أسباب تمزّق عضلات الفخذ الخلفية.. وكيفية التعامل معها
قد تتمزّق عضلات الفخذ الخلفية نتيجة عدم الإحماء جيداً قبل التمرين، أو ربّما نتيجة ممارسة تمارين رياضية شديدة، وقد ينتج عن هذا التمزّق ألم حاد في الجزء الخلفي من الفخذ، يعقبه تورّم وكدمات، وقد يصحبه صعوبة في المشي أو الجلوس.
والتمزّق درجات، فقد يكون جزئياً أو كُلّياً، قد تنفصل معه أوتار العضلة عن موضع اتصالها بالعظام، وتختلف طرق علاج ذلك التمزّق حسب درجته، فما أسباب هذا التمزّق كي تتجنّبها؟ وما طرق علاجه؟
كيف تتمزّق عضلات الفخذ الخلفية؟
تُعدّ إصابة عضلات الفخذ الخلفية من الإصابات الرياضية الشائعة، فقد تتمزّق العضلات جُزئياً، وهذا يحدث عندما تمدّد ألياف العضلات وتتجاوز حدّها الأقصى.
وفي بعض الأحيان قد تكون إصابة العضلات شديدة لدرجة حدوث تمزّق كامل، وذلك في حالة تمزّق الوتر وتحرّكه بعيداً عن الحوض في الجزء العلوي من العضلة، وهذه الإصابة تكون شديدة للغاية؛ إذ خرجت العضلة من مكانها.
وعادةً ما يحدث تمزّق كامل في العضلات الخلفية للفخذ، عندما يكون هناك ثني مفاجئ لمفصل الورك مع امتداد مفصل الركبة، فعندما تنقبض عضلات الفخذ الخلفية في هذا الوضع، تتمدّد إلى ما يُجاوِز أقصى حدٍ متاحٍ لها، ما يُفضِي إلى تمزّقها.
وعادةً ما يصف الأشخاص تلك الإصابة كأنهم عانوا طعناً حاداً في الجزء الخلفي من الفخذ، أو كما لو كانوا تلقّوا رصاصة في أعلى الفخذ، وقد تحدث تلك الإصابة لأي فرد في منتصف العمر، وليس الرياضيّون فقط.
أسباب تمزّق عضلات الفخذ الخلفية
قد تُصاب عضلات الفخذ الخلفية أو تتمزّق بطرق عِدّة، وأكثرها شيوعاً التمدّد الزائد للعضلة، كما أنّ هناك أسباباً أخرى، مثل:
- الإرهاق بسبب ممارسة تمارين شديدة.
- تلقِّي ضربة مباشرة في الفخذ.
- عدم الإحماء جيدًا قبل التمرين.
- إصابة عضلات الفخذ الخلفية مسبقاً.
درجات إصابة عضلات الفخذ الخلفية
تختلف أعراض تمزّق عضلات الفخذ الخلفية، حسب درجة إصابتها، التي تضمّ، حسب "عيادة كليفلاند Cleveland Clinic":
- الدرجة الأولى: إرهاق العضلة، ويظهر في ألم منتشر في الجزء الخلفي من الفخذ، نعم، قد لا يؤثر في قوة فخذك، لكن قد يكون من الصعب تحريك ساقك.
- الدرجة الثانية: تمزّق جزئي، وهو أكثر إيلاماً من الدرجة الأولى، وقد يكون لديك بعض التورّمات والكدمات في ساقك، كما قد تتراجع قوتها.
- الدرجة الثالثة: تمزّق شديد، ويزداد الألم معه سوءاً، كما يكون هناك ألم عند اللمس، وتورّم وكدمات، وربّما تكون قد شعرت بفرقعة عندما أُصِيبت العضلات.
اقرأ أيضًا:كل ما تحتاج لمعرفته عن التمزق العضلي.. من الألم إلى الشفاء
أعراض إصابة عضلات الفخذ الخلفية
عادةً ما يُعانِي المُصابون بتمزّق عضلات الفخذ الخلفية ألماً حاداً مُفاجئاً، وقد يكون شديداً لدرجة يصعب معها المشي، وتشمل الأعراض الشائعة للتمزّق الكامل لأوتار عضلات الفخذ الخلفية:
- ألم حاد عن موضع التقاء الأرداف بالفخذ.
- صعوبة المشي.
- تشنّج في الجزء الخلفي من الفخذ.
- تورّم وكدمات في الجزء الخلفي من الفخذ، وقد تنتقل الكدمات لاحقاً إلى الساق.
- ضعف الساق، خاصةً مع ثني الركبة أو رفع الساق خلف الجسم.
- تنميل الساق نتيجة تهيّج العصب الوركي.
- صعوبة الجلوس، لأنّ حافة الكرسي ستضغط مباشرةً على موقع الإصابة.
وهذه الأعراض قد لا تظهر في بداية التمزّق، لكن بعد تمزّق الأوتار بالكامل، يظهر التورّم والكدمات الكبيرة في الجزء الخلفي من الفخذ.
تشخيص إصابة عضلات الفخذ الخلفية
تساعد الاختبارات التصويرية، مثل الأشعة السينية للورك أو الفخذ، أو التصوير بالرنين المغناطيسي على الوصول إلى التشخيص السليم ومعرفة:
- عدد الأوتار المتمزقة.
- نوع التمزّق إن كان كاملاً أم جزئياً.
- مقدار تراجُع أو سحب الأوتار عن مكانها الطبيعي.
علاج تمزّق عضلات الفخذ الخلفية
بدايةً لا ينبغي ممارسة أي نشاطٍ يُفاقِم إصابتك أو يزيد الألم في الجزء الخلفي من الفخذ بعد الإصابة، وتشمل طرق العلاج:
1. الراحة:
يجب إعطاء العضلة وقتاً كافياً للراحة، فهذه هي الخطوة الأولى في العلاج، لأنّ الراحة تساعد على تهدئة التورّم وتخفيف الالتهابات، وللتأكّد من حصول العضلات على راحةٍ كافية، قد تكون هناك حاجة أحياناً إلى استخدام العكازات لتقليل الضغط على العضلة.
2. تمارين الإطالة:
يمكن أن تبدأ تمارين التمدد أو الإطالة بعد الإصابة بفترة وجيزة، لكن لا يجب أن تمارِس ذلك بقوة، وإلّا فقد تُفاقِم تلك التمارين الإصابة، بل يجب أن تكون تمارين الإطالة لطيفة غير مؤلمة، وغالباً ما تساعد جلسة أو اثنتان من العلاج الطبيعي في إنشاء برنامج تمارين إطالة مناسب، ومع تقدّم الشفاء، تزداد القدرة على ممارسة التمرين، لكن لا ينبغي أن يُسبِّب التمرين ألماً.
3. العلاج الطبيعي:
يُوجِّه العلاج الطبيعي الرياضي للعلاج المناسب، وغالباً ما يستخدم المُعالِج الحرارة في بداية الجلسة قبل التمرين، وتمارين الإطالة لزيادة تدفّق الدم وتسخين العضلات، ولكن قد يجد كثير من الناس راحتهم مع طرق أخرى، مثل التحفيز الكهربائي والتدليك العلاجي، وقد يستفيد المُعالِج من البرودة بوضع عبوة باردة في نهاية الجلسة على موضع الإصابة، لتخفيف الالتهاب وتقليل الألم بعد العلاج.
فيما يجب أن يبدأ معظم الرياضيين التمارين العلاجية تحت إشراف اختصاصي العلاج الطبيعي في أقرب وقتٍ ممكن، وهذا قد يشمل الأنشطة مخفضة التأثير، مثل ركوب الدراجات وتمارين السباحة.
4. استخدام الثلج:
يُفِيد وضع الثلج على الأوتار المُصابة في المرحلة الحادة من التمزّق (الألم الشديد)، ثُمّ بعد الأنشطة البدنية عموماً، فهذا الثلج يساعد في تخفيف التورّم والالتهابات، ويُحفّز تدفّق الدم إلى المنطقة المُصابة.
5. التعريض للحرارة:
قد يساعد تسخين العضلات المصابة قبل أي نشاطٍ بدني على فك الأوتار وزيادة قابلية الألياف العضلية للتمدد، وذلك من خلال استخدام كمادات دافئة مثلًا أو عبوات حرارية، وهناك قاعدة عامة في هذا الأمر، وهي الاعتماد على الحرارة قبل التمرين، والبرودة أو الثلج بعد التمرين.
6. الأدوية المُسكِّنة للآلام
قد تساعد الأدوية المُسكِّنة للآلام في تسكين الآلام التي يُعانِيها المُصاب بتمزّق عضلات الفخذ الخلفية، مثل "إيبوبروفين"، فهي تُهدِّئ استجابة الجسم الالتهابية للإصابة.
اقرأ أيضًا:ماذا تعرف عن تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس؟.. إليك الأسباب وطرق العلاج
7. الجراحة:
نادراً ما تكون الجراحة خياراً علاجياً لتمزّق عضلات الفخذ الخلفية، وهذا قد يكون في حالة انفصال العضلة عن موضع اتصالها بالعظم، فالجراحة تكون ضرورية لإعادة إلصاق العضلة بمكانها الصحيح.
كم يستغرق التئام عضلات الفخذ الخلفية؟
تختلف مدة الشفاء من تمزّق عضلات الفخذ الخلفية حسب درجته:
- التمزّق من الدرجة الأولى والثانية: يستغرق التعافي منه 3 - 8 أسابيع، والراحة ضرورية خلال تلك الفترة.
- التمزّق من الدرجة الثالثة: يستغرق 3 - 6 أشهر بعد الجراحة، وقد يحتاج المصاب إلى استخدام العكازات لمدة 2 - 3 أسابيع بعد الجراحة، ويمكن لأغلب المُصابين المشي بدونها بعد شهرٍ من العملية الجراحية.
نصائح لتجنّب تمزّق عضلات الفخذ الخلفية
قد تساعدك بعض النصائح على تجنّب تمزّق عضلات الفخذ الخلفية خلال ممارسة التمارين، ومنها:
- ممارسة تمارين القوة بانتظام.
- الإحماء جيداً قبل النشاط البدني لمدة 10 دقائق.
- الهرولة بدلاً من الجري.
- ممارِسة تمارين رياضية سهلة.
- القيام بتمارين الإطالة والمرونة لمدة 3 - 5 دقائق قبل وبعد أي نشاطٍ بدني.