المصرفي الكويتي فوزي الثنيان لـ "الرجل": نصيحتي: الاطّلاع، ثم الاطّلاع، ثم الاطّلاع
الرجل: دبي
فوزي ثنيان الثنيان المدير العام لشؤون مجلس الإدارة في البنك الأهلي الكويتي، نصح أصحاب رؤوس الأموال بتنويع مجالات استثماراتهم والتركيز على الاستثمار الطويل الأجل والمدروس بعناية.
أما من يتولون منصباً كمنصبه، فقال في لقائه مع "الرجل" إن عليهم الاطلاع.. ثم الاطلاع.. ثم الاطلاع، والإلمام بالقوانين المتعلقة بالعمل المصرفي والتعليمات الصادرة من الجهات الرقابية.
ولم يتدخل الثنيان في اختيار التخصّص الجامعي لأولاده وبناته، ولكن اثنين من أبنائه (ثنيان، وبدر) يعملان في القطاع المصرفي متأثرين - على ما يبدو – بمهنة والدهما. فيما تعمل ابنته دلال طبيبة أسنان، وابنه عبد العزيز في السنة النهائية بكلية طب الأسنان.
أما هواياته المتعددة فاعترف أنها تقلصت بسبب مشاغل العمل، واكتفى بالرياضة والقراءة.
(الكويت: فادية الزعبي)
* ما الذي دفعك لدخول عالم البنوك؟
* بدأت حياتي العملية متداولاً للسندات بالشركة العربية لتداول الأوراق المالية، ثم انتقلت للعمل في شركة الاستشارات المالية الدولية، ثم بنك الكويت المركزي، بعدها بنك الخليج، والآن البنك الأهلي الكويتي، وعليه فإن دخولي عالم البنوك يُعدّ تطوراً طبيعياً لحياتي العملية.
* هل كان للأهل دور في تحديد تخصصك الدراسي، أو تحديد مجال عمل؟
* لم يتدخل الأهل في تحديد تخصّصي الدراسي؛ فكان الوالد رحمة الله عليه من أوجب علينا أنا وإخواني الحصول على الشهادة الجامعية، أياً كان مجال تخصّصها.
* من هي الشخصيات التي تأثرت بها خلال حياتك، ثم في مجال عملك؟
* والدي رحمة الله عليه، هو مثلي الأعلى في كل شيء. ثم تأثرت بكل من تعاملت معهم. فالحياة مدرسة كبيرة ومجال التعلم مفتوح فيها لمن أراد الإنجاز.
* مسمّاك الوظيفي "المدير العام لشؤون مجلس الإدارة"، مسمّى جديد على القرّاء. هل بالإمكان شرح المهام التي يقوم بها من يتقلد هذا المنصب؟
* وظيفة "إدارة شؤون مجلس الإدارة" تتولّى الإشراف على كل أعمال مجلس الإدارة واللجان المنبثقة عن المجلس، كما تمثل حلقة الوصل بين أعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، بالإضافة لكونها حلقة الوصل بين البنك والجهات الرقابية، مثل بنك الكويت المركزي، وهيئة أسواق المال، ووزارة التجارة والصناعة، وغيرها من الجهات الرسمية الأخرى.
وتتضمّن المسؤوليات الرئيسة لهذه الإدارة، العمل جهةً مرجعيةً ودعماً لكل أعضاء مجلس الإدارة، لضمان حصولهم على المعلومات الضرورية، والتأكد من أن المواضيع المعروضة على اجتماعات مجلس الإدارة ولجانه، يتمّ إعدادها بشكل جيّد ويتمّ توزيعها على الأعضاء قبل الاجتماع بوقت كاف.
بالإضافة إلى اضطلاع إدارة شؤون مجلس الإدارة بمسؤولية الإشراف والمتابعة لأعمال الوحدات التابعة لها، وهي وحدة الالتزام الرقابي، ووحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ووحدة الإفصاح، ووحدة الاتصالات الخارجية، وعلاقة المستثمرين، وذلك لتعزيز فعالية الالتزام التام بمبادئ الحوكمة السليمة للبنك وفرعيه الخارجيين، بالإضافة إلى شركته التابعة.
* بماذا تنصح من يتولّون مثل هذا المنصب؟
* الاطلاع.. ثم الاطلاع.. ثم الاطلاع، حيث يتطلب هذا المنصب الإلمام بالقوانين المتعلقة بالعمل المصرفي والتعليمات الصادرة من الجهات الرقابية، بالإضافة إلى التعامل مع مواضيع مختلفة بطبيعتها.
* لا بدّ أن مسيرة عملك في قطاع البنوك واجهت مواقف صعبة. فما المواقف التي ترى أنك نجحت في التعامل معها؟ وكيف تعاملت؟ وما المواقف التي ترى أن طريقة مواجهتها لم تكن صحيحة؟
* من أصعب المواقف التي مرّت بي هي أزمة بنك الخليج، حيث كنت أشغل منصبي الحالي نفسه، ومتطلبات هذه الأزمة، وضغط التعامل مع عملاء البنك في المقام الأول والصحافة المرئية والمقروءة بشكل يومي.
* كيف تمكّن البنك الأهلي من تجاوز انعكاسات أزمة 2008؟
- أهمّ ما يميّز البنك الأهلي الكويتي، هو سياسته المتحفظة جداً على مرّ السنين الماضية التي حدّت من تحقيق أرباح كبيرة وفي الوقت نفسه، قللت من الخسائر التي تعرّضت لها الأسواق المحلية والعالمية. وهذه السياسة مكّنت البنك من الاستمرار في توزيع الأرباح على مساهميه، خلال الأزمة المالية العالمية.
* في هذه الأجواء الاقتصادية، في أيّ المجالات تنصح رجلاً ثرياً باستثمار أمواله، سواء تنويع استثمار أمواله، أو تركيزها في مجالات معيّنة؟
* لا بدّ من تنويع الاستثمار في مجالات متعدّدة، ولكن الأساس هو الاستثمار الطويل الأجل والمدروس بعناية فائقة، والاعتماد على المتخصّصين في المجالات المختلفة للاستئناس برأيهم والاستماع لنصائحهم.
* ما المنصب أو العمل الحرّ الذي يحلم السيد فوزي الثنيان بأن يصل إليه أو يقوم به؟ وهل يعدّ العدّة لذلك؟
* تركيزي منصبّ حالياً على عملي في البنك الأهلي الكويتي، ولا أفكر بشيء غير القيام بعملي على أكمل وجه، ولكل حادث حديث. فَلَو علمت الغيبَ لاستكثرت من الخير.
* هل تأثر أبناؤك أو بناتك بمجال عملك المصرفي، ويُعدّون أنفسهم لدخول هذا القطاع؟ وكيف تتعامل معهم لتشكيل مستقبلهم العلمي والعملي؟
* اثنان من أبنائي دخلا مجال العمل المصرفي بالفعل. فأكبر أبنائي ثنيان يعمل في بنك الخليج حالياً. وابني الأصغر منه "بدر" يعمل في بنك الكويت المركزي. أما ابنتي الكبيرة "دلال" وأصغر أبنائي "عبد العزيز" فاختارا مجال طبّ الأسنان. فدلال طبيبة أسنان حالياً، وعبد العزيز مشروع طبيب أسنان، لأنه في السنة النهائية.
لقد منّ الله عليّ بفضله ورزقني أبناء زادوني فخراً واعتزازاً. وأنا فخور بهم جداً. أتمنّى على الله أن يوفقهم ويحفظهم ويحميهم من كلّ شرّ.
أما عملية تدخلي في تشكيل مستقبل أبنائي وبناتي، فإنني لم أتدخل على الإطلاق في تحديد مستقبلهم، وتركت لهم حرية الاختيار. ولكن كما حرص والدي، رحمه الله، على حصول كل أبنائه وبناته على مؤهّل جامعي، حرصت أنا على حصول أبنائي وبناتي على ذلك المؤهل. وهذا ما زادني فخراً واعتزازاً بهم.
* ما هواياتك؟
* هواياتي كانت كثيرة ومتنوعة، ولكن العمل والسنّ قللا من ممارستها وإن كان للرياضة والقراءة النصيب الأكبر.