ما هو أفضل أوقات الحجامة في السُنة للرجال؟
الحجامة من العلاجات القديمة التي تعود للطب الصيني والشرق أوسطي التقليدي، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم باستخدامها في السُنة كذلك. استخدمها بعض الناس لتخفيف آلام الجسم المختلفة منذ آلاف السنين.
تعتمد بشكل أساسي على استخدام الأكواب على أماكن متفرقة من الظهر أم المعدة أم الذراعين أم الساقين أم أي منطقة مطلوب علاجها من خلال تنقية الدم من السموم والشوائب الفاسدة وتنشيط الدورة الدموية.
عُرفت عملية الحجامة بفوائدها الصحية العديدة للجسم، ما جعلها واحدة من العلاجات القديمة التي حققت شهرة واسعة نتيجة لندرة الوسائل العلاجية في القدم ونتائجها الفعالة والآمنة.
على الرغم من فوائد الحجامة المعروفة، إلا أنه لم تتوافر الكثير من الأبحاث المنشورة التي تقدم المعلومات الكافية حول ذلك. قد تساعد حقًا على تقليل الشعور بالألم، لكن الدليل على ذلك ليس قويًا جدًا.
مع ذلك، لا ينصح بإجرائها دون استشارة الطبيب المختص والتأكد من نظافة الأدوات المستخدمة وتعقيمها بشكل جيد.
ما هو أفضل أوقات الحجامة في السُنة للرجال؟
ورد في الأحاديث النبوية أفضل أوقات الحجامة، حيث جاء عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم قيقتله»، رواه ابن ماجة في سننه.
حول معنى هذا الحديث النبوي الشريف، فإن الحجامة يُحتم أن تكون في الأيام التى تحمل تواريخ فردية والتى تم تحديدها بـ «السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من الشهر العربي».
لم يكن هذا هو الحديث النبوي الوحيد عن أيام الحجامة، فوردت أحاديث آخرى، نهى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاحتجام في أيام السبت والأربعاء، فيما قيل أيضًا بأنه مستحب للاحتجام أن يكون يومي الاثنين والثلاثاء أيضًا.
اقرأ أيضًا: ماهي طريقة العلاج بالحجامة وأفضل أوقاتها؟
يوم الأربعاء يكره فيه الاحتجام وذلك بسبب نزول البلاء بسيدنا أيوب في هذا اليوم بالتحديد، ولكن هناك علماء أقروا بضعف تلك الأحاديث، وما تم تأكيده وليس عليه خلاف بأن الحجامة مستحبة في الأيام التى تحمل تواريخ فردية.
أفضل أوقات الحجامة الصيف أم الشتاء؟
يتساءل البعض عن أفضل أوقات الحجامة للتداوي، والحصول على سيولة أفضل في الدم داخل الأوردة والعروق، وإزالة الشوائب من الدم، لذا وجب علينا البحث عن أفضل وقت للحجامة الصيف أو الشتاء.
ويأتي الرد على ذلك من خلال قوله صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على شدة الحر بالحجامة»، وهو ما فسره البعض على أن الوقت الأفضل للتداوي بالحجامة في فصل الربيع.
لذا يمكن التداوي بالحجامة قبل دخول فصل الصيف مباشرة، وذلك من أجل تعزيز قدرة الدم على معادلة درجة الحرارة في الجسم، وأفضل أوقات التداوي بها كما ذكرنا في السابق تكون في أيام معينة وهي 17 و 19 و 21 من الشهر الهجري، والتى سنها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهو ما أثبتته الدراسات العلمية أن حرارة الجسم تكون ثابتة، ولا يوجد مريض في حاجة إلى الحجامة في فصل الشتاء، ولكن لا مانع من القيام بها في الشتاء.
وينصح الخبراء بأن تكون أوقات جلسات الحجامة العلاجية في الساعات الأولى من الصباح، في أيام 17 و 19 و 21 من كل شهر عربي، وينصح أيضًا ألا يتناول الأفراد المقبلون على التداوي بالحجامة أي شيء قبل الخضوع للجلسة مباشرة.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن الحجامة.. أوقات وفوائد وشروط الحجامة (إنفوجراف)
كيف يتم عمل الحجامة؟ وما هي أنواعها؟
يتم إجراء الحجامة من خلال الشفط بوضع الكؤوس على مواضع الألم، والاعتماد على شفط الدماء الفاسدة والشوائب الضارة في الدم، من أجل تحسين عملية سريان الدم في الأوردة والعروق وجميع أنحاء الجسم.
لكن هناك بعض الخطوات الهامة عند عمل الحجامة والتي تستلزم عدم تناول أي من المأكولات والمشروبات قبل جلسة الاحتجام بما لا يقل عن 3 ساعات، مع التأكد من نظافة الأدوات المستخدمة وتعقيمها جيدًا.
أنواع الحجامة
تنقسم الحجامة إلى نوعين هما:
1- الحجامة الرطبة: تُعرف كذلك بالحجامة الدامية وهي شقّ الجلد بواسطة مشرط معدني حاد، ثمّ توضع أكواب الحجامة على الجلد بعد التشريط، ثم يقوم المُعالج بتفريغها من الهواء لتنقية الدم من السموم والشوائب.
2- الحجامة الجافة: تُعرف أيضًا بحجامة الكؤوس وهي الأشهر في الطب الصيني البدل، تشبه الحجامة الرطبة دون استخدام المشرط لشق الجلد، فيتم نقل الأوساخ والميكروبات إلى الجلد للتخلص منها.
في أثناء تطبيق الحجامة بنوعيها، يضع المُعالج مادة قابلة للاشتعال مثل الكحول أم الأعشاب أم الورق في كوب ويشعل النار فيها، بعد أن تنطفئ النار، يضع الكوب رأسًا على عقب على الجلد.
عندما يبرد الهواء داخل الكوب، فإنه يخلق فراغًا، يتسبب هذا في ارتفاع الجلد واحمراره مع تمدد الأوعية الدموية، يُترك الكوب فوق الجلد لمدة تصل إلى 3 دقائق.
اقرأ أيضًا: 4 علاجات طبيعية من الطب الصيني لحياتك اليومية
فوائد الحجامة والأمراض التي تعالجها
تشمل فوائد الحجامة، حسب موقع "everydayhealth":
1. تخفيف الألم
كثيرًا ما تُستخدَم الحجامة بين الرياضيين وغيرهم مِمّن يُعانُون آلام العضلات، وأشارت بعض الأبحاث إلى أنّ الحجامة يُمكِن أن تُعِين على تعافي العضلات.
فقد وجدت دراسةٌ صغيرة أُجريت على 12 شخصًا، نُشرت في مجلة "Frontiers in Bioengineering and Biotechnology" في عام 2011، أنّ الحجامة كانت وسيلة فعالة لعلاج إجهاد العضلات بعد 24 ساعة من تمرين العضلة ذات الرأسين في المختبر.
كذلك تُقلِّل الحجامة الألم المزمن، ففي مراجعة بحثية لـ26 دراسة نُشِرت في نوفمبر 2018 في "Revista Latino-Americana de Enfermagem"، وجد المؤلفون أنَّ العلاج بالحجامة أظهر نتائج إيجابية في علاج آلام الظهر المزمنة.
ووجدت مراجعة أخرى، في عدد 2018 من "BMJ Open"، أنَّ الحجامة أدّت إلى انخفاض كبيرٍ في الألم، وتحسين نوعية الحياة لدى المُصابِين بآلام الرقبة.
2. علاج الصداع
نظرت إحدى الدراسات في 70 شخصًا يُعانُون التوتر المزمن أو الصداع النصفي، ووجدت أنّ أولئك الذين خضعوا للحجامة، انخفض متوسط شدة الصداع عندهم بنسبة 66%، كما شهِد المشاركون انخفاضًا في عدد مرات تكرار الصداع الذي يُعانُونه شهريًا بمقدار 12.6 يومًا.
ووجدت دراسةٌ نُشِرت في 2019 في البحوث الطبية الحيوية والعلاج "Biomedical Research and Therapy"، أُجريت ل132 شخصًا، أنَّ أولئك الذين عُولِجوا بالحجامة، انخفضت لديهم شدة ألم الصداع النصفي، مقارنةً بمن لم يتلقّوا الحجامة.
اقرأ أيضًا: "الحجامة" في أولمبياد طوكيو.. امتداد للطب البديل في عالم الرياضة
3. علاج التهاب المفاصل
تُخفِّف الحجامة أعراض التهاب المفاصل، فقد قارنت إحدى الدراسات آثار الحجامة مع الباراسيتامول "مُسكِّن للألم" لدى 20 شخصًا يُعانُون خشونة الركبة.
وقد خضع من هم في مجموعة الحجامة الجافة لـ11 جلسة على مدار أسبوعين، بينما تلقّى باقي المشاركين 650 مغم من الباراسيتامول 3 مرات في اليوم لنفس المدة الزمنية.
وفي نهاية الدراسة، وجد الباحثون أنَّ من خضعوا للعلاج بالحجامة نتائجهم أفضل من ناحية الألم والتيبُّس الصباحي وتورُّم المفصل، مقارنةً مع من حصلوا على الباراسيتامول، ما يُدلِّل على فوائد الحجامة لتخفيف التهاب المفاصل.
4. تخفيف الإرهاق وتحسين المزاج
تقول "لانا بوتنر"، طبيبة العلاج الطبيعي وأخصائية الوخز بالإبر ومقرها مدينة نيويورك: " إنَّ الحجامة يُمكِن أن تُساعِد على تخفيف التوتر، وزيادة الاسترخاء والهدوء، وحتى قد تُساعِدك على النوم".
ورغم قلة الأدلة العلمية على هذه الحقيقة، لكن هناك بعضها الذي يدعم تلك الفوائد، فقد فحصت دراسةٌ أُجريت في أغسطس 2020 في العلاجات التكميلية في الممارسة السريرية "Complementary Therapies in Clinical Practice" 91 شخصًا يُعانُون متلازمة التعب المزمن، ووجدت أنَّ 5 جلسات من الحجامة خفّفت التعب، وحسَّنت المزاج والنوم، وقد كانت النتائج أوضح بعد 10 جلسات حجامة.
5. علاج متلازمة النفق الرسغي
كشفت دراسةٌ أُجريت على 52 مريضًا يُعانُون متلازمة النفق الرسغي وآلام الرقبة والكتف المرتبطة بها، وقد عالج الباحثون 26 شخصًا بحجامة رطبة في منطقة الكتف، ونحو 26 آخرون بكمادات دافئة في نفس المنطقة.
وجد الباحثون أنّ أولئك في مجموعة الحجامة كان ألمهم أقل بعد أسبوع من جلستهم، مقارنةً بمن استخدموا الكمادات الدافئة.
وفي دراسةٍ أخرى أُجريت على 56 شخصًا يُعانُون متلازمة النفق الرسغي، وقد نُشِرت في يوليو العام 2019، وقد عُولِج نصفهم بالعلاج الطبيعي التقليدي، بينما تلقّى النصف الآخر نفس العلاج الطبيعي بالإضافة إلى الحجامة في منطقة المعصم.
وجد الباحثون أنَّ أولئك في مجموعة الحجامة قلّت شدة الأعراض لديهم، مقارنةً بمن تلقّوا العلاج الطبيعي وحده، ومِنْ ثَمَّ استنتجوا أنّ الحجامة قد تكون علاجًا تكميليًا فعالًا لمتلازمة النفق الرسغي.
اقرأ أيضًا: فوائد الحبة السوداء في الطب البديل
6. فوائد أخرى
كذلك من فوائد الحجامة أيضًا:
- تحسين الدورة الدموية.
- طرد السموم.
- تخفيف القلق.
- تخفيف علامات التمدُّد والندب.
- المساعدة في علاج الاحتقان والربو.
- تحسين الهضم.
ما هي أضرار الحجامة؟
على الرغم من فوائدها الصحية المعروفة، قد تؤدي الحجامة إلى بعض الآثار الجانبية التي لا تعد شديدة الضرر، منها:
- قد تترك الحجامة علامات مؤقتة على الجلد.
- يمكن أن تسبب الحجامة آثارًا جانبية مثل استمرار تغير لون الجلد، والندبات، والحروق، والالتهابات، وقد تؤدي إلى تفاقم الاكزيما أو الصدفية.
- يمكن أن تتفاقم الآثار الجانبية للحجامة في بعض الحالات النادرة، فتتسبب في النزيف داخل الجمجمة (بعد الحجامة على فروة الرأس)، وفقر الدم الناتج عن النزيف (بعد الحجامة الرطبة المتكررة).
اقرأ أيضًا: علامات تمدد الجلد الحمراء والبيضاء.. ماهيتها والفرق بينها
نصائح قبل وبعد الحجامة
نصائح قبل الحجامة
- إخراج صدقة، لما ورد في السُنّة عن أنّها تُساعِد في العلاج والمداواة وإزالة المصائب.
- الاستحمام قبل ساعة أو أكثر من جلسة الحجامة.
- إكمال جميع الأعمال الشاقة لديك قبل جلسة الحجامة.
- يجب إجراء الحجامة على معدة فارغة، ويُفضّل أن تكون في الصباح، لذلك ينبغي عدم تناول طعامٍ ثقيل في الليل، فإن لم يكُن ذلك ممكنًا، فمن الأفضل الامتناع عن الأكل قبل الحجامة ب2 - 3 ساعات.
- ارتداء ملابس مناسبة لجلسة الحجامة، فقد يُطلَب من المرء خلع الجزء العلوي من الملابس أو أي قطعة أخرى بعد التقييم؛ اعتمادًا على حالة المرء ومتطلّباته.
- ينبغي حلق المناطق التي ستُستخدَم عليها الحجامة، والتأكّد من خلوها من الشعر.
- إحضار تقاريرك الطبية وقائمة بجميع الأدوية الموصوفة في جلسة الحجامة.
- لا داعي لتناول مُسكّنات الألم قبل جلسة الحجامة، فهي تُساعِد على ذلك.
- إذا كُنتَ مُصابًا بمرض السكري، فينبغي ضبط مستويات السكر لديك قبل حضور أي جلسة حجامة.
نصائح بعد الحجامة
- شُرب العسل ممزوجًا بالماء، مع الكثير من السوائل.
- تجنُّب منتجات الألبان واللحوم الحمراء لمدة يومين، إذ يحتاج هضم هذه الأطعمة إلى مستويات أكبر من الطاقة وتدفُّق مزيدٍ من الدم إلى الجهاز الهضمي، ما يُقلِّل تدفُّق الدم إلى المناطق المحجومة ويُبطِئ عملية الشفاء.
- تجنُّب الاستحمام لمدة 24 ساعة.
- وضع زيت البذور السوداء أو أي كريم أو سائل مضاد للبكتيريا على مناطق الحجامة لتخفيف الحكّة والمساعدة على الشفاء، وتخفيف الندب، وتقليل خطر الإصابة بالعدوى، ويُفضّل تكرار ذلك 2 - 3 مرات يوميًا إلى أن تلتئم المناطق المحجومة.
- تجنُّب الأنشطة البدنية الشاقة.
- تجنُّب الجماع لمدة 24 ساعة.
- تجنُّب الساونا أو غرفة البخار، وصالة الألعاب الرياضية لبضعة أيام.
مَن لا يُسمَح لهم بالحجامة؟
بدايةً لا ينغي للسيدات الحوامل الحصول على الحجامة، لجهل الباحثين بتأثيراتها على الحمل، كما يجب تجنُّب الحجامة أيضًا في حالة:
- فقر الدم.
- زرع جهاز تنظيم ضربات القلب.
- اضطرابات النزيف، مثل الهيموفيليا.
- مشكلات تخثر الدم، مثل الجلطات العميقة في الأوردة.
- سبق الإصابة بسكتات دماغية.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الأمراض الجلدية، بما في ذلك الإكزيما والصدفية.
-الصرع.
تابع كل جديد عبر منصتنا على: