صور| الإعتماد على مسكنات الألم.. الأمر أخطر مما يخيل إليك
هناك ثلاثة أنواع من الأشخاص حين يتعلق الأمر بالألم. فئة تفضل «الموت» على أن تتناول المسكنات وفئة لا يمكنها تحمل الأدنى من الألم وبالتالي كلما شعرت بآلام مهما كانت خفيفة تلجأ للمسكنات فوراً وطبعاً هناك الفئة التي لا تتناول المسكنات ما لم يكن هناك ضرورة ملحة.
جميعنا نعاني وفي مرحلة ما من مجموعة مختلفة من الآلام وبعضها يحتاج الى مسكنات بالفعل ولكن بما أنها من الأدوية التي تباع من دون وصفة طبية، فمن السهولة بمكان أن
نبالغ بتناولها.
لذلك إن كنت من الفئة التي تعتمد وبشكل كبير على مسكنات الألم فربما عليك إعادة النظر في خياراتك..
صداعك المؤقت سيصبح دائم
المسكنات عادة هي الوسيلة الناجحة للتخلص من الصداع، ولكنها أحياناً قد لا تجدي نفعاً فتتناول جرعة ثانية بعد ساعات، أو لعلك تصاب بالصداع أكثر من مرة أسبوعاً وبالتالي معدل إستهلاكك للمسكن يكون أكثر من مرتين أسبوعاً.
١ من كل ١٠ أشخاص يعانون من الصداع يصابون بما يسمى صداع مسكنات الالم أو الصداع الإرتدادي. السبب هو أن المريض يكون قد تجاوز الجرعة الموصى بها وعليه فان القيام بذلك لفترات طويلة يجعل الجسم يعتاد عليه وعندما يزول تأثير المسكن يعاني الشخص من الصداع الإرتدادي فيتناول المسكن مجدداً وهكذا يستمر في حلقة مفرغة. علاجك هو بالتوقف عن تناولها فوراً، قد تعاني من الالم لبعض الوقت لكن عليك بتحمله كي تتخلص من صداعك.
النوبات القلبية والسكتات الدماغية
الدراسات التي تربط بين مسكنات الألم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية عديدة جداً وحتى أنه تم مطالبة الشركات بوضع علامات تحذيرية على عبواتها. المسكنات التي تستخدم لتخفيف الآلام و الحمى الناتجة عن التهاب المفاصل، والأنفلونزا، والصداع تضاعف مخاطر الازمات القلبية. وهذه المسكنات تشمل بعض الأسماء التجارية مثل سيليبريكس، وأدفيل، ونابروسين وغيرها.
مادة ديكلوفيناك المستخدمة في تسكين آلام المفاصل والتي هي موجودة أيضاً في عدد كبير من الانواع التجارية من مسكنات الالم تزيد خطر الموت جراء نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
تدمير الكبد
العقاقير المسكنة التي تحتوي على مادة إسيتامينوفين مثل التايلينول والباراسيتامول تساهم وعلى المدى الطويل في تدمير الكبد. عادة يتم اللجوء الى مسكنات الألم التي تحتوي على هذه المادة لتسكين ألم الظهر المزمن أو التهاب المفاصل. وفق الدراسات فان الأسيتامينوفين يملك تأثيراً مدمراً على الكبد . وبسبب هذا التأثير تم إرغام الشركات المصنعة الى خفض الحد الأقصى للجرعة الواحدة من 1000 مليغرام إلى 650 مليغراما ثم الى ٣٢٥ مليغراماً .
قرحة المعدة
الأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب التي تحتوي على إيبوبروفين و النابروكسين يمكنها أن تتسبب بالقرحة. الإيبوبروفين يسوق تحت أسماء تجارية مختلفة مثل بروفين ويستخدم لتسكين ألم الاسنان وإلتهاب المفاصل وعند الإصابة بالتهابات مختلفة. أما نابروكسين فهو مشتق أفيوني يشبه الترامادول ولكنه أقل ادماناً يباع تحت اسماء تجارية عديدة مثل أكورد، نابوسين بروكسين وغيرها. هذه المسكنات لا تؤثر على الكبد ما هي حال أسيتامينوفين ولكنها تلحق الأضرار الكبيرة بالمعدة والتي قد تـظهر في أبسط حالتها كألم حاد وأقصاها كقرحة في المعدة. وفي حال تم تناول هذه العقاقير معا أو مع عقاقير مسكنة أخرى فالخطر مضاعف.
ترقق الدم
إيبوبروفين و النابروكسين والأسبرين يمكنها أن تتسبب بترقق الدم المعتدل. وفي حال كان الشخص يتناول عقاقير من أجل هذه الحالة بالذات فان الوضع سيصبح خطيراً. هذه الأدوية تؤدي الى ترقق إضافي في الدم ما يعني مضاعفة إمكانية الاصابة بنزيف حاد. مشكلة إضافية تتعلق بهذه النوعية من المسكنات هي انها تلعب دوراً في رفع ضغط الدم سواء عند الذين يعانون من مرض ضغط الدم أو لا يعانون منه.
العقاقير الأفيونية ..إدمان ومخاطر عديدة
وهي مجموعة من العلاجات المشتقة من الأفيون وتستخدم لعلاج أنواع الألم المتوسطة إلى الشديدة حيث تعمل على تثبيط مستقبلات الألم في الجهاز العصبي المركزي، مثل المورفين، كوديين ، هيدرومورفون، ترامادول و غيرها. صحيح أنه لا يمكن الحصول عليها من دون وصفة طبيب لكن أساليب التحايل معروفة ومنتشرة في عالمنا العربي ناهيك عن واقع أن بيعها تحول الى تجارة خارج الصيدلات.
الأدوية هذه تسبب الإدمان لكونها حتى بالجرعات الموصى بها تحدث تأثيراً مشابهاً لتأثير المخدارت من نشوة وتشوش التفكير وإضطراب الذاكرة. أما في الجرعات العالية فهي تؤدي الى ما يسمى النوم المورفيني حيث تزيل الالم والقلق وتدخل الشخص في مرحلة النشوة.
الإفراط في تناولها لا يؤدي فقط الى الادمان بل يؤثر على الرئتين وقد يؤدي الى إنسداد القصبة الرئوية كما يؤدي الى تزايد حجم الانقباض وقوة التقلص في القلب بالجرعات المعتدلة والى بطء القلب في الجرعات المرتفعة. أما في حال تم تناول هذه المسكنات كحقن فهي تثبط الجهاز العصبي والجهاز التنفسي، وتوسع أوعية الدماغ ما يضاعف مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية. لها تأثيرها المهول على هرمونات الجسم فتؤدي الى إنخفاض في إفراز هرمونات الغدة الكظرية، الغدة الدرقية، التستوستيرون كما تؤدي الى رفع معدل الهيستامين في الجسم ومستوى السكر في الدم.