كيف تزيد ثقتك في نفسك دون الدخول إلى عالم الغرور الوقح؟
نحن نعيش في العالم يُمجد الثقة ويحتفي بالاعتداد بالنفس، لهذا السبب فإن الأشخاص القادرين على تمجيد أنفسهم وخلق هالة من الضوء حولهم قادرين على تحقيق نجاح أكبر في مسيرتهم المهنية مقارنة بأقرانهم الأكثر تواضعًا، وهذا بدوره يفسر انتشار القادة النرجسيين حولنا.
وفي أغلب المجتمعات، هناك بعض الأشخاص قادرين على تحقيق النجاح عندما يقنعون أنفسهم بأنهم موهبون رغم أنهم ليسوا كذلك في حقيقة الأمر.
ويوجد خط رفيع جدًا بين الثقة بالنفس التي تساعدك على تحقيق ما تطمح إليه، والغرور الذي سوف يمنعك من القيام بأي شيء، لأنك تشعر في قرارة نفسك أنك شخص عظيم لست في حاجة إلى تحسين أي شيء، كما أنه يدفعك إلى الاستهتار بتعليقات الآخرين وانتقاداتهم لك، ما يحولك في نهاية الأمر إلى شخص وقح ومغرور يصعب التعامل معه أو حتى النظر في وجهه.
ولمساعدتك على زيادة ثقتك بنفسك دون أن تكون وقحًا أو مغرورًا، نقدم إليك مجموعة من النصائح التي تساعدك ذلك والتي تتضمن بعض حركات لغة الجسد التي تجعلك تبدو أكثر ثقة بنفسك، وأكثر ايمانًا بمواهبك ومهاراتك:
ساعد الآخرين على انتقادك
المجتمعات المتحضرة تتطلب درجة من التأدب والدبلوماسية، ونحن نميل إلى فعل ذلك عندما نكون نتعامل مع أشخاص مهمين، وهنا يصبح الأشخاص حريصين جدًا في كل تصرفاتهم وأفعالهم، ما يجعل امكانية وقوعهم في الخطأ محدودة.
وعندما يحدث هذا في العمل، فإننا بهذه الطريقة لن نستطيع التطوير من أنفسنا أبدًا، لأننا نعطي أنفسنا احساسًا زائفًا بأننا ليس لدينا أي عيوب، كما أننا نعيش في وهم بأننا نقوم بعمل جيد، بينما قد نكون لا نفعل ذلك، لهذا السبب عليك أن تسمح للآخرين بانتقادك، على سبيل المثال عوضًا عن أن تسأل مديرك أو زميلك في العمل ما إذا كان العمل الذي قمت به جيدًا، اسأله بصراحة وبوضوح كيف يمكن أن تنفذ نفس المهمة بطريقة أفضل أو ما الذي يمكنني فعله المرة القادمة حتى نحصل على نتائج أفضل.
سوف يساعدك انتقاد الآخرين لك على التطوير من نفسك، والتخلص من بعض العيوب والمشاكل التي تعاني منها، والتي بمجرد تخلصك منها سوف تصبح أكثر ثقة بنفسك.
قارن بينك وبين من هم أكثر نجاحًا وموهبة منك
رغم أن مقارنة نفسك بالأشخاص الأكثر موهبة وشهرة ونجاحًا وتقديرًا أمر مؤلم بلا أدنى شك، فإن الأبحاث أشارت إلى أن ذلك يجعلك أكثر إنتاجية ونجاحًا في كثير من الأحيان.
تقبل الحقائق وتعامل معها
قد يكون تفكيرك في الفشل أو الشعور بأنك فشلت في شيء ما مؤلمًا ومؤذيًا جدًا لك، ما يجعلك تميل أكثر إلى خداع نفسك حتى تعتقد أنت والمحيطين بك بأن كل شيء يسير على أكمل وجه، لذا من الضروري أن تكون واقعيًا وأن تتقبل الحقيقية والواقع بغض النظر عن شعورك بانعدام الرضا عن نفسك، فقد أكد العلماء والباحثين على مدار الأعوام الكثيرة الماضية أن أحد أفضل الطرق لتجاوز الأزمات وحل المشاكل هي قبول الحقائق والتعامل معها.
لذا إذا كنت غير راضِ عن أدائك في العمل، ولا تشعر بالرضا إزاء الطريقة التي نفذت بها العمل فمن الضروري أن تركز على كيفية التحسين من نفسك، وأن تبذل قصارى جهدك حتى تتحسن فيما فشلت فيه، وحتى لا تكرر أخطائك نفسها في المستقبل.
كيف تستخدم لغة الجسد لكي تبدو أكثر ثقة بنفسك؟
لغة الجسد سلاح فعال من الضروري استخدامه خلال عملنا على تحقيق أهدافنا، وفيما يتعلق بالثقة بالنفس فإن هناك الكثير من الحركات الجسدية التي يمكن استخدامها لجعل الأشخاص الآخرين يشعرون بأننا واثقة في أنفسنا، ومنها ما يلي:
ابتسم
قد يبدو الابتسام دون سبب محدد أمر سخيف، ولكن بطريقة ما فإن أدمغتنا قادرة على التأثر بالابتسامة وتلقي إشارات تشعرنا بأن هذا الشخص واثقًا بنفسه، وأنه يشعر شعورًا جيدًا حيال نفسه.
افرد ظهرك قدر المستطاع
عليك أن تقف مستقيمًا وأن تفرد ظهرك قدر المستطاع، فإن هذا يجعل الأشخاص المحيطين بك يشعرون بأنك شخص معتد بنفسك وأنك واثق في شكلك ومظهرك، على العكس فإن الانكماش وثني الظهر من شأنه جعل الآخرين يشعرون بأنك غير راضي عن نفسك وتشعر بالخجل من شيء ما.
لا تستخدم يديك كثيرًا
عندما يشعر الناس بالتوتر أو القلق فتجدهم يحركون أيديهم بسرعة ويستخدمونها كثيرًا، لهذا السبب فإن الشخص الواثق في نفسه لا يستخدم يديه كثيرًا، ونادرًا ما يحركها بسرعة أو بطريقة انفعالية.
قم بفعل الأمور ببطء
قم بفعل الأمور ببطء وخذ الوقت الكافي لاتمامها، كما أن أدمغتنا تشعر أن الأشخاص الذين يقومون بالأمور ببطء أكثر دقة، وأنهم قادرين على القيام بالأمور بطريقة صحيحة.