الصلاة هي الطريق
يقول المطران مكاريوس في أحد كتاباته، إن أبواب الجنة مفتوحة دائماً لمن يصلي، ولكننا أحياناً نغفل عن قيمة الصلاة كأداة قوية للتواصل، والصلة مع الله، وإن ذلك باعثه اعتقدانا بأنها أمر بسيط جداً أو صعب للغاية، وهنا لابد من ذكر قصة جليّة واضحة لقوة الصلاة في حياتنا كما ورد في الكتاب المقدس:
سئل رجل اماماً صالحاً عن كيفية الصلة مع الله، فقال:
اسئل الله سراً، ولا تدع أحد يسمع دعائك ونجواك ، وبذلك تبني أوثق القربات، مع خالق الأرض والسموات .
قال الرجل: وهل هذا كاف؟
قال الإمام:
إن الصلة القوية مع الله بداية رحلتها الصلاة
قال الرجل:
كل الناس على ذلك، فهل هناك طريقة أخرى للصلة مع الله؟
قال الإمام:
قد أخبرتك ما ينبغي عليك فعله، ولكنك تريد نهاية الوصال ، من دون أن تبدأ الرحلة وهذا غير ممكن.
وكان الراهب تشولاي، يجلس قرب جدول ماء، فجاءه شاب يافع ، يسأله : ماهي أعظم الطرق لخدمة الرب، فأجابه: بالصلاة، وأضاف الشاب سائلاً: وما هي أسوأ الطرق، فأجاب: إساءة المعاملة مع الناس.
واستغرب الشاب قائلاً: ظننت أن أسوأ الطرق، الإساءة إلى رب السماء، فقال الراهب: الرب موجود في كل مكان، وعند الندم، ستجده دائماً اتجاهك ليسامحك، ولكن حينما تسيء إلى الإنسان، لن تجده، فقد يكون ذهب لمكان بعيد، وقد لا تقابله أبداً ليعفو عنك ويسامحك ، فحقوق العباد مبنية على المشاححة ، وحقوق الإله مبنية على المسامحة.
وتروي التقاليد اليهودية قصة الراعي الذي كان يدعو خالق الأكوان ويقول: (رب الكون، إذا كان لك قطيع من الأغنام، يسعدني أن أراقبها ، وأرعاها لك بكل المحبة)
وذات مرة، وأثناء دعاء الراعي، مرَّ رجل حكيم، وسمع دعاء الراعي في صلاته، فاستغرب الحكيم وظن بالدعاء الإساءة مع الرب، فأقبل الحكيم على الراعي، وأخذ يشرح للراعي الصلوات كما تعلمها
وعندما رحل الحكيم ، نسي الراعي كلام الحكيم عن الصلاة، وخاف من العودة لصلاته الأولى، مخافة الإساءة مع الله ، فيطلب مراقبة القطيع، فقرر ترك الصلاة تماماً.
وفي اليوم نفسه، رأى الحكيم في منامه:
ملكاً يسأل: الآن من سيرعى قطعان الرب؟ الراعي كان يصلي من أعماق قلبه، وإن ما علمته إياه كان كلاماً تقوله شفاه القائلين
فعاد الحكيم إلى الراعي، وسأل الراعي أن يسامحه ، وكتب الحكيم دعاء الراعي وقصته في كتاب صلواته.
ترجمت من البرتغالية