كيف تحمى نفسك من ارتفاع ضغط العين الداخلي ؟
نظراً لأهمية العين كعضو رئيسي في جسم الإنسان، وتعزيزاً لوعي الأفراد حول بعض الأمراض الخطيرة والغير الشائعة، بعيداً عن قصر أو مدّ النظر، نسلّط الضوء على حالة ارتفاع الضغط الداخلي للعين، والتي تعدّ من الأمراض التي لا يعي أعراضها ولا مسبّباتها الكثير من الناس.
البطيخ والكيوي أبرز العصائر الرمضانية.. تنقي الجسم من السموم وتخلصك من الوزن الزائد
وبدايةً عن مفهوم ضغط العين، قالت الدكتورة بايمان محمد صالح، اخصائية طب العيون في مركز ميدكير الطبي: "تشير هذه الحالة إلى ارتفاع في الضّغط الداخليّ للعين فوق المعدل الطبيعي، والتي تعدّ من أحد العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بمرض الجلوكوما أو ما يسمى بالمياه الزرقاء أو المياه السوداء. والتي بدورها، تؤثر على وظيفة العصب البصري، وينتج عنها ضمور وتلف داخل العين، يؤثر على مدى رؤية العين، مع احتمالية الإصابة بفقدان النظر الدائم على المستوى البعيد".
الحالات الشائعة
وأشارت قائلة، "حين تصبح زاوية العين مفتوحة ولا يشعر المريض بأي أعراض مختلفة، ولا يكن على دراية باحتمالية الإصابة. مما يترتب عنه تشخيص الحالة في مرحلة متأخرة بعد فقدان الجزء الأكبر من الألياف العصبية، وهي الأجزاء الرئيسية المكونة للعصب البصري. ويندرج على هذه الحالة اسم النوع الصامت، الذي يتلف العصب البصري بشكل بطيء وتدريجي. وأما عندما تكون زاوية العين مغلقة، تحدث حالة ارتفاع حاد ومفاجئ لضغط العين، ويشعر المريض ببعض العلامات المختلفة وتتضمن:
- ألم شديد في العين
- احمرار شديد في العين
- صداع
- قيء وغثيان
- اضطراب في الرؤية
- ظهور هالات من الضوء في مجال الرؤية
كيفية قياس ضغط العين
وأوضحت الطرق التي يتم من خلالها قياس الضغط الداخلي للعين من قبل أخصائي العيون، وهي باستخدام أجهزة خاصة تسمى بالتونوميتر، كما يتمّ قياسه بطريقة غير مباشرة من خلال تحديد مدى مقاومة القرنية للضغط الخارجي التي تواجهه، ويتغير قياس ضغط العين عند الإنسان خلال اليوم الواحد ويختلف ضغط العين بحيث يقل ليلاً مقارنةً بالنهار ويتراوح الاختلاف بين 3-6 مم زئبق.
القياس الطبيعي لضغط العين
يتراوح القياس الطبيعي لضغط العين ما بين 10 و21 مم زئبق وزيادة ضغط العين وحده لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض الجلوكوما، حيث توجد العديد من المؤشرات التي يعتمد عليها أخصائي العيون لتحديد مخاطر ظهور مرض الغلوكوما ودرجة الإصابة، ومدى تقدم الحالة.
يعتبر ضغط العين مرتفعاً إذا تجاوز القياس الطبيعي (10-21 مم زئبق)، مع عدم وجود ضرر على العصب البصري أو فقدان معيّن في مجال الرؤية ويسمى ocular hypertension، أما مرض الماء الزرقاء، يحدث في حالة ارتفاع ضغط العين مع ضرر في العصب البصري وصعوبة في الرؤية.
أسباب ارتفاع ضغط العين
ويرتفع ضغط العين نتيجة لخلل في تصريف السائل الموجود في الحيّز الأمامي للعين أو بسبب اضطراب في القنوات التي تسمح للسائل بالوصول إلى طبقة العين الخارجية أو ما يعرف بالنظام المسؤول عن إنتاج هذا السائل والتخلص منه بصفه منظمة وطبيعية.
وتعتبر عمليّة تكوين السائل في العين والتخلص منه باستمرار وبكميّات معيّنة، عاملاً هاماً لاستقرار ضغط العين بالمستوى المثالي والطبيعي، بحيث لا يتراكم السائل بكمية كبيرة تؤثر على زيادة ضغط العين أو ما يسمّى بالماء الزرقاء.
وتعدّ الأسباب الوراثية، إحدى العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بمرض الجلوكوما، مع وجود تاريخ وراثي لذات المرض ضمن أفراد العائلة من الدرجة الأولى وخاصة الوالدين أو الاخوة. هذا بالإضافة إلى تقدّم العمر، وتناول الأدوية بجرعات زائدة ولفترات طويلة دون استشارة الطبيب المختص ومثال عليها دواء الكورتيزون. بالإضافة إلى تعرض العين لصدمات خارجية قويّة، أو أصيبت بأمراض خلقية أو مكتبسة كالتهابات القزحية المتكررة، ونضوج حالة الماء الأبيض، والمراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية السكري، وأورام العين الداخلية، وانسداد الأوعية الدموية الموجودة بالشبكية.
طرق الوقاية وكيفية العلاج
ينصح دائماً بمراجعة طبيب العيون بصفة دورية لقياس ضغط العين وفحص قاع العين وخاصة بعد سن الأربعين أو لمن له أقارب مصابون بذات المرض من الدرجة الأولى. ويعتبر التشخيص المبكر للمرض من الأمور التي يتوجب اتباعها لتفادي التأخير في التشخيص، وصعوبة العلاج، وزيادة التكلفة.
وعند التأكد من ارتفاع ضغط العينين وتشخيص مرض الغلوكوما، يتطلب مراجعة طبيب العيون بصفة دورية على مدى العمر لمتابعة حالة ضغط العين والعصب المرافق لها. ويعتبر خفض الضغط الداخلي للعين المرتفع من أهم الأهداف التي نسعى لها من خلال علاج الجلوكوما. وأكثر وسائل العلاج شيوعاً تندرج ضمن قطرات منخفضة لضغط العين، وعلى مدى الحياة، كما يمكن استخدام الأدوية والعقاقير المختلفة التي تؤخذ عن طريق الفم أو كحقنة في العضل أو كحقن وريدية وخاصّة فب حالات الارتفاع الحاد والمفاجئ لضغط العين.
أما في الحالات المتقدمة أو الحالات التي لا تستجيب للأدوية، يمكن حينها اللجوء للعلاج إما بالليزر أوعن طريق التدخل الجراحي الذي يساعد على فتح قناة يتم عن طريقها تصريف سائل العين، واسترجاع التوازن الداخلي لضغط العين.