بينها حرق السعرات وتحسين المزاج.. فوائد قد لا تتخيلها لرياضة الجولف
بينما تمسك مضرب الجولف، تُسدِّد الكرة تحت ضوء الشمس، وتترقّب بلوغها للحفرة البعيدة هناك، خلال تلك اللحظات يكون جسمك قد حرق سعرات حرارية، وتحسّنت لياقتك ومفاصلك، وربّما صار نومك أفضل ليلًا، إنها بعض فوائد ممارسة رياضة الجولف، التي لا تتوقف هنا، بل تمتد لتحسين المزاج وتخفيف الاكتئاب -وربما- إطالة العمر أيضاً.
فوائد الجولف للصحة النفسية وتحسين المزاج
يجمع الجولف بين الرياضة والهواء الطلق والتعرّض لضوء الشمس، والمناظر الطبيعية الخلّابة، ولا بد لكلّ ذلك أن يظهر أثره على صحتك النفسية في:
1. تقليل التوتر:
تُلعَب رياضة الجولف في الهواء الطلق، فهي تجمع بين المجهود البدني وملامسة الطبيعة الخلابة، ما يساعد على تقليل توتر وإرهاق العقل، كما أنّ الوجود في الخارج يُحفِّز الجسم على إنتاج "السيروتونين" أو ما يعرف بـ"هرمون السعادة".
فعندما يدخل ضوء الشمس إلى عينيك، يُنتَج المزيد من "السيروتونين"، الذي يُساعِد على تحسين مزاجك، لذا ستجد نفسك أكثر سعادة عمومًا عندما تكون في ملعب الجولف.
2. تخفيف الاكتئاب:
يساعد الجولف على تخفيف أعراض الاكتئاب بدرجةٍ ملحوظة؛ إذ يُطلِق الجسم "الإندورفين" خلال ممارسة التمارين الرياضية، وهو ما يساعد على تحسين المزاج.
كذلك فإنّ التعرّض لأشعة الشمس خلال لعب الجولف، يساعد في الحصول على فيتامين د، الذي قد يُؤدِّي نقصه إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، لذا فإنّ الحصول على فيتامين د بالتعرّض لأشعة الشمس قد يُقلِّل خطر الإصابة بالاكتئاب.
كيف يساعد الجولف رجال الأعمال على التركيز في إدارة مشاريعهم؟
تُساعِد رياضة الجولف الدماغ على التركيز بصورةٍ أفضل، لأنّها رياضة تتطلّب تركيزًا عاليًا، وتخطيطًا للحركات التالية، ومع الحفاظ على نشاط الدماغ خلال ممارستها، فإنّها تُشجِّع التفكير الإبداعي، كي تُحدِّد إلى أي مدى ستبلغ تسديدتك.
كذلك فإنّ رياضة الجولف من الرياضات التي تتطلّب نشاطًا بدنيًّا، ما يعني نشاط الدورة الدموية، وضخّ مزيدٍ من الدم إلى الدماغ، ما قد يُسهِم في تحسين وظائف الدماغ كالتركيز والإدراك وما شابه.
رياضة الجولف باب لتوطيد العلاقات الاجتماعية
رياضة الجولف اجتماعية بطبيعتها، فقد تُخطِّط لها مع أصدقائك أو زملائك، كما أنّها تُوفِّر فرصة للتحدّث مع الآخرين خلال اللعب، والاستمتاع برفقتهم أيضًا، وإذا كُنت تلعب الجولف، فلديك بضع ساعات للتحدّث أو الضحك، أو مشاركة الأفكار أو حتى المشكلات مع الآخرين.
كما تُعدّ رياضة الجولف أيضًا فرصة لبناء شبكة ضخمة من الأصدقاء، وإنجاز الكثير من الأعمال معهم، وربما كانت أغلب الصداقات المبنية حول لعبة الجولف تميل إلى الاستمرار مدى الحياة، ما قد يفتح لك فرصًا جديدة لم تكُن لتحلم بها.
كيف يحسّن الجولف اللياقة البدنية دون إضرار المفاصل؟
يساعد الجولف على تحسين الدورة الدموية، وكذلك عمل القلب وضخّ الدم في مختلف أنحاء الجسم، ما قد يساعد على بناء العضلات.
كذلك فإنّ أغلب التمارين الرياضية قد تتعرّض لإصابةٍ خلال ممارستها، لكن الجولف ليس كذلك، فهو من صور النشاط البدني التي نادرًا ما تُعرِّضك لمخاطر الإصابة بجروح خطيرة، خاصةً إذا لعبت الجولف بطريقةٍ صحيحة.
كما تحافظ رياضة الجولف على صحة المفاصل؛ إذ تساعد في تحسين قوة العظام، فقد وجدت دراسةٌ نشرت عام 2022 في "Sports Medicine"، أنَّ الذين يلعبون الجولف، تحسّنت كثافة عظامهم وكذلك قوتها.
أيضًا تساعد رياضة الجولف في زيادة الحركة وتحسين صحة المفاصل، بل إنّها تساعد في تحسين صحة مفصل الورك، خاصةً بعد إجراء عمليةٍ جراحيةٍ به، حسب دراسةٍ نُشِرت عام 2022 في "Bone & Joint Open".
كيف تُعزِّز رياضة الجولف جودة الحياة؟
تُحسِّن رياضة الجولف جودة الحياة من خلال المساعدة على حرق السعرات الحرارية، وتحسين النوم، وأيضًا السيطرة على مستويات "الكوليسترول" في الدم، كما يتضح فيما يلي:
1. خسارة الوزن:
قد لا يكون الجولف من الرياضات التي تستهلك طاقة كبيرة من الجسم، لكنّها مع ذلك قد تُعِين على خسارة الوزن، ويُقدِّر الخبراء أنَّ شخصًا يزن 70 كيلوجراماً قد يحرق نحو 198 سعرًا حراريًا في غضون 30 دقيقة من لعب الجولف.
وعادةً ما يتطلّب اللعب على 9 حفر في الجولف 2 - 2.5 ساعة، بينما يتطلب اللعب على 18 حفرة نحو 4 - 4.5 ساعة، ومن ثم فإن من المتوقّع أن يحرق لاعب الجولف من 981 - 1782 سعرًا حراريًا، ما يعني أن رياضة الجولف ستساعدك على خسارة الوزن وتعزيز جودة الحياة.
2. تحسين النوم:
يُساعِد الجمع بين ممارسة أي تمرين، مثل لعب الجولف، والهواء النقي والضوء الطبيعي في الحصول على نومٍ أفضل ليلًا، وكما أنّ رياضة الجولف تحسن من النوم، فإنها تدفعك كذلك للنوم جيداً، لتستطيع ممارستها بشكل أفضل وأكثر جودة في اليوم التالي، ما يعني التمتّع بمزيدٍ من فوائد تلك الرياضة.
اقرأ أيضًا:الجري.. رياضة سهلة وفوائد صحية لا تُحصى
3. خفض مستويات "الكوليسترول" في الدم:
قد يُؤدِّي ارتفاع مستويات "الكوليسترول" في الدم إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، أو غيرهما من المشكلات المزمنة، ما يُؤثِّر سلبًا في جودة حياتك بلا شك.
فـ"الكوليسترول" الفائض يتراكم في جدران الشرايين، ما قد يؤدي إلى ضعف أو انقطاع تدفّق الدم عن القلب أو الدماغ أو غيرهما من أعضاء الجسم.
ورغم محدودية الأبحاث حول لعبة الجولف و"الكوليسترول"، إلا أن دراسة نشرت عام 2022 في "Sports Medicine"، أظهرت أنَّ لعبة الجولف قد تساعد على خفض مستويات "الكوليسترول" السيئ، وزيادة مستويات "الكوليسترول" الجيد، ما يُساعِد على الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة.
رياضة الجولف.. لعُمرٍ أطول!
ربما تساعد رياضة الجولف على إطالة العمر، وليس ذلك لخصوصية الجولف، بل لأنّ ممارسة التمارين الرياضية عموماً تساعد على صحة أفضل وربما عمر أطول، بسبب مساهمتها في الحفاظ على صحة القلب وأجهزة الجسم.
وعلى النقيض، فإنَّ كثرة الجلوس لفترات طويلة من الوقت وقلّة النشاط البدني، قد تقلِّل العُمر المُتوقّع للإنسان، لذا فإنّ لعب الجولف بانتظام، قد يساعد على العيش لفترة أطول.
وقد وجدت دراسة نشرت عام 2009، في "المجلة الإسكندنافية للطب والعلوم"، أنّ الأشخاص الذين يلعبون الجولف بانتظام يعيشون 5 سنوات أطول مقارنةً بمن لا يمارسون الجولف.
اقرأ أيضًا:كيف ترفع من لياقتك البدنية؟
المدة المناسبة لممارسة الجولف
تعتمد المدة المناسبة أو عدد مرات لعب الجولف على أهدافك الشخصية، وعادةً ما تكون ساعة واحدة من المشي كافية للحصول على العديد من الفوائد الصحية، وأغلب ألعاب الجولف تتطلّب أكثر من ساعة واحدة من النشاط البدني، كما ذكرنا سابقاً.
وإذا كان لديك الوقت وترغب في زيادة الفوائد الصحية، وتحسين مهارتك أيضاً في لعب الجولف، فإنّ لعب الجولف 2 - 3 مرات أسبوعياً قد يكون كافياً لمعظم الناس، ومن ثم تستطيع أن تستمتع بفوائد الرياضة وسحر الجولف في الوقت نفسه.