«ريادة الأعمال الاجتماعية».. حلول مبتكرة لتحقيق التنمية والارتقاء بالمجتمعات
مصطلح الريادة الاجتماعية، أو الريادة المجتمعية كما يطلق عليه بعض الأحيان، مصطلح حديث التداول، أصبح يتردد على أسماعنا كثيرا لكن لا توجد تعريفات واضحة. وعلى رغم وجود مفاهيم عدّة مثل المشاريع الاجتماعية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني وريادة الأعمال الاجتماعية والاستثمار الذي يحقق أثراً، إلا أنّ هذه المفاهيم غير واضحة وما ترمز إليه كذلك.
بالأرقام.. صناع القرار يصنفون البلدان الأكثر انفتاحًا على ممارسة الأعمال
وتعرف ريادة الأعمال المجتمعية بأنها استخدام الأساليب الإبداعية والمبتكرة لتنمية المشروعات والمؤسسات التى تحقق تأثيرًا اجتماعيًا واسع النطاق؛ للوصول إلى تأثير مجتمعي وليس تجاريًا، وإن كانت تستخدم في تنفيذها أساليب تجارية تقليدية لتحقيق ذلك.
يتفّق الجميع على شرطين واضحين. يقوم الأوّل على أنّ الهدف الاجتماعي يجب أن يكون هدف الشركة الأساسي، والثاني على أنّ نموذج عمل الشركة يجب أن يحقق لها الاستقلالية المالية.
وبالتالي، يقوم التعريف على توظيف الأدوات الريادية والتفكير الريادي في خدمة قضيّة اجتماعية (أو بيئيّة)، وذلك بضمان استدامة النشاط أي ضمان أثره.
تعرف على المؤثرين الخمسة في قطاع الاتصالات السعودي
وترتكز ريادة الأعمال المجتمعية على رواد الأعمال ذوي الخبرة في التعرف على مشكلات مجتمعاتهم، والذين يمكنهم ابتكار أفكار يحولونها لمشروعات تحل مثل هذه المشكلات.
ويعد رواد الأعمال وخاصة من هم ذوي خبرة منهم هم أساس عملية ريادة الأعمال الاجتماعية، حيث يقع على عاتقهم مهمة مناقشة المشكلات التي تدور في مجتمعهم، ومحاولة التوصل إلى أفكار جديدة مبتكرة يتم تحويلها إلى مشروعات هدفها الأساسي حل مشكلات المجتمع.
وهم يتفقون مع أقرانهم من رواد الأعمال التقليديين في الإبداع والابتكار والمغامرة ، بينما يتميزون عنهم بالإنسانية العالية، وإنكار الذات، وحب العمل الاجتماعي، والانتماء للناس، والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، والالتزام طويل الأمد بما يتبنونه من مشاريع، مكرسين حياتهم للعمل عليها، وعدم الجري وراء الأرباح المادية.
يرتكز عمل رواد الأعمال الاجتماعية على ثلاث سمات أساسية وهما الإبداع والابتكار والمغامرة، يتم استغلالها بالشكل الأمثل لمحاولة الارتقاء ودفع المجتمعات نحو التقدم في عدة مجالات من أبرزها الصحة والتعليم والبيئة والموارد المائية والزراعة.
ولأن هذه النوعية من المشاريع تحتاج للدعم والتشجيع، خاصة المشاريع المبتدئة أو الناشة منها؛ حيث يعاني معظمها من نقص التمويل، ويحتاج للدعم الفني والمؤسسي، فقد بدأت مؤسسات حكومية وغير حكومية تدعم هذا النوع من المشروعات، مثل:
وفي السعودية: توجد مؤسسة الملك سلمان للشباب؛ أكبر داعم لرواد الأعمال الاجتماعيين، ومؤسسة الأمير محمد بن سلمان ( مسك الخيرية) ، و “جائزة الملك عبد الله الثاني للإنجاز والإبداع الشبابي” KAAYIA، وبرنامج “بادر” التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، وبنك التنمية الوطني ( ريادة )، و مؤسسة محمد عبداللطيف جميل ، ومؤسسة الملك خالد الخيرية.
إنفوجراف| ماذا تعرف عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة ؟
وفي مصر: توجد جمعية نهضة المحروسة، وحاضنة أعمال جسر ” GESR ، ومسابقة ” طموح ” التي أطلقها الصندوق المصري لتكنولوجيا المعلومات ، وحاضنة أعمال ( همة ) التي أنشأتها جامعة أسيوط كأول حاضنة أعمال داخل جامعة حكومية ، ومبادراتAhead of the Curve ، وحاضنة ” انطلق ” التي أسستها أكاديمية البحث العلمي.
وفي الإمارات: تأتي “جائزة الإمارات لشباب الخليج العربي” التي أطلقتها مؤسسة الإمارات في أبو ظبي لتشجيع الشباب الخليجي على إنشاء المبادرات الاجتماعية و إقامة وتطوير مشاريع الريادة الاجتماعية، و يحصل الفائزون على منحة احتضان وبرنامج تدريبي وإرشادي من مؤسسة الإمارات لدعم فكرة مشروعهم المجتمعي، و مبادرات “أشوكا” المنتشرة في عدد من الدول العربية وتقدم الدعم لأصحاب المشاريع الاجتماعية الذين يقودون التغيير في مجتمعاتهم.
ومن نماذج المشاريع الناجحة في مجال ريادة الأعمال المجتمعية ظهرت في مصر ” ساقية عبدالمنعم الصاوي” لمؤسسها المهندس محمد الصاوي التي نجحت في إعادة التفاف الشباب حول المنتج الثقافي بأنواعه ، وباتت منارة ثقافية تغذي الوجدان كما أراد لها مؤسسها.
وهناك أيضا مؤسسة ” نفهم” التي أطلقها أحمد الألفي و مصطفى فرحات ومحمد حبيب ، و نجحت في تقديم المناهج المدرسية لتلاميذ عدد من الدول العربية مثل مصر والكويت والجزائر والسعودية ، وساعدت التلاميذ وأولياء أمورهم في البعد عن لهيب الدروس الخصوصية .
هل يفضل رواد الأعمال في الشرق الأوسط مساحات العمل المشتركة ؟
وفي السودان يأتي مشروع ( SudaMed ) الذي أطلقه مازن خليل ،وهي بوابة على الإنترنت تمكن المستخدمين من البحث عن طبيب أو صيدلية أو مستشفى.
وفي فلسطين هناك مشروع “Souktel” الذي أسسته لانا حجازي لمساعدة الباحثين عن العمل وأرباب العمل البحث عما يناسبهم.
وفي تونس، أطلق الحائز على جائزة نوبل للسلام، محمد يونس، النسخة الأولى من برنامجه العالمي لتسريع نموّ الأعمال الاجتماعية باسم "يونس للأعمال الاجتماعية" Yunus Social Business في يونيو 2014.