عندما يكون للتكنولوجيا الرقمية فضل فيما تأكل وتشرب
توجهات تكنولوجية متعددة من المتوقع أن تلجأ لها شركات قطاع الأغذية والمشوربات، في محاولة تعظيم الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الرقمية في نمو الأعمال وتطوير شركات قطاع الاغذية حول العالم، من أجل تحقيق النجاحات المرجوة لها.
فبالرغم من إعداد محللي الأسواق توقعاتهم السنوية لعام 2019، يتم في غالب الأحيان تجاهل الدور المهم الذي تلعبه التكنولوجيا الرقمية في تحويل هذه التوقعات إلى واقع ملموس، كما يتم التعامل مع هذا الدور بشكل منفصل، ولكن في الحقيقة تعتمد الشركات الرائدة على التكنولوجيا بشكل كبير للدفع بنمو أعمالها وتطويرها بشكل مستمر.
أهمية التكنولوجيا في قطاع الأغذية والمشروبات
ولمعرفة أهمية التكنولوجيا في قطاع الأغذية والمشروبات، والدور التي تقوم به من إسهامات ملموسة في تطوير وزيادة نمو قطاع الأغذية، فإن "إنفور"، الشركة الرائدة في تطوير برمجيات الأعمال السحابية للشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة حول العالم، سلطت الضوء على التوجهات التكنولوجية المتوقعة لعام 2019 في قطاع الأغذية والمشروبات، والتي جاءت على النحو التالي:
1. اعتماد أكبر على تقنيات إنترنت الأشياء والمستشعرات بهدف تقليل حالات التوقف عن العمل وتحسين جودة الإنتاج
من المتوقع أن نشهد في عام 2019 المزيد من مشاريع إنترنت الأشياء التي ستنتقل من مرحلة التخطيط الغامض إلى مرحلة إثبات صحة المفاهيم، أو حتى إلى مرحلة التنفيذ بشكل كامل، كما ستظهر حاجة كبيرة وملحة خلال هذا العام لمثل هذه المشاريع، مما يجبر الشركات على تبني أجهزة الاستشعار لمراقبة أداء المعدات والكشف عن علامات الإنذار المبكر للحالات التي تُنذر بحدوث فشل في إحدى التجهيزات أو أن تسري المشكلة في المؤسسة، وبالتالي السماح باتخاذ إجراءات احترازية للحفاظ على هذه التجهيزات.
2. التحول إلى حلول السحابة لكل الأنظمة بهدف زيادة مرونة الأعمال
هناك توجه لشركات الأغذية والمشروبات للتخلص من عمليات التعديل المرهقة، التي تجعل عملية الترقية بالغة الصعوبة، والتحول إلى نشر الحلول المعتمدة على السحابة.
ويمكن لحلول إدارة موارد المؤسسات الحديثة، الزاخرة بمزايا المرونة التي تتيح دمج الحلول القديمة بسهولة ويسر، أن تلغي الحاجة إلى أغلب عمليات التعديل على الحلول القديمة التي اضطرت الشركات إلى إجرائها مسبقاً.
هذا بالإضافة إلى أن الحوسبة السحابية تتيح مزايا أخرى من قبيل مرونة مساحة التخزين للبيانات، وهي ميزة ضرورية للشركات التي تنوي استخدام المستشعرات وتقنيات إنترنت الأشياء.
الخطة الاحتياطية "سلاح ذو حدين".. هل تعلم أنها قد تدفعك إلى الفشل؟
3. إعادة النظر في أدوات سلسلة التوريد لجعلها أكثر استجابة لتغيرات السوق
من المتوقع أن عام 2019، سيشهد وعي كبير من قبل الشركات العاملة في ميدان الأغذية والمشروبات، أن اعتمادها على البرمجيات العمومية القديمة للتخطيط لن يساعدها على التصدي للمشكلات المعقدة التي تنجم عن الانتقال إلى العمليات العصرية.
ومع تزايد قنوات البيع والوصول إلى الأسواق، وقصر الوقت المتاح للتحضير والجاهزية، واستمرار النمو في خيارات الأغذية الطازجة التي يقصر زمن صلاحية استهلاكها، ستجد أعداد متزايدة من الشركات أنها أمام تعقيدات تشوب عمليات التخطيط تزداد يوماً بعد يوم – ومن شأن تلك التعقيدات أن تتداخل مع مقاييس العمليات الرئيسية مثل عدد حالات التوقف الطارئ عن العمل ومدى النجاح في تلبية الطلبات.
4. تبنّي حلول إدارة دورة حياة المنتج PLM لتحسين الوصول إلى جاهزية المنتجات الجديدة للدخول إلى الأسواق
لم يسبق أن كانت مسألة إطلاق منتج جديد في الأسواق أكثر أهمية مما هي عليه اليوم، فقد بات لدى المستهلكين توقعات واضحة حيال قابلية تتبع طلباتهم، ومسائل الاستدامة، وخيارات الأغذية الصحية.
ومن المواضيع التي ستبقى ساخنة في 2019 هي المكونات الغذائية غير المعدلة وراثياً، والأغذية العضوية، وكيفية تعامل البشر مع الحيوانات، وسلامة ما على اللصاقات من معلومات، وسيكون على الشركات الاستثمار في الأبحاث والتطوير ليتاح لها تطوير منتجات تتماشى مع متطلبات المستهلكين، من شأن تبني إحدى حلول إدارة دورة حياة المنتج أن يعود بالفائدة على مدى دورة حياة المنتج ويسرّع من زمن الوصول إلى الأسواق.
5. تقنيات الذكاء الاصطناعي تُتيح تحسين مستويات الاستجابة
تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت تحظى بالكثير من الاهتمام، ويبدو أن مواضع استخدامها وفوائدها المحتملة باتت أكثر وضوحاً، ولذلك من المتوقع في هذا العام أن يتم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع حلول أخرى مثل أدوات ذكاء الأعمال، وتحليل البيانات الاستقصائي والعلوم المرتبطة بالكفاءات وتخطيط سلاسل التوريد.
"الذكاء الاصطناعي" ستسمح تقنياته باستخدام علم البيانات والخوارزميات وتعلّم الآلات، بالتنبؤ بالمخرجات وتوقّع الأحداث المحتملة وذلك اعتماداً على البيانات السابقة والمخرجات التي تمت ملاحظتها قبلاً.
وفي هذا الشأن، أكد جوناثان وود، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى إنفور: " شركتنا تتوقع أن يكون عام 2019 هو العام الذي ستقوم فيه الشركات بالتنبه لهذه القضية، واتخاذ نهج أكثر شمولاً للتعامل مع أحدث التوجهات والتنبؤات.
وأضاف: "كما تتوقع أن تتغير النظرة بشكل كبير في عام 2019 نحو التكنولوجيات المتقدمة بحيث لن يُنظر لهذه التكنولوجيات بعد الآن على أنها خيارات من الجيد الحصول عليها، بل ستُعتبر في عام 2019 كأدوات أساسية تحتاجها الشركات لمواكبة أحدث توجهات الأسواق وتوقعات العملاء".