إبراهيم السبيعي لـ "الرجل" : بدأت مراسلاً ومقدِماً للشاي
- ابن باز وبن عثيمين والديوان الملكي أبرز عملائنا
- عملت في صنع الشاي وتوصيل الشيكات للبنوك
- نقص الثقافة والخبرة سبب خسائر سوق الأسهم
- مشروع الروبيان لم يغط تكاليفه حتى اليوم
- ٦٠ ٪ من استثماراتنا في العقار
- حل مشكلة الإسكان في توفير العرض عبر مخططات جديدة وتجهيز الضواحي
- على مدى ٦٠ عاماً أسعار العقار تتصاعد
- الشركات العائلية في خطر
- كارثة سوق الأسهم في ٢٠٠٦ قد تتكرر
حوار – عبدالهادي حبتور
من دكان صغير لبيع الأقمشة في أحد أحياء مكة المكرمة، في عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، بدأت عائلة محمد وعبد الله السبيعي أولى خطواتها في عالم التجارة والأعمال، ثم توسّعت في نشاط الصرافة وتبديل العملات للحجّاج والمعتمرين، وسرعان ما أصبح مصرف السبيعي محطّ أنظار الجميع، لما اتصف به من أمانة وتعاملات إسلامية، بعيداً عن الفوائد الربوية.
يفخر ضيفنا رجل الأعمال والمصرفي إبراهيم السبيعي، بأن زبائن مصرف السبيعي قبل نحو ٨٠ عاماً يتصدرهم الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي عام المملكة، والشيخ بن عثيمين رحمهما الله، إلى جانب الديوان الملكي السعودي، وعدد من الوزراء والسفراء الذين كانت معظم معاملاتهم المالية عن طريق السبيعي.
ويصف السبيعي عملية تحول مصرف السبيعي إلى بنك البلاد بأنها جاءت متأخرة، وذلك بطلب من مؤسسة النقد العربي السعودي، من أجل تنظيم نشاط الصرافة والتحويلات المالية للحجاج والمعتمرين ومراقبته، وتجنيبهم عمليات النصب والاحتيال.
ويشير إبراهيم السبيعي في حوار مع "الرجل" إلى أنه بدأ في صنع الشاي والعمل مراسلاً مع والده بمكتب الصرافة في شارع قابل بجدة، ثم تدرج في سلم العمل حتى أوكل إليه والده معظم عمل المجموعة، لاسيّما النشاط المصرفي، مذكراً الشباب اليوم بأهمية اكتساب الخبرة، قبل البدء في أي نشاط تجاري حر.
ويرى السبيعي أن أهم نقاط التحول في حياته، هي عدم إكمال دراساته العليا والتحول نحو العمل التجاري مع والده، معتبراً هذه الخطوة بالإيجابية، رغم أنه كان يتمنى مواصلة الدراسة في الخارج.
وأوضح بأن استثمارات مجموعة محمد وعبد الله السبيعي تتوزع بنسبة ٦٠ في المئة في العقارات، واستثمارات في الأسهم بنسبة لا بأس بها، فيما تتوزع الاستثمارات الأخرى في أنشطة مثل مزارع الروبيان جنوب جدة، ومزارع تمور في القصيم والرياض، والسياحة والفندقة.
ولم يستبعد المصرفي السعودي تكرار سيناريو ٢٠٠٦، وكارثة الأسهم الشهيرة، مبيّناً أن هذا الأمر متوقع والأسواق العالمية حصل فيها أكثر من مرة نزول في الأسعار، واحتمال وارد أن يحدث لدينا أمر مماثل.
تحدث السبيعي أيضاً عن توقعاته لأسعار العقارات وأبرز الحلول لمشكلة الإسكان التي تعاني منها المشكلة، إلى جانب تجربته في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وتفاصيل أكبر مشروع للروبيان في الشرق الأوسط، والمخاطر التي تهدّد الشركات العائلية في المملكة، فإلى تفاصيل الحوار..
- بداية أعطنا فكرة عن بدايات العائلة التجارية.
- بداية العائلة التجارية كانت عن طريق عمي محمد السبيعي الذي انتقل من القصيم الى مكة المكرمة، قبل ٨٠ سنة تقريباً، وكان يعمل جندياً، ثم بدأ في الحراج في أسواق مكة أيام الملك عبدالعزيز، بعدها فتح محلاً مع الوالد عبد الله السبيعي الذي جاء بعده من القصيم وبدآ في أعمال الأقمشة، ثم نشاط الصرافة والعملات، لوجود الحجّاج والمعتمرين، والحاجة إلى تبديل العملات، وكان من زملائهم الشيخ سالم بن محفوظ مؤسّس البنك الأهلي وقتها، حيث كان لا يزال يعمل بعملهم ومستواهم نفسيهما، ثم تطور وفتح البنك الاهلي، كما كان هناك الكعكي وغيره، بعدها انتقلا من مكة المكرمة الى جدة، باعتبارها ميناء ومنطقة تجارية واقتصادية، وفتحا فرعاً أكبر في جدة وركزا على الصرافة، لأنه النشاط الأكبر بحكم أن جدة مدينة اقتصادية ومفتوحة على مختلف الجنسيات، وعندما تتجمّع العملات كنا نصدّرها الى لبنان، ثم بدأنا نصدّر العملات التي نشتريها من الحجّاج الى سويسرا، حيث كانت ترسل إليهم نقداً، وبعد اسبوع او عشرة ايام يحولها البنك او الصراف لنا دولارات، وقتها كان "سيتي بنك"، قبل ان يصبح البنك السعودي الامريكي لاحقاً، وبعض البنوك الأخرى، ثم توسعنا وفتحنا مكاتب في الرياض وجدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة، وعملاؤنا كانوا وزراء وسفراء، منهم السفير محمد احمد الشبيلي والسفير عبدالرحمن العمران وبعض الوزراء، كذلك الديوان الملكي كان له تعامل كبير معنا، أيام الشيخ عبدالله بن عمار رحمه الله. كما كان من كبار عملائنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، الذي كان يعتمد علينا، وهناك شهادات منه، وحتى في وصيته ذكر أن اي شيء يذكره السبيعي عن حساباتي أو أعمالي فهو مصدق، وكذلك بن عثيميـن كان هناك أعمال خيرية من خلاله.
- هل كنتم من مؤسّسي عمل الصرافة في مكة المكرمة ؟
- نعم كنا من المؤسّسيـن، ومن كبار الصرافيـن في المنطقة في ذلك الوقت.
- عندما بدأتم نشاط الصرافة، هل أوقفتم نشاط تجارة الأقمشة ؟
- لا؛ استمر نشاط بيع الأقمشة، لكن بوتيرة أقل في مكة المكرمة، عبر البيع بالجملة والاستيراد والتصدير، وكان الوالد يسافر لليابان ويختار أقمشة معينة مثل التترون وغيره، لكن الأقمشة عموماً لم تكن تشكل سوى ٢٠ في المئة من حجم عملنا، كذلك دخلنا في انشطة أخرى، مثل المواد الغذائية والأرز والدقيق والمواشي، بالاضافة الى العقار الذي كان يمثل استثماراً أمناً بالنسبة لنا، وفي الفترة الاخيرة قلصنا من بعض الاعمال، مثل الاقمشة والمواد الغذائية والمواشي، وبدأنا نوقف عملها وركزنا اكثر على الصرافة والعقار.
- ما هي ذكرياتك عن محلاتكم للصرافة في مكة المكرمة ؟
- في الحقيقة اتذكر فترة من طفولتي في مكة المكرمة، وقتها كان عمري نحو ٧ سنوات، اتذكر السكن، لكن العمل هناك لا اتذكره كثيراً، ذكرياتي في العمل ترتبط بجدة بعد انتقالنا إليها، فقد كان مكتبنا في شارع قابل، حيث يوجد الصرافون.:
من هنا بدأت
- الوالد كان حريصاً على تعليمي من الصفر، ولذلك بدأت ممارسة العمل التجاري منذ كان عمري ١٥ عاماً، بداياتي كانت عمل الشاي في المكتب، والعمل مراسلاً لإيصال الشيكات والعملات للبنك، حاولت خلال هذه الفترة الاستفادة من خبرات الموظفيـن الموجودين إدراياً ومحاسبياً، بعدها بدأ الوالد يسند العمل كاملاً إليّ، وفي الوقت نفسه كنت ادرس في مدارس الفلاح صباحاً، وأعمل فترة ما بعد العصر مباشرة.
- دعنا ننتقل إلى قصة تحول مصرف السبيعي الى بنك البلاد، كيف كانت؟ وهل ترى بأنكم تأخرتم في عملية التحول؟
- فيما يخصّ عملية تأخرنا، فإننا فعلاً تأخرنا في عملية التحول، ولو بدأنا كبنك في البداية، كان الأمر افضل، لكنها إرادة الله واستمررنا على الصرافة نحن وكثير من الصرافيـن، بعدها رأت مؤسّسة النقد العربي السعودي تنظيم عمل الصرافة وألا يستمرّ بطريقة تجارية أو غير منظم أو مراقب، ووجود خطورة على العملاء والعملات، فوجّهت مجموعة من الصرافيـن أن يتحوّلوا الى بنك، وقامت بتقييم الصرافيـن الموجودين آنذاك، وهم ثمانية، وحددوهم في بنك البلاد كل بحسب نسبته ورأسماله وعمله.
- ما أبرز التحديات التي واجهتكم في بدايات بنك البلاد؟
- لا شك أن المنافسة من البنوك الأخرى كانت هي التحدي الأبرز، كذلك كان عملاؤنا يعتمدون علينا من خلال الهاتف، وكنا ننجز أعمالهم من أوروبا أو غيرها، بدون أوراق أو مستندات، لأن الثقة كانت موجودة، لكن عندما تحولنا الى بنك، أصبحت هذه الأمور غير مقبولة، ولا بدّ من مستندات وتواقيع وغيرها.
- هل كانت المعاملات المالية مع البنوك الاوروبية والامريكية قبل التحول دقيقة، من دون مشاكل؟
- بالطبع كانت دقيقة جداً؛ البنوك معروفة مثل سيتي بنك ومانهاتن، نتعامل معها عبر الكشوف، ويتمّ مراجعة ومطابقة الكشوف، لئلا يسقط اي مبلغ مالي. الامور كانت تسير على ما يرام.
- بنك البلاد قدم نفسه على انه بنك إسلامي، ألم تكن لديكم مخاوف في ذلك الوقت من مواجهة البنوك التقليدية ؟
- أسّس البنك وفقاً لنظام المصرفية الاسلامية، لأن عملنا من البدايات هو مصرفية اسلامية، ولذلك تعامل معنا الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ بن عثيميـن رحمهما الله، وكنا لا نتعامل بالفوائد الربوية، وبعد التحول اخترنا الامر نفسه المصرفية الاسلامية، وتقديم المنتجات الاسلامية المتطابقة مع الشريعة، والمصارف الاسلامية اليوم نجحت نجاحاً كبيراً داخلياً وخارجياً.
- الشركاء في البنك تمّ اختيارهم عن طريقكم أم عن طريق مؤسسة النقد ؟
- مؤسّسة النقد هي التي اختارت الشركاء؛ البعض منهم وافق والبعض الآخر رفض، والذين رفضوا تحسّروا اليوم على عدم الدخول في بنك البلاد.
- لكن لا يزال هنالك صرافون في مكة المكرمة اليوم، يمارسون نشاط الصرافة، لماذا تركتهم مؤسسة النقد؟
- الصرافون لا بدّ من جودهم في كل بلد، هؤلاء صرافون لخدمة الحجّاج والمعتمرين لتغيير العملات فقط، ولا يمارسون اي اعمال مصرفية متكاملة، كما كنا نقوم نحن حتى قبل التحول الى بنك.
- كيف تنظر الى وضع بنك البلاد في الوقت الراهن ؟
- بنك البلاد اليوم يعد من البنوك الكبيرة، بناء على رأسماله ووضعه الحديث، وهو أفضل من بعض البنوك التي سبقته بـ 15سنة دون ان نسمّيها، البنك يسير وفق خطوات واستراتيجيات واثقة وسليمة، وعمل البنوك دائماً في مخاطرة، وهو امر طبيعي.
- ما أهمّ نقاط التحول في حياتك الشخصية ؟
- من الأمور التي أثرت في مسيرتي الشخصية، هو أنني كنت اتمنى إكمال دراستي الجامعية والماجستير في الخارج، لكن حرص الوالد على ارتباطي بالعمل كان نقطة تحول في حياتي من الدراسة الى العمل التجاري والمصرفي، وهو تحول ايجابي، لكنني اليوم أرى أن أفضل استثمار هو في تعليم الأبناء وإعدادهم بشكل جيد لمواجهة تحديات المستقبل.
- ماذا عن نقاط التحول على المستوى العملي ؟
- كان من أهمّ نقاط التحول على المستوى العملي، هي ادخال التقنية والحاسب الآلي والتلكس في عملنا التجاري، حيث لم تكن موجودة، وكانت تحولات عملية غيرت أسلوب عملنا، وأحدثت نقلة كبيرة فيه ذلك الوقت.
- ماذا عن استثمارات المجموعة بشكل عام وتوزيعها ؟
- مجموعة محمد وعبد الله السبيعي موجودة في العقار بنسبة ٦٠ في المئة من استثماراتنا، ولدينا استثمارات في الأسهم بنسبة لا بأس بها، وتتوزع الاستثمارات الأخرى في أنشطة مثل مزارع الروبيان جنوبي جدة، ومزارع تمور في القصيم والرياض، لكن لأن المزارع تحتاج الى مياه، والمملكة تعاني مشاكل في المياه لم نتوسّع كثيراً فيها، وأكثر التمور تذهب للاعمال الخيرية، بعد أن تمّ وقفها من الوالد والعمّ. كذلك لدينا أنشطة أخرى في السياحة والفندقة ومنتجعات سياحية في القصيم والهدا.
- بحكم خبرتكم المصرفية، كيف تنظرون إلى ما يجري اليوم في سوق الأسهم السعودي ؟
- في الواقع، سوق الأسهم السعودي يُعدّ من أكبر الأسواق في المنطقة، ولاشك أن هنالك تطوراً وأدخلت التقنيات فيه، وأصبح هناك سرعة في التداول، لكن ثقافة المتعامليـن بالأسهم هي المشكلة، فهناك نسبة لديهم ثقافة كافية وعالية، بينما النسبة الكبرى ثقافتها متدنية جداً، وهذا هو سبب الخسائر الموجودة والأضرار التي حصلت ولا تزال تحصل، لأن الناس يتعاملون بأسلوب مضاربي يومي، بدون خبرة، وهذا فيه خطورة كبيرة، ودائماً ما ننصح بعدم الدخول في مجالات لا يعرفها الشخص وفيها خطورة عليه.
- هل ترى أن هناك خشية من تكرار سيناريو ٢٠٠٦، وكارثة الأسهم الشهيرة ؟
- لا شك في ذلك، هذا الأمر متوقع والأسواق العالمية حصل فيها أكثر من مرة نزول في الأسعار، واحتمال وارد أن يحدث لدينا أمر مماثل، السوق السعودي كبير ويتأثر كما الأسواق الأخرى، وكذلك يتأثر بالبترول والحوادث المحلية والخارجية، فالتذبذب موجود لاشك.
- لننتقل للقطاع العقاري، هنالك آراء متضادة في هذا القطاع، هناك من يرى ان العقار يعيش فقاعة وقد ينهار في أي لحظة، بينما يرى آخرون أن العقار متماسك والاقتصاد قوي والنموّ مستمرّ، وكل ذلك يدعم القطاع العقاري، ما رؤيتكم لهذه الآراء ؟
- لا شكّ أن العقار هو داعم كبير للاقتصاد المحلي، ويؤثر بشكل مباشر في الإسكان، وكما نعلم لدينا مشكلة اسكانية متراكمة على مدى سنوات، وبدأت الوزارة الآن بمحاولة حلها، أؤكد هنا بأن العقار من الاستثمارات الآمنة، وبسبب عدم وجود فرص استثمارية أخرى، فإن معظم الناس يتعاملون في العقار، الفرص في هذا القطاع موجودة ونحتاج الى تنظيم المعوّقات وإزالتها.
بالنسبة لنا لا نتوقع نزولاً في أسعار العقار، لأن الطلب كبير خصوصاً على السكني، هناك حديث عن فرض رسوم على الاراضي البيضاء، برأيي أنها ليست الحل. الفكرة جيدة اذا عملت بضوابط ودراسات وورش عمل يشارك فيها أصحاب العقار لإصدار النظام، وبرأيي أن الحلول المناسبة لتخفيض أسعار العقار، هي إيجاد عرض أكبر ومخططات جديدة وضواح مجاورة للمدن، فيها خدمات متكاملة، كل ذلك سيؤثر في العرض، ويساعد على توافر السكن، وعلى مدى ٦٠ سنة نرى أسعار العقار تتصاعد لوجود الطلب وللأمن والاستقرار الذي تعيشه بلادنا.
- برأيكم، هل شركات التطوير المحلية قادرة على تلبية الطلب الإسكاني، أم هنالك حاجة لدخول الشركات العالمية ؟
- أعتقد أنه لا بدّ أن يكون هناك شركات محلية تتحالف مع شركات أجنبية، سواء تركية أو صينية أو كورية، الشركات الأجنبية يمكنها المساهمة بالخبرة والمعدات، محلياً لدينا شركات تطوير على مستوى عال يمكن الاستفادة منها.
الشركات العائلية في خطر
- الشركات العائلية تمرّ في منعطف خطر، والكثير منها بدأت تنتهي لعدم وجود حوكمة، أتمنى من وزارة التجارة عدم تجديد السجل التجاري للشركات العائلية، إلا بعد تطبيق الحوكمة، لضمان استمراريتها، فالكثير منها انتهت والكثير في وضع سيّئ، وهي ذات أهمية كبيرة لاقتصاد البلد
- ماذا عن الاستثمارات في الأسهم العالمية ؟
- في الواقع، استثماراتنا خفيفة فيها، كنا بدأنا بداية بسيطة، وحالياً لا تشكل ٥ في المئة من استثماراتنا، وجدنا أن بلادنا فيها فرص كبيرة وآمنة، لذلك لم نضطر للاستثمار خارج المملكة.
- حبّذا لو تحدثنا عن تجربتك في الغرفة التجارية، وكيف تقيمها؟
- بدون شكّ أهمية الغرف التجارية كبيرة، وأعتقد أن الغرف التجارية لدينا لم تقدم الكثير مما هو مطلوب منها، فأنا أراها أهمّ من بعض الوزارات الموجودة، عندما دخلت الغرفة مع زملائي كانت لدينا طموحات كبيرة، لكن عندما وجدنا الأجواء غير مريحة والمعوّقات الموجودة من عدم تحقيق التوصيات التي نرفعها، أصبنا بالإحباط، كما أن الغرف أحياناً قد تسيطر عليها فئة بسيطة، هم من يديرونها بطريقتهم الخاصة، وهذا الأمر غير مشجّع للشخص المنتج، وسبق أن اقترحت على الشيخ صالح كامل رئيس غرفة جدة، إنشاء غرفة تجارية ثانية في جدة، فمثلاً اسطنبول فيها ١٠ غرف تجارية، إنشاء غرفة تجارية أخرى في المدينة نفسها، يخلق منافسة ويحسّن الخدمة والإنتاجية، لكن المقترح لم يلق الاهتمام، ورأوا أن غرفة واحدة تكفي.
- هل ستترشّح لعضوية مجلس إدارة الغرف التجارية بجدة، إذا أتيحت لك الفرصة مرة أخرى؟
- بالنسبة لي لا؛ لكن أشجّع أولادي على ذلك، وسوف ندعمهم بخبراتنا.
- ماذا عن تجربتكم في مشروع مزارع الروبيان في جنوبي جدة ؟
- في الحقيقة، بدأنا مشروع مزارع الروبيان جنوبي جدة، قبل أكثر من ١٥ عاماً تقريباً، ويُعدّ من أكبر المشاريع في الشرق الأوسط، وزراعة الروبيان لا تؤثر في البيئة أو المياه، حيث يتمّ سحب مياه البحر في أحواص، وتوضع يرقات الروبيان وتُربّى فيها، وكان حجم الاستثمار في المشروع أكثر من مليار ريال، ونصدر ٧٠ في المئة إلى اليابان و٣٠ في المئة للسوق المحلي، وبعض الدول الأخرى، كما بدأنا الآن في استزراع الاسماك في المزرعة نفسها، واخترنا أنواعاً معينة وهي (سيباس) من الأنواع الفاخرة جداً، وستكون متاحة للسوق المحلي وللتصدير.
- هل هناك عوائد اقتصادية من مشروع الروبيان ؟
- العوائد بسيطة ولا تذكر، فمنذ ١٥ سنة لم نغط رأس المال حتى الآن، لكن هناك تحسّن والمشروع وضع لخدمة المنطقة والاقتصاد الوطني، ولا ننظر إلى الأمور الربحية فقط، فالمرزعة هي وقف.
- ماذا عن جمعية السبيعي الخيرية وأهمّ أنشطتها ؟
- مؤسّسة محمد وعبد الله السبيعي الخيرية، وضع فيها الوالد والعمّ ثلث الثروة، وتٌعدّ الآن من المؤسسات الخيرية الكبيرة في المملكة، ولديها برامج وأنشطة وتطلعات للمساهمة في المناطق، وجمعيات البرّ والإسكان والتغذية، والقائمون عليها من أهل الخبرة، وفقاً لعمل مؤسّسي ممنهج.
- كيف ترى توجّه الشباب نحو العمل التجاري الحرّ؟ وما نصائحك لهم ؟
- في الحقيقة، العمل التجاري والفرص فيه متاحة أمام الشباب السعودي، فالسياحة في مكة المكرمة والمدينة المنورة يعمل فيها نسبة كبيرة من الوافدين، كذلك الأعمال الغذائية، مثل السوبرماركت والبقالات، وخدمات النقل، والضيافة بشكل عام. سنوياً يزور المملكة عدد كبير من المعتمرين والحجّاج يحتاجون إلى خدمات، وهي فرصة أمام الشباب السعودي، وننصحهم بأهمية العمل في شركة، لاكتساب الخبرة في النشاط الذي يرغب الشاب العمل فيه.