بسعر 14 مليون ريال.. سيارة بوغاتي Tourbillon أقوى، أسرع، وأكثر إثارة
على مسرح خاص أُعدّ في مولشايم، وقف مارتي ريماس، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة Bugatti، شارحًا تفاصيل أحدث تحفة فنية ميكانيكية من الصانع الفرنسي بوغاتي التي تحمل اسم Tourbillon، والتي يبدأ سعرها من 14 مليون ريال سعودي تقريبًا.
هذا السعر، وإن بدا مرتفعًا، إلا أنه يبقى ضئيلًا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار مستوى التميز الذي تتمتع به السيارة. فبمجرد النظر إلى خطوطها الخارجية التي لا تكتفي بمستويات أناقة عالية بل تُقدم أيضًا سمات توحي بالثراء وتُؤكّد الانتماء إلى عالم الفخامة بمفهومها المجرد. وتأمل مواصفاتها الاستثنائية، التي تبدأ بمجموعة العدادات التي تزين مقصورة القيادة والتي تُحاكي بتصميمها وتُقلّد طريقة عمل الساعات الميكانيكية الفاخرة، ولا تنتهي بالجسم المصنوع من ألياف الكربون لتُؤكّد أنّ الملايين التي تطلبها Bugatti مقابل هذه السيارة ستُبذل في المكان الصحيح.
منظومة ميكانيكية أصيلة
تحت هيكل Tourbillon الأرستقراطي المظهر، تُكمل مجموعة الدفع مشهد التميز. حيث يُنتج محرك الأسطوانات الستة عشر سعة 8.3 لتر ذو السحب الهوائي الطبيعي 1000 حصان، أي أكثر من قوة معظم السيارات الخارقة. ويساعده نظام الدفع الكهربائي الخاص القادر على توليد قوة تبلغ 800 حصان، ليصبح إجمالي القوة 1800 حصان.
وللمزيد من التفاصيل عن محرك الاحتراق الداخلي الذي تتمتع به السيارة، يجدر بنا ذكر أنه يتألف من ستة عشر أسطوانة، كما كان الحال مع طراز Chiron. ولكن بدلًا من تثبيت هذه الأسطوانات بتشكيلة تتخذ شكل الحرف W، أصبحت اليوم تتخذ شكل الحرف V.
فعلى الرغم من أن محرك Bugatti السابق كان مختلفًا عن أي محرك سيارة آخر في العالم عند الكشف عنه، بفضل تركيبته وأرقام قوته المذهلة، إلا أن الإدارة العليا لدى الصانع الفرنسي وجدت أن المستقبل يحتاج إلى تركيبة أخرى تتمثل في محرك جديد كليًا بسعة 8.3 لتر يعمل بسحب الهواء الطبيعي، جرى تطويره من قبل Cosworth، الشركة البريطانية العريقة في مجال المحركات. ويقترن هذا المحرك بثلاثة محركات كهربائية، اثنان في الأمام وواحد مثبت على المحور الخلفي.
في المجمل، تتمتع سيارة بوغاتي توربيون بقوة تبلغ 1800 حصان، منها 1000 حصان من محرك الاحتراق الداخلي نفسه و800 حصان من المحركات الكهربائية. وبشرط أن تتمتع إطارات Michelin Pilot Sport Cup 2 المصمّمة حسب الطلب بثبات كافٍ، فإنّ Tourbillon ستصل إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.0 ثانية فقط.
لم تخسر سيارة بوغاتي الأحدث أي شيء عندما أصبحت هجينة، سوى القليل من الوزن. نعم، على الرغم من البطارية والمحركات الكهربائية، فإنّ Tourbillon أخف وزناً من Chiron. ويمكنها أيضًا السير في المدينة دون استخدام محرك الاحتراق الداخلي.
تصميم وتركيبة جديدان كليًا
Bugatti Tourbillon سيارة جديدة بالكامل، أي أنها لا تشترك مع Chiron بأي مكون. ورغم وجود تشابه كبير مع السيارة الخارقة القديمة، إلا أن أحدث منتجات الصانع الفرنسي يُعدّ مختلفًا تمامًا، فالهيكل الأحادي جديد، ونظام التعليق جديد، وبطبيعة الحال فإنّ المجموعة المحركة الهجينة جديدة أيضًا.
اقرأ أيضًا: بوغاتي EB110.. المجد الضائع
السبب وراء تسمية Tourbillon
سيُدرك عشاق الفخامة والأناقة والتميز بشكلٍ مباشر أنّ تسمية Tourbillon هي استعارة من عالم الساعات الفاخرة، حيث تعتمد تقنية Tourbillon على قطع ميكانيكية دقيقة تُستخدم في الساعات عالية الجودة لزيادة دقتها.
ترى Bugatti أنّ سيارتها الأحدث هي إنجاز عظيم على طريق الكمال الميكانيكي. ويصبح ذلك واضحًا بسهولة عند فتح الأبواب التي تُرفع كهربائيًا، لكشف عن التصميم الداخلي التناظري المذهل.
وتتميز هذه المقصورة بلوحة عدادات ثابتة خلف المقود المتحرك، والتي تتكون من ثلاثة أقراص كبيرة تعرض جميع المعلومات، بدءًا من سرعة السيارة وسرعة دوران المحرك وكمية الوقود ودرجة حرارة المحرك وغيرها الكثير.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه العدادات، التي تم تصميمها وتصنيعها من قبل شركة ساعات Switch، يتم تثبيتها بشكلٍ دائم على عمود التوجيه لتظل ثابتة أثناء دوران المقود. وفي الكونسول الوسطي، ستجد مجموعة من المفاتيح المصنوعة من الألومنيوم، وأقراص دوارة، ورافعة كريستالية واحدة لتشغيل المحرك. كما تتوفر شاشة رقمية عالية الدقة مخفية في الجزء العلوي من الكونسول الوسطي، تتحول عند إخراجها من مكانها إلى شاشة تشبه أجهزة الكمبيوتر اللوحية لعرض بيانات السيارة وتوفير اتصال سلس بالهاتف المحمول.
وتعمل آلية معقدة على نشر الشاشة التي تعمل باللمس، حيث يمكنها الانتقال إلى الوضع الرأسي عند تفعيل كاميرا الرجوع للخلف في ثانيتين فقط، ثم العودة إلى الوضع الأفقي الكامل في خمس ثوانٍ. وللمرة الأولى، يتم توفير شاشة من هذا النوع على سيارة Bugatti.
نظرة دقيقة على التصميم
كما هو الحال مع مختلف سيارات Bugatti، سواء العصرية منها أو الكلاسيكية، جرى تصميم السيارة الجديدة لتنساب في الهواء بشكل يلبي متطلبات السير بسرعة تزيد عن 400 كيلومتر في الساعة. وقد تم صقل كل سطح ومدخل وسلسلة من الحواف بدقة لضمان ديناميكية هوائية عالية وفائدة قصوى للديناميكية الحرارية للسيارة.
وهذا هو المبدأ التوجيهي الأساسي الذي انطلق منه فريق تصميم Tourbillon، والذي تطور لاحقًا ليتمحور حول أربعة عناصر تصميم مستوحاة من تاريخ الشركة، وهي: شبكة التهوية على شكل حدوة الحصان، الخط الوسطي الشهير، الفاصل الوسطي داخل المقصورة، وتقسيم الألوان المزدوج.
ويُجسّد تصميم السيارة إبداعات إيتوري وجان بوغاتي البارعة في الديناميكيات الهوائية والابتكار والجمال الخالد، وتحمل أيضًا بعض سمات طراز Type 35، حيث تم توجيه شكل السيارة بالكامل من خلال شكل الشبكة على شكل حدوة الحصان.
كما نجد أيضًا بعض الإلهام من طراز 57SC. فمنذ أن بدأ جان بوغاتي في تطبيق طلاء جريء مزدوج اللون على سياراته، أصبح هذا الطلاء جزءًا مهمًا من هوية Bugatti. وفي Tourbillon، تم تطوير هذا الأمر مرة أخرى بطريقة أصيلة وعصرية، حيث أعطى فريق التصميم اهتمامًا واضحًا منذ البداية لصقل خطوط السيارة بشكل يسمح بتطبيق تركيبة الألوان المزدوجة بسلاسة.
وبالرغم من أننا نرى السيارة اليوم، إلا أن توفرها على الطرقات لن يبدأ حتى عام 2026، عندما سيتم تسليم أول سيارة من أصل 250 سيارة.