الحمى المالطية: ماذا يأكل المريض وكيف تتجنَّب الإصابة بها؟
الحمى المالطية أحد الأمراض التي قد تستمر لعِدَّة أشهر، والتي تنتقل بشكلٍ رئيسٍ من خلال تناول بعض اللحوم، أو منتجات الألبان، ولا تقتصر أعراضها على جزءٍ واحدٍ من الجسم، بل قد تضمُّ ارتفاع درجة الحرارة، وآلام المفاصل، وغيرها، كما أنَّ إهمال علاجها يُسبِّب بعض المضاعفات، مثل: التهاب الخصية، فكيف تتجنَّب الإصابة بها؟
أسباب الحمى المالطية
تُسبِّب بكتيريا البروسيلا هذه الحمى، التي تنتقل للرجل من خلال بعض الحيوانات، مثل:
- الماشية.
- الماعز.
- الخراف.
- الجمال.
- الكلاب.
أمَّا عن طرق عدوى الحمى المالطية، فهي على النحو التالي:
1- اللبن (منتجات الألبان) غير المُعقَّم
ينقل الحيوان المُصاب ببكتيريا البروسيلا العدوى من خلال اللبن الذي يُنتِجه، ومِنْ ثَمَّ ينبغي تعقيم اللبن جيدًا؛ للتخلُّص من هذه البكتيريا قبل تناوله.
2- الأكل
ربَّما تنتقل هذه الحمى عبر تناول اللحوم غير المطهية جيدًا، وهذه من أكثر طرق انتقال العدوى شيوعًا.
3- اللمس
لمس أنسجة، أو سوائل الحيوان المُصاب بالعدوى من الأسباب المحتملة للإصابة بالحمى المالطية، إذ قد تقتحم البكتيريا جسم الإنسان عبر جرح موجودٍ في الجلد، أو من خلال الأنف، أو الفم، أو العينين.
4- الاستنشاق
استنشاق بكتيريا البروسيلا مُمكِنٌ للرجال الذين يعملون في محل الجزارة، أو بعض المعامل التي تتعامل مع لحوم الحيوانات بشكلٍ مباشرٍ.
أعراض الحمى المالطية
لا تبدأ أعراض هذه الحمى في الظهور مباشرةً عقب التعرُّض إلى البكتيريا، وإنَّما تستغرق نحو أسبوعين إلى 4 أسابيع من بدء العدوى حسب ما ذكره موقع (كليفلاند كلينيك).
قد تجيء الأعراض من وقتٍ إلى آخر على مدار شهورٍ، أو سنوات، إذ تضمُّ هذه الأعراض ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التعرُّق، وقد يكون ذا رائحة غير مُحبَّبة.
- ألم المفاصل، مثل: مفصل الورك، أو الركبة، أو أسفل الظهر.
- الصداع.
- فقد الوزن دون سببٍ معلومٍ.
- انسداد الشهية.
- الاكتئاب.
- آلام الغدد الليمفاوية، وتضخُّمها.
- ألم البطن.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن الروماتيزم؟ أعراضه وعلاجه وأهم طرق الوقاية
تختلف مدة ظهور هذه الأعراض حسب أنواع الحمى المالطية التي تضمُّ الحمى الحادة، وتحت الحادة، والمزمنة.
ينبغي التنبُّه إلى أنَّ فترة حضانة الحمى المالطية كبيرة، إذ تتراوح بين 5 - 60 يومًا، والشائع أنَّها تستمر شهرًا أو شهرين، وفترة الحضانة هي الفترة ما بين دخول البكتيريا إلى الجسم، وبدء ظهور الأعراض المُتعلِّقة بها.
هل الحمى المالطية معدية؟
أشار موقع (كليفلاند كلينيك) إلى ندرة انتقالها من رجلٍ إلى آخر، لكنَّها قد تنتقل من الأم الحامل، أو المُرضِع إلى جنينها، أو رضيعها، وهذه الحالة النادرة التي تكون فيها معدية.
هل الحمى المالطية خطيرة؟
قد تكون حمى مالطا خطيرة خاصةً إذا تُرِكت بلا علاج، فقد ذكر موقع (مايو كلينيك) قدرة بكتيريا البروسيلا إصابة العديد من أماكن الجسم، مثل: الجهاز التناسلي، أو القلب، أو الكبد، أو حتى الجهاز العصبي.
تتأكَّد خطورة هذه الحمى المزمنة في احتمال تسبُّبها في المضاعفات الآتية:
1- التهاب المفاصل
قد تلتهب المفاصل الموجودة في فقرات الظهر، أو المفصل العجُزي الحرقفي الذي يربط الفقرات السفلية بعظام الحوض، ما ينشأ عنه ألمٌ، وتيبُّس، وصعوبة في حركة المفاصل.
ليست هذه المفاصل وحدها هي المُعرَّضة للإصابة، بل كذلك مفصل الركبة، أو الكاحل، أو الرسغ، وقد يصعب علاج التهاب المفاصل، خاصةً إذا وصلت إلى مراحل مُتقدِّمة.
2- التهاب الخصية
تُصِيب بكتيريا البروسيلا -في الحالات المُتقدِّمة- البربخ (أنبوب مُلتف خلف الخصية)، ومنه قد تصل إلى الخصية أيضًا، إذ يظهر ذلك في صورة ألمٍ، وتورُّم قد يكون شديدًا في بعض الأحيان.
3- تضخُّم الكبد والطحال
ربَّما تنتقل البكتيريا إلى الكبد والطحال، مُسبِّبة زيادة ملحوظةً في حجمهما، ما يتطلَّب زيارة الطبيب حال الشعور بزيادة حجم البطن.
4- التهاب بطانة القلب
بطانة القلب من الأنسجة المُعرَّضة بشِدَّة لمضاعفات تلك الحمى، إذ قد يُؤدِّي التهابها إلى تدمير صمامات القلب، كما أنَّها السبب الرئيس للوفيَّات المُحتملة؛ نتيجة الإصابة بالحمى المالطية.
5- عدوى الجهاز العصبي المركزي
لا يُنصَح بالتأخُّر في علاج هذه الحمى، إذ لو وصل المرض إلى الجهاز العصبي، فرُّبَّما يُهدِّد الحياة؛ بسبب الالتهاب السحائي المُحتمل، وهي الأغشية المُحِيطة بالمخ والحبل الشوكي، أو التهاب المُخِّ ذاته.
اقرأ أيضًا:هل تعرف النخالة الوردية؟ أعراضها وطرق علاجها
هل تُسبِّب هذه الحمى الوفاة؟
نادرًا ما تُسبِّب بكتيريا البروسيلا الوفاة، إذ تبلغ نسبة الوفاة بسبب الإصابة بها نحو 1 - 2% فقط.
نسبة الحمى المالطية في الدم
تنكشف نسبة الحمى من خلال اختبار مصل الدم، وقد تكون هناك حاجة إلى تكرار هذا الاختبار خاصةً إذا كانت النتائج الأولية تُشِير إلى نسبة مُنخفضة للأجسام المضادة للبكتيريا رغم تطابق الأعراض على هذا المرض.
اختبار مصل الدم أحد أشكال تحليل الحمى المالطية الدقيقة، إذ تُقاسُ مستويات الأجسام المضادة للبكتيريا في الدم، فإن تجاوزت العيارات الحجمية لها 1:160 تزامنًا مع ظهور الأعراض، أكَّد ذلك شكوك الإصابة بها.
أمَّا لو تجاوزت العيارات الحجمية 1: 320، فهذا دليلٌ مُؤكِّدٌ على الإصابة، خاصةً في المناطق التي تنتشر فيها تلك الحمى.
اختبارات أخرى للحمى المالطية
تُجرَى اختباراتٌ أُخرى تُساعِد على تشخيص هذه الحمى، مثل:
- الأشعة السينية؛ للكشف عن أي تغيُّر في العظام، أو المفاصل.
- التصوير المقطعي المحوسب، أو أشعة الرنين المغناطيسي.
- مُخطَّط صدى القلب.
علاج الحمى المالطية
يحتاج علاج هذا النوع من الحمى إلى استخدام نوعين مُختلفين من المضادات الحيوية، وذلك لمُدَّة 6 - 8 أسابيع حسب تقدير الطبيب المُعالِج.
تضمُّ أنواع المضادات الحيوية الموصوفة لعلاج هذه الحمى ما يلي:
- ستربتوميسين.
- ريفامبين.
- دوكسيسيكلين.
- سيبروفلوكساسين.
قد تُوصَف أدويةٌ إضافية؛ للتعامل مع أعراض هذه الحمى، إذ يقتصر دور المضادات الحيوية فقط على التعامل مع بكتيريا البروسيلا، وهذا يستغرق بعض الوقت؛ لذا فإنَّ خافضات الحرارة، ومُسكِّنات الآلام تأتي ضمن القائمة العلاجية لهذا المرض.
ماذا يأكل مريض الحمى المالطية؟
لا تُوجَد حمية غذائية خاصَّة للمصابين بالحمى المالطية، وذلك وفق ما ذكره موقع (إي ميديسين.ميد سكايب)، لكن ينبغي التنبيه إلى خطورة تناول اللحوم غير المطهية جيدًا، أو شرب اللبن غير المُعقَّم؛ لاحتمال تكرُّر الإصابة مُجددًا.
اقرأ أيضًا:أعراض الأبهر في الجهة اليسرى وكيفية علاجه
كيف تتجنَّب الإصابة بالحمى المالطية؟
أشار موقع (مايو كلينيك) إلى طرق للوقاية من الإصابة بها، مثل:
1- تجنُّب الطعام غير المُعقَّم
عدم تناول الأطعمة غير المُعقَّمة خاصةً اللحوم، واللبن، ومنتجاته مِنْ أهم طرق الوقاية من هذه الحمى، إذ غالبًا ما ينشأ المرض؛ بسبب هذا الطعام غير المُعقَّم.
2- طهي اللحوم جيدًا
ينبغي طهي اللحوم إلى أن تصل إلى درجة حرارةٍ مناسبة (63 درجة مئوية)، وقد يحتاج اللحم المفروم إلى درجة حرارة أعلى (71 درجة مئوية)؛ لذا تأكَّد من طهي اللحوم جيدًا قبل تناولها.
3- ارتداء القفازات
إذا كُنتَ من الأفراد الذين يتعاملون مع الحيوانات مباشرةً، فلا بُدَّ من ارتداء القفازات عند التعامل معها حال مرضها؛ تجنُّبًا لانتقال بكتيريا البروسيلا إليك.
4- تطعيم الحيوانات
ماذا لو قطعنا الطريق على البكتيريا مُبكرًا؟ يُمكِن ذلك عبر تطعيم الماشية ضد بكتيريا البروسيلا، مِمَّا يمنع إصابتها بها، ومِنْ ثَمَّ لا تنتقل إلى الرجل بأي وسيلةٍ.
متى يجب زيارة الطبيب؟
توجَّه إلى زيارة الطبيب على الفور حال ظهورِ أيٍ من الأعراض الآتية:
- تجاوز درجة الحرارة 39.4 درجة مئوية.
- الارتباك، أو الاضطرابات الذهنية.
- ألم البطن الشديد.