صباحاً أم مساءً.. أيهما التوقيت الأفضل لممارسة التمارين الرياضية؟
مجرد التفكير في التوقيت الأنسب لممارسة التمارين الرياضية، قد يشعرك بالحيرة، مع تفجر عدد من الأسئلة بين رأسك، مثل: هل التدريب الصباحي هو الأفضل أم المسائي؟ وما الوقت الأفضل من حيث تحقيق أهدافك البدنية، ومتطلباتك الخاصة، مع مراعاة جدولك الزمني وروتين حياتك؟ ما يضع مزيداً من الضغط حول جدوى ممارستك للتمارين الرياضية من الأساس، ولكن ولحسن الحظ، فإن العلم قادر على منحك الإجابات المنطقية لكل تساؤلاتك، حتى تتمكن من معرفة التوقيت الأفضل لك.
هل توقيت ممارسة التمارين الرياضية مهم؟
بشكل عام فإن توقيت ممارسة التمارين الرياضية ليس مهماً، فممارسة أي نشاط رياضي -في حد ذاته- أمر رائع لتحسين صحتك، وسواء كنت تحاول زيادة قوتك أو لياقتك البدنية أو فقدان الدهون وإنقاص الوزن، فإن العامل الأكثر أهمية هنا هو الالتزام والمداومة على التمارين، وليس توقيت ممارستها .
المهم هنا هو أن يتناسب هذا التوقيت مع جدولك الزمني، سواء كانت ممارسة التمارين صباحية أو مسائية، فحتى الآن هناك نتائج متضارية علمياً حول أفضل توقيت لممارسة التمارين الرياضية.
وعلى الرغم من إثبات بعض الدراسات أن تمارين القوة باستخدام الأوزان تكون أفضل خلال المساء للمزيد من المكتسبات البدنية وارتباط الأمر بدرجة حرارة الجسم ومعدلات إفراز الهرمونات، فإن الأمر يتوقف في النهاية على نمط حياة كل رياضي وتوقيت وعدد ساعات نومه يومياً.
فوائد ممارسة التمارين صباحاً
إذا كنت شخصاً صباحياً، تفضل الاستيقاظ مبكراً وممارسة التمارين خلال أوقات النهار، فعليك أن تبتهج لتحقيق مجموعة من الفوائد الصحية، منها:
- حرق الدهون
ممارستك للتمارين الرياضية في الصباح الباكر وعلى معدة فارغة، تضيف لك قدرة رائعة للغاية على حرق الدهون، وتشير الأبحاث العملية إلى أن الجسم يلجأ إلى مخزونات الدهون المتراكمة في الجسم، لتوليد الطاقة اللازمة لبذل المجهود البدني.
أما إذا مارست التمارين الرياضية بعد تناولك للإفطار، فلا توجد مشكلة على الصعيد الرياضي، ولكن جسمك سيستمد الطاقة اللازمة من الكربوهيدرات التي حصلت عليها من وجبة الإفطار، وليس من المُخزنة بالجسم.
- خسارة الوزن
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون السمنة، فإن ممارسة التمارين الرياضية خلال الصباح بشكل ثابت، تمنحهم فرصة للتخلص من الوزن الزائد، إذ تساعدهم ممارسة تمارين اللياقة البدنية والكارديو على ذلك، كما تساعدهم على ضبط العادات الغذائية الخاصة بهم فيما تبقى من اليوم.
اقرأ أيضًا: تمارين الـ "EMOM".. حرق للدهون وبناء للعضلات "في دقيقة واحدة"
- نوم أفضل
على الرغم من تضارب نتائج الدراسات العلمية، حول مدى جودة النوم التي قد تحصل عليها إذا مارست التمارين الصباحية أو المسائية، لكن هناك نتائج بحثية لا يمكن تجاهلها حول جودة النوم المرتفعة، التي تحملها لك ممارستك للتمارين الرياضية النهارية المعتدلة والقوية الشدة، بالمقارنة مع أداء التمارين المسائية.
- إفراز الهرمونات
يتغير مستوى إفراز الهرمونات وإيقاع الساعة البيولوجية للبشر على مدار اليوم، ومع تفاوت مستويات إفراز الهرمونات من شخص إلى آخر خلال ساعات الصبح، لاعتماد الأمر على نمط الحياة والغذاء وجودة النوم، فإن الدراسات تشير إلى أن أداء التمارين الرياضية نهاراً تمنحك إفرازاً مستقراً للهرمونات خلال اليوم .
سلبيات ممارسة التمارين الصباحية
على الرغم من أنها ليست سلبيات للأشخاص النهاريين، فإنها قد تكون كذلك بالنسبة لك إذا كنت تفضل الأوقات الليلية لممارسة التمارين، ومن هذه السلبيات انخفاض مستويات الطاقة.
فإذا كنت شخصاً نهارياً، فمن الطبيعي أن تشعر بالطاقة والتحفيز خلال ساعات الصباح، لكن إذا لم يكن روتين حياتك وجودة نومك الليلية جيدة، فمن الطبيعي أن تعاني من انخفاض مستويات الطاقة، وتشعر بالتعب والإرهاق عند أداء التمارين خلال النهار .
فوائد ممارسة التمارين المسائية
لن تتوقف مكتسباتك البدنية والعضلية إذا كنت من محبي ممارسة التمارين الرياضية في المساء، وذلك للأسباب التالية:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم
حسب الدراسات العلمية، هناك علامة تجمع بين درجة حرارة الجسم ومدى جودة الأداء العضلي، ومع وصول درجة حرارة جسمك لذروتها بين الساعة الـ 2 و الـ 8 مساءً، فإن هذا التوقيت ربما يكون الأفضل لممارسة التمارين الرياضية، وخاصة تمارين المقاومة باستخدام الأوزان الحديدية.
ونظراً لوجود علاقة ارتباطية طردية بين ارتفاع درجة حرارة الجسم مع تحسن الأداء العضلي والبدني، فإن ارتفاع درجة حرارة جسمك لدرجة مئوية واحدة، يعني تحسن أداء عضلاتك بنسبة تتراوح ما بين الـ 2 إلى 5 %، كما تفيد هذه العلاقة الطردية في التمارين قصيرة الأمد، مثل تمارين المقاومة والقوة بجانب تمارين الركض.
- الوزن الزائد
تشير الأبحاث العلمية أيضاً، إلى أن ممارسة التمارين الرياضية خلال المساء، بالنسبة لمن يعاني من الوزن الزائد، لها فاعلية مماثلة لأداء التمارين النهارية، وذلك لارتباط الأمر في الأساس بالتغذية السليمة ونمط الحياة الصحي، لذلك لن يشكل توقيت ممارسة التمارين عائقاً حقيقياً أمام تحقيق أهدافك.
- الضغط النفسي
بالنسبة للكثير من الأشخاص، فإن ممارسة التمارين الرياضية خلال الليل قد تكون وسيلة فعالة للغاية للتخلص من الضغط النفسي والتوتر، لاحتياجها إلى قدر كبير من الطاقة الذهنية والبدنية، ومن ثم منح الجسم والعقل الشعور بالحاجة إلى الراحة والنوم، لإعادة شحن تلك الطاقات الجسدية والعقلية.
سلبيات ممارسة التمارين ليلًا
تبقى سلبيات ممارسة التمارين الرياضية ليلًا نسبية، فقد تختلف بين شخص وآخر، بحسب أنماط الحياة المختلفة، فقد تتأثر جودة النوم بالسلب بالنسبة للبعض، عند ممارسة التمارين عالية الكثافة خلال الساعات المتأخرة من الليل، وذلك بسبب ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع درجة حرارة الجسم، وربما ارتفاع نسبة هرمون "الكورتيزول" في الجسم.
كما يجد بعض الأشخاص صعوبة في استرداد مخزونات طاقاتهم البدنية والنفسية، لممارسة التمارين الرياضية خلال ساعات الليل، خاصة بعد أن مروا بيوم طويل من التعب والضغوطات، ومن ثم فإنهم ربما يفضلون الحصول على بعض الساعات من الراحة والنوم لإعادة شحن طاقتهم من جديد، على حساب ممارسة التمارين الرياضية.