هرمون "GLP-1" الذي تستهدفه أدوية السمنة.. كيف تزيده بطرق طبيعية؟
أدوية السمنة مشهورة بفاعليتها في إنقاص الوزن، لكنّها كذلك محفوفة بآثار جانبية مُتعدِّدة، ومن هذه الأدوية أدوية تستهدف زيادة هرمون "GLP-1"، وهو الهرمون يساعد على خفض مستويات السكر في الدم، وإبطاء إفراغ المعدة للطعام، مما يزيد الشعور بالشبع، ويساعد على خسارة الوزن.
ولكن هل من الممكن زيادة هرمون "GLP-1" بطرق طبيعية؟ وهل ثمّة أطعمة تزيد مستويات هذا الهرمون؟ وهل هذه الزيادة تعادِل ما تقوم به أدوية السمنة أم لا؟
ماذا يعني هرمون GLP-1؟
ببتيد شبيه بالجلوكاجون-1، هرمون يُنظِّم الشهية والهضم وإفراز الإنسولين، فعندما تبدأ تناول الطعام، يرسِل جسمك إشارة إلى الأمعاء لتطلِق هرمون "GLP-1"، الذي يُحفِّز البنكرياس لإفراز الإنسولين، والذي يخفض بدوره مستويات السكر في الدم.
هرمون GLP-1 وخسارة الوزن:
لا يساعد هرمون "GLP-1" على تقليل مستويات السكر في الدم فحسب، بل يزيد الشعور بالشبع أيضًا، من خلال إبطاء إفراغ المعدة للطعام، مما يمنعك من الإسراف في تناول الطعام، ومِنْ ثمّ المساعدة على خسارة الوزن.
وليست هذه آلية عمله الوحيدة لخسارة الوزن؛ إذ يُحفِّز الهرمون أيضًا بعض المُستقبِلات في الدماغ، المرتبطة بتقليل الشهية والرغبة في تناول الطعام.
ما الأطعمة التي تزيد هرمون GLP-1؟
قد يساعد تناول بعض الأطعمة على زيادة مستويات هرمون "GLP-1"، وزيادة الشُعور بالشبع، ومِنْ ثَمّ فقدان الوزن الزائد، مثل:
1. البيض:
حسب مراجعة منشورة عام 2016 في مجلة "Nutrition & Metabolism"، فإنَّ البيض مصدر غني بالبروتين والدهون الأحادية غير المشبعة، التي قد تُسهِم في إفراز هرمون "GLP-1"، كما أفاد الرجال محل الدراسة في زيادة شُعورهم بالشبع مع تناول البيض.
وأيَّد ذلك بحث آخر نشر عام 2020 في دورية "Food Chemistry"؛ إذ دلّ على أنّ بياض البيض كان مفيدًا خصيصًا في إفراز هرمون "GLP-1".
لذا فقد يكون تناول البيض أساسيًا لتعزيز الشعور بالشبع، والمساعدة على زيادة إفراز هرمون "GLP-1"، ومِنْ ثمّ خسارة الوزن الزائد.
اقرأ أيضًا:دراسة: كيف تساهم المُحليات الخالية من السكر في زيادة الشهية والسمنة؟
2. الأفوكادو:

الأفوكادو غني بالدهون الأحادية غير المشبعة والألياف الغذائية، ومِنْ ثَمّ فقد يُسهِم في زيادة مستويات هرمون "GLP-1".
وقد قارنت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة "Nutrients"، بين تناول الأفوكادو الكامل مع الوجبة بوجبة أخرى خالية منه، فتبيّن أنَّ تناول الأفوكادو الكامل مع الوجبة، أسهم في زيادة مستويات هرمون "GLP-1"، بالإضافة إلى هرمون آخر مُنظِّم للشهية، يُعرَف بـ"ببتيد YY"، بالإضافة إلى خفض مستويات هرمون الإنسولين.
3. زيت الزيتون:
أشارت مراجعة نُشِرت عام 2021 في "International Journal of Molecular Sciences"، إلى أنَّ الدهون غير المشبعة، كالموجودة في زيت الزيتون، كانت أفضل في تحفيز إفراز هرمون "GLP-1"، مقارنةً بدهون مشبعة مثل تلك الموجودة في الزبدة.
كذلك بيّنت مراجعة نشرت عام 2016 في مجلة "Nutrition & Metabolism"، أنَّ حمية البحر الأبيض المتوسط، الغنية بزيت الزيتون، أدّت إلى زيادة مستويات هرمون "GLP-1" بعد الوجبات، بالإضافة إلى زيادة حساسية الإنسولين، وخفض مستويات السكر في الدم، مقارنةً بنظام غذائي مليء بالدهون المشبعة.
4. المكسرات:
المكسرات من الأطعمة التي قد تزيد مستويات هرمون "GLP-1"، خاصةً اللوز والفستق والفول السوداني، فهي غنية بالألياف والبروتين والدهون الصحية.
فالألياف من ناحيةٍ تُبطِئ الهضم، مما يؤدي إلى امتصاص الجلوكوز ببطء وتدرّج، وزيادة في المقابل في إفراز هرمون "GLP-1".
كذلك تُسهِم الدهون الصحية في المكسرات في زيادة إفراز هذا الهرمون بتعزيزها حساسية الإنسولين.
5. الحبوب الغنية بالألياف:
الحبوب الغنية بالألياف من الأطعمة الرئيسة في زيادة إفراز هرمون "GLP-1"، مثل الشوفان والشعير والقمح الكامل، لكن لا ينبغي الإفراط في تناولها وإلّا فقد تُسبِّب آثارًا جانبية، مثل انتفاخ البطن والإمساك.
اقرأ أيضًا:في اليوم العالمي لمكافحة السمنة.. كيف تحمي نفسك من البدانة ومخاطرها؟
6. الخضراوات:
الخضراوات، مثل براعم البروكسل والبروكلي والجزر، غنية بالألياف والفيتامينات، ومِنْ ثَمّ قد تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وربّما التأثير في إفراز هرمون "GLP-1".
وقد بيّنت دراسة نشرت عام 2022 في مجلة "International Journal of Preventive Medicine"، أنّ تناول الخضراوات قبل الكربوهيدرات (كالأرز أو الخبز)، أثّر بدرجة ملحوظة في مستويات السكر في الدم وهرمون "GLP-1" لدى المُصابِين بمرض السكري من النوع الثاني، خاصةً بعد مرور 60 دقيقة بعد الأكل.
هل تزيد القهوة هرمون "GLP-1"؟

أظهر بحثٌ منشور عام 2015 في "Journal of Nutritional Science"، أنَّ القهوة زادت إفراز هرمون "GLP-1" لدى الفئران.
وقد نظر الباحثون في ذلك خلال ملاحظتهم أنّ القهوة قد تخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وقد تكون زيادة هرمون "GLP-1" إحدى الطرق التي تفعل من خلالها القهوة ذلك.
رغم هذا فإنّ تأثير القهوة في زيادة هرمون "GLP-1" ناتِج عن البوليفينول الموجود في القهوة، وليس الكافيين ذاته.
طرق لزيادة هرمون GLP-1
تعتمد كثيرٌ من أدوية السمنة الشهيرة على زيادة هرمون "GLP-1" لتعزيز خسارة الوزن، لكن ثمّة طرق طبيعية أيضًا يمكن من خلالها زيادة مستويات هذا الهرمون لديك، مثل:
1. ممارسة التمارين الرياضية:
لا تساعد التمارين الرياضية على حرق السعرات الحرارية فحسب، بل قد تُسهِم أيضًا في زيادة مستويات هرمون "GLP-1" لديك، من خلال زيادة حساسية الإنسولين.
فالعضلات تعتمد على الجلوكوز لإنتاج الطاقة خلال ممارسة التمارين، ما يساعد على تقليل مقاومة الإنسولين بمرور الوقت، ما يسمح لجسمك بالاستجابة بصورةٍ أفضل لهرمون "GLP-1".
2. النوم الجيد:
قد يتسبَّب الحرمان من النوم في هبوط مستويات هرمون "GLP-1"، لأنّ إيقاع الساعة البيولوجية للجسم له دور في تحديد توقيت إفراز هذا الهرمون.
وقد بيّنت دراسة نشرت عام 2023 في مجلة "Sleep Science"، أنَّ الأشخاص الذين يعانُون اختلال الساعة البيولوجية (بسبب عوامل، مثل العمل في نوبات ليلية أو الأرق)، كانوا أضعف استجابة لهرمون "GLP-1"، بالإضافة إلى زيادة خطر إصابتهم بمقاومة الإنسولين والسمنة.
يؤكّد ذلك بحث نشر عام 2017 في "Journal of Sleep Research"، جاء فيه أنّ الحصول على 7 - 9 ساعات من النوم الجيد ليلًا، قد يزيد مستويات هرمون "GLP-1".
وعمومًا فإن النوم الجيد ضروري لخسارة الوزن، لأنّ اضطراب النوم مرتبط بزيادة تناول طعامٍ غير صحي، مما قد يؤثر في قدرتك على خسارة الوزن الزائد.
اقرأ أيضًا:لماذا قد تفشل عمليات السمنة في إنقاص الوزن؟ 6 أسباب محتملة
3. المكملات الغذائية:
قد تساعد بعض المكملات الغذائية على زيادة مستويات هرمون "GLP-1"، مثل مكملات البربرين، لكن المكملات الغذائية ليس لها نفس تأثير أدوية السمنة، مثل أوزمبك، فالمكملات الغذائية تأثيرها طفيف على مستويات هرمون "GLP-1".
وحسب بحثٍ نُشِر عام 2015 في دورية "Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine"، فإنّ بعض المكملات، مثل شاي المتة والجنسنج والكركم والبربرين، تُحسِّن مؤشرات الصحة الأيضية، وتعزّز خسارة الوزن، كما قد تزيد الشعور بالشبع من خلال زيادة مستويات هرمون "GLP-1".
رغم ذلك، فإنَّ هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول المكملات الغذائية الطبيعية الفاعلة ومدى تأثيرها في زيادة مستويات هرمون "GLP-1".
كما أنّ المكملات الغذائية ليست فاعلة بمعزل عن تغيير نمط المعيشة، مثل النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية.
دواء السكري الذي ينقص الوزن

تستهدف بعض أدوية السكري هرمون "GLP-1"، بما يساعد على علاج داء السكري من النوع الثاني، والمساهمة في خسارة الوزن، ولكن لا يمكنك بالتأكيد تناول مثل هذه الأدوية أو غيرها دون استشارة الطبيب:
- سيماجلوتايد "أوزمبك".
- ليراجلوتايد "فيكتوزا".
- تيرزيباتايد "مونجارو".
هل الطرق الطبيعية بديلة لأدوية السمنة؟
قد تكون الطرق الطبيعية بديلًا أكثر أمانًا وأقلّ في الآثار الجانبية، مقارنةً بأدوية السمنة، لكنّها أقل فاعلية بالطبع من الأدوية، التي ترتبط بمستقبِلات هرمون "GLP-1" في الجسم، بما يحاكِي زيادة مستوياته بدرجةٍ كبيرة، مما يجعل لها تأثيرها المتوقّع في خسارة الوزن أو خفض نسبة السكر في الدم.
وكمية هرمون "GLP-1"، المفرَزة مع الحصول على أدوية السمنة، أكثر بكثير من الكمية التي يفرِزها الجسم بصورةٍ طبيعية، مما يجعل الأدوية أكثر فاعلية في إنقاص الوزن، خاصةً إذا كُنت تواجِه صعوبة بالغة في خسارة الوزن، ولكن يظل الأفضل بالتأكيد استشارة الطبيب لاختيار الوسيلة المناسبة لخسارة الوزن.