اكتشافات طبية مذهلة غيرت العالم (إنفوجراف)
نعلم جميعًا أن الأبحاث تنقذ الأرواح، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، ولعل من الجميل أننا كلما بحثنا أكتشفنا أكثر، فمع تطوير العلماء علاجات جديدة للسرطان، يبدو أننا نكتشف بشكل مستمر ما يفيدنا في مواجهة أمراض أخرى، وتوفير معرفة أساسية حول كيفية عمل أعضائنا وأنسجتنا وخلايانا، فقط ألقِ نظرة على بعض أعظم الاكتشافات الطبية في التاريخ، وكيف لا تزال تفيدنا حتى اليوم.
اللقاحات
أول لقاح ناجح على الإطلاق كان لقاح الجدري، الذي قدمه "إدوارد جينر" في عام 1796، حيث لاحظ "جينر" أن الحلابات اللواتي أصبن سابقًا بجدري البقر لم يصبن بالجدري، مما أعطاه الفكرة لتحفيز جهاز المناعة باستخدام جزء من الجرثومة، يكون أقل خطورة أو ميتًا.
كان مرض الجدري واحداً من أكثر الأمراض فتكاً بالبشرية، حيث يقدر أن ما بين 300 إلى 500 مليون شخص فقدوا حياتهم بسبب هذا المرض خلال القرن التاسع عشر.
بعد أقل من قرنين من تقديم اللقاح، توفيت "جانيت باركر" في برمنجهام عام 1978، بعد أن تسرب الفيروس من مختبر، وكانت آخر شخص يموت بسبب هذا المرض حتى الآن.
اليوم، يعتبر الجدري المرض البشري الوحيد الذي تم القضاء عليه تمامًا بواسطة التطعيم، ما أنقذ عددًا لا يحصى من الأرواح على مر السنين.
اقرأ أيضًا: بينها حرق السعرات وتحسين المزاج.. فوائد قد لا تتخيلها لرياضة الجولف
التخدير
يُعد التخدير عاملاً حيويًا لا شك فيه في إنقاذ الأرواح خلال العمليات الجراحية، ومن غير المفاجئ أن العمليات الأكثر تعقيدًا تستغرق وقتًا أطول، لكن هل تعلم أنه قبل استخدام التخدير، كان الجراحون محدودين بشكل كبير في المدة التي يمكنهم فيها إجراء العمليات؟
كانت العمليات الشائعة اليوم تُعتبر مستحيلة آنذاك، إما لأنها كانت ستستغرق وقتًا طويلاً، أو لأن مسكنات الألم المحدودة المتاحة في ذلك الوقت، مثل "الأفيون"، كانت غير كافية.
أُجريت أول عملية جراحية باستخدام التخدير في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية في 16 أكتوبر 1846، لإزالة ورم من رقبة مريض.
اليوم، لا تزال الجراحة هي الخيار الرئيسي لعلاج معظم مرضى السرطان، ويمكن أن تكون علاجية إذا تم اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة بما فيه الكفاية.
علم الأوبئة
يُعتبر "جون سنو"، وهو طبيب من لندن، الأب المؤسس لعلم الأوبئة، الذي يدرس أنماط وأسباب الأمراض في المجتمع، وقد سعى هذا العالم لإثبات أن "الكوليرا"، وهي مرض شائع جدًا وفتاك في ذلك الوقت، لم يكن ناتجًا عن "الهواء الفاسد" كما كان يعتقد الجميع آنذاك.
واستطاع "سنو" أن يجد أدلة تربط جميع حالات تفشي "الكوليرا" السيئة بمضخة مياه معينة بالقرب من شارع "بوند" في لندن، مثبتًا أن مصدر "الكوليرا" هو إمدادات المياه المحلية الملوثة.
اقرأ أيضًا:زراعة أول رئة مزدوجة باستخدام تقنية الروبوت (فيديوجراف)
يعد علم الأوبئة مجالًا مهمًا للبحث في جميع الأمراض، بما في ذلك السرطان، ومن خلال فهم معدل حالات السرطان في المجتمع، والعوامل الوراثية والبيئية، ونمط الحياة المشتركة التي تربط هؤلاء الأشخاص، يمكننا فهم الأسباب الأساسية للسرطان بشكل أفضل، وتطوير طرق جديدة للوقاية من هذا المرض.
نظرية الجراثيم
هل تعلم أنه حتى القرن التاسع عشر، لم يكن الناس قد قبلوا بعد أن الأمراض تُسببها الجراثيم؟
قد تكون قد سمعت بالفعل عن أحد اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال، الكيميائي الفرنسي "لويس باستور"، الذي أثبت أن تخمير النبيذ وفساد الحليب يحدثان بسبب الكائنات الدقيقة الحية.
ولكن هل صادفت اسم "جوزيف ليستر" من قبل؟
كان "ليستر"، أستاذ الجراحة في "جامعة جلاسكو"، هو أول من طبق نظرية الجراثيم على الجراحة في عام 1865، فقد قدم مبدأ التعقيم إلى مجال الجراحة، مما أحدث ثورة في هذا المجال، من خلال توفير وسيلة لمنع العدوى في الجروح أثناء وبعد العمليات الجراحية.
هذا التغيير النسبي كان له تأثير كبير، حيث أدى إلى انخفاض حاد في حالات العدوى والوفيات بعد إجراء العمليات، واليوم، تعتبر الجراحة علاجًا شائعًا للعديد من الحالات الصحية، وبدون مبادئ التعقيم، حتى الإجراءات الصغيرة يمكن أن تكون قاتلة إذا دخلت العدوى إلى الجسم.
اقرأ أيضًا:متلازمة الميزوفونيا.. لماذا قد تزعجك أصوات مضغ الطعام؟
الأنسولين
يعد داء السكري مرضًا خطيرًا، ولكنه بشكل عام -اليوم- تحت السيطرة، بفضل فهمنا لكيفية تأثير خيارات نمط الحياة على الأعراض، وتلعب التطورات في العلاجات، مثل حقن "الأنسولين"، دورًا كبيرًا في معالجة بعض المشاكل الجزيئية المرتبطة بالسكري.
تم استخدام "الأنسولين" لأول مرة كعلاج للسكري في عام 1922، فيما تم اكتشافه في السنة السابقة من قبل علماء في "جامعة تورنتو"، قبل هذا الاكتشاف، لم يكن من الممكن معالجة داء السكري من النوع الأول (الذي يُشخص عادةً في الشباب) بنجاح.
قبل استخدام "الأنسولين"، كان يُتوقع أن يعيش الأطفال المصابون بداء السكري من النوع الأول لمدة تصل إلى 1.5 سنة فقط بعد تشخيصهم، وفي البالغين، كان واحد من كل خمسة فقط على قيد الحياة بعد عشر سنوات من تشخيصهم، وأولئك الذين عاشوا لفترة أطول كانوا يعانون من أعراض مزمنة ناجمة عن السكري، واليوم، من المتوقع أن يعيش الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الأول حياة طبيعية.
العلاج الجيني
بالنسبة لاكتشاف حديث كبير في المجال الطبي، لا تحتاج إلى البحث بعيدًا عن العلاج الجيني، الذي يتضمن إدخال مادة وراثية إلى الخلايا لعلاج أو منع الأمراض.
تم إطلاق أول تجربة للعلاج الجيني في عام 1990، حيث عُولجت فتاة تبلغ من العمر أربع سنوات تعاني من مرض جيني نادر، يؤثر بشكل كبير على جهاز المناعة لديها.
يُستخدم العلاج الجيني الآن من قبل خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة لعلاج بعض حالات العمى، فيما يعد واعدًا لمجموعة واسعة من الأمراض الأخرى، بما في ذلك أمراض القلب، و"الهيموفيليا"، و"التليف الكيسي".
كما أن العلاج الجيني في الأفق بالنسبة للسرطان، حيث يقوم الباحثون في جميع أنحاء العالم بالتحقيق في كيفية استخدام العلاج الجيني لقتل خلايا السرطان، من خلال تعزيز جهاز المناعة، وتحسين فعالية العلاجات الأخرى، ومنع العمليات الجزيئية التي تسمح لخلايا السرطان بالبقاء على قيد الحياة.
اقرأ أيضًا:"اضطراب إيذاء النفس غير الانتحاري".. لماذا يجرح بعض الناس أنفسهم؟!
الطباعة ثلاثية الأبعاد
جاءت الطباعة ثلاثية الأبعاد وكأنها قد وصلتنا من المستقبل، لتقدم فرصًا مذهلة في جميع المجالات، وقد تم تطوير أول طابعة ثلاثية الأبعاد في الثمانينيات على يد "تشاك هول"، لطباعة الهياكل الصلبة لأغراض التصنيع، إلا أنه لم يمض وقت طويل قبل أن يلاحظ علم الطب هذا الاختراع العبقري والتقنية المذهلة.
واليوم، تُستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد بالفعل لإنشاء زرعات أسنان وأطراف صناعية، لكن الباحثين يرغبون في أخذ هذه التكنولوجيا إلى أبعد من ذلك لطباعة أعضاء كاملة، وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه، إلا أن العلماء قد بدأوا بالفعل في طباعة الخلايا والأنسجة باستخدام عملية تُسمى الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، وهذا يتيح للعلماء إنشاء مواد حيوية مبتكرة، لدراسة كيفية عمل الجسم بمزيد من التفصيل.
في المستقبل، نتوقع أن نرى أعضاء مطبوعة ثلاثية الأبعاد كاملة، يمكن استخدامها لاختبار الأدوية الجديدة، وحتى القضاء على الحاجة لاختبارات الحيوانات.