دراسة: إخوة المصابات بتكيس المبايض أكثر عرضة لأمراض القلب والسكر
كشفت دراسة طبية حديثة أُجريت في السويد عن وجود صلة وثيقة بين إصابة النساء بمتلازمة تكيس المبايض وازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب والأيض لدى أشقائهن الذكور، مما يسلط الضوء على أهمية الفحوصات المبكرة لهذه الفئة من الرجال.
الدراسة التي نُشرت في دورية The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism أوضحت أن الرجال الذين لديهم شقيقات تم تشخيصهن بهذه المتلازمة، هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني، مقارنة بمن لا تربطهم صلة قرابة بمصابات.
لأول مرة في العالم إماراتية تضع طفلا من نسيج مبيض مجمد
مخاطر واضحة منذ الشباب
الدراسة التي قادتها الباحثة "كارولين سيستا" من معهد كارولينسكا في "ستوكهولم"، استندت إلى بيانات أكثر من مليون رجل وُلدوا بين عامي 1973 و2013. وأظهرت أن:
خطر الإصابة بالسمنة ارتفع بمعدل الضعف (HR = 2.02)
احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني ارتفع بنسبة 62% (HR = 1.62)
معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم زاد بنسبة 24% (HR = 1.24)
وكان لافتًا أن هذه النسب تصاعدت بشكل كبير لدى الرجال الذين وُلدوا في السنوات الأكثر حداثة، وتجاوزت في بعض الفئات ثلاثة أضعاف في السمنة وسبعة أضعاف في ضغط الدم، مما يشير إلى وجود عوامل بيئية وجينية متزايدة.
دور الوراثة والبيئة قبل الولادة
أرجع الباحثون هذه الصلة إلى تأثير العوامل الوراثية والبيئية المشتركة بين الأشقاء، خصوصًا تلك التي تبدأ خلال الحمل وقبل الولادة، ما يجعل المتابعة المبكرة لتلك الفئة ضرورية لتقليل مخاطر الإصابة المزمنة.
وأوضحت الدراسة أن نتائج الفحوصات البدنية لمجموعة فرعية ممن خضعوا لفحص التجنيد بين عامي 1991 و1999، أظهرت أن الرجال الذين لديهم شقيقات مصابات بتكيس المبايض كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن والسمنة، مقارنة بغيرهم، لكن لم يُسجل فارق واضح في ضغط الدم ضمن هذه الفئة.
الملفوف يحارب سرطان القولون والمبيض
ملاحظات على الدراسة ودعوات لاستكمال البحث
الدكتور "ريكاردو أزّيز"، المدير التنفيذي لمؤسسة التميز البحثي في جامعة ألاباما، أشاد بأهمية النتائج لكنها أشار إلى عدة ملاحظات، منها احتمال وجود تحيز في التشخيص، نظرًا لاعتماد الدراسة على السجلات الصحية، والتي قد تفتقد لحالات كثيرة من تكيس المبايض لم تُشخص.
كما نوّه إلى أن النساء اللواتي يُشخصن غالبًا في مراكز متخصصة هن من ذوات الأعراض الأشد، مما قد يرفع معدل المخاطر المرتبط بالشقيقات أكثر من الواقع.
في المقابل، أكد أن الدراسة تفتح الباب أمام أبحاث مستقبلية لفهم العلاقة بين العوامل الوراثية والبيئية لتكيس المبايض، وتأثيرها الممتد على الذكور داخل الأسرة، وهو ما قد يغير توجهات الوقاية والفحص المبكر.