ما هي حمى الضنك وأسبابها وطرق علاجها والوقاية منها؟
تعتبر حمى الضنك أو حمى الدنج من الأمراض الفيروسيّة الشائعة، وهي من أكثر الأمراض المنقولة بين البشر عن طريق البعوض، كما أنها من أكثر الأمراض الموجودة في مناطق الاكتظاظ السكاني، لذا فقد انتشرت خلال السنوات الماضية بسرعة في كل معظم أنحاء العالم.
أرقام وحقائق
وقد زادت معدلات انتشار حمى الضنك بشكل هائل على المستوى العالمي خلال العقود الأخيرة ووفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن فيروس الضنك يصيب من 50 إلى 100 مليون إنسان سنوياً، ويؤدي إلى نحو نصف مليون إصابة بحمى الضنك النزفية، وإلى 22000 وفاة سنوياً.
وتعرف حمى الضنك بأنها عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض، والمصدر الأساسي للمرض هو الإنسان؛ حيث ينتقل الفيروس عن طريق لدغ البعوضة لشخص مصاب، ومن ثم لدغها لشخصٍ سليم، وعادة ما تحدث حمى الضنك بسبب أربعة فيروسات هي DEN 1 و DEN 2 وDEN 3 و DEN 4. والتي تنتشر عبر البعوض الذي ينمو في المساكن وبالقرب منها. وعندما تلدغ بعوضة شخصًا مصابًا بفيروس حمى الضنك، يدخل الفيروس إلى البعوضة. وعندما تلدغ البعوضة المصابة بعد ذلك شخصًا آخر، يدخل الفيروس إلى مجرى دم ذلك الشخص.
خريطة توزيع المرض
وينتمي فيروس حمى الضنك لعائلة الفيروسات التي تُسمّى بالفيروسات المصفرة وهي انتشارًا والتي تحدث بنواقل الأمراض وهي الآن متوطنة في أكثر من 100 دولة وتؤدى إلى إصابة 40٪ من سكان العالم الذين يعيشون في المناطق المعرضة لخطر الإصابة بحمّى الضنك.
ويرجع تاريخ التعرف على حمى الضنك والتي تشبه مرض الأنفلونزا إلى الخمسينات من القرن الماضي لكنها تفشت حاليا في كثير من دول العالم، ويتوزع حول خط الاستواء، بيد أن هناك بعض المناطق التي يتركز فيها، ففي قارة آسيا ينتشر المرض بنسبة 70% من إجمالي المصابين في العالم، فهو ينتشر ويتواجد بكثرة في جنوب شرق آسيا وجنوب الصين، وفي أمريكا الجنوبية، وفي قارة إفريقيا، كما وصل إلى جنوب الولايات المتحدة وجزر الكاريبي، وهو الآن في بعض دول أوروبا، وانتقل المرض في المدينة الأكثر شيوعاً، وأسهم في ذلك التوسعات العمرانية الكبيرة.
أسباب حمى الضنك
وعادة ما تصيب حمى الضنك جميع الأشخاص من أطفال وكبار السن وفي جميع أنحاء العالم، لاسيما في المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة مثل جنوب شرق آسيا و أمريك وتندرج تحت حمى الضنك الكثير من أنواع الحمى، مثل: حمى النيل الغربي، والحمى الصفراء، وغيرها من أنواع الحمى .
وتعزى أسباب الإصابة بها إلى عدة عوامل منها الزيادة المطردة في عدد السكان ونزوح السكان من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية إضافة إلى تكوين تجمعات عشوائية تفتقر إلى أساسيات المسكن الصحي، كتوافر المياه مما يؤدي إلى تخزين المياه في أوانٍ، وعدم وجود شبكة صرف صحي مناسبة لعدد السكان، مما يؤدي إلى تجمع المياه، وهي عوامل تؤدي إلى تكاثر البعوضة الناقلة للمرض فضلا عن التغيرات المناخية وزيادة حركة التجارة تعتبر من العوامل المساعدة على انتشار البعوض في العديد من الدول.
وعلى رغم أن العديد الأشخاص، خاصة الأطفال والمراهقين، قد لا يعانون من أي علامات أو أعراض في أثناء حالة متوسطة من حمى الضنك لكن عندما تحدث الأعراض، فإنها تبدأ عادةً بعد أن يتم لدغك بواسطة بعوضة مصابة خلال أربعة إلى سبعة أيام
أعراض حمى الضنك
ومن أكثر أعراض حمى الضنك شيوعا ارتفاع درجة حرارة الجسم (104 درجة فهرنهايت) مع ألم في المفاصل إضافة إلى الشعور بألم شديد في العظام والعضلات مع صداع شديد وألم خلف العينين فضلا عن حدوث طفح جلدي وقيء وغثيان. وفي بعض الحالات تكون الأعراض عبارة عن نزف دموي من اللثة والأنف.
ومع أن معظم الأشخاص قد يتعافون في غضون أسبوع أو ما يقارب ذلك. بيد أنه في بعض الحالات، قد تزداد الأعراض سوءًا ويمكن أن تصبح مهددة للحياة وذلك حينما تصبح الأوعية الدموية تالفة وراشحة غالبًا وينخفض عدد الخلايا (الصفائح) المكونة للجلطات في مجرى الدم. كما يمكن أن تضر بالرئتين أو الكبد أو القلب. كذلك يمكن أن ينخفض ضغط الدم إلى مستويات خطيرة تسبب صدمة وتعد حمى الضنك الوخيمة من مضاعفات المرض التي قد تؤدي إلى الوفاة .
طريقة الوقاية من حمى الضنك
وتعتمد الوقاية من حمى الضنك ومكافحتها حصراً على الإجراءات الفعالة لمكافحة النواقل ومنها القضاء على الأماكن المُحتملة التي يضع فيها البعوض بيوضه. والقضاء على أماكن تجمع النفايات، والتخلّص منها، خصوصاً الملفات الصلبة، والناتجة عن محطات التنقية. إضافة إلى حماية خزانات المياه، وتعقيمها وتنظيفها بشكلٍ دوري. واستخدام مبيدات الحشرات، ورشّ الأماكن المحتملة لتواجد البعوض وبيوضه. فضلا عن اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، مثل: ارتداء ملابس بأكمام طويلة، ووضع مناخل حديديّة رفيعة على النوافذ، وتهوية الغرف المغلقة، وتعريضها للشمس باستمرار.
التشخيص والعلاج
ويمكن للطبيب تشخيص المرض من خلال فحص الدم، للتحقق من الفيروس أو الأجسام المضادة له، أما بالنسبة للعلاج فإن منظمة الصحة العالمية تقول انه لا يوجد علاج محدد لحمى الضنك غير أنّه يمكن غالباً، إنقاذ أرواح المصابين بها بتشخيص المرض في مراحل مبكّرة وتدبير العلاج بالعناية اللازمة من قبل أطباء وممرضين متمرّسين يمكنهم القضاء على الفيروس بشكل تدريجي إذا كان المرض في المراحل المبكرة كأن يقوموا بمراقبة العلامات الحيوية للمريض وتخفيض درجة حرارته، مع إعطاء السوائل المناسبة للمريض عن طريق الوريد، إضافة إلى الامتناع عن الأدوية المميعة للدم واعطاء المريض المضادات الحيوية المناسبة.
طريقة جديدة وواعدة لعلاج إلتهاب الزائدة الدودية دون لجوء للجراحة
لقاح دنجفاكسيا
ويشكل لقاح دنجفاكسيا الذي ظهر عام 2015 أحد لقاحات علاج حمى الضنك وهو معتمد حاليًا للاستخدام في علاج المصابين في عمر 9 إلى 45 عامًا ممن يعيشون في المناطق ذات الحالات المرتفعة من الإصابة بحمى الضنك. ولقاح دينجفاكسيا هو لقاح رباعي التكافؤ مَأْشوب يعتمد على أساس لقاح 17D للحمى الصفراء وقد تم تسجيله كلقاح ثلاثي الجرعات يتم إعطائه على جدول زمني 0/6/12 في الشهر. وقد أظهرت التجارب العام الماضي أن هذا اللقاح فعال بنسبة 30 بالمئة فقط.
الأعشاب والسوائل
إضافة إلى ذلك هناك عشبة تسمى بمخلب القط تستخدم في علاج الالتهاب والطفح الجلدي المصاحب للمرض. يوجد عشبة أخرى تسمى طاوا طاوا حيث تقوم بتخفيض درجة الحرارة الشديدة وتقليل الألم والالتهاب الذي تصاب به المفاصل والعضلات.
كما أنه لابد من تناول الكثير من السوائل والمياه لكي تخفف أعراض المرض وخاصة عصير البطاطا الحلوة فهي قادرة على زيادة نسبة الصفائح الدموية في الجسم وإعادة الحيوية والنشاط للمريض. يمكنكِ تناول المريض المصاب بحمى الضنك ببعض السوائل عن طريق الوريد وذلك لمنع الإصابة بالجفاف.