الذات فان العقل يدفع بالجسم الى تخزين الدهون خوفاً من المجاعة ما يعني صعوبة بالغة في خسارة الوزن وأحياناً نتيجة معاكسة أي زيادة في الوزن رغم إعتماد الحمية.
تصنيف الأطعمة
همبرغر مع الجبن تربطنا به علاقة سلبية، قد نحبه ونتناوله ولكن في عقلنا نحن نصنفه في خانة الأطعمة التي تتسبب بالسمنة ولكننا في المقابل لا نصنف السلطة ضمن خانة السيء. عندما نصل الى مرحلة نتمكن فيها من التخلص من عقلية تصنيف الأطعمة وفق صفات السيء والجيد فحينها «سلطة» الأطعمة علينا ستصبح أقل. تناول الأطعمة لا يسير ضمن مبدأ «أبيض أو أسود» فهناك الكثير من المساحة الرمادية التي تعود علينا بالفائدة، وحين نسير في هذه المساحة سيصبح الفرد هو المسيطر على ما يتناوله والية تناوله لها.
تحرم نفسك متعة تناول الطعام
الغالبية تحرم نفسها من متعة تناول الطعام، فهي مثلاً تتناول تفاحة لانها مفيدة، لا لانها تستمتع بها والسبب هو ربط التفاحة بالحرمان من أمور أخرى قد يشتهيها الفرد. حين تصبح التفاحة بديلاً عن قطعة لذيذة من الكاتو فحينها بالتأكيد ستخرج خاسرة من المقارنة. جعل الطعام تجربة ممتعة بالنسبة للشخص ستجعل عقله حليفه لا عدوه الذي يعمل على جبهة مضادة. بطبيعة الحال الامر يحتاج الى الوقت وذلك لتحويل التجربة الى ما هو ممتع كما تحتاج الى الكثير من المرونة. أي إن كنت لا تحب الكرافس، لا تتناوله هناك عشرات البدائل الصحية التي قد تروق لك.