كيف يؤثر "هرمون اللبتين" على وزنك وعضلاتك؟ وما أضرار مقاومته؟
يُعرَف "هرمون اللبتين" بـ"هرمون الشبع"، ولعلّك تظنّ أنّ زيادة مستويات هذا الهرمون، سيجعلك لا تتناول كثيرًا من الطعام، فتفقد الوزن، لكن الحقيقة خلاف ذلك!
فقد يؤدي ارتفاع هرمون اللبتين باستمرار، نتيجة زيادة دهون الجسم، إلى نشوء ما يُعرَف بـ"مقاومة اللبتين"؛ إذ تختلّ استجابة الدماغ الطبيعية لهذا الهرمون اللبتين، مما يجعلك تستمرّ في تناول الطعام رُغم عدم حاجتك إليه أو رغبتك في خسارة الوزن.
فكيف تتغلب على مقاومة اللبتين التي قد تمنعك من فقدان الوزن؟ وهل لهرمون اللبتين علاقة ببناء العضلات؟
هرمون اللبتين
"اللبتين" هرمون تفرِزه الخلايا الدهنية في الجسم، ويُسمّى "هرمون الشبع"؛ إذ يُسهِم في تنظيم الشهية واستهلاك الطاقة، كما قد يكون له دور في بعض العمليات الأخرى، مثل:
- التمثيل الغذائي.
- تنظيم عمل الغدد الصماء.
- الوظيفة المناعية.
متى يفرز هرمون اللبتين؟
كما سبق وأشرنا، فإن "اللبتين" هو "هرمون الشبع"، وعندما تتناول وجبة وتشعر أنّك تناولت ما يكفيك، تفرِز الخلايا الدهنية في الجسم هذا الهرمون في الدم. وارتفاع مستوياته في الدم، يُخبِر دماغك بأنّ لديك مخزونًا كافيًا من الطاقة، مما يقلّل رغبتك في تناول الطعام.
جديرٌ بالذكر أنّ كمية هرمون اللبتين المُفرَزة في الدم تتناسب طرديًا مع نسبة الدهون في جسمك، فكُلّما زادت الدهون، كانت مستويات هرمون اللبتين في الدم أكبر.
كما تنخفض مستويات هرمون اللبتين في الدم، مع انخفاض حجم الدهون في الجسم بمرور الوقت.
هل ارتفاع هرمون اللبتين يزيد الوزن؟

لا يؤدي ارتفاع هرمون اللبتين إلى زيادة الوزن، بل قد تتسبَّب السمنة في ارتفاع مستويات هرمون اللبتين، بما قد يؤدي إلى مقاومة اللبتين.
فمن يعانُون السمنة، يمتلكون عددًا أكبر من الخلايا الدهنية التي تفرِز هرمون اللبتين، مما قد يجعل مستوياته مرتفعة جدًا مع زيادة دهون الجسم.
وفي الظروف العادية، تؤدي زيادة مستويات هرمون اللبتين إلى إعطاء إشارة للدماغ بأنّ جسمك قد خزّن ما يكفي من الطاقة، وأنّك لا تحتاج إلى تناول مزيدٍ من الطعام.
اقرأ أيضًا:"الجريلين" هرمون الجوع: كيف تتحكّم فيه لمنع زيادة الوزن؟
مقاومة اللبتين
أمَّا في حالة مقاومة اللبتين، فإنّ الدماغ يكون أقل استجابة لهذه الإشارات، أو لا يستجيب لها على الإطلاق، رغم ارتفاع مستويات هرمون اللبتين، ومِنْ ثَمّ لا يدرِك الدماغ أنّك قد خزّنت كفايتك من الطاقة، بل قد يشجِّعك على تناول المزيد، أو يقلِّل حرق السعرات في أثناء الراحة، للحفاظ على طاقتك (بناءً على ما يصل إلى الدماغ)، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
وقد حدّدت مراجعة نشرت عام 2019 في دورية "Diabetes, Metabolic Syndrome and Obesity" أربعة عوامل قد تكون هي المسؤولة عن ذلك:
- قلّة مُستقبِلات اللبتين في الدماغ "المُستقبِل هو جزيء داخل أو على سطح الخلايا، يستقبل مادة مُعيّنة، ويُسبِّب تأثيرًا مُعيّنًا في الخلية، حسب نوع المادة، وفي حالتنا هنا هي اللبتين".
- عدم عمل مستقبِلات اللبتين في الدماغ بكفاءة.
- قلّة وصول اللبتين إلى الدماغ.
- الطفرات الجينية لهرمون اللبتين.
أعراض ارتفاع هرمون اللبتين
تزداد مستويات هرمون اللبتين مع زيادة دُهون الجسم، فغالبًا ما يُعانِي المُصابُون بالسمنة ارتفاع هرمون اللبتين في الدم، كما قد ترتبط بعض المشكلات الصحية بارتفاع هرمون اللبتين، مثل:
- مرض الكبد الدهني:
إذ تتراكَم الدهون في الكبد، بسبب زيادة نسبة السكر في الدم أو مقاومة الإنسولين أو تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
- إدمان الطعام:
نوعٌ من اضطرابات الأكل، يُؤدِّي إلى شراهة قهرية تجاه الطعام.
- الاكتئاب:
أحد الاضطرابات النفسية، التي قد تُسبِّب شعورًا دائمًا بالحُزن، وفقدان الشغف بالأنشطة التي كُنت تستمتع بها سابقًا.
كيف تؤثر مقاومة اللبتين في جهودك لخسارة الوزن؟
تُعدّ مقاومة اللبتين من أبرز أسباب استعادة الوزن الزائد بعد فقدانه، ومع ذلك، فقد تفقد بعض الوزن وتقلّ دهون الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون اللبتين.
لكن حتى إذا انخفضت مستويات هرمون اللبتين مع فقدان الدهون، فقد يستمرّ الدماغ في مقاومة إشارات الشبع، بل قد يفسِّر الدماغ فقدان الدهون على أنّه نقص في مخزون الطاقة لديك، فيقاوِم ذلك عن طريق زيادة الشُعور بالجوع، وتقليل حرق السعرات، لاستعادة الوزن المفقود!
هل لهرمون اللبتين دور في بناء العضلات؟

لولا الدهون ما كانت العضلات، والسرّ هو هرمون اللبتين!
فقد أظهرت دراسة نُشِرت عام 2022 في "مجلة علم وظائف الأعضاء The Journal of Physiology"، أنَّ اللبتين المُفرَز من الدهون كان عاملًا أساسيًا في تنظيم الكتلة العضلية، ولم يكُن من الممكن تعويضه عبر مصادر أخرى.
فحتى المستويات المنخفضة جدًا من اللبتين، كانت كافية لاستعادة وظائف العضلات، كما قد يكون لهرمون اللبتين دور غير مباشر من خلال تأثيره في التمثيل الغذائي، حسب الدراسة.
ورغم ذلك، فهناك حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات لتوضيح العلاقة بين اللبتين والعضلات، أو بالأحرى العلاقة بين الدهون وبناء العضلات.
اقرأ أيضًا:فوائد الجري لفقدان الوزن.. دليل عملي لتحقيق أفضل النتائج
الهرمون الذي يساعد في بناء العضلات
رغم عدم وضوح تأثير هرمون اللبتين بشكلٍ كاف على العضلات، فثمّة بعض الهرمونات التي تساعد في بناء العضلات؛ أهمها:
1. التستوستيرون:
لا يُنظِّم "هرمون التستوستيرون" كُتلة العضلات فحسب، بل يُسهِم في بناء قوة العضلات، وتوزيع الدهون في الجسم، كما أنّه الهرمون المسؤول عن سمات الذكورة عند الرجال.
وقد يستخدم بعض الرياضيين هرمون التستوستيرون لبناء العضلات، رغم الأثر السلبي الواضح للحصول عليه؛ إذ قد يضرّ خصوبة الرجال، كما قد يُسبِّب مشكلات أخرى.
وثمّة بعض الطرق الطبيعية التي يمكنك من خلالها تعزيز مستويات هرمون التستوستيرون لدعم بناء العضلات، مثل:
- إبقاء فترة ممارسة التمارين أقل من 60 دقيقة.
- تضمين التمارين المركّبة في روتين تدريباتك، وهي تمارين تستهدف أكثر من مجموعة عضلية واحدة.
- ممارسة عِدّة مجموعات من كل تمرين.
- ممارسة التمارين التي تستهدف الجزء السفلي من الجسم، كالفخذ والساق، فإنّ تحفيز أكبر عضلات الجسم، يُساعِد على إفراز مزيدٍ من التستوستيرون.
2. هرمون النمو:
يبني هرمون النموّ العضلات، كما يعزِّز قوة الجسم، فهو الهرمون الذي تنخفض مستوياته مع التقدّم في العُمر، مما قد يزيد تراكُم الدهون، ويجعل عملية فقدان الوزن أصعب.
ويزداد إفراز هرمون النموّ خلال فترات نوم حركة العين السريعة "REM sleep"؛ إذ يستفيد منه الجسم في إصلاح خلايا العضلات التالفة، لذا يُوصَى الرياضيوّن بالحصول على قسطٍ جيدٍ من النوم، لدعم بناء العضلات.
كذلك فإنّ ممارسة التمارين الرياضية، تدعم إفراز هرمون النمو، فكُلّما كثُرت الألياف العضلية التي تستخدمها خلال التمارين، زاد إفراز جسمك لهرمون النمو.
كما قد يساعد على زيادة إفراز هرمون النمو، زيادة كثافة التمارين وتقليل مُدّة ممارستها إلى نحو 30 - 40 دقيقة.
3. عامل النموّ الشبيه بالإنسولين "IGF-1":
يُفرِز الكبد عامل النموّ الشبيه بالإنسولين؛ استجابةً لارتفاع مستويات هرمون النموّ.
ويعزّز عامل النمو الشبيه بالإنسولين نموّ العضلات، بما يزيد كتلة العضلات ويعزّز حرق الدهون، بالإضافة إلى تقليل وقت التعافي بعد ممارسة التمارين.
وقد تساعد ممارسة التدريبات المتقطعة عالية الكثافة أو تدريبات المقاومة على زيادة مستويات عامل النموّ الشبيه بالإنسولين.
نصائح للتغلب على مقاومة اللبتين وتعزيز هرمونات بناء العضلات

ربّما ليست هناك حلول واضحة لاستعادة حساسية الجسم الطبيعية لـ"اللبتين"، وتقليل مقاومته، لكن حسب "Healthline"، فقد تساعد النصائح الآتية على تقليل مقاومة اللبتين:
- تقليل تناول الأطعمة المُصنّعة:
فقد تحفِّز الالتهابات في الجسم وتزيد مستويات هرمون اللبتين.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف:
فقد تساعد على تقليل مستويات هرمون اللبتين لدى المُصابِين بالسمنة على المدى الطويل.
- ممارسة التمارين الرياضية:
خاصةً التدريبات المتقطّعة عالية الكثافة، فقد تساعد على تقليل مقاومة اللبتين، بالإضافة إلى تعزيز هرمونات بناء العضلات.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم:
فقد ربطت بعض الدراسات بين قلة النوم وزيادة اللبتين، كما أنّ عدم النوم جيدًا، يؤثِّر سلبًا في إفراز هرمون النموّ، الذي يدعم بناء العضلات.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتين:
ضرورة تناول الأطعمة الغنية بالبروتين كالدجاج والبيض والبقوليات واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، فالأنظمة الغذائية قليلة البروتين، قد ترفع مستويات هرمون اللبتين.
ختامًا؛ ليست هناك طريقة بسيطة للتخلّص من مقاومة اللبتين، لكن قد تساعد بعض العادات الصحية على تقليل مستويات هرمون اللبتين أو منع زيادته، بالإضافة إلى الحفاظ على الوزن وتعزيز بناء العضلات.