اكتشاف الحقائق

لا تنزعج إذا اكتشفت حقائق مخيّبة لظنونك وتوقعاتك؛ لا تعدّها نهايةً، بل ربما هي بداية لمشوار سويّ وحقيقيّ، وسوف تكتشف خيبة آمالك فيما كنت تعتقد أنهم الأقرب إليك، وربما تُفاجأ بأن الأشياء ليست كما كانت تبدو لك. كثيرٌ من الصور التي كنت تراها، هي انعكاسٌ لحسّ نيّاتك وطيب ظنونك في الآخرين. قد يصفها البعض سذاجة، وقد يراها آخرون قصوراً في الذكاء، وهي ليست تلك ولا ذاك، بل هي دلالة على أنك ذو معدن نقيّ، وتنظر إلى الناس بعين طبعك، فترى الخير في كل الزوايا، ويتوه بصرك عن البثور التي تشوّه المنظر.
اكتشاف الحقائق المؤلمة مزعج في وقته، ولكنه مريح على المدى البعيد. فالعيش في الوهم ككرة الثلج، تتدحرج من أعلى القمة صغيرةً، ولكنها تتضخّم مع الوقت، فهو طعم لواقع أصعب في المستقبل.
الحياةُ جميلة مهما تكن العقبات، والمنعطفاتُ جزء من جمالية الحياة، إذا امتلكنا أنفسنا وإراداتنا، فنحن نملك قرار السعادة. التصالحُ مع الذات خطوة مهمة في مشوار الحياة، فأصعب حياة يعيشها الشخص هي الحياة المزدوجة التي يتوه في طرقاتها، ويفقد ملامحه الحقيقية، ويعيش غربة ذاته، لأنه لم يكن نفسه قط.
نُكرانُ الحقائق لا يساعد على الحلول؛ نعيش حالة الإنكار، لأننا لا نريد أن نصدق ما نرى، لأن مواجهة الحقيقة مؤلمة، فنلجأ إلى الإنكار وسيلةً للحل. الذين يعيشون حالة الإنكار يفقدون صلتهم بالواقع، تصبح حياتهم صورةً ضبابية لعالم افتراضي، فلا هم عاشوا الواقع، ولاهم انفصلوا عنه تماماً.
استوعب الحقائق أيّاً تكن، واحسب أن لكل حدث سبباً وأن الآتي افضل. فالحقائق القاسية، جزء من مشوار الحياة، لكن كلما كان نظرنا إلى الآفاق الأبعد، والمساحات الأكبر، أدركنا أن كل ما يحدث الآن، هو مجرد فاصلة صغيرة في كتاب كبير.
السطر الأخير:
أصعبُ لحظة في مواجهة الحقائق.. معرفتُها
وأفضلُ طريق لتجاوزها.. التسامحُ معها