الإمارات والسعودية.. عملاقان في مجال صناعة البتروكيماويات
احتلت السعودية المرتبة الأولى خليجياً تليها الإمارات، في حجم مشاريع البتروكيميات المزمعة في المنطقة، وبشكل عام، تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي مجال الصناعات البتروكيماوية، وبحسب توقعات الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات، فإن إنتاج دول المجلس من البتركيماويات من المتوقع أن ينمو ٧،٦٪ سنوياً حتى ٢٠٢٧ إلى ٣٨،٧ مليون طن سنوياً.
ووفق مجلة ميد، فإن توقعات الطلب العالمي على النفط تقترب من رقم جديد في العام الحالي عند متوسط أكثر من ١٠٠ مليون برميل يوميا، وقد ترتفع تلك التوقعات إلى ذروتها بين ٢٠٣٠ و٢٠٤٠.
وبحسب المجلة، فإنه بالنسبة للمنتجين الخليجيين، سيمثل ذلك تحدياً للنموذج الاقتصادي الذي تتبعه دول مجلس التعاون المعتمد، ولكن هذا التحدي وضعته الدول الخليجية بالحسبان، إذ تم وبالفعل وضع خطط استثمارية، حيث من المتوقع ضخ أكثر من ٢٠٠ مليار دولار في مشاريع جديدة للتكرير والبتروكيماويات في دول مجلس التعاول بحلول ٢٠٢٥.
قطاع البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي
يعتبر قطاع البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي من أكبر القطاعات الإنتاجية غير النفطية، ويحتل المرتبة الثانية في الاقتصاديات الخليجية، ويعتبر أحد أهم الأنشطة الصناعية التحويلية، ومورداً أساسياً للصناعات البتروكميائية في العالم.
دول الخليج تتفاوت في اعتمادها على هذا القطاع الحيوي، وقد شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً قوياً عزز مكانتها كمورد أساسي في العالم، وبات قطاع الصناعات البتروكيماوية الخليجية يشكل أحد أهم الأنشطة الصناعية التحويلية، وهو يستوعب نحو ٥٩،٦٪ من مجموع الأموال المستثمرة في هذه الصناعات أي ما يعادل ٢٢٠،٣ مليار دولار، ويبلغ عدد الشركات العاملة حالياً في هذا القطاع ٣١٨٤ شركة، يعمل فيها نحو ٢٧١ ألف موظف وعامل.
سبب تصدر دول الخليج وتحولها لمركز عالمي منطقي أنها تختزن ثلث الاحتياطات العالمية المثبتة من النفط تقريباً، إلى جانب ربع احتياطات الغاز الطبيعي، وتشمل الصناعات البتروكيماوية في دول مجلس التعاون الخليجي، صناعة الأسمدة والمركبات الآزوتية، صناعة المبيدات، صناعة المنظفات ومستحضرات التجميل، صناعة المنتجات الكيميائية، صناعة الألياف والخيوط الصناعية، صناعة المستحضرات الصيدلانية، صناعة الإطارات والمنتجات المطاطية، صناعة الألواح والشرائح والصفائح، صناعة الأنابيب والخراطيم، صناعة لوازم البناء، صناعة منتجات التعبئة والتغليف، صناعة منتجات الفايبرغلاس، صناعة إعادة التدوير والرخام الصناعي، صناعة المنتجات البلاستيكية الأخرى.
أدنوك و أرامكو
وضعت شركة «أدنوك» الإماراتية خطة في مايو/أيار من العام ٢٠١٨ لتوسيع مجمع «الرويس» النفطي بقيمة ٤٥ مليار دولار، وهي خطة اعتبرتها وكالة الطاقة الدولية معبرة عن رغبة الإمارات بجعل الإيرادات أكثر توازنا، ولرفع هوامش الربح.
من جهتها، اتفقت أرامكو السعودية وتوتال الفرنسية، على توسيع مشروع «ساتورب» لتكرير النفط وصناعة البتروكيماويات، كذلك اتفقت الشركة السعودية مع «سابك» لتطوير منشأة جديدة لتحويل النفط الى مواد كيماوية بحجم ٤٠٠ ألف برميل يوميا، وتخطط «أرامكو» لرفع طاقتها التكريرية عالميا إلى ١٠ ملايين برميل يوميا بحلول منتصف العقد المقبل، من ٥ ملايين برميل حاليا.
استثمارات سعودية ضخمة في صناعة البتروكيماويات بروسيا
قبل أيام قليلة، أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، بأن المملكة العربية السعودية تخطط لاستثمارات ضخمة في صناعة البتروكيماويات في روسيا، حيث تخطط المملكة لاستثمارات بمليارات الدولارات في الاقتصاد الروسي، فيما ستقوم روسيا ستقوم باستثمارات مماثلة في المملكة.، ومن هذه الاستثمارات توسيع القاعدة، ليس فقط في صناعة الغاز، ولكن أيضاً في صناعة البتروكيماويات، ويأتي هذا الإعلان بعد قيام أرامكو السعودية بتوقيع مذكرة تفاهم في تشرين الأول/ أكتوبر مع شركة «غاربزوم نفط» وذلك للتعاون في مجال التقنيات والبحوث.
أدنوك ومشروع بروج ٤
تعمل شركة شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» على مخططات لمشروع «بروج ٤»، وهو أحدث مراحل مشروعها المشترك مع شركة بورياليس، إضافة إلى توسعات المجمع الصناعي في الرويس، حيث تنوي إنشاء مصفاة جديدة ومجمع للبتروكيماويات، وينتهي مشروع بروج للبتروكيماويات عام ٢٠٢٥، باستثمارات تبلغ ٤،٥ مليارات دولار، كما ينتهي مشروع إنتاج الغازولين والزيوت العطرية، الذي تطوره شركة أدنوك للتكرير باستثمارات ٢،٥ مليار دولار عام ٢٠٢٢، وتنتهي المرحلة الأولى من مشروع مجمع الكيماويات في منطقة خليفة الصناعية «كيزاد» باستثمارات ٥٤٠ مليون دولار في ٢٠٢١، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع ١،٠٨ مليار دولار.
البتروكيماويات ورؤية الإمارات والسعودية
كل من الامارات والسعودية تسعيان إلى تنويع مصادر الدخل، وبالتالي تم وضع الخطط الضرورية لذلك، فالإمارات تملك رؤيتها وكذلك السعودية، وصناعة البتروكيمياويات تعتبر السياسة الأفضل لاستغلال الموارد النفطية بما يتماشى مع الحاجات الداخلية ومتطلبات التصدير الخارجي، لذلك فإن التركيز على إنتاج مختلف أنواع الصناعات البتروكيمياوية يخدم البلدين في مرحلة التنويع، كما أنه يسمح لهما باستغلال هذه الموارد أفضل استغلال.
الصناعات البتركيماوية تحقق أرباحاً كبيرة سنويا، فمثلاً السعودية، وخلال العام الماضي، حققت في النصف الأول من العام ٢٠١٨ معدلات نمو في مستوى الأرباح قدرت بـ٢٨٤٪، وهذه الأرباح هي أرباح ٥ شركات فقط، أي أن السعودية خلال الربع الأول من العام ٢٠١٨ حققت ارباحاً تبلغ ١،١٢ مليار دولار.
وفي الإمارات، وبما أن أدنوك تعتبر واحدة من الأسس المهمة والقوية لاقتصاد الدولة، فهي تقوم بالمساهمة في دعم الاقتصاد من خلال تسهيل وتسريع التنويع في القطاعات القائمة على المعرفة، فقد شكل كشف الشركة مؤخراً عن ١٣ مشروعاً قيد التطوير والتشغيل في مجمع الرويس للصناعات البتروكيماوية خطوة مهمة ستؤدي إلى تعزز ثقة الإمارات بمؤسساتها وإلى تعزيز قدراتها على مواكبة خطط الدولة التنموية على المديين المتوسط والبعيد، بالإضافة إلى ذلك، فإن إنجاز هذه المشاريع سيجعل دولة الإمارات تمتلك أكبر مجمع بتروكيماويات في العالم من حيث التنوع.
كيف يمكن للتكنولوجيا تحسين صحة العاملين ومستوى الإنتاجية؟