كمسئول.. انتبه للسر وراء احتفاظك بفريق عملك المتميز
كمدير أو زميل عمل مسئول عادة تسعى من حين لآخر في تعزيز حركة الدفع بين العاملين لديك أو المنوط بعملية الإشراف على أعمالهم، وبالرغم من صعوبة الدور التحفيزي الذي يتولاه المدراء والمسئولين بغرض الإعلاء من عزيمة الفريق إلا أن أغلب اختيارات البشر مهما كانت فردية ومستقلة تصب جميعها في وعاء واحد ألا وهو الميل للأمور التحفيزية والتشجيعية لاسيما داخل أجواء العمل ومواقعه.
وفي نصائح تدعم القيادات المسئولة في عمليات ترسيخ أسباب النجاح بين موظفيهم، إليكم السر وراء الاحتفاظ بكوادر مليئة بالطاقة ومعتادة على تقديم كل جديد يدر بكل عظيم يمنح الكيان المؤسسي التابعين له علواً وإنماءً.
السر الأول: قناعات وأفكار المدراء والمشرفين سر ثبات أو رحيل أنجح الموظفين
أنجح الكوادر البشرية في أي منظومة عمل إذا تكشّف لها عدم توفر فرصةً للتطور والتقدم في مجالك المهني سيكون خيارهم الأول دون أي تردد هو الرحيل والبحث عن الكيان المؤسسي الأفضل الذي يمتلك قيم وقناعات تساعدهم على نزع ما بداخلهم من إمكانيات وقدرات لصالح موقع العمل من جهة وتزيد من معدلات الثقة والفخر بأنفسهم من جهة أخرى.
تعلم فنون أدب الحوار بإتباع أساليب الكوميديان جيري سينفيلد الخمسة
لذلك من الضروري على كل مسئول أن يُلقي اهتماماً ويزيد انتباهاً لنوعية موظفي الإدارة العاملين بالمؤسسة خصوصاً إذا كانوا من المتميزين والشغوفين لكسب مزيد من الأساليب التحفيزية بغرض إخراج ما لديهم من طاقات.
فإذا كان باب الشركة الذي تتولى مسئوليته أشبه بتلك الأبواب الدوارة التي يمكن الدخول والخروج منها في ذات الوقت، فإنك معرُض بسبب قناعاتك ومبادئك التي لا تميل للتحفيز ونقل روح المشاركة من حيث خلق الأفكار والتركيز على عمليات العصف الذهني بين أفراد طاقم العمل التابع لك، فإن أفضل الموظفين لديك و أنجحهم سيدركون وقتها أنه قد حان وقت الرحيل.
السر الثاني: تصرفات المدراء سر دعم الموظفين وبقائهم
التفكير بشأن كيفية رفع الروح التشجيعية بين الموظفين تعتمد بشكل كبير على تصرفات المدراء ورؤساء العمل مع المرؤوسين والتي تعد عاملاً رئيسياً وراء بقاء طواقم العمل واستقرار أركانها القائمة على كوادر من أصحاب الخبرات والكفاءات التي لا يُستهان بها ويصعب التفريط فيها أو مجرد منحها فرصة لاتخاذ موقفاً بالرحيل أو الترك.
ولتثبيت هذا المنظور الفكري في أذهان المسئولين، من المهم ملاحظة المحاور الثمانية الآتية الهادفة لكسب هؤلاء الموظفين المتميزين في أعمالهم دون خسارتهم.
أولاُ: كمسئول، كن حريصاً على الاهتمام بإبراز وجود الموظفين العاملين معك لاسيما المتميزين بينهم، وإعلامهم بمدى قيمة وجودهم في أركان الشركة، بالإضافة إلى الثناء على مجهوداتهم، والإيفاء بكل الالتزامات المبرمة بينكما. وهي أمور جميعهاً مدعاة لرفع مستويات الثقة والتقدير الداخلي عندهم والتي من شأنها أن تكون حافزاً داعماً ومساهماً في تحقيق كل ما هو مبهر وناجح.
ثانياً: الموظفون التابعون لك بصفتك المدير المسئول يجب أن يشعروا بمدى تقديرك واحترامك لأشخاصهم. وذلك تطبيقاً لهذا المفهوم السائد وفيه يقال "إننا كلنا سواسية" والاختلاف يتمثل فحسب في تباين المناصب التي يديرها كل شخص منا على حدة. لذلك من المهم وللغاية أن تفكر ملياً كمدير مخول بمسؤوليات عدة في استيعاب تلك المقولة والإقدام على تفعيلها قولاً وفعلاً بين فريق العمل.
ثالثاُ: مراعاة الالتزام وتنفيذ قواعده كمسئولية حضور الاجتماعات وفقاً للمواعيد المدرجة بجداول الأعمال دون التعرض لفكرة التأجيل بسبب أهمية شئون أخرى بقدر يفوق المسألة القائمة،. حيث أنه وقتها سينتقل لدى الموظفين شعور بقلة الاهتمام بأدوارهم ونقاشاتهم.
رابعاً: التقرب والتعارف بين الرئيس ومرؤوسيه عامل رئيسي في تحفيز الموظفين داخل البناء المؤسسي؛ حيث أن العاملين الحريصين على التطور دوماً هم عطشى للاستماع إلى كلمات تشجيعية من جانب رؤسائهم ومدرائهم،.
لما لها من دور عظيم في شحن طاقاتهم ورفع معنوياتهم لاسيما لحظة حصولهم على خالص التقدير والشكر من جانب المسئولين عنهم نظراً لروعة أدائهم.
خامساً: الحرص على مدّ العاملين لديك بتوجهات واضحة المعالم حول الأساسيات القائمة عليها محركات الشركة بغرض بلوغ الأهداف المطلوبة ،. حيث أن عدم وضوح الرؤية وفقدان بوصلة الاتجاهات المرغوب إتباعها يؤدي بالضرورة إلى فشل الكوادر العاملة في تقديم الأداء المناسب والذي يحول بالضرورة بين الهدف وبلوغه.
سادساً: يفضل الموظفون خاصة من جيل الألفية الحصول على الملاحظات على أدائهم بشكل يومي خصوصاً تلك الملحوظات التي تعزز أدوارهم المساهمة في إعلاء شأن المنظومة.
سابعاً: دعم وتعزيز فرص التعلم بين الكوادر العاملة بهدف التطوير من أدائهم واكتساب مهارات جديدة تضيف لهم على المستوى المهني من ناحية وترفع من أهمية المؤسسة في ضوء المهام القائمين عليها بداخلها من ناحية أخرى.
ثامناً وأخيراً: اعتبار الموظفين بمؤسسة العمل كأعضاء أساسيين من المهم إخبارهم بإستراتيجية العمل داخل المنظومة بوجه عام، وذلك من حيث الاتجاهات المراد سلوكها و التغيرات المطروحة والأهداف المطلوب تحقيقها بالإضافة إلى ضرورة إدراكهم لطبيعة المهام القائمين عليها وحجم تواجدها وظهورها في إطار الصورة الأكبر للكيان المؤسسي التابعين له.
خلاصة القول هي أنه إذا تمكن المسئول كمدير أو مشرف من مزاولة تلك الأنشطة الثمانية بكل حكمة، فمن المؤكد أنه سيستقبل كل ما هو إيجابي، ويأتي على رأسهم الاحتفاظ بفريق العمل الأفضل والأكثر تميزاً وتألقاً.