مصباح الأمير صرغتمش.. تحفة مملوكية تُباع بـ5 ملايين جنيه إسترليني (فيديوجراف)
تحظى مصابيح المساجد التي تعود للعصر المملوكي بتقدير عالٍ في الفن الإسلامي، وتتسابق المتاحف العالمية للحصول على نماذج منها، خاصةً لأنها نادرة وتتمتع بتاريخ غني، مما يرفع من قيمتها الفنية والمادية.
واحدة من هذه التحف الفريدة هي "مصباح الأمير صرغتمش"، الذي عرض في مزاد "دار بونامز" في نوفمبر 2019 وشهد مزايدة شرسة، أدت إلى بيعه بسعر قياسي تجاوز 5 ملايين جنيه إسترليني، متخطياً السعر المقدر الأولي والذي توقع البيع بنحو مليون و600 ألف جنيه إسترليني.
اقرأ أيضًا: زمردة "آغا خان" تحصد 9 ملايين دولار في مزاد بجنيف (فيديو)
يعود المصباح إلى القرن الرابع عشر الميلادي، ويُعد من أندر الأمثلة على الزجاج الإسلامي، وقد ظل المصباح ضمن مقتنيات عائلة مصرية لأكثر من قرن، وتحديداً في أسرة "نوبار باشا"، أول رئيس وزراء لمصر الحديثة، حيث استخدمته العائلة كقطعة زخرفية للمزهريات، وبعد انتقاله عبر أجيال العائلة، قُدّم المصباح للمزاد، محققاً أعلى سعر لمصباح من هذا النوع.
في تعليق على هذه الصفقة التاريخية، أبدى "نيما ساغارتشي"، رئيس قسم الفن الإسلامي في "دار بونامز"، إعجابه بالنتيجة، واصفاً المصباح بأنه ليس مجرد قطعة زجاجية، بل تحفة فنية نادرة ومميزة، ظهرت في عدد من أبرز المتاحف العالمية.
وأشار إلى أن سوق الفن لم يشهد سوى ثلاث قطع مماثلة خلال القرن الحالي، حيث تُعرض أغلب المصابيح المملوكية في المتاحف، مثل متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
يعود المصباح إلى "الأمير صرغتمش"، أحد أمراء المماليك في عهد "السلطان الناصر محمد بن قلاوون"، ويزين المصباح نص آية النور من القرآن الكريم واسم الأمير، وقد كان مخصصاً لإضاءة "مدرسة صرغتمش" بحي "السيدة زينب" في القاهرة، التي أُنشئت عام 1356م.
اقرأ أيضًا: بيع أكبر هيكل عظمي لديناصور في مزاد فرنسي مقابل 4.7 مليون يورو
تُعد المصابيح المملوكية الزجاجية من أكثر التحف الفنية تميزاً، حيث كانت تُنتج بتقنية التذهيب والمينا لإضاءة المساجد، وتبرز فيها دقة الحرفية وروعة الفن الزجاجي خلال تلك الحقبة.
هذا المصباح وغيره من القطع النادرة يعكس مستوى الإبداع الفني والحرفي، الذي بلغته الحضارة الإسلامية، وأهمية هذه القطع التراثية في إبراز إرث ثقافي عريق تستحضره المتاحف وجامعو القطع الفنية بشغف كبير.