الذكاء ليس ضرورياً للنجاح.. هذا ما عليك امتلاكه
عندما يتعلق الأمر بالنجاح يسهل على الغالبية إعتبار بأن الذين يملكون «نعمة» الذكاء هم الأوفر حظاً وهم وحدهم يمكنهم التحليق بعيداً تاركين البقية خلفهم تتسلق ببطء سلم النجاح.
ولكن دراسة جديدة أجرتها جامعة ستانفورد غيرت المفاهيم والقناعات هذه كلها. فما توصلت اليه الدراسة هو ان النجاح يتم تحقيقه من خلال السلوك لا الذكاء وعليه فإنه هو المقياس لمعرفة إمكانية نجاحك مستقبلاً .
لما هو هام لهذه الدرجة؟
سلوك البشر بشكل عام ينقسم الى نوعين، الأول هو النابع من عقلية ثابتة لا تتغير والثاني هو النابع من عقلية مرنة تتطور وتتأقلم وتكبر.
مع العقلية الثابتة يؤمن الفرد بأنه هو ما عليه وبالتالي لا مجال لأن يتغير وهذا ما يخلق المشاكل لانه عندما يجد الشخص نفسه أمام تحديات جديدة فهو سيشعر بانه لا يمكنه التعامل معها وبالتالي يختبر مشاعر قلة الحيلة واليأس.
في المقابل الذين يملكون عقلية مرنة يؤمنون بأنهم يمكنهم أن يصبحوا أفضل حين يبذلون مجهودات إضافية. وبالتالي فإن الأداء الخاص بهم أفضل بأشواط من الذين يملكون عقلية ثابتة حتى ولو كانوا أقل ذكاءاً منهم. السبب هو أنهم يتعاملون مع العقبات على أنها فرصة للتعلم.
عادة المنطق يقول بأنه حين يملك الشخص الذكاء فهو بالتالي حكماً يملك الثقة بالنفس.. وهذا المنطق صحيح الى حد ما. فالثقة موجودة طالما الأمور سهلة، ولكن حين يختبر الفرد النكسات ويجد نفسه أمام التحديات فإن الذكاء والثقة بالنفس لا نفع لهما بما أن العائق الكبير هو العقلية الثابتة. في المقابل الذين يملكون عقلية مرنة وقليل من الذكاء لا يتأثرون لهذه الدرجة بالنكسات لانهم يدركون بان كل ما سيقومون به هو فرصتهم لتعلم ما لم يكن بإمكانهم تعلمه بأي طريقة أخرى.
النجاح في الحياة يرتبط بأمر واحد فقط وهي آليج تعامل الشخص مع الفشل. الفشل هو معلومات، صنفت تحت هكذا«مسمى»، ولكنها في الواقع أكبر من ذلك بكثير، فان واجهت الفشل وتملك سلوك حل المشاكل فحينها ستقوم بتجربة مقاربات أخرى.
ولكن وبغض النظر عن الفئة التي تنتمي اليه هناك إمكانية لتعلم السلوك الإيجابي المرتبطة بالعقلية المرنة الساعية للتطور والنمو. وللوصول اليه هذه المرحلة كل ما عليك القيام به هو إتباع النصائح التالية.
توقف عن الشعور بالعجز
كل شخص على هذا الكوكب وصل لمرحلة من الفشل شعر خلال بالعجز واليأس. عليك باعتبار الامر كإمتحان لك، لانه لا خيار لك سوى اعتباره كذلك ان كان هدفك الخروج من الازمة . فإما تتعلم وتمضي قدماً نحو ما أفضل أو تسمح له بجرك نحو أسفل.
أين شغفك ؟
الذين حققوا النجاح يلاحقون شغفهم بشراسة. سيكون هناك دائماً الشخص الذي يملك موهبة أفضل منك، وهذا أمر طبيعي ولكن يمكن تعويض النقص هذا بالشغف. إن كنت لا تعرف ما هو شغفك بعد يمكنك إعتماد طريقة وارن بافيت والتي يسميها ٥/٢٥ . قم بكتابة ٢٥ شيئاً تعني لك الكثير وتهمك ثم قم بشطب ٢٠ منها ابتداءاً من أسفل اللائحة. سيبقى عندك أول خمس أشياء وهذه الأمور هي شغفك الحقيقي أما ما تبقى فهي مصدر للإلهاء لا أكثر.
حان وقت التصرف
الأشخاص الذين يملكون عقلية مرنة لا يتغلبون على مخاوفهم لأنهم أكثر شجاعة من البقية، ولكن لأنهم يدركون بان الخوف يمكنهم أن يشل قدرتهم على القيام بأي خطوة.. وأفضل طريقة للتغلب على الشلل هذا هو بالتصرف.
بطبيعة الحال لا توجد لحظة مثالية للقيام بهذا او ذاك، وهم يدركون ذلك وعليه هم لا ينتظرون عبثاً التوقيت المناسب لأنه لا وجود لهكذا أمر. قم بالتصرف لأن ذلك سيبعد كل مخاوفك من الفشل، وفي الواقع مخاوفك من الفشل ستصبح الوقود الذي يمدك بالقوة للمضي قدماً.
ضع جهداً إضافياً
يضعون كل جهدهم وهم مستعدون للقيام بعشرات الخطوات الاضافية من أجل ضمان نجاحهم. هناك قصة متداولة عن بروس لي مفادها بأنه كان يتدرب مع احد تلاميذه وكانا قد ركضا لمسافة ٣ أميال حينها قال بروس لي لنركض ميلين إضافيين، أجابه تلميذه «سأموت لو ركضت لهذه المسافة». حينها رد عليه قائلاً « إذا قم بذلك». غضب تلميذه بشدة لكنه نفذ الامر وعندما إنتهى واجهه برده. حينها فسر له بروس لي قائلاً « إستسلم وحينها ستموت، إن كنت ستضع دائماً حدوداً لما يمكنك إنجازه، جسدياً أو غير ذلك، فحينها ستبقى مكانك طوال حياتك. وضع الحدود سيكون كالوباء الذي يتنشر الى كل شيء آخر».
توقع نتائج
العقلية المرنة تعني أنه عليك أن تتوقع الفشل بين آخر كما عليك توقع النجاح أيضاً. توقع نتائج إيجابية من شأنه أن يمنحك التحفيز والقوة للمضي قدماً والعمل وعدم الإستسلام. الأمر كالتالي.. إن لم تكن تتوقع بأنك ستنجح يوماً.. فلماذا تحاول أصلاً؟
تعلم المرونة
كل شخص يواجه بعض الأمور غير المتوقعة، لذلك عليك تعلم تقبلها والا أمضيت حياتك وأنت تواجه ما لا قدرة لك على مواجهته أو تغييره. عندما تجد نفسك أمام موقف غير متوقع وتتحدى نفسك وتتجاوزه حينها ستشعر بالقوة وهذه القوة هي سبيلك للنجاح.
ولا تتذمر فالتذمر من سمات العقلية الثابتة التي تؤمن بانها لا تملك القدرة على تبديل مسار الامور.. وعليه فهي ما تنفك تتذمر.