الصحة والرفاهية.. بين العلاج بمياه البحر والتأمل تحت الماء
لمياه البحر فوائد لا يمكن حصرها، حيث تُعزِّز صحتك ورفاهيتك، سواء كُنت تسبح فيها أو تغوص في أعماقها، إذ تحافظ على شباب البشرة وتُخفِّف آلام الجسم، وقد أدرك البعض ذلك فاستثمروا في هذا النوع من العلاجات، ومن ثم ظهرت أماكن متخصصة لتقديم خدمات العلاج الفاخر بمياه البحر.
كما برزت أفكار التأمل تحت الماء، وهي من التجارب المفيدة لأصحاب الأعمال؛ إذ تساعد على تحسين التركيز والصفاء الذهني والاسترخاء، خاصةً مع الأصوات الهادئة بالأسفل، ومناظر الشعاب المرجانية التي تُبهِج العين، فهلّم بنا نغوص في تلك التجارب المائية الفريدة.
ما العلاج بمياه البحر؟
يعود مفهوم العلاج بمياه البحر "Thalassotherapy" إلى عام 1867، عندما صاغ "جوزيف لا بونارديير" المصطلح لأول مرة، ويشمل العلاج بمياه البحر بعض الممارسات، مثل:
- الاستحمام أو السباحة في مياه البحر.
- استخدام المنتجات البحرية على الجسم، مثل الأعشاب البحرية أو الطين أو الرمال.
- قضاء الوقت بالقرب من البحر.
- تناول المكملات التي تحتوي على مواد من البحر.
كيف تعزِّز مياه البحر رفاهيتك وصحتك؟
يمكن الاستفادة من مياه البحر نفسها، أو بعض العناصر الأخرى التابعة لها في تعزيز الصحة والرفاهية، كما يتضح فيما يلي:
- مياه البحر:
هي الأساس الذي بُنِي عليه العلاج، فهي غنية بالعديد من المعادن المفيدة، مثل الصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، وتحتوي على مواد مماثلة لتلك الموجودة في الدم، ويمتص الجسم هذه العناصر بسهولة، ما يُعزِّز فوائدها للجسم.
- الأعشاب البحرية:
الأعشاب البحرية مليئة بالمعادن والفيتامينات والبروتينات، وقد يساعد تناولها على حمايتك من البكتيريا والفيروسات، بالإضافة إلى تحسين صحة الأعضاء والمفاصل، كما استُخدِمت بعض الأعشاب البحرية في صناعة المنتجات التي تساعد على تحسين صحة البشرة.
اقرأ أيضًا:من أمواج البحر إلى قمم النجاح: كيف تُصقل اليخوت الفاخرة التركيز وتُزيد الثروة
- طين البحر:
كذلك طين البحر غني بالمعادن والفيتامينات، كما أنّه يجمع بين المعادن الطبيعية المفيدة من الماء والأرض معًا، مثل الكبريت والمغنيسيوم والنحاس والحديد.
- المناخ البحري:
إنّ نسيم البحر والمناخ البحري عمومًا يعزز الرفاهية لدرجة لا تتخيلها، إذ يحصل الجلد على مزيدٍ من الأكسجين، ويخلص الجسم من السموم، فيما يحسّن التنفّس، وتكون العظام أقوى، وكذلك العضلات، كما أنّ ذلك المناخ مفيد للقلب أيضًا وصحة المفاصل.
فوائد العلاج بمياه البحر
تشمل أهم فوائد العلاج بمياه البحر، ما يلي:
1. الحفاظ على شباب البشرة
مياه البحر غنية بالصوديوم واليود وغيرها من معادن، وهي قد تساعد البشرة على الاحتفاظ برطوبتها وجعلها أكثر شبابًا، كما أنّ المعادن الموجودة في هذه المياه مفيدة لأمراض الجلد المزمنة، مثل الصدفية والإكزيما.
2. تخفيف آلام الجسم
وجد بحث نشر عام 2005 في "الجمعية البريطانية لأمراض الروماتيزم British Society for Rheumatology"، أنّ العلاج بمياه البحر إلى جانب التمارين الرياضية وتثقيف المرضى، أسهم في علاج "الفيبروماليجيا" أو "الألم العضلي الليفي"، وقد استمرّت مدة البرنامج العلاجي 2.5 أسبوع، وقيّم الباحثون حالة المشاركِين بعد مرور 3 و6 و12 شهرًا، فأظهرت النتائج أنّ البرنامج كان مفيدًا بين 3 - 6 أشهر، لكنّها لم تستمر إلى ما بعد هذا الوقت، فصار الألم والتعب أقل، كما تحسّنت الصحة العامة والوظائف الجسدية.
اقرأ أيضًا:لأن صحتك لا تقل أهمية عن أناقتك.. إليك أفضل أنواع الأقمشة الصحية
3. التأهيل بعد السكتة الدماغية
فحصت دراسة نشرت عام 2020 في "المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة International Journal of Environmental Research and Public Health"، تأثير العلاج المائي في بركة مياه البحر لدى 62 شخصًا أُصِيبوا بسكتة دماغية. وتضمّن العلاج المائي تمارين المياه، وشملت التجربة جلسات مدتها 45 دقيقة في 5 أيام كل أسبوع لمدة أسبوعين.
وأشار تحليل النتائج إلى أنّ الجمع بين العلاج المائي والعلاج بمياه البحر الذي يكون في مناخ البحر الأبيض المتوسّط، قد يُحسِّن التوازن والحركة، ويُخفِّف الألم، ويُعزِّز عديدًا من النواحي في جودة حياة الإنسان.
4. تحسين صحة المفاصل
قيّم بحث نشر عام 2011 آثار برنامج علاج تضمّن التعرّض لأشعة الشمس والاستحمام في مياه البحر والاستحمام في مياه الينابيع المعدنية للأشخاص الذين يُعانُون أمراضًا في العضلات والعظام (عضلية هيكلية)، وكان المشاركون يُعانُون مجموعات متنوعة من المشكلات، مثل آلام أسفل الظهر وهشاشة العظام والتهاب المفاصل الروماتويدي، والفيبروماليجيا (الألم العضلي الليفي). وأظهرت نتائج البرنامج أنّه قد زاد من مستويات فيتامين د، ما ارتبط بتقليل الألم وشِدّة المشكلات الصحية.
ومع ذلك، فهذا قد يكون بسبب التعرض لأشعة الشمس إلى حدٍ كبير، وإن كان لمياه البحر أثر أيضًا، لكن لا تزال هناك حاجة إلى أبحاث أكثر تحديدًا حول الاستحمام بمياه البحر وأثره في علاج تلك المشكلات.
أفضل الوجهات للعلاج بمياه البحر
فيما يلي نعرض أهم الوجهات للحصول على العلاج بمياه البحر والتمتّع بفوائده:
1. "قصر فيوجي" بإيطاليا
يقع "قصر فيوجي" على بُعد ساعة واحدة فقط جنوب روما، وهو منتجَع صحي طبي حائز على جوائز، ويشتهر بمياهه العلاجية التي تحتوي على المعادن، ما يساعد على التخلص من السموم وتسكين الآلام، وأيضًا تعزيز استرخاء المفاصل والعضلات.
2. "فندق بالاسييت ثالاسو" بإسبانيا
يقع بين حدائق فيلا كلاسيكية من القرن التاسع عشر في "بينيكاسيم" على ساحل البحر الأبيض المتوسط الإسباني، وهو فندق ومنتجع صحي من فئة الأربع نجوم، تحيط به الأشجار والجبال، وعلى بُعد 50 مترًا فقط من الشاطئ.
ومن المرافق الموجودة به مسبح داخلي حراري لمياه البحر، وساونا، وحمامات تدليك مائية، وكبائن ملفوفة بالأعشاب البحرية والطين البحري، ما يجعله وجهة مميزة لتجربة العلاج بمياه البحر.
اقرأ أيضًا:كنوز فاخرة من قلب الطبيعة.. إليك فوائد أغلى الأعشاب الطبية
3. "أناسا" بقبرص
يقع "أناسا" في منطقة جميلة من شمال غرب قبرص، وهو فندق فاخر، يعتمد على علاجات مياه البحر، ويستخدم تدليك رذاذ المياه المالحة، وملمعات الأعشاب البحرية، ومياه البحر تُضخّ مباشرةً من الشواطئ البلورية لخليج "كريسوتشو" القريب.
ماذا يعني التأمل تحت الماء؟
كثيرٌ من المديرين وأصحاب الأعمال يُجرِّبون التأمل تحت الماء بأشكالٍ مُختلفة، للحفاظ على هدوئهم، كما أنّ ذلك يُساعِد على تحسين العمل تحت الضغط، دون أن يفقدوا تركيزهم لتقديم أفضل ما لديهم.
والتأمل هو حالة ذهنية يكون فيها العقل خاليًا من الأفكار المتناثرة، بما يساعد على التركيز بصورةٍ أفضل، وكذلك تحسين الذاكرة، كما يُسهِم التأمل في خفض ضغط الدم وتعزيز المناعة، وتحسين مستويات الطاقة.
أيضًا فإنّ وجودك تحت الماء يعني أنّ هاتفك لن يرن، وأنّك لن تتحقّق من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك مرارًا وتكرارًا، ما يساعد على مزيد من الهدوء واستعادة صفاء الذهن.
التنفس وسيلة التأمل تحت الماء
ثمّة العديد من التقنيات للتأمل، لكنّها جميعًا تتمحور حول عامل رئيس واحد، وهو التنفس؛ إذ يتيح لك التركيز على التنفس أن تصبِح أكثر وعيًا بذاتك وأكثر استرخاءً.
ويمنحك التأمل تحت الماء من خلال الغوص أمورًا هادئة للتركيز عليها، مثل الحياة البحرية والشعاب المرجانية، والعالم الواسع تحت الماء، بل حتى الصوت الإيقاعي للفقاعات المائية خلال التنفّس، فكل ذلك يُسهِم في جعل الذهن أكثر استرخاءً.
وتبدأ معظم أشكال التأمل بالاسترخاء وإبطاء التنفّس، وأخذ أنفاسٍ عميقة، وتركيز عقلك فقط على تنفّسك، وهذا يحدث طبيعيًا عندما تكون تحت الماء.
كيف تساعدك الأجواء تحت الماء على الاسترخاء وتصفية ذهنك؟
إنّ ما يميز التأمل تحت الماء هو أنّه ليس عليك تعلّم أي تقنيات خاصة، بل بالغوص فقط، ستتعرّض للآثار الجميلة للبيئة تحت الماء، مثل:
- الأصوات الهادئة:
ومن ذلك:
- الصوت الثابت لفقاعاتك وأنت تتنفس.
- النقر اللطيف أو الطقطقة مع حركة الشعاب المرجانية.
- حركة الأمواج اللطيفة على السطح.
اقرأ أيضًا:العدسات اللاصقة الرجالية الفاخرة.. ألوان مميزة وعناية تليق بعينيك
- المظاهر الخلّابة:
البحر في ظاهره جميل، وفي باطنه أجمل، وما دُمت تحت الماء، فربّما ترى:
- ألوان وومضات الحياة البحرية الاستوائية.
- فقاعاتك تكتسي بضوء الشمس وهي تطفو لأعلى.
- تأرجح الأعشاب البحرية والشعاب المرجانية مع حركة تيار المياه.
وما يميّز التأمل تحت الماء أو الغوص أنّه يُشغِّل حواسك كلها، إذ يمكنك الشعور بالماء على بشرتك والتغيّرات التي تحدث في تنفسك، كما أن هناك اختلاف واضح في الرؤية، بالإضافة إلى الأصوات الهادئة المحيطة بك، على عكس التأمل خارج الماء، الذي قد لا يصحبه أي شيءٍ من ذلك.
أفضل الوجهات للتأمل تحت الماء
إذا علمت ما يفعله التأمل تحت الماء من تحسين للتركيز وتصفية للذهان، فهذه أربع وجهات رائعة، تساعدك على تحقيق ذلك:
- مصر: يحتوي البحر الأحمر في مصر على أكثر الشعاب المرجانية والحياة البحرية إبهارًا في العالم.
- النرويج: مياه صافية مع آفاق مغطاة بالجليد، ما يساعد على الاسترخاء أيضًا.
- المكسيك: حيث الفجوات الصخرية والتي يمكنك من خلالها رؤية أشعة الشمس تضيء الكهوف العملاقة لتجربة لا تُنسَى.
- كاليفورنيا: تجد المظاهر الخلابة في غابات عشب البحر، كما قد تستمتع بمرح أسود البحر اللطيفة.