بعد عامين من التوقف.. كل ما تريد معرفته عن استئناف الرحلات بين مصر وروسيا
أزمة قطع الرحلات الجوية بين روسيا ومصر، لم تكن بالصدمة الخفيفة على القاهرة، لكنها كانت ضربة موجعة لقطاع من أهم القطاعات بالنسبة للدخل القومي المصري، حيث أن السياحة كانت تدر عائدا ماديا يساهم في تحسين الناتج القومي للبلاد، ولكن بعد قطع الرحلات التى يعتمد عليها القطاع في مصر، باتت الأمور الاقتصادية أسوا من ذي قبل، ولعل المشوار الذي بدأه قطاع الطيران لإستعادة السياحة الروسية بات قاب قوسين أو ادني من التحقق، وهو ما سيظهرة التقرير التالي:
حيث قال السفير المصري في روسيا إيهاب نصر للصحفيين إننا نتطلع إلى استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة ويريد أن يطير على متن أول طائرة تطير إلى مصر.
ووفقا للسفير، أعطت الحكومتان "الضوء الأخضر" لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والقاهرة، في 1 فبراير 2018، ولا يوجد أي مشاكل من جهة الحكومتين.
وقال السفير المصري: "يعتمد اتخاذ الخطوات اللازمة الأخرى لاستئناف الخدمات الجوية على الشركات. استئناف الرحلات في أيدي "مصر للطيران" و"أيروفلوت ". ويتوجب على الشركات أن تجري تجهيزات تقنية كبيرة، ونحن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم… وأنا شخصيا أنتظر ذلك بفارغ الصبر، لكي أطير على متن الطائرة الأولى".
وقد توقفت الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والقاهرة في نوفمبر 2015، بعد تحطم طائرة روسية فوق سيناء، كانت تتجه من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ.
وقال وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف إن استئناف الرحلات المباشرة بين موسكو والقاهرة سيكون في النصف الثاني من شهر فبراير من هذا العام.
أغرب التصميمات المعمارية لعالم تغمره المياه في المستقبل (صور)
يأتي هذا فيما قال خبراء سياحيون مصريون إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعودة الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو، في السادس من شهر فبراير الجاري، أدخل تغييرات جوهرية على الخطط السياحية والعملية لكثير من المناطق السياحية والشركات داخل مصر، وفي بعض الدول الأخرى المرتبطة بالمجال.
وأوضح الخبير السياحي سمير حسن، عضو هيئة تنشيط السياحة، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس 1 فبراير، أن القرار الروسي بعودة الرحلات الجوية بين مصر وروسيا، أحيا القطاع السياحي من جديد، ويمكن لأي مهتم بالشأن السياحي أن يلحظ التغييرات الجديدة التي دخلت على القطاع خلال الفترة الماضية.
وقال حسن، إن القطاع السياحي المصري كان يستعد لاستقبال العام الجديد 2018 بحذر، بسبب الخسائر التي حققها القطاع السياحي منذ عدة سنوات، والتي زادت نتيجة انقطاع السياحة الروسية بعد حادث الطائرة المشؤوم في نهاية شهر أكتوبر 2015، والذي راح ضحيته المئات من المواطنين الروس.
وأضاف: "منذ إعلان بوتين يوم 6 ديسمبر من العام الماضي، أن بلاده مستعدة لاستئناف الرحلات الجوية مع القاهرة، بدأت مصر تستعد لحقبة جديدة، سيتم فيها تعويض خسائر الأعوام الماضية، خاصة أن السياحة الروسية كانت تمثل رقماً ضخماً في السياحة الوافدة إلى مصر، وغيابها ترك فراغاً كبيراً".
من جانبه، قال محمد حمزة، المسؤول السابق بنقابة السياحيين المصريين، إن العاملين في القطاع السياحي، والشركات المنظمة بدأوا الاستعداد الفعلي، خاصة مع بدء موسم استقبال السياحة الوافدة، والذي بدأ جزئياً في فبراير الجاري، ويصل إلى قوته خلال الفترة من إبريل، وحتى نوفمبر، من كل عام.
ولفت الخبير السياحي، والمقيم حالياً في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، إلى أن هناك استعدادات تجري في الوقت الحالي على قدم وساق، من أجل استقبال الروس، فوجودهم بالإضافة إلى أعداد أخرى من السائحين من عدد من الدول الأوروبية والعربية، من الممكن أن يعوض ما خسره القطاع خلال السنوات الخمس الماضية.
وأكد حمزة، أن هناك توقعات بأن يصل إلى مصر، خلال عام 2018 الجاري، ما لا يقل عن 3 ملايين سائح روسي، باعتبار مصر واحدة من أبرز وجهات السياح الروس قبل حادث سقوط الطائرة، لافتاً في الوقت نفسه إلى وجود جالية روسية كبيرة في مصر ومتواجدة بشكل شبه دائم، وتحديداً في الغردقة بالبحر الأحمر.
من جهة أخرى، طالب أحمد الحسيني، الخبير السياحي، الحكومة المصرية بضرورة تقديم الدعم الكامل للقطاع السياحي، سواء من الناحية الدعائية، من خلال تنظيم حملات للدعاية للسياحة في مصر، سواء السياحة الشاطئية أو الأثرية أو العلاجية، مؤكداً أن في حالة تقديم الدولة المصرية هذا الدعم، سوف يشهد القطاع تطوراً كبيراً.
وفي سياق متصل، قال مصدر في مطار القاهرة الدولي إن هيئة الطيران الروسية أخطرت شركة مصر للطيران بتأجيل وصول أول رحلة جوية روسية من 6 فبراير الجاري، إلى يوم 20 من الشهر نفسه.
وأوضح المصدر، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن السبب في تأجيل وصول الرحلات الجوية المنتظمة من موسكو إلى القاهرة، هو تأخر إتاحة تذاكر الرحلات للبيع.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ على نشر اسمه، أنه من الممكن أن تدخل تعديلات على المواعيد المعلنة حتى الآن، تبعا لظروف شركات الطيران المصرية والروسية وجداول رحلاتها، ولكن في كل الأحوال يمكن الاطمئنان إلى اقتراب الرحلة الأولى جدا.
وتابع المصدر: هناك حالة من الارتياح الكامل في مطار القاهرة الدولي والمطارات المصرية الأخرى، المؤهلة لاستقبال الرحلات الجوية الروسية، خاصة بعد تأكد كثير من الجهات الأمنية المحلية والدولية من قوة إجراءات الأمن في هذه المطارات، وصدور شهادات بذلك.
وكان وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف قد أعلن في وقت سابق أن المحادثات حول إطلاق الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة مستمرة وأن خطة عودة الرحلات في النصف الثاني من فبراير/ شباط الجاري ما زالت قائمة.
وكانت وسائل إعلام محلية مصرية قد نشرت أنباء عن وصول أول رحلة طيران من موسكو إلى القاهرة في 6 من فبراير الجاري.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقع مرسوما بشأن استئناف الرحلات الجوية المنتظمة مع القاهرة، ودخلت الوثيقة حيز التنفيذ من تاريخ توقيعها، وتم نشر هذه الوثيقة على موقع الرسمي للمعلومات القانونية الروسي.
وجاء في الوثيقة: "إجراء تعديل في المرسوم الرئاسي بتاريخ 8 نوفمبر من عام 2015. "حول تدابير محددة لضمان الأمن القومي الروسي وحماية المواطنين الروس من الأفعال الإجرامية وغيرها من الأفعال المخالفة للقانون… البند رقم واحد… بإضافة
كلمات "حركة النقل الجوية المنتظمة مع مدينة القاهرة، وأيضا إضافة على البند الثاني "باستثناء القاهرة".
بهذا التعديل في المرسوم الأساسي تستثنى الرحلات الجوية المنتظمة إلى مطار القاهرة من الحظر الشامل المفروض على الرحلات الجوية المنتظمة وغير المنتظمة إلى مطارات مصر.
هذا وكانت حركة الطيران قد توقفت بين مصر وروسيا منذ نهاية عام 2015، بعد تحطم الطائرة الروسية "إيرباص-321" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا"، فوق منطقة شمال سيناء المصرية، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، جراء انفجار قنبلة على متنها.
وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عن هذا العمل الإرهابي، الذي راح ضحيته 224 راكبا إضافة إلى طاقم الطائرة.