رجل الأعمال السعودي سليمان الجابري تجارة المواشي تشرفنا
علي المقبلي - جدة
تجربته فيها حيوية البحث عن أفضل السبل، للوصول إلى تحقيق الاماني التى تكبر كلما خاض غمار التجربة وتعمق فيها بروح المكافح الذي يعمل بصمت، ليكبر ويبني اساساً راسخاً للابناء يستطيعون من خلاله اكمال مسيرته وتطوير العمل الذي بدأه بعصامية ورجولة وصبر وقدرة متجددة. حكايته تعبّر عن اسلوب في الحياة، وهو اسلوب الانسان العصامي الذي يبني بجهده. انه الشيخ سليمان بن سعيد الجابري أكبر مستثمر لقطاع المواشي في السعودية، ورئيس لجنة تجار المواشي في الغرفة التجارية الصناعية بجدة.نشأ في عائلة عريقة في تجارة المواشي، واستقى مبادئها على يد والده سعيد الجابري، وتواترت تجارة المواشي من الأجداد والآباء. وكانت تجارة محلية داخل المنطقة الغربية فقط، وما زالت تلك التجارة تنمو وتزدهر مع ازدهار النهضة الاقتصادية في السعودية، حتى عام 1977، حيث تولّى سليمان بن سعيد الجابري زمام الأمور، فأسّس مؤسّسة سليمان سعيدالجابري، وما زال يسقيها بكدّه وإخلاصه وتفانيه في عمله، جاعلاً المولى ـــ عزّ وجلّ ـــ أمام ناظريه ساعياً للارتقاء بتجارته لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، فاستطاع توسيع نشاطه والاتجاه إلى الاستيراد من الخارج، حتى أصبحت شركته - بعون الله وكرمه - أكبر مستورد للمواشي الحيّة في السعودية، وتعدّ اليوم مجموعة الجابري نموذجاً لكيان اقتصادي ناجح بدأ بخطوة وصل إلى القمة، بدأت بسواعد وطنية حملت على عاتقها خدمة هذا الوطن وتطويره.
تطورت مع الزمن حتى أصبحت من القطاعات الرائدة في مجال عملها، يؤمن الجابري أن الكيانات لاتقوم إلا بسواعد أبنائها انطلق في مهنة تجارة المواشي من حديث شريف؛ لايحب الحديث عن أعماله الخيرية التي يعرفها كثير من الناس، الجابري محتسب فيها الاجر عند الله. منذ عشرين عاماً يعمل في خدمة ضيوف الرحمن، من خلال تأمين الهدي والاضاحي لمشروع المملكة، للإفادة من لحوم الهدي، حتى أصبح أكبر مورد للبنك الاسلامي، ويحمل همّ توفير الامن الغذائي للسوق السعودي، من خلال أستيراد أكثر من ثلاثة ملايين رأس في العام الواحد.
تفاصيل كثيرة يسردها الشيخ سليمان الجابري في هذا الحوار ؟
*كيف دخلت عالم التجارة، وتحديداً تجارة المواشي؟
انطلقت في تجارة المواشي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأم هانئ "اتخذي غنماً فإنها تروح بخير وتغدو بخير". وهذا ما علمني إياه ابي، وما علمته لأبنائي.مهنتا نتشرّف بها، فما من نبيّ الا ورعى الغنم، كما اننا عندما نربّي الماشية نحتسب الأجر فيها عند الله، لأن في كل كبد رطبة اجراً، كما اخبرنا خير من رعى الغنم - صلى الله عليه وسلم -هذا هو سرّ توفيقنا ونجاحنا في قطاع المواشي، وهو قاعدة نجاحنا في القطاعات والأنشطة الأخرى لشركة الجابري القابضة، والتي لم يؤثر توسعنا فيها في النشاط الأساسي للشركة، بل كانت انشطة مكمّلة لتكون شركة الجابري القابضة الشركة الرائدة الاولى في قطاع المواشي في المملكة العربية السعودية والخليج العربي.
* كيف أثرت التنشئة الأسرية في تكوين ملامح شخصيتكم وخياراتكم المهنية؟
كانت النشأة في أسرة تعمل في مجال تجارة المواشي، وهي تجارة ورثها الآباء عن الأجداد، وبدأت في سن مبكرة في مساعدة الوالد في هذه التجارة، وهو من حبّب إليّ العمل فيها، وقربي الشديد منه ساعدني على اكتساب الكثير من القيم التي كانت بوصلتي نحو النجاح، ومن أبرزها الصدق والإخلاص وتقوى الله، وكانت هذه هي المبادئ التي سرنا - وما زلنا - نسير عليها في عملنا ونورثها لأولادنا من بعدنا.
*هذا يقودنا إلى سؤال إلى ماذا يطمح سليمان الجابري؟
لن يقف طموحنا عند هذا الحد، بل أن تكون شركة الجابري القابضة الرائدة بمنطقة افريقيا والشرق الاوسط في قطاع المواشي، بالتوسع بالمشاريع ذات البعد الاستراتجي،التي تسهم في انتاج الماشية، وتوفير الأمن الغذائي للمملكة العربية السعودية؛ لذا أدعو الله عزّ وجلّ أن تواصل شركة الجابري القابضة، مسيرتها والإسهام في ازدهار اقتصادنا الوطني وتعزيز التنمية لأبنائنا ومجتمعنا.
*هل لك أن تحدثنا عن البدايات في هذا القطاع الذي يهمّ شريحة كبيرة من الناس في وقت عزف عنه كثير من رجال الأعمال؟
بدات العمل في قطاع المواشي في سن الثالثة عشرة، وكنتأجمع بين الدراسة والعمل مع والدي، كما غرس فيّ والدي الشيخ سعيد الجابري موروث الاجداد من مفاهيم وأسس هذه التجارة. وفي عام 1977 أسست مؤسسة سليمان سعيد الجابري التجارية، التي اقتصر نشاطها حين ذاك على تجارة التجزئة فى المواشي . وقد شهدت أعمال المؤسسة توسعاً مع النهضة الاقتصادية التى شهدتها المملكة العربية السعودية، مما فتح آفاقاً جديدة للمجموعة في هذا القطاع للاستيراد المباشر من الخارج من القرن الافريقى والسودان وتركيا واستراليا.وفي عام 1984، كانت النقله النوعية فى أعمال المجموعة، حيث اصبحت المؤسسة أحد موردي اغنام مشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والاضاحي، وقد كسبت الثقة لتكون المورد الرئيس للمشروع في العشرين سنة الماضية،وأدت زيادة الحصة السوقية للمجموعة إلى ان تؤسس منظومة متكاملة من الانشطة التي تخدم هذا القطاع، فقامت بإنشاء قسم لقطاع النقل البحري وبناء اسطول من سفن نقل المواشي، وإنشاء قسم لقطاع النقل البري بتزويده بشاحنات لنقل المواشي براً، وإنشاء مشاريع زراعية ومصنع اعلاف.ولزيادة التنوع الاستثماري للمجموعة وتنوع مصادر الدخل، قامت بالاستثمار فى القطاع العقاري، وذلك بإنشاء شركة الجابري العقارية.وفي عام 2012، تم توحيد المؤسسات والشركات ذات الانشطة المختلفة، لتكون تحت مظلة واحدة بتأسيس شركة الجابري القابضة.
*لكل رجل أعمال ناجح رؤية وسالة وأهداف، ما رؤيتكم المستقبلية ؟
نسعى إلى أن تكون الشركة رائدة فى قطاع المواشي على مستوى المنطقة،ونستخدم كل الموارد المتاحة لتوفير الأمن الغذائي للمملكة العربية السعودية، وأن نكون أكثر شركات القطاع نجاحاً محلياً وعالمياً، من خلال توفير أجود أنواع الماشية، وبأسعار تنافسية، وبنظام اداري ذي كفاءة عالية.وعلى رغم التوسّع الذي شهدناه خلال العقود الاربع الماضية، يظل التزامنا بقيمنا الأساسية راسخاً كما هو، وكل ما نقوم به يرتكز على مخافة الله ومراقبته، على ان تتسم معاملتنا مع الاخرين بأعلى درجة من الامانة والثقة ادارةً وافراداً، وشغفاً بخدمة المجتمع، ونلتزم بتلبية كل احتياجات السوق، ونتحلى بروح التواضع فكراً وممارسة، في كل ما نقوم به. ونرعى الابداع والتجربة والسعي الحثيث، للحصول على أفضل النتائج،حتى نكون فى المقدمة.
شركات الجابري
الجابري شركة وطنية متخصّصة في استيراد المواشي الحيّة، وهي المورد الرئيس لمشروع المملكة، للإفادة من الهدي والأضاحي، وهي كذلك صرح من صروح النقل البري والبحري للمواشي، بأسطول يزيد على100 شاحنة نقل، وثماني بواخر ذات حمولات مختلفة، وهي مجهزة بأحداث التقنيات لنقل الماشية واستيرادها، سواء من الدول المجاورة مثل السودان والصومال، أو للنقل من الدول البعيدة، مثل استرالياوتتنوّع نشاطات شركة الجابري في الأوجه التالية: استيراد المواشيونقلهابراً وبحراً. بيع المواشي في الأسواق المحلية والفروع الخارجية.تربية المواشي وتسمينها،حيث تمتلك الشركة أكبر مشروع لتربية المواشيوتسمينها،على مستوى الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والمساهمة في إنشاء المشاريع الزراعية لإنتاج القمح والبرسيم والذرة في الدول المجاورة، وخاصة في السودان. وإنتاج الأعلاف اللازمة لتغذية المواشي بالمواصفات العالمية المطلوبة. وتغطية احتياجات المستهلك السعودي من اللحوم على مدار العام و توريد اغنام الهدي والأضاحي لمشروع المملكة، للإفادة من الهدي والأضاحي. والمساهمة في إنشاء المحاجر البيطرية في الدول المصدرة للمواشي الحيّة، مثل الصومال، وبما يضمن تصدير مواشٍ مطابقة للمواصفات البيطرية السعودية، وكذلك انشاء المحجر البيطري في منطقة الخمرة – جدة تحت اشراف وزارة الزراعة.
* ما نقطة التحول الحقيقية في حياتك العملية؟
كانت البداية المستقلة في عام 1977، حين تحملت مسؤولية العمل وأنشأت المؤسسة، حيث كانت تجارة المواشي تجارة محلية في ذلك الوقت، ولكن مع النهضة الاقتصادية في المملكة، بدأت المؤسسة التى حولتها لاحقاً لشركة في الاستيراد من الخارج، وخاصة من الدول المجاورة مثل الصومال والسودان، وبكميات محدودة في البداية، ثم توسعت التجارة ليتم الاستيراد من دول عدة أخرى، مثل أستراليا والأورغواي ودول أوروبا الشرقية.
* رسالتكم هي الإسهام في توفير الأمن الغذائي للمملكة، كيف انعكس ذلك على توجّهاتكم؟
لقد كان من أولى أوليّاتنا واهتماماتنا، التطور المستمر للمجموعة، حتى أصبحت الآن - بفضل الله - أكبر مستورد للمواشي الحية في المملكة، ونتمتع بسمعة محلية ودولية كبيرة، وهو ما أهلها لإنشاء مشروعات ضخمة لخدمة أهداف المملكة في توفير الأمن الغذائي لسلعة مهمة.
* ما أهم المشروعات التي أنشئت لهذا الغرض؟
أنشأت المؤسسة مشروع التربية والتسمين في منطقة الشميسي بمكة المكرمة، على مساحة 8 كيلومترات، ويتسع حالياً لنحو مليون رأس من المواشي الحية، وقد تكلف نحو250 مليون ريال، وهو يخدم مشروع المملكة العربية السعودية، للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، بالإضافة إلى توفير احتياجات أسواق المملكة من المواشي الحية على مدار العام، حيث تستورد المؤسسة سنوياًنحو ثلاثة ملايين رأس من المواشي الحية، إلى جانب إنشاء مصنع للعلف المركز داخل نطاق مشروع التربية والتسمين في منطقة الشميسي، وهو يهدف إلى توفير أعلاف ومركزات مطابقة للمواصفات العالمية، ومناسبة لمختلف الأعمار السنية للمواشي، وهو يتكلف نحو 20 مليون ريال.
* وماذا عن وسائل نقل المواشي؟
اجتهدت المجموعة في توفير وسائل النقل الداخلي والخارجي، لتمكين الشركة من استيراد أكبر كمية ممكنة لتغطية احتياجات الأسواق في المملكة، وخاصة في فترات المواسم، مثل رمضان والحج، ولذلك فقد تمكنت من تجهيز نحو 100 شاحنة لنقل المواشي داخل المملكة، سواء من الميناء إلى مزارع الشركة، أو من المزارع إلى العملاء في أنحاء المملكةكافة. كذلك قامت الشركة بشراء وتجهيز ثماني بواخر ذات سعات مختلفة، من 20 ألف رأس إلى 100 ألف رأس، لنقل المواشي من الدول المجاورة، مثل السودان والصومال، وكذلك دول أوروبا الشرقية إلى المملكة ودول الخليج، بالإضافة إلى المساهمة في شراء وتجهيز باخرة لنقل المواشي من الدول البعيدة في أستراليا وأمريكا الجنوبية والصين.
* هل توجد مشروعات أخرى؟
نعم؛فقد ساهمت الشركة مع حكومة رأس الخيمة في إنشاء محاجر بيطرية في مدينتي بربرة وبوصاصو بالصومال، بتكلفة تصل إلى 100 مليون درهم إماراتي، ليتم حجر المواشي الواردة إلى المملكة ودول الخليج في هذه المحاجر، قبل شحنها، وهي محاجر مستوفية لكل الشروط الدولية، من منظمةoie. ويتم حالياً التصدير منها إلى دول عربية أخرى مثل مصر والأردن.
*وماذا عن المشروعات المستقبلية؟
تتفاوض الشركة حالياً مع السلطات السودانية لإنشاء مشروع لتربية المواشي وتسمينهافي السودان، في إطار مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي والحيواني في الخارج؛ وحسب الدراسات المبدئية فإنه من المتوقع أن يتكلف هذا المشروع ما يقارب 150 مليون ريال.
*ما دور القطاع الخاص في التنمية؟
لا شك أن القطاع الخاص يقوم بدور مهم في التنمية، بفضل الدعم الحكومي والمساعدة من الدولة، ومعلوم أن الاقتصاد السعودي يأخذ بمبدأ الاقتصاد الحرّ الذي يعتمد على القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. والدولة لا تدخر وسعاً في تقديم التسهيلات والمبادرات كافة،لتشجيع الاقتصاد والقطاع الخاص على العمل، وخاصة في المجالات الصعبة التي تحتاج إلى رأس مال كبير، وخاصة الصناعات الثقيلة. ولا شك أن القطاع الخاص السعودي له إسهامات كبيرة في التنمية التي تمتد إلى فترة طويلة منذ بداية النهضة في المملكة.