لعشاق تسلّق الجبال.. كيف تتجنب "صداع المرتفعات"؟
أفادت الرابطة الأمريكية للصداع النصفي أنّ 50% من الأشخاص الذين يصعدون على ارتفاع أكثر من 3,000 متر فوق مستوى سطح البحر يُعانُون صداعًا؛ إذ تنخفض مستويات الأكسجين كُلّما ارتفعنا عن سطح الأرض، فهل هذا الصداع مختلف عن غيره أم أن له سمات مميزة؟ وكيف تتجنّب الإصابة به؟
ما هو صداع المرتفعات؟
صداعٌ يُصِيب الأشخاص الذين يصعدون لمسافات تتجاوز 2.4 كيلومترًا فوق مستوى سطح البحر؛ إذ كُلّما ارتفع مستواك عن سطح البحر، انخفض الضغط الجوي، ما يُؤدِّي إلى قلة سعة الأكسجين في الخلايا، الذي يُؤدِّي بدوره إلى صداعٍ، وربّما تزداد الأعراض سوءًا كُلّما ارتفعت أكثر.
لماذا قد تشعر بالصداع مع الارتفاع عن سطح الأرض؟
لا يُعرَف السبب بوضوح وراء صداع المرتفعات، لكن أغلب الظنّ أنّ الأكسجين ينخفض كُلّما ارتفعنا فوق مستوى سطح البحر؛ إذ لا تحصل أنسجة الجسم على ما يكفيها من الأكسجين.
ورغم أنّ نقص الأكسجين داخل الجسم جزء من المشكلات الناجمة عن تسلّق الجبال، أو الوجود في أماكن مرتفعة، فإنّ الأطباء ليسوا متأكّدين من علاقته ببعض الأعراض، مثل الصداع.
لكن المُؤكّد أنّه كُلّما كُنت مرتفعًا عن سطح الأرض، زاد خطر الإصابة بالصداع. كما أظهر بحث نُشِر عام 2016 في "Cephalalgia"، أنَّ نقص الأكسجين مُحفِّز لصداع المرتفعات، حتى لدى الأشخاص الأصحاء الذين لم تسبق معاناتهم من الصداع.
كيف يكون صداع المرتفعات؟
قد يختلف الصداع الذي تشعر به على قمة جبل عن أنواع الصداع الأخرى؛ إذ إن له خصائص مميزة، مثل:
- ألم شديد وخفقان في الرأس، يحدث بعد 6 ساعات إلى 4 أيام منذ وجودك على ارتفاعٍ عالٍ.
- ألم يعمُّ الرأس أو في الجبهة فقط.
- زيادة ألم الرأس مع بذل المجهود أو التوتر أو الاستلقاء أو السعال.
- ألم الرأس المستمر حتى 5 أيام.
كما قد يُصاحِب صداع المرتفعات أعراض أخرى، تُعرَف بـ"مرض الجبال الحاد"، مثل:
- القيء.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.
- الدوخة.
- الإرهاق.
- الضعف.
- اضطرابات النوم.
اقرأ أيضًا:الصداع النصفي الصامت.. صداع بلا ألم!
ما العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالصداع في أعالي الجبال؟
قد تزيد بعض العوامل خطر الإصابة بصداع المرتفعات، مثل بعض الأنشطة الترفيهية أو الرياضية، فقد تُؤدِّي ممارسة بعض التمارين أو الألعاب الرياضية في الأماكن العالية إلى الصداع، خاصةً وسط الجبال أو في المناطق الجبلية، فقد يتدرّب بعض الرياضيين في أماكن مرتفعة لزيادة قدرتهم على التحمّل.
ومن أمثلة الأنشطة البدنية التي تُمارَس في المرتفعات، والتي يزداد معها خطر الإصابة بصداع:
- تسلق الجبال.
- سباقات التحمل.
- ركوب الدراجات في الجبال.
- التزلج على الجليد.
وهذه الأنشطة قد تكون آمنة، ما دامت تتأقلم ببطء كُلّما ارتفعت عن سطح الأرض، فإذا ظهر الصداع أو غيره من الأعراض، يجب أن تتلقّى علاجًا، وإذا استمرّت الأعراض أو باتت أشدّ خطورة، عليك أن تنزل إلى ارتفاعٍ أقل، وهكذا بشكل تدريجي.
هل هناك مخاطر من البقاء على ارتفاعٍ عالٍ بعد الصداع؟
كثيرٌ من الأعراض التي تحدث عند الصعود إلى مكانٍ مرتفع، سواء كان الصداع أم غيره تتراجع وتيرتها عادةً بالهبوط إلى ارتفاع منخفض، لكن يجب النزول ببطء لتقليل مخاطر الإصابة بما يلي:
- الوذمة الرئوية على ارتفاعات عالية، وهي تجمّع للسوائل في الرئتين، ما يُؤدِّي إلى ضيق التنفّس.
- الوذمة الدماغية على ارتفاعات عالية، وهي تجمّع للسوائل على الدماغ، وتورّم الدماغ، ما قد يُؤدِّي إلى الارتباك.
وهذه المشكلات قد تُهدِّد حياة المرء وهو على ارتفاعٍ بعيدٍ عن سطح الأرض.
كيف تتغلّب على صداع المرتفعات؟
لا يختلف علاج صداع المرتفعات كثيرًا عن الصداع العادي، فقد يتضمّن تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل "لإيبوبروفين، وأدوية الغثيان عند الحاجة إليها، كما قد تُساعِد بعض أدوية الصداع النصفي في التغلب على الصداع عند بعض الناس.
اقرأ أيضًا:الصداع النصفي .. المسكنات ليست حلاًّ خطوات بسيطة للتخلص من الألم
نصائح لتسلّق الجبال دون صداع
قد تُساعِدك النصائح الآتية على التمتّع بتسلّق الجبال، أو الوجود في مكانٍ مرتفعٍ من الأرض دون صداع:
- ابدأ رحلتك على ارتفاع أقل من 3.04 كيلومتر، وإذا كان عليك الصعود أعلى من ذلك، فتوقّف في وجهة واحدة أقل ليومٍ كامل على الأقل، قبل الذهاب إلى مكان أعلى، ويُفضّل الراحة يوميًا على الأقل مقابل كل 900 متر تتسلقه.
- الحفاظ على رطوبة الجسم بشُرب كميات مناسبة من الماء.
- تحصيل 70% من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات.
- النوم على ارتفاعات منخفضة كلما أمكن ذلك.
كما يُفضّل التحدث إلى طبيبك، فقد تساعد بعض الأدوية قبل رحلتك في تقليل أو منع الصداع، والمشكلات الصحية المتعلقة بالأماكن المرتفعة، مثل: "الأسبرين" أو "الفوروسيميد" أو "الأسيتازولاميد".