يُعدُّ الصداع واحداً من أكثر الشكاوى الصحية شيوعاً، فمعظم الأشخاص يعانون أحد أنواع الصداع في مرحلة ما من حياتهم. وقد يؤثّر الصداع على أي شخص بغض النظر عن العمر والجنس.
وكما نعرف أنّ الصداع هو ألم في أي منطقة من الرأس، وقد يظهر على شكل ألم حاد أو إحساس بالخفقان أو وجع خفيف، يمكن أن يتطور الصداع تدريجيًّا أو مُفاجِئًا، وقد يتراوح الألم من دقائق إلى عدة أيام.
تعرَّف في هذا المقال إلى أنواع الصداع، ومِن ثَمّ نستعرض لكم كيفية علاجه والوقاية منه.
أنواع الصداع ومكانه
تنقسم أنواع الصداع عموما إلى مجموعتين أساسيتين، وهما:
الصداع الأولي (Primary Headaches):
عبارة عن أمراض قائمة بحد ذاتها، إذ يُسبِّبها فرط النشاط أو مشكلات في بنية الرأس التي تكون حساسة للألم، وهذا يشمل الأوعية الدموية، والعضلات، وأعصاب الرأس، والرقبة. وقد تنتج عن التغيرات في النشاط الكيميائي في الدماغ.
وتكون أسباب الصداع الأولي عادةً بعد اتباع أنماط حياة غير صحية، مثل: الضغط النفسي، أو العمل المُستمرّ ما ينجم عنه التعب أو التدخين أو سوء التغذية أو قلة النوم.
أنواع الصداع أعلى الرأس
صداع التوتُّر: أكثر أنواع الصداع الأولية شيوعاً، وعادة ما يبدأ ببطء ويزداد تدريجيّاً في منتصف اليوم، وغالباً يستمرّ ما بين 30 دقيقة إلى عدة ساعات فقط، ويظهر غالباً عند النساء، ويمكن أن يشعر الشخص بكلٍّ من الآتي:
- ضغط حول الرأس وخلف العينين.
- وجع على كلا جانبي الرأس.
- انتشار الألم من الجبهة إلى الرقبة.
- حساسية من الصوت والضوء.
الصداع النصفي: هذا من أنواع الصداع الأولي، الذي قد يكون له تأثير كبير على حياة الشخص المصاب به، وقد يستمر من بضع ساعات إلى ثلاثة أيام، قد ينتج عن الصداع النصفي ألم نابض عادةً فقط على جانب واحد من الرأس، وقد يصطحب الألم ما يلي:
- عدم وضوح الرؤية.
- الدوار.
- الغثيان.
- الاضطرابات الحسية.
- ضعف بالعضلات.
- صعوبة في الكلام.
- خدران في الأطراف.
من الجدير بالذكر أن أسباب الصداع النصفي غير معروفة، لكن يُوجَد العديد من المثيرات لنوبات الصداع النصفي مثل: الضوضاء، والأضواء الساطعة، والتغيُّرات الهرمونية، وبعض أنواع الأطعمة أو الأدوية، واضطرابات النوم والتوتر والقلق، ويظهر بشكل أساسي عند النساء.
أقوى أنواع الصداع
الصداع العنقودي: هو الصداع الأقوى من بين كل أنواع الصداع، وغالباً يظهر فجأة، يستمر عادة ما بين 15 دقيقة إلى 3 ساعات، ويحدث فجأة مرة واحدة حتى ثماني مرات في اليوم ولمدة قد تتراوح من أسابيع إلى شهور، ويمكننا وصف أبرز الآلام الناجمة عنه بالآتي:
- صداع شديد في طرف واحد.
- يقع عادة في عين واحدة أو حولها.
- يستمر لعدة أسابيع ثم يختفي لعدة أشهر ويعود مرة أخرى ومن هنا جاءت تسميته بالصداع العنقودي.
- يتميز بألم قوي، وسيلان في الأنف، وألم في العينين والوجه.
- يعد أكثر شيوعاً عند الرجال من جميع الأعمار.
صداع النوم: صداع نادرا ما يحدث ويُسمَّى كذلك بالصداع المنبه لأنه يوقظ المصاب من النوم في أثناء الليل، قد يتعرض المُصاب لعدة نوبات خلال الأسبوع، كما أن سببه غير معروف إلى الآن، وتتمثل أعراضه في ما يلي:
- ألم خفيف إلى متوسط على شكل نبض على جانبي الرأس.
- الغثيان.
- الحساسية للضوء.
علاج الصداع جانبي الرأس
المعتاد هو أن يتم استخدام مسكنات الألم لعلاج الصداع وأبرزها كل من: الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، أو الأيبوبروفين (Ibuprofen).
الصداع الثانوي (Secondary Headaches)
عبارة عن الأعراض التي تحدث عندما تحفّز حالة أخرى الأعصاب الحساسة للألم في الرأس.
أسباب الصداع الثانوي
• التهاب الجيوب الأنفية.
• التمزقات الشريانية (الانسلاخات السباتية أو الفقارية).
• خثرة الدم (الخثار الوريدي) في داخل الدماغ - المنفصل عن السكتة الدماغية-.
• تمدد الأوعية الدموية الدماغي (نتوء في أحد شرايين الدماغ).
• التشوه الشرياني الوريدي الدماغي.
• ورم الدماغ.
• التسمم بأول أكسيد الكربون.
• تشوه خياري (مشكلة بنيوية في قاعدة الجمجمة).
• الارتجاج.
• مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
• الجفاف.
• مشكلات الأسنان.
• عدوى الأذن (الأذن الوسطى).
• التهاب الدماغ (تهيُّج الدماغ).
• التهاب الشريان الصُّدْغِيّ (تهيُّج بطانة الشرايين).
• الزَرَق زرق انسداد الزاوية الحاد.
• ضغط الدم المرتفع.
• الإنفلونزا وغيرها من أمراض الحمى.
• ورم دموي داخل القحف.
• الأدوية التي تُستخدم لعلاج الاضطرابات الأُخرى.
• التهاب السحايا.
• غلوتومات أُحادية الصوديوم.
• نوبات الهلع واضطراب الهلع.
• الضغط الناجم عن مترسة الرأس الشادة مثل خوذة الرأس أو النظارات الواقية.
• الورم الكاذب المُخي.
• السكتة الدماغية.
• داء البلازميات السمية.
• ألم العصب ثلاثي التوائم (إلى جانب ألم العصب).
• نزيف في الدماغ أو حوله.
• تجميد الدماغ، أو صداع الآيس كريم.
• ارتجاج في الدماغ.
• صك الأسنان في الليل.
• الإفراط في تناول المسكنات.
أنواع الصداع الثانوي:
1- الصداع المرتد: ينتج عن الارتداد أو الإفراط في تناول الدواء أو الاستخدام المفرط لأدوية علاج أعراض الصداع، وعادة ما يبدأ في وقت مبكر من اليوم ويستمر طوال اليوم، بالتأكيد قد يتحسن مع العلاج، يمكن أن يُسبب الصداع المرتد الآتي:
- آلام الرقبة.
- الأرق.
- شعور احتقان الأنف.
- سوء النوم.
2- صداع الرعد: هو حاد ومفاجئ، يصل إلى حد الشدة في أقل من دقيقة واحدة ويدوم لمدة أطول من 5 دقائق، وغالبا ما يكون صداع الرعد ثانويا في الحالات التي تهدد الحياة، مثل: نزف الدم داخل الدماغ، والتجلّط الوريدي الدماغي، وتمدد الأوعية الدموية، والتهاب السحايا، والسكتة الدماغية، ولا بد على الأشخاص الذين يعانون من هذا الصداع المفاجئ والشديد أن يذهبوا إلى الطبيب فورا.
3- صداع الجيوب الأنفية: ينتج كواحد من الأعراض المُصاحبة لالتهاب الجيوب الأنفية وهو التورُّم الناتج عن عدوى بكتيرية أو حساسية في داخل الجيوب الأنفية، وتتضمن أعراض صداع الجيوب الأنفية ما يأتي:
- ألم خفيف حول العينين والخدين والجبهة ويتفاقم مع الحركة المفاجئة والإجهاد.
- حساسية من الصوت والضوء.
4- الصداع المرتبط بالكافيين: ينتج عن كثرة استهلاك الكافيين أي ما يزيد على 400 مليجرام أو 4 أكواب من القهوة، أو بعد التوقف المفاجئ عن استهلاك كميات كبيرة من القهوة لأكثر من أسبوعين. وأعراضه ما يأتي:
- تعب.
- فقدان التركيز.
- تقلبات مزاجية.
- غثيان.
في الأغلب تزول الأعراض بعد ساعة من معاودة شرب القهوة، أو في غضون 7 أيام من الانسحاب الكامل لتناول المشروبات الغنية بالكافيين.
أنواع الصداع وطرق التخلص منه
قبل أن يبدأ المصاب باللجوء إلى الأدوية، لا بد أن يقوم بعدة أمور، فقد تكون علاجا للصداع، ومن هذه الأمور ما يلي:
• الابتعاد عن التدخين.
• تناول أغذية مفيدة وذات قيمة غذائية عالية.
• التحكم في التوتر.
• ممارسة الرياضة، خاصةً رياضة الاسترخاء.
• النوم لمدة كافية تتراوح من 7 - 8 ساعات في اليوم.
• شرب ما لا يقل عن لتري ماء في اليوم.
في حال لم يستجب الجسم للنصائح السابقة، يمكن اللجوء إلى الأدوية ولكن بعد استشارة الطبيب.
ختاما، لا بدّ من معرفة أن أنواع الصداع وأسبابه من الممكن أن تشير إلى إحدى الحالات الخطيرة، لذلك من المهم طلب المشورة الطبية إذا أصبحت الأعراض أكثر حدة ومنتظمة أو ثابتة.
المصادر: