"أكياس النيكوتين".. هل هي خيار آمن للإقلاع عن التدخين؟
يعتقد البعض أن أكياس النيكوتين تساعد على الحد من التدخين، كما يعتبرها هؤلاء خيارًا جيدًا، إذ تُوجَد بنكهات متعددة ومختلفة، كالنعناع والقرفة أو غيرها، ما زاد من شعبيتها وجعلها رائجة ومُفضّلة للراغبين في الإقلاع عن التدخين، ورغم ذلك لم تُوافِق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على إجازتها كباقي المنتجات الأخرى التي تستهدف الإقلاع عن التدخين، الأمر الذي يطرح تساؤلاً منطقيًّا: هل أكياس النيكوتين آمنة تمامًا؟ أم أن هناك بدائل أفضل؟
ما أكياس النيكوتين؟
أكياس صغيرة تحتوي على "النيكوتين"، وهي المادة المسببة للإدمان عند المُدخّنين، مضافاً إليها بعض المكوّنات الأخرى، وليس من بينها أوراق التبغ، وتُسوِّق بعض الشركات التي تصنع أكياس النيكوتين هذه الأكياس باعتبارها البديل الأكثر أمانًا للتدخين!
وتضمّ المكونات الرئيسة لأكياس النيكوتين؛ النيكوتين والماء والنكهات والمحلّيات والألياف النباتية، كما أنّ غياب أوراق التبغ فيها يجعلها مختلفة عن المنتجات الأخرى عديمة الدخان، التي تحتوي على النيكوتين، والخالية من الدخان، مثل مضغ التبغ.
وتأتي أكياس النيكوتين بنكهات مختلفة، مثل القرفة أو النعناع أو القهوة، ما يجعلها مُحبّبة لبعض الناس.
كيف تستخدم أكياس النيكوتين؟
لاستخدام كيس النيكوتين، يجب أن تضعه في فمك بين اللثة والشفة لمدة تصل إلى ساعة، فهو لا يُدخّن ولا يُبلَع، بل يُمتص في مجرى الدم من خلال الأغشية المخاطية بالفم.
لكن أكياس النيكوتين ليست مُصمّمة على نحو خاص للإقلاع عن التدخين، حسب "Healthline"، ومع ذلك فإنّ بعض الأشخاص يستخدمونها للحد من أضرار التدخين، أو كبديلٍ له، لتقليل تعرّضهم لدخان التبغ الضار.
هل لأكياس النيكوتين أضرار صحية؟
نعم، قد تُسبِّب أكياس النيكوتين بعض الآثار الجانبية، أهمها:
- إدمان النيكوتين: النيكوتين مادة مُسبِّبة للإدمان، وقد يُؤدِّي استخدام أكياس النيكوتين إلى إدمانه أو الاعتماد عليه، فلا يتمكّن المرء من قضاء يومه دون استخدام أكياس النيكوتين بين الفينة والأخرى.
- تهيّج الفم واللثة: قد يُعانِي بعض من يستخدمون أكياس النيكوتين تهيّج الفم أو اللثة، خاصةً إذا كانوا حسّاسين للنيكوتين أو المكونات الأخرى الموجودة في أكياس النيكوتين، التي قد تختلف من علامة تجارية لأخرى.
- مشكلات الأسنان: ليست الأسنان آمنة من مخاطر أكياس النيكوتين، فهذه الأكياس قد تُسهِم في بعض المشكلات، مثل انحسار اللثة أو تسوس الأسنان.
- اضطراب الجهاز الهضمي: أيضًا يمكن أن يُؤدِّي بلع الكثير من اللعاب بسبب أكياس النيكوتين إلى اضطراب المعدة أو الغثيان عند بعض الناس.
- تفاعلات تحسسية: يحدث في حالة الحساسية تجاه بعض مكوّنات أكياس النيكوتين، ما يُؤدِّي إلى تفاعلات تحسسية، مثل الطفح الجلدي أو ضيق التنفس أو غيرها.
اقرأ أيضًا:قبل أن تُقلِع عن التدخين.. ماذا تعرف عن أعراض انسحاب النيكوتين؟
ما الفرق بين أكياس النيكوتين ومنتجات النيكوتين الأخرى؟
رغم الآثار الجانبية المتوقّعة لأكياس النيكوتين، فإنّ هناك من يُفضِّل استخدامها عن منتجات النيكوتين أو التبغ الأخرى، وهي تختلف عنهم في النقاط الآتية:
- أنّها خالية من التبغ: على عكس منتجات التبغ التقليدية، مثل السجائر أو التبغ الممضوغ، فإنّ أكياس النيكوتين ليس من مكوناتها أوراق التبغ، التي تحتوي على مركّبات ضارة، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وتلك قد تكون هذه النقطة من المزايا النسبية لأكياس النيكوتين.
- كمية النيكوتين: تُوفِّر أكياس النيكوتين، مثل السجائر الإلكترونية، مستويات مختلفة من النيكوتين، على عكس السجائر التي تحتوي على كمية ثابتة منه، وقد كشف تحليل لـ44 كيس نيكوتين أنّها تحتوي على 1.79 - 47.5 مجم لكل كيس.
- طريقة إيصال النيكوتين للجسم: تُوضَع أكياس النيكوتين بين اللثة والشفة، ما يسمح بامتصاص النيكوتين من خلال بطانة الفم، بخلاف السجائر، فالنيكوتين يصل من خلال استنشاق الدخان، والسجائر الإلكترونية توفّر النيكوتين باستنشاق النيكوتين المبخّر.
- درجة الإدمان: يمكن أن تسبب أكاس النيكوتين ومنتجات النيكوتين الأخرى الإدمان بسبب وجود النيكوتين، بغض النظر عن طريقة وصوله إلى الدم.
- الآثار الجانبية: تتباين الآثار الجانبية لأكياس النيكوتين من شخصٍ لآخر، كما أنّها قد تختلف عن الآثار الجانبية للتدخين أو منتجات التبغ الأخرى، لكنّها لا تزال تسبِّب مخاطر صحية أيضًا.
مخاطر أكياس النيكوتين على المدى الطويل
قد يؤدي الحصول على النيكوتين إلى مشكلات صحية على المدى الطويل، سواء كانت مشكلات القلب أو الرئة أو المعدة أو الخصوبة، فربّما يُسبِّب ارتفاع ضغط الدم أو ضعف المناعة.
بل قد يُسهِم في تصلّب الشرايين، وربّما المعاناة من نوبةٍ قلبيةٍ لاحقًا، كما أنّ النيكوتين مُحفِّز للورم، وربّما يجعل السرطان -إذا أُصِيب به المرء لا قدّر الله- أكثر شراسة، حسب "Webmd".
هل أكياس النيكوتين آمنة تمامًا؟
لا يعرف الخبراء يقينًا كيف يمكن أن توثر أكياس النيكوتين على صحتك على المدى الطويل، بينما لا تنظمها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" بشكلٍ وثيق، مثل منتجات التبغ الأخرى، فهي لا تُعدّ تبغًا خاليًا من الدخان بصفةٍ رسمية بعد.
ولعدم وجود بيانات كافية حول آثارها المتوقعة على المدى الطويل، فلا يمكن التأكّد مما إذا كان استخدام هذه الأكياس أكثر أمانًا أم لا، حتى إذا جعلت تعرّضك للنيكوتين أقل.
اقرأ أيضًا:وداعًا للنيكوتين، مرحبًا بالصحة.. كيف تُقلّل من مخاطر زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين؟
هل هناك بدائل أفضل من أكياس النيكوتين؟
بدايةً إذا كُنت ستستخدم أكياس النيكوتين، فلا بد من استشارة الطبيب أولًا، فإذا كُنت مُدخّنًا شرهًا تُدخِّن أكثر من 10 سجائر في اليوم، فقد يُوصِيك بتجربة أنواع العلاج باستبدال النيكوتين، الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء.
فهذا النمط العلاجي يساعد على الإقلاع عن التدخين، من خلال تزويد الجسم تدريجيًا بجرعات أصغر من النيكوتين بمرور الوقت، دون تعريضك للمواد الكيميائية السامة الموجودة في دخان السجائر، وذلك من خلال:
- لصقات النيكوتين: تُوضَع على الجلد، على غرار طريقة وضع الضمادات.
- علكة النيكوتين: تُمضَغ هذه العلكة وفق تعليمات مُحدّدة، كي تكون فعالة في الإقلاع عن التدخين.
- أقراص استحلاب النيكوتين: تُذاب في الفم، وتُطلِق النيكوتين ببطء بينما تذوب.
- رذاذ أو جهاز استنشاق النيكوتين: تساعد أيضًا على الإقلاع عن التدخين.
- أدوية الإقلاع عن التدخين: مثل "فارنيكلين" و"البوبروبيون"، وتُستخدَم هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب.