"لغط القلب".. متى يكون مصدر خطر على صحتك؟
ينتظم سير الدم بين غُرف القلب، وتُفتَح الصمامات وتُغلَق في أوقاتٍ دقيقة لمنع تسرُّب الدم بين غرف القلب، وللسماح بتدفُّقه بأريحية داخل القلب وإلى خارجه، وإلى هنا كل شيءٍ طبيعي، لكن ما إن تزيد سرعة سريان الدم داخل القلب، أو يختل عمل الصمامات إلّا ويبدأ "لغط القلب" بالظهور، وتنقلب أصوات القلب إلى أصواتٍ غير المُعتادة، فهل ذلك اللغط خطير على الدوام؟ ومتى يُشكِّل مصدر خطورة؟
ما هو لغط القلب؟
تُفتَح صمامات القلب وتُغلَق تزامنًا مع نبضاته، وذلك للسماح بمرور الدم، وعندما تُغلَق الصمامات يصدر صوتان هما "لوب دوب"، وهذا هو الصوت الطبيعي في أثناء عمل القلب.
أمّا مع لغط القلب، فإنّ القلب يُصدِر صوتًا صاخبًا، أو حفيفًا، أو نفخًا، أو صريرًا، أو صوتًا غير المُعتاد، وذلك نتيجة عدم تدفُّق الدم عبر صمامات القلب كما ينبغي.
ولغط القلب ليس مقتصرًا فقط على المُصابِين بمشكلات القلب أو صماماته، بل قد يحدث أيضًا في غياب أي مشكلةٍ في القلب، وهو ما يُعرَف بـ"لغط القلب الحميد".
أسباب لغط القلب
تختلف أسباب لغط القلب، حسب ما إذا كان حميدًا أم أنّه غير طبيعي ناجِم عن اضطرابٍ في القلب، فلَغط القلب الحميد يحدث عندما يتدفّق الدم بسرعة أكبر من المُعتاد داخل القلب، وهذا قد يتزامن مع أي مما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية المُكثّفة التي تزيد مُعدَّل ضربات القلب.
- النمو السريع "مثل نمو الرُضع أو المراهقين".
- ارتفاع درجة الحرارة.
- فقر الدم.
- ارتفاع ضغط الدم المتروك دون علاج.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- الحمل عند السيدات؛ إذ يُضخّ مزيد من الدم لصالح الجنين.
أمّا لغط القلب غير الطبيعي أو المرضي، فينشأ إثر بعض مشكلات القلب، مثل:
- عدوى القلب التي تُصِيب الصمامات، مثل التهاب الشغاف، أو الحمى الروماتيزمية التي قد تعقب التهاب الحلق.
- أمراض القلب الخلقية، مثل عيوب الحاجز الأُذَيْنِي، أو الحاجز البُطيني، أو ما يُعرَف بثقوب القلب.
- مرض صمامات القلب، مثل ضيق الصمام التاجي، أو الصمام الأبهري، ما يُؤدِّي إلى اختلال تدفُّق الدم خلال مساره الطبيعي.
أعراض لغط القلب
بعض لغط القلب غير مُؤذ على الإطلاق، ولذلك يُعرَف بلغط القلب الحميد، فلا تصحبه أعراض أخرى على الأرجح، بل ينشأ عن أي زيادة في تدفُّق الدم عبر القلب كما يحدث مع ممارسة التمارين الرياضية أو بذل مجهود.
أمّا الأنواع الأخرى من لغط القلب، فقد تكون مُرتبطة بأمراض القلب، وهذه الأمراض قد تُنشِئ أيًا من الأعراض الآتية:
- الإغماء من حينٍ لآخر.
- الخفقان.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- ضعف قدرة تحمُّل النشاط البدني.
- السعال المزمن.
- ضيق التنفُّس من حينٍ لآخر.
- زيادة الوزن.
أعراض لغط القلب عند الأطفال
يُعدّ لغط القلب من المشكلات الشائعة عند الأطفال، وقد تنجم عن عيوب في القلب، بل قد يكون لغط القلب العلامة الأولى على مرض قلب الطفل، وهنا قد تشمل الأعراض المُصاحبة للغط القلب عند الأطفال ما يلي:
- تغيُّر لون الجلد إلى اللون الأزرق.
- فرط التعرُّق.
- صعوبة الرضاعة.
- تأخُّر النمو، وعدم زيادة وزن الطفل.
- أعراض شبيهة بأعراض الربو، مثل ضيق التنفُّس وأزيز الصدر.
- ألم الصدر.
اقرأ أيضًا:ما هي أشهر فوائد الكرفس؟ تعرف على فوائده للضغط والقلب
متى يكون لغط القلب خطيرًا؟
يعيش كثيرٌ من الناس بلغط القلب دون حاجةٍ إلى علاج، خاصةً أنّ كثيرًا من ذلك اللغط يكون حميدًا ليس ناجمًا عن داءٍ بالقلب أو عيبٍ به، ومع ذلك ينبغي الانتباه إلى لغط القلب إن صاحبته بعض الأعراض، خاصةً أنّه قد يصحب مشكلات صمامات القلب، ومن هذه الأعراض:
- خفقان القلب.
- صعوبة التنفُّس.
- الدوخة والإغماء.
- ألم الصدر.
- زُرقة الجلد.
ففي مثل هذه الحالات ينبغي استشارة الطبيب على الفور؛ للتعرُّف إلى مشكلات القلب، والتعامل معها سريعًا قبل أن تبرز أي مضاعفات قد تُهدِّد حياة الإنسان.
اقرأ أيضًا:عصير الأفوكادو.. "كنز فوائد" أهمها حماية القلب والوقاية من السرطان
مضاعفات لغط القلب
لا يصحب لغط القلب الحميد مضاعفات، حسب "verywellhealth"، لكنّ لغط القلب المُصاحِب لأمراض القلب قد تحدث معه مضاعفات بحسب المشكلة التي يُعانِيها الإنسان، ومن المُضاعفات المُحتملة ما يلي:
- الإغماء: رغم أنّه لا يدل دومًا على أنّ المريض بحالةٍ خطيرة، لكنّ تكرُّر الإغماء قد يدل على وجود خطر على صحة المريض.
- التهاب شغاف القلب: قد تُسبِّب عدوى صمامات القلب، أو شغافه "بطانته" بعض الأعراض، مثل الحمى، والتعرُّق الليلي، وآلام المفاصل والعضلات، والسعال المستمر، كما أنّ علاج هذا النوع من العدوى ليس بالأمر الهين.
- جلطات دموية: تختلف أعراض الجلطات التي قد تحدث حسب مكانها، لكنّها عمومًا تضمُّ ألم واحمرار الجلد، وربّما مشكلات التنفُّس لو بلغت الشريان الرئوي أو الرئة، وقد تُهدِّد الجلطات حياة الإنسان إن تُرِكت دون علاج.
- السكتة الدماغية: تنتج عن انسداد أحد الشرايين الدماغية بفعل بعض الجلطات، ما قد يُؤدِّي إلى ضعف في بعض أنحاء الجسم، أو شلل الوجه النصفي، أو مشكلات الكلام.
- قصور القلب: يصير القلب أضعف من أن يضخّ ما يكفي من الدم في جميع أنحاء الجسم، وقد يُؤدِّي في النهاية إلى بعض الأعراض، مثل ضيق التنفُّس وتراكم السوائل في أطراف الجسم.
- سكتة قلبية مفاجئة: ما يعني توقُّف القلب عن العمل تمامًا.
هل يزول لغط القلب تلقائيًا؟
يختلف ذلك حسب نوع لغط القلب:
- لغط القلب الحميد: لا ينجم عن مرضٍ بالقلب أو الجسم عمومًا، وهي شائعة، وعادةً ما تختفي بمفردها دون أي تدخل.
- لغط القلب المرضي أو غير الطبيعي: لا يحدث إلّا بسبب عيب أو مرض بالقلب، خاصةً الصمامات، ومِنْ ثَمّ يتطلّب هذا النوع من لغط القلب علاجًا، سواء كان بالعمليات الجراحية كما في حالات استبدال الصمامات، أو من خلال تناول بعض الأدوية التي تُساعِد على تجاوز الأعراض والوقاية من المضاعفات.
علاج لغط القلب
تتنوَّع سبل علاج لغط القلب حسب سبب حدوثه، ولكن الخطة العلاجية العامة تشمل:
1. الأدوية
من الأدوية التي قد تُوصَف لمن يُعانُون لغط القلب غير الطبيعي:
- أدوية السيولة، مثل الأسبرين، أو وارفارين، أو ريفاروكسابان؛ للوقاية من الجلطات.
- مُدرّات البول للتخلُّص من السوائل المتراكمة في الجسم إن وُجِدت.
- أدوية ضغط الدم، مثل كابتوبريل، إذ إنّ ارتفاع ضغط الدم قد يزيد لغط القلب.
- حاصرات بيتا، مثل بروبرانولول؛ لتقليل مُعدّل ضربات القلب وكذلك ضغط الدم.
- المضادات الحيوية في بعض الحالات، خاصةً لمن يخضعون لعمليات الأسنان، وسبقت إصابتهم من قبل بعدوى صمامات القلب، أو يُعانُون عيوبًا خلقية بالقلب.
2. الجراحة
الجراحة هي العلاج في بعض الحالات، مثل إصلاح صمامات القلب التالفة، أو التعامل مع ضيق، أو قلس الصمام التاجي، أو الأبهري، وقد تُجرَى الجراحة من خلال القسطرة، أو المنظار، أو بالجراحة المفتوحة.