بريطانيا تدرس إطلاق فحص وطني لسرطان البروستاتا للرجال فوق الـ50
في تحول مرتقب في السياسات الصحية، تشهد المملكة المتحدة دعوات متزايدة لاعتماد برنامج وطني لفحص سرطان البروستاتا، يستهدف الرجال فوق سن الخمسين، وسط تحذيرات من أن تأخير التشخيص يؤدي إلى تراجع فرص العلاج وارتفاع حالات الوفاة.
سرطان البروستاتا يتصدر المشهد في بريطانيا
سرطان البروستاتا بات أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال في إنجلترا، متجاوزًا سرطان الثدي، ورغم ذلك لا يزال الرجال يُحرمون من فحص وطني دوري مماثل لما هو متاح للنساء للكشف عن سرطان الثدي.
الفحص الأساسي الحالي يعتمد على اختبار دم يسمى "مستضد البروستاتا النوعي PSA"، وهو مؤشر قد يرتفع في حالات الإصابة، لكنه مثير للجدل بسبب احتمالية النتائج الإيجابية الكاذبة.
بين التأييد والتحفظ.. جدل علمي مستمر
رغم وجود دراسات تُشكك في فعالية فحص PSA، مثل تجربة CAP التي نشرت في مجلة JAMA وأظهرت تحسنًا طفيفًا لا يتجاوز 1% في تقليل الوفيات، فإن دراسات أخرى، أبرزها الدراسة الأوروبية التي نشرت عام 2019، أظهرت انخفاضًا بنسبة 20% في وفيات المرضى الذين خضعوا لفحص PSA. هذا التباين في النتائج يعزز من الدعوات لإطلاق برنامج فحص، ولكن مع تعديل الأساليب المتبعة.
فحص مبكر وفق عوامل الخطر
يقترح الأطباء والخبراء بدء الفحص في عمر 45 عامًا بالنسبة للرجال من ذوي الخطورة العالية، مثل من لديهم تاريخ عائلي أو من ذوي الأصول الإفريقية، حيث تصل نسبة الإصابة بينهم إلى واحد من كل أربعة رجال.
كما يجري حاليًا في "كلية إمبريال لندن" تجربة واسعة باسم TRANSFORM، تستهدف فحص مئات الآلاف من الرجال باستخدام تقنيات MRI المختصرة.
اقرأ أيضًا: دراسة: إخوة المصابات بتكيس المبايض أكثر عرضة لأمراض القلب والسكر
تكنولوجيا حديثة تقلص الآثار الجانبية
الفحص الجديد المعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسي القصير "Short MRI"، الذي لا يتطلب دخول المستشفى، يقدّم دقة عالية مع تقليل الحاجة إلى الخزعات المؤلمة، وهو ما يشجع على تبنيه ضمن أي برنامج وطني محتمل.
وقد أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة European Urology أن هذه التقنية نجحت في كشف الأورام بنسبة تقترب من 89%.
منظمات طبية تُطالب بالإسراع.. ونقص الموارد يؤجل القرار
رغم الدعم الشعبي والطبي، يحذر بعض الأطباء من أن إطلاق البرنامج دون خطة مدروسة سيزيد الضغط على النظام الصحي، خاصة مع قلة عدد أجهزة MRI ونقص في الكوادر المتخصصة. ويُنتظر أن تصدر اللجنة الوطنية البريطانية لفحص السرطان قرارها النهائي بشأن البرنامج نهاية عام 2025، وسط آمال بتسريع اتخاذ الخطوة، خاصة لمن هم أكثر عرضة للإصابة.