هل تكشف خبر حصولك على عرض عمل لزملائك في العمل؟
يصلك عرض عمل من شركة ما، تشعر بالسعادة والفرح لأن العرض المقدم لك ممتاز، ناهيك عن واقع أن اهتمام أي جهة كانت بالحصول على خدماتك هو إطراء واعتراف بمهاراتك. بعد نشوة السعادة تعود إلى أرض الواقع وتبدأ بالتساؤل عما إن كان عليك أن تخبر مديرك أو أي زميل من زملاء العمل حول العرض الذي تلقيته. من جهة أنت لا تريد أن تعلن ذلك الخبر؛ لأنك ما زلت في مرحلة عدم اليقين، ومن جهة أخرى تشعر وكأنك مخادع بحكم أنك تخفي هكذا معلومة هامة عن الاخرين.
الموقف هذا ليس سهلاً، وهناك الكثير من الأمور التي يجب وضعها بالحسبان قبل أن تقرر ما إن كان عليك أن تخبر الجميع بحصولك على عرض العمل. تذكر وبشكل دائم بأن الظروف التي تحيط بعروض العمل تختلف بين شركة وأخرى وهي مفتوحة لجميع أنواع الترجمات والتفسيرات، فمديرك مثلاً وبشكل دائم سيتساءل حول الجهة التي بادرت، فهل الشركة بالفعل بادرت أم قمت أنت بالمبادرة. وحين يفرض الشك نفسه لا مجال لعودة الأمور إلى ما كانت عليه.
في حال قبلت عرض العمل
المشاركة يمكنها أن تتم في حال كنت تملك عقد عمل قمت بتوقعيه مع الشركة الجديدة وتملك خطة واضحة للانتقال إلى عملك الجديد. وفي هذه الحالة عليك أن تبلغ الشركة وتقوم بمنحهم مهلة زمنية كي يجدوا البديل عنك. حين يتعلق الأمر بزملاء العمل فالحذر واجب أيضاً، حتى ولو كنت قد أبلغت مديرك. فلا داعي لمشاركة أي تفاصيل لا يحتاجون إلى معرفتها وتتعلق بمنصبك الجديد أو عملك الجديد.
ما تطبيق "GetMuv" الذي استثمرت فيه "أرامكو" بـ1.5 مليون دولار؟
في حال لم تكن قبل قررت أو رفضته
في هذه الحالة أفضل مقاربة ممكنة هي عدم كشف أي معلومة كانت حول عرض العمل الذي تلقيته. في حال لم تكن قد حسمت أمرك بعد فإن الحديث عن العرض سيؤثر عليك سلباً.. وفي كل مرة تشعر فيها بالإغراء لمشاركة هذه المعلومة مع الآخرين اسأل نفسك: "ما هي الرسالة التي أرسلها للاخرين بالحديث عن هذا الأمر؟".
من الناحية النظرية الموظف المخلص والذي يشعر بالرضا في مكان عمله ليس من النوع الذي يشير إلى اهتمامه بعروض عمل أخرى خارج الشركة. وعليه فالحديث عن الأمر سيؤثر على معنويات الفريق والإنتاجية.. بعض الزملاء سيشعرون بخيبة الأمل، البعض الآخر سيتفاجأ، وحتى إن البعض الآخر سيشعر بالغيرة. في المقابل مديرك سيشكك بالتزامك بدورك وبإخلاصك للشركة ،وسيشعر بالقلق حول الرسائل التي ترسلها لزملاء العمل من خلال فعلتك تلك.
حتى ولو كنت تخطط لرفض عرض العمل فإن كشف الأمر للزملاء سيبدو وكأنك تتبجح، وأو محاولة ملتوية من أجل التفاوض على شروط أفضل وبالتالي تحسين وضعك لا بسبب مهاراتك وإنما بسبب العرض الذي حصلت عليه.
بغض النظر عن الظروف التي تحيط بعرض العمل، الحديث عن الموضوع سيجعل الآخرين يضعون بالحسبان إمكانية رحيلك، سواء كانت تلك الإمكانية حقيقة أم غير حقيقة، وهذا ما سيجعل الثقة بك تتراجع.
تريد استخدام عرض العمل للتفاوض؟في حال قررت أنك تريد استغلال هذه الفرصة الذهبية من أجل التفاوض على شروط أفضل في مكان العمل لأنك لا تريد ترك وظيفتك الحالية، فحينها عليك مناقشة الأمر مع مديرك. ولكن ما عليك معرفته هو أن القيام بهذا الأمر سيؤثر على العلاقة بشكل سلبي، وهناك نسبة كبيرة أن يشعر المدير بالإهانة. الحذر واجب هنا وعليك عدم المبالغة باستغلال ما تملكه، وفي الواقع لا يمكن توقع رده، فهو قد يبلغك بأن الشركة لا تملك ما تقدمه لك، ويمكنك القبول بالعرض، أو قد يبلغك بأنه لن يقوم بتحسين وضعك، ويمكنك إما البقاء أو الرحيل، وفي كلتا الحالتين ستخرج خاسراً من المفاوضات تلك. وفي أفضل سيناريو ممكن قد تحصل على ما تريده، ولكن العلاقة مع المدير ستتأثر وبشكل دائم، ولن يتمكن من استعادة الثقة بك.
قبل التفاوض عليك أن تحدد ما الذي تريده، فهل تسعى لمزيد من المال، مسؤوليات إضافية، ترقية من نوع ما؟ في حال كانت هذه الأمور التي ستطالب بها عليك أن تكون مرناً كما عليك أن تملك بعض الأمور التي يمكنك وبسهولة التنازل عنها، حينها المدير سيشعر بأنه كسب أمرا ما، وكانت له اليد العليا بحصوله على هذه التنازلات.
عند التفاوض عليك أن تتحدث مع المدير بشكل إيجابي والالتزام بالوقائع والابتعاد كلياً عن المشاعر. قم بشرح الأسباب التي تجعلك تكترث لمنصبك الحالي في الشركة والدور الذي تقوم به ورغبتك بالتقدم والتطور في الشركة والمجالات التي تشعر فيها بانه هناك مجال لإحداث تغييرات بناءة. عليك أن تستعد نفسياً لإمكانية عدم سير المحادثة كما خططت لها أو كما توقعت، كما عليك أن تضع بالحسبان إمكانية مغادرتك للعمل بعد تلك المحادثة، لذلك الأفضل هو أن «تنتهي» العلاقة بشكل ودي.
المصدر: ١