الحمية أم التمارين؟ أيهما أفضل لخسارة الوزن
الجدل الأزلي حول أي يعتبر الأفضل لخسارة الوزن الحمية أم التمارين الرياضية على ما يبدو وصل الى نهايته. الخبراء توصلوا وبعد دراسات عديدة الى النتيجة النهائية .
الحمية والتمارين هما المفتاح لخسارة الوزن وخاصة في شهر رمضان، ولكن هناك وسيلة فعالة أكثر من الأخرى حين يتعلق بخسارة الوزن، ليخرج الإنسان بجسم وصحة أفضل في شهر رمضان، وذلك في إطار حملة #رمضان_سيجعلني_أفضل، الذي أطلقها موقعي «الرجل» و«سيدي».
الفائز في معركة خسارة الوزن هو الحمية وإن كان الفوز لا يقلل بأي شكل من الأشكال من أهمية التمارين الرياضية ودورها في خسارة الوزن والإيجابيات التي تتركهاعلى الصحة البدنية والنفسية.
لماذا فازت الحمية ؟
السبب يرتبط بأن نتيجة التمارين الرياضية ترتبط بنوعية الطعام. فمهما كانت نوعية التمارين التي تمارسها فإن لم تكن تعتمد على حمية صحية فلا مجال لخسارة الوزن وعليه فان النشاط البدني يعتمد وبشكل أساسي على نوعية الطعام.
يضاف الى ذلك واقع أنه من دون تمارين رياضية يمكن خسارة الوزن، ولكن العكس غير صحيح، من دون حمية صحية لا يمكن خسارة الوزن من خلال ممارسة التمارين. في دراسة أجريت مؤخراً تبين بأن الذين يقومون بالنشاط البدني لثلاثين دقيقة أو أكثر يومياً هم الاكثر عرضة لكسب كيلوغرامات إضافية من الذين يقومون بنشاط بدني لمدة زمنية اقل.. فأين الخلل هنا ؟
دور السعرات الحرارية
بشكل أساسي من السهولة بمكان تجنب إستهلاك السعرات الحرارية الإضافية من محاولة حرقها. وعليه محاولة حرق ١٠٠ سعرة حصلت عليها من قطعة بسكويت سهل نسبياً ولكن حرق ١٢٠٠ سعرة حرارية حصلت عليها من الهامبرغر والبطاطا المقلية مسألة مختلفة كلياً لأنك ستحتاج الى ساعات لحرقها. وعليه الثلاثين دقيقة هذه لا فائدة منها ما لم يكن نظامك الغذائي صحي ويحتوي على كميات قليلة من السعرات الحرارية.
فكر بالأمر من هذا المنظور ٣٥٠٠ سعرة حرارية تحتاج الى المشي لـ ٥٦ كيلومتراً وهي مسافة طويلة تتطلب الكثير من الجهود. ولكن حين تمتنع عن تناول هذه الكمية من السعرات وتخفضها الى معدلات أقل فحينها أنت توفر على نفسك المشي لمسافات طويلة. كل ٥٠٠ سعرة حرارية تتفادى تناولها توفر عليك المشي لـ ٨ كيلومترات.
في دراسة أخرى شاملة حاول العلماء من خلالها القيام بتدقيق حسابي لكل الدراسات السابقة الموثوق بها، والتي تتعلق بالتمارين الرياضية وفقدان الوزن وكمية الطعام التي يصار تناولها، تبين بأن معدل حرق السعرات الحرارية ينخفض حين يعتمد الشخص على التمارين الرياضية فقط ولا يسير على الاطلاق بخط تصاعدي وبالتالي الوزن الذي يتم خسارته قليل. لكن حين يتم الإعتماد على حمية صحية قليلة السعرات الحرارية فان الوزن الذي يتم خسارته أكبر بكثير.
الكمية وتأثيرها
لو إفترضنا بأنك بدأت بإعتماد برنامجاً رياضياً جديداً ما سيحصل في حال لم تدخل اي تعديلات على نظامك الغذائي هو أن شهيتك ستتضاعف وستبدأ بتناول كميات اكبر مما كنت تتناولها قبل البدء بهذا البرنامج.
الغالبية الساحقة تقع في هذا الخطأ، تحرق السعرات الحرارية فتجوع فتتناول الأطعمة الدسمة وذلك لان الجسم يحتاج اليها ولانك من الناحية النفسية تظن بانك تستحق تناول هذه الأطعمة لانك قمت بواجبك. نصف ساعة على آلة المشي تحرق ٣٠٠ سعرة حرارية ولكن قطعة واحدة من الحلوى تجعل كل ذلك الجهد بلا أي فائدة تذكر.
قاعدة الـ ٧٥ ٪ الى ٢٥٪
قاعدة معروفة عليك ان تحفظها ظهراً عن قلب كي تتمكن من القيام بخيارات ذكية. خسارة الوزن هي عبارة عن ٧٥٪ حمية و ٢٥٪ تمارين رياضية. في دراسة شملت أكثر من ٧٠٠ شخص يحاولون خسارة الوزن تبين بأن الذين حصلوا على نتائج أسرع كانوا من الذين إعتمدوا حمية صحية، ولا نقصد بالحمية الصحية هنا حرمان النفس بل الإعتدال في تناول كل شيء. الذين إعتمدوا الحمية من دون تمارين رياضية ولمدة ١٥ أسبوعاً خسروا ١٥ كليوغراماً أما الذين اعتمدوا التمارين الرياضية فقط من دون أي تعديل في نظامهم الغذائي خسروا ٣ كليوغرامات خلال ٢١ أسبوعاً. السبب كما ذكرنا هو انه يسهل الإمتناع عن إستهلاك السعرات الحرارية ولكن حرقها ليس بهذه السهولة.
ماذا عليك أن تأكل ؟
الإعتدال هو الحل، فالحميات القائمة على حرمان النفس فاشلة تماماً حتى ولو تمكنت من خسارة الوزن خلال الفترات الأولى. تجويع النفس سيمنعك من الحصول على ما تحتاج اليه من مواد غذائية ضرورية وعليه لاحقاً ستكسب الوزن الذي خسرته حين يطالبك جسمك بتناول الأطعمة وعليه تفقد قوة الإرادة.
حالياً الحميات قليلة الكربوهيدرات توفر أسرع النتائج، لكن يصعب الإلتزام بها. لذلك عليك إيجاد التوازن بين كميات الكربوهيدرات التي تستهلكها مع الخضار والفواكه والبروتينات .
أليس الدمج بين الحمية والتمارين أفضل الحلول ؟
من دون شك، دمج التمارين مع النظام الغذائي صحي لا يسرع عملية خسارة الوزن فحسب بل ينعكس إيجابياً على صحتك البدنية والنفسية بشكل عام. فالتمارين الرياضية لا تحرق الدهون وتبني العضلات فحسب بل تحفز افراز هرمون السعادة الاندروفين. الهرمون هذا يعزز مشاعر «الانتصار» بسبب الانجازات التي قمت بها ما يرفع نسبة الإلتزام بنظامك الصحي الرياضي.
الخلاصة هي أنه في حال كان عليك الاختيار بين الحمية والتمارين لخسارة الوزن، فالحمية هي خيارك أما إن أردت الدمج بين الأمرين فعليك أن تملك الصبر لأنه خلال الستة الأشهر الاولى لا تتوقع خسارة إضافية كبيرة في الوزن بل ستتمكن من ملاحظة الفرق خلال العام الأول.