ما لا تعرفه عن الصداع الصباحي.. الأسباب وطرق العلاج
بينما ينتقل الجسم من حالة النوم إلى اليقظة، يبدأ المخ في النشاط أيضًا، ومِنْ ثَمَّ يُصبِح أكثر استجابة؛ لذا قد يشعر البعض بصداعٍ في هذه الأوقات ذات الحساسية العالية بالنسبة إلى المخ.
كما أثبتت الدراسات أنَّ 1 من كل 13 إنسانًا يُعانُون صداعًا صباحيًا، ليكون أكثر شيوعًا بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 45 - 64 عامًا.
الأرق، الإفراط في النوم، وكثرة تناول المُسكِّنات من أبرز أسباب الصداع الصباحي، بل إنَّ أغلب أسباب هذا الصداع ناتجة عن عادات خاطئة لا أمراضٍ مزمنة.
أسباب الصداع الصباحي
1- الأرق
يعني الأرق صعوبة الخلود إلى النوم أو البقاء نائمًا لوقتٍ معقول، إذ يُعدُّ أحد أبرز أسباب الصداع الصباحي.
يرجع ذلك إلى أنَّ النوم، ومعالجة الألم تحت سيطرة نفس مناطق المخ، ونفس النواقل العصبية، ومِنْ ثَمَّ فقد يكون بينهما رابط.
قد يصف الطبيب بعض الأدوية المُهدئة للتغلُّب على الأرق، إذا اقتضت الضرورة.
2- النوم الزائد
على النقيض من الأرق، فإنَّ النوم الزائد أيضًا من العوامل المُسبِّبة للصداع الصباحي، وفقًا لموقع «sleepfoundation».
3- الصداع النصفي
عادةً تأتي نوبات الصداع النصفي المتوسطة والشديدة في الصباح الباكر، إذ يبدأ كصداعٍ عادي، ثُمَّ تزداد شدته بمرور الوقت.
الصداع النصفي أكثر شيوعًا بين من يُعانُون اضطرابات النوم، كما يُعتقَد أنَّ هناك عاملاً جينيًّا، أو وراثيًّا وراء إصابة البعض بصداعٍ نصفي.
اقرأ أيضًا: أنواع الصداع المختلفة وكيفية علاجه والوقاية منه
4- انسحاب الكافيين
يعتاد البعض شُرب القهوة للحصول على أفضل أداءٍ ممكنٍ خلال اليوم، لكن ماذا لو توقف عن تناولها فجأة؟
تبدأ أعراض انسحاب الكافيين في الظهور عند التوقف المُفاجئ عن تناوله بعد اعتياده فتراتٍ طويلة، ويُعدُّ الصداع الصباحي أحد هذه الأعراض؛ لذا ينبغي التدرُّج في الانقطاع عن الكافيين.
5- اصطكاك الأسنان في أثناء النوم
يُنشئ اصطكاك الأسنان، أو "الجز عليها" كما يحلو للبعض تسميته، ضغطًا في المفصل الصدغي الفكّي، الذي يصل بين الفك السفلي والجمجمة أمام الأذن، إضافة إلى تغيُّر موضع الفك السفلي بعض الشيء.
يُؤدِّي كل ذلك الضغط إلى صداع يظهر في الصباح، وقد يكون مصحوبًا بألم الفك السفلي، أو وجع الأذن، أو ألم الأسنان.
6- الإفراط في تناول المسكنات
يتساهل البعض مع تناول المُسكنات كُلَّما شعر بالألم، بل وقد يتمادى آخرون في الإفراط في الحصول عليها؛ ظنًا أنَّها الطريقة الأفضل والأسرع للتغلُّب على الألم، لكن لا بُدَّ من نقاش جدي في هذا الشأن.
يُؤدِّي تناول المُسكِّنات بانتظام إلى تحول نوبات الصداع المُعتادة إلى صداعٍ مزمن، كما أنَّ الصداع الصباحي، من أبرز علامات الإفراط في استخدام الأدوية المُسكِّنة.
لم يتوصَّل الباحثون إلى الرابط بين الصداع الصباحي، والإفراط في المُسكِّنات، لكن تُوجَد نظرية بحسب موقع "self"، تؤكد أنَّ استخدام هذه الأدوية يُحفِّز بعض الأعصاب، أو يجعلها زائدة الحساسية، ما يُؤدِّي إلى تغيُّرات كيميائية بالمخ، يتبعها الصداع.
أمَّا النظرية الأخرى، فتدَّعي أنَّ الاستخدام المزمن للأدوية يُغيِّر طريقة تعامل المخ معها، ما يُقلِّل فاعليتها بمرور الوقت.
تجنُّبًا لمثل هذه المشكلات، ينبغي عدم تناول المُسكِّنات لأكثر من 10 أيام في الشهر، أو مرتين كل أسبوعٍ بحدٍ أقصى، ويُفضَّل استشارة الطبيب حال الحاجة إلى زيادة فترة تناول المُسكِّنات عن ذلك.
7- القلق أو الاكتئاب
الرجال المُصابون بالقلق أو الاكتئاب أكثر عُرضةً دون غيرهم للصداع الصباحي، إذ تُوجَد علاقة وطيدة بين القلق والاكتئاب من جهة، والصداع النصفي.
يغزو القلق، والاكتئاب مرضى الصداع النصفي أكثر من غيرهم، ومِنْ ثَمَّ فقد تتداخل هذه العوامل معًا، ويُعانِي البعض صداعًا صباحيًا.
اقرأ أيضًا: الصداع النصفي ألم لا يحتمل.. تعرف على أسبابه وطرق علاجه
8- الجفاف
لعلَّك نسيت أن تشرب قدرًا مناسبًا من السوائل في أثناء انشغالك طوال اليوم، إذ يعدُّ الجفاف من أشهر أسباب الصداع عمومًا.
وقد ينشأ الجفاف؛ نتيجة فرط التعرُّق، أو القيء، أو الإسهال، أو ارتفاع درجة الحرارة.
تزداد فرص الإصابة بالصداع الصباحي مع الجفاف طوال الليل، خصوصًا إذا اعتاد الرجل التعرُّق كثيرًا خلال الليل.
9- انقطاع النّفَس النومي
تنتاب البعض نوبات من انقطاع التنفُّس في أثناء النوم، ما يُؤدِّي إلى قطع النوم، الذي يعدُّ من عوامل الإصابة بالصداع.
كذلك قد يكون الصداع ناجمًا عن نقص الأكسجين، وزيادة ثاني أكسيد الكربون داخل المخ، ما يزيد تدفُّق الدم إليه، ومِنْ ثَمَّ المعاناة من الصداع الصباحي.
10- الغطيط
الغطيط أو الشخير من أسباب الصداع الصباحي، إذ أُجريت دراسة على 268 شخصًا مِمَّن يُعانون الغطيط باستمرار، فكان نحو 23.5% منهم يستيقظون بانتظام في وجود صداعٍ بالرأس، وفقًا لموقع «sleepfoundation».
أنواع الصداع الصباحي
- صداع التوتر: يشعر الرجل بضغط في جانبي الرأس، كما قد يبدأ من الجبهة، ويمتد إلى الجزء الخلفي من الرأس.
- صداع نصفي: يُغطِّي جانبًا واحدًا من الرأس، كما قد يصحبه غثيان، أو حساسية تجاه الضوء، أو الأصوات.
- صداع عنقودي: صداع شديد مفاجئ يمتد فترة قصيرة، وقد يتكرَّر عدة مرات خلال اليوم، كما يُصِيب جانبًا واحد من الرأس، وربَّما يُسبِّب احمرار العين، وسيلان الأنف.
اقرأ أيضًا: تعرف على أسباب الصداع التوتري وكيفية علاجه
العلاج
تتنوَّع وسائل العلاج حسب السبب وراء الصداع الصباحي، إذ يُفضَّل استشارة الطبيب لتحديد السبب الأقرب، ومِنْ ثَمَّ اتخاذ الوسيلة العلاجية المُناسبة.
بالإضافة إلى العلاج المُناسِب لكل إنسانٍ بحسب السبب، ينبغي اتِّباع النصائح الآتية للتغلُّب على هذا الصداع:
- التزام موعد ثابت للنوم يوميًّا، والاستيقاظ في نفس الموعد قدر المُستطاع.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لكن ينبغي عدم ممارسة هذه التمارين قُرب موعد النوم، إذ قد يُؤدِّي ذلك إلى صعوبة النوم.
- التقليل من الكافيين، وعدم الانقطاع المفاجئ عنه.
- تجنُّب تناول الوجبات الكبيرة قبل النوم.
- تهيئة غرفة النوم بمعنى أن تكون مظلمة هادئة خالية من الضوضاء، إضافة إلى توفُّر درجة حرارة مناسبة للنوم.
- إبعاد الأجهزة الإلكترونية عن غرفة النوم، مع اقتراب موعد النوم.
- عدم النوم لأكثر من 9 ساعات، إذ إن الإفراط في النوم من مُسبِّبات الصداع الصباحي.