ما أسباب وأعراض نقص فيتامين د؟.. إليك مخاطره وطرق علاجه
فيتامين د أحد الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم على الدوام؛ إذ به تُبنَى العظام وتنمو، بتوفير الكالسيوم اللازم لها، ويُؤدِّي جهاز المناعة وظيفته على أتم وجه، بل وتتحسَّن الحالة النفسية وتتراجع فرص الإصابة بالاكتئاب مع توازن مستويات فيتامين د في الدم.
يُخزِّن الجسم فيتامين د في الدهون؛ إذ هو قابلٌ للذوبان فيها، ونظرًا لتشعُّب وظائف فيتامين د في كل أنحاء الجسم، فإنَّ نقصه يُنذِر بمخاطر عديدة، مثل الإصابة بمرض السكري، السمنة، أمراض القلب، هشاشة العظام، الاكتئاب، والكساح لدى الأطفال، فما الذي يُنقِص هذا الفيتامين من أجسامنا؟ وكيف السبيل إلى الوقاية للتمتُّع بالصحة والعافية؟
ما هو فيتامين د؟
يُطلَق عليه "كالسيفيرول"، وهو أحد الفيتامينات الذوَّابة بالدُهن، ويُنتَج في الجسم عند تعرُّض البشرة للأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، ما يُحفِّز تصنيع فيتامين د.
يحتاج فيتامين د الآتي من أشعة الشمس، أو المصادر الغذائية، أو المكملات إلى تنشيط داخل الجسم؛ كي يظهر أثره، ويبدأ بأداء مهامه، وذلك من خلال:
1. إضافة مجموعة الهيدروكسيل للفيتامين في الكبد فيتحوَّل إلى 25-هيدروكسي فيتامين د "كالسيديول".
2. إضافة مجموعة الهيدروكسيل للكالسيديول في الكلى، فيتحوَّل إلى 1,25- ثنائي هيدروكسي فيتامين د "كالسيتريول".
يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء، ويَحفظ اتزان مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم؛ لبناء العظام، وتشبُّعها بالمواد المعدنية الضرورية لها.
كذلك يُسهِم فيتامين د في العمليات الآتية:
- تخفيف الالتهابات.
- تعديل بعض العمليات مثل نمو الخلايا، والوظائف المناعية، والتمثيل الغذائي للجلوكوز "السكر".
يتوفَّر فيتامين د الذي نحصل عليه من المكملات أو الطعام في صورتَين رئيستين:
- فيتامين د2 "إرغوكالسيفيرول".
- فيتامين د3 "كوليكالسيفيرول".
كلاهُما يُمتصّ من الأمعاء، ويختلفان في هياكل السلسلة الجانبية "التركيب الكيميائي".
تدل مستويات فيتامين د "25- هيدروكسي فيتامين د" في الجسم على مدى احتياجه إلى الفيتامين من عدمه، وفي الجدول التالي توضيح ذلك:
25- هيدروكسي فيتامين د في الدم | الحالة الصحية |
أقل من 12 نانوغراما / مل | يصحبه أعراض نقص فيتامين د، وقد يُسبِّب الكُساح لدى الأطفال، ولين العظام لدى البالغين. |
12 - 20 نانوغراما / مل | يُعدّ غير كافٍ كي تكون العظام مثالية في بنائها، وكذلك غير كاف للصحة العامة. |
أكثر من 20 نانوغراما / مل | يُعدّ كافيًا للحفاظ على صحة العظام، والصحة العامة للجسم. |
أكثر من 50 نانوغراما / مل | فائض عن حاجة الجسم، بل قد يُسبِّب مشكلات صحية، خاصةً إذا تجاوز 60 نانوغرام / مل. |
وتختلف المقادير المثالية لمستويات الفيتامين في الدم حسب عمر الإنسان كما سيأتي لاحقًا.
ما هي أسباب نقص فيتامين د؟
لن تُبنَى العظام على أمثل وجهٍ دون فيتامين د؛ لدوره في توفير الكالسيوم والفوسفور لها، كما أنَّه من الفيتامينات المهمة لمناعة الإنسان، وللوقاية من الاكتئاب، بل والوقاية أيضًا من مرض السكري وغيره من الأمراض المزمنة، ومِنْ ثَمَّ فنقصه ذو خطرٍ بالغٍ على صحة المرء.
وفي هذا السياق تشمل أهم أسباب نقص فيتامين د ما يلي:
1- النظام الغذائي
قد يكون السبب وراء نقص فيتامين د خلو النظام الغذائي من الأطعمة الغنية بالفيتامين نفسه، أو ربَّما لا يتناول الإنسان القدر الكافي من الأطعمة الغنية بفيتامين د؛ لضبط مستوياته في الدم.
وتزداد فرص ذلك النقص مع الاعتماد على النظام الغذائي النباتي؛ لأنَّ أغلب مصادر فيتامين د حيوانية، ومِنْ ثَمَّ يُنصَح هؤلاء بالحصول على مكملات فيتامين د.
لذا ينبغي تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د في النظام الغذائي اليومي، أو التعرُّض لأشعة الشمس؛ لتحصيل قدرٍ مناسب من هذا الفيتامين.
2- الحمل
قد تتعرَّض بعض السيدات خلال فترة الحمل لهبوط في مستويات فيتامين د، وتزداد فرص ذلك في حالة:
- عدم التعرُّض لأشعة الشمس، أو عدم الخروج من المنزل، فهذا من أهم أسباب نقص فيتامين د لدى الحامل وغير الحامل.
- أصحاب البشرة الداكنة.
- معاناة المرأة من السمنة المفرطة قبل الحمل "أو زيادة مؤشر كتلة الجسم عن 40؛ إذ يصحب ذلك انخفاضًا في مستويات فيتامين د بنسبة 24% مقارنةً مع مؤشر كتلة أجسامهم أقل من 25".
وتكمن خطورة نقص فيتامين د لدى الأم خلال فترة الحمل في خطر إصابة الجنين ببعض المشكلات، مثل:
- انخفاض مستويات الكالسيوم لديه.
- معاناة الطفل حديث الولادة من الكساح.
- خلل مينا الأسنان.
- ولادة طفلٍ بوزنٍ منخفض عن المُعدَّل الطبيعي.
لذا إن كانت مستويات فيتامين د في الدم أقل من 50 نانومول/ مل، فالحاجة إلى مكملات فيتامين د تكون على النحو التالي:
- إذا كان مستوى فيتامين د 30 - 49 نانومول/مل: 1000 وحدة دولية "25 ميكروغرام" كل يوم بجانب مكملات الكالسيوم.
- إذا كان مستوى فيتامين د أقل من 30 نانومول/مل: 2000 وحدة دولية "59 ميكروغرام" كل يوم بجانب مكملات الكالسيوم.
- بعد مرور 6 أسابيع من الحصول على فيتامين د، تثبت الجرعة عند 1000 وحدة دولية، أو حسب ما يُقرِّره الطبيب.
ولو كانت مستويات فيتامين د لدى الأم طبيعية "أكثر من 50 نانومول / مل"، فتُنصَح أيضًا بتحصيل 400 وحدة دولية من فيتامين د كل يوم، كجزءٍ من مكملات الفيتامينات المُتعدِّدة "Multivitamins".
ويُنصَح أيضًا بالتعرُّض لأشعة الشمس، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د خلال فترة الحمل، مثل البيض، السمك، واللبن.
3- الحساسية لبعض الأطعمة
قد يُعانِي بعض الناس حساسية تجاه بعض الأطعمة الغنية بفيتامين د، ما يجعل حصولهم عليه عبر المصدر الغذائي أمرًا بعيد المنال، ومِنْ ثَمَّ يُنصَح هؤلاء بالاستعانة بمصادر غذائية أخرى غنية بفيتامين د، والتعرُّض لأشعة الشمس، إضافةً إلى الحصول على مكملات الفيتامين بعد استشارة الطبيب.
البيض واحد من الأطعمة الغنية بفيتامين د، وقد أشارت دراسةٌ أسترالية إلى أنَّ الرُّضع الذين تناولوا البيض مبكرًا "بين 4 - 6 أشهر من العمر" كانت لديهم حساسية أقل تجاه البيض مقارنةً بمن تناولوه متأخرًا "بعد 6 أشهر".
لذا فإنَّ تقديم الأطعمة الغنية بفيتامين د والملائمة للرضع مبكرًا وفق توجيهات الطبيب يُساعِد في تجنُّب الحساسية تجاه هذه الأطعمة، ومِنْ ثَمَّ عدم المعاناة من نقص فيتامين د.
على النقيض من ذلك، أظهرت دراسةٌ في مجلة الطب الخلوي والجزيئي Journal of Cellular & Molecular» Medicine» أنَّ الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د، هم الأكثر عُرضةً للإصابة بالحساسية تجاه الطعام، ومِنْ ثَمَّ فقد يكون لفيتامين د دورٌ في الوقاية من هذه الحساسية ابتداءً، فالعلاقة بين فيتامين د والحساسية تجاه الطعام ما زالت غير واضحة تمامًا بعد.
4- العظام
ارتبط نقص فيتامين د ببعض أمراض المناعة الذاتية التي قد تُصِيب العظام، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، وقد تزداد فرص إصابة بعض الناس بهشاشة العظام إثر نقص فيتامين د لديهم.
5- الأمراض
قد تحول بعض الأمراض دون امتصاص فيتامين د، مثل:
- مرض السيلياك.
- مرض كرون.
- التهاب القولون التقرحي.
- قصور البنكرياس المزمن.
كما قد تعيق بعض الأمراض التمثيل الغذائي لفيتامين د وتحويله إلى صورته النشطة، مثل:
- مرض الكلى المزمن.
- أمراض الكبد، مثل تليف الكبد.
- نقص بعض الإنزيمات المسؤولة عن تنشيط فيتامين د.
ولتجنُّب نقص فيتامين د في مثل هذه الحالات، ينبغي تلقِّي العلاج المناسب لكل مرضٍ أولاً، تزامنًا مع تعويض نقص فيتامين د بالطرق المعروفة.
6- مقاومة العضو الانتهائي
قد لا تكون المشكلة في امتصاص فيتامين د، ولا في تمثيله الغذائي، بل قد يتناول المرء الكميات المناسبة من فيتامين د بانتظام، ومع ذلك يُعانِي نقص مستوياته.
هذا عائدٌ إلى ما يُسمَّى بمقاومة العضو الانتهائي "End organ resistance"؛ إذ تفشل خلايا الجسم بالارتباط بفيتامين د، ما يجعله عديم التأثير، وهذا مُشاهَد في الرخد "الكساح" المُقاوِم لفيتامين د لدى الأطفال.
7- السمنة
تتراجع مستويات فيتامين د في الجسم مع زيادة مؤشر كتلة الجسم، فإنَّ الكميات المتراكمة من الدهون أسفل الجلد تعزل فيتامين د عن باقي الجسم، وتجعل مرضى السمنة بحاجةٍ إلى الحصول على المزيد من فيتامين د.
8- الأدوية
قد تُشجّع بعض الأدوية عمليات الأيض الهدمي من قبل الكبد، ما يُؤدِّي إلى تحلُّل فيتامين د، وانحدار مستوياته في الدم سريعًا، ومن أمثلة هذه الأدوية:
- فينوباربيتال "دواء للصرع".
- كاربامازيبين.
- ديكساميثازون.
- نيفيديبين.
- كلوتريمازول.
- سبيرونولاكتون.
- ريفامبين.
ما هي أهم أعراض نقص فيتامين د؟
عادةً لا تظهر أعراض نقص فيتامين د على أغلب الناس، لكن حتى لو كان النقص طفيفًا واستمرَّ فترة طويلة، فقد يُؤدِّي إلى هبوط مستويات الكالسيوم في الدم، ما يزيد فرص الإصابة بـ:
- هشاشة العظام.
- كسر العظام عند السقوط أو تعرُّضها لصدمةٍ ما، خاصةً لدى كبار السن.
وتُعدّ الأعراض الآتية هي الأكثر شيوعًا لنقص فيتامين د:
- الاكتئاب: يحتاج الجسم إلى فيتامين د لإنتاج السيروتونين؛ هرمون السعادة، ومِنْ ثَمَّ فقد يُعانِي بعض الناس اكتئابًا، أو مزاجًا سيئًا إثر تدنِّي مستويات فيتامين د في الدم.
- ضعف العضلات: يرتبط نقص فيتامين د بضعف العضلات، خاصةً مع التقدُّم في العمر؛ إذ قد تشعر بثقل حركة الرِّجل، وصعوبة الانتصاب قائمًا، أو صعود الدرج.
- كثرة الإصابة بعدوى أو مرض: وهذا طبيعي؛ لأنَّ فيتامين د ضروري لنشاط المناعة، ومِنْ ثَمَّ عند نقصه تضطرب مناعة الجسم، وتتكرَّر الإصابة بنزلات البرد، أو غيرها من العدوى.
- التعب والإرهاق: الشعور بالتعب معظم الوقت من أبرز أعراض نقص فيتامين د، خاصةً لدى كبار السن، ويزول التعب وتتحسَّن الأعراض كثيرًا مع حصول المرضى على فيتامين د.
- آلام العظام والمفاصل: ربَّما كانت العظام هي المُتضرِّر رقم 1 من نقص فيتامين د، الذي يمدّها بالكالسيوم، وقد يُعانِي بعض الناس آلام العظام، خاصةً في الركبة والظهر مع انخفاض مستويات فيتامين د لديهم.
- زيادة الوزن: إذا زادت شهيتك، أو اكتسبت وزنًا زائدًا مؤخرًا، فرُبَّما يكون نقص فيتامين د هو السبب؛ إذ ربطت الأبحاث بين تدنِّي مستويات الفيتامين والإصابة بالسمنة.
ما هي مصادر فيتامين د؟
سبق الإشارة إلى أنَّ فيتامين د يُمكِن تحصيله عند تعرُّض الجلد لأشعة الشمس، كما أنَّ للفيتامين مصادر غذائية، مثل السمك، اللبن، زيت كبد الحوت، والبيض.
- السلمون المرقط: يُوفِّر 60% من احتياج الجسم اليومي من فيتامين د وهو ما يُعادِل 12.06 ميكروغرام لكل 85 غم من السلمون المرقط.
- السلمون: يحتوي على 48% من احتياج الجسم اليومي من فيتامين د، وهو ما يُعادِل 383 وحدة دولية لكل 85 غم من السلمون.
- السردين: يُوفِّر 22% من احتياج الجسم اليومي من الفيتامين، وهو ما يُساوِي 178 وحدة دولية لكل 106 غم من السردين.
- التونة: أقل من السابقين؛ إذ توفِّر 5% فقط من الاحتياج اليومي، وهو ما يُساوي 40 وحدة دولية لكل 85 غم من التونة.
- عيش الغراب "الفطر": يُوفِّر الكوب الواحد من فطر الشيتاكي 5% من احتياج الجسم اليومي من فيتامين د، كما أنَّه غنيٌ بالسيلنيوم والنحاس.
- اللبن: يحتوي كوب اللبن كامل الدسم على 15.5% من احتياج الجسم اليومي من فيتامين د أو ما يُعادِل 124 وحدة دولية.
- حليب الصويا: يُوفِّر 15% من القيمة اليومية لفيتامين د، أو ما يساوي 120 وحدة دولية.
- حليب اللوز: يحتوي 226 غم من هذا الحليب على 24.9% من احتياج الجسم اليومي من فيتامين د، أو ما يُعادِل 199 وحدة دولية.
- زيت كبد الحوت: تُوفِّر الملعقة الكبيرة من زيت كبد الحوت 170% من احتياج الجسم اليومي من فيتامين د، أو 1360 وحدة دولية، ويُعدّ هو الأغنى بالفيتامين في هذه القائمة.
- البيض: يمد الجسم بـ 5.4% من احتياج الجسم اليومي من فيتامين د، أو ما يُعادِل 43.5 وحدة دولية.
قد لا تكفي بعض أنواع الطعام لإمداد الجسم باحتياج اليومي من فيتامين د، ومِنْ ثَمَّ قد يحتاج بعض الناس إلى الحصول على مكملات فيتامين د، وهي المصدر الثالث له بعد أشعة الشمس، والطعام.
ما هي مخاطر نقص فيتامين د؟
ارتبط جمٌ غفير من الأمراض بنقص فيتامين د من الجسم، وبعض هذه الأمراض تُهدِّد حياة الإنسان:
1- أمراض الجهاز التنفسي
فحصت دراسةٌ منشورة في فبراير 2017 في المجلة الطبية البريطانية "BMJ" بيانات 25 تجربة سريرية، تضمَّنت دراسة تأثير فيتامين د على عدوى الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي، التهاب الشعب الهوائية، والتهاب الجيوب الأنفية.
وتبيَّن أنَّ الحاصلين على مكملات فيتامين د أقل عُرضةً لأمراض الجهاز النفسي بنسبة 12% مقارنةً بغيرهم، لكن الدراسات التي تناولت هذا الأمر ما زالت محدودة بعض الشيء، وإن كان ثابتًا زيادة فرص الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي مع تراجُع مستويات فيتامين د في الجسم.
2- هشاشة العظام
يُؤدِّي نقص فيتامين د في الجسم إلى تدنِّي مستويات الكالسيوم في العظام، ما يجعلها هشَّة وسهلة الكسر.
يُساعد فيتامين د في امتصاص الكالسيوم، وتوفيره للعظام كي تُصبِح في خير حالٍ، لكن مع نقص فيتامين د من الجسم، فإنَّ العظام تضعف ولا يتوفَّر لها كفايتها من الكالسيوم.
3- الاكتئاب
نُشِرت دراسةٌ في إبريل عام 2017 في مجلة أبحاث مرض السكري، مُبينة تحسُّن المزاج وزوال الاكتئاب لدى سيدات حصلن على جرعات عالية من فيتامين د "50,000 وحدة دولية أسبوعيًا" على مدار 6 أشهر.
كذلك نُشِر التحليل التلوي في أبريل 2014 في مجلة العناصر الغذائية "Nutrients"، مقترحًا أنَّ فيتامين د قد يحمل نفس فاعلية مضادات الاكتئاب، وإن كان ذلك بحاجةٍ إلى تأكيد.
وتتابعت الدراسات مُؤيِّدة دور فيتامين د في تخفيف الاكتئاب، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ نقص هذا الفيتامين من الجسم يُؤثِّر في الصحة النفسية سلبًا، وقد يجعل المرء يُعانِي ويلات الاكتئاب.
4- مرض السكري
مستويات فيتامين د منخفضة لدى مرضى السكري، بل حتى لدى من على أعتاب الإصابة بمرض السكري، بينما يكون فيتامين د في مستوياته الطبيعية مع انتظام مستويات السكر في الدم.
نُشِرت مراجعة عام 2017 في مجلة الكيمياء الحيوية، مُبرِزةً أنَّه عندما ينقص فيتامين د في الجسم، تبدأ عمليات خلوية في التفكّك والانحلال، ما يجعل الإنسان مُهيًّئًا للإصابة بأمراض مثل مرض السكري.
لكن للدقة، فليس واضحًا بعدُ إن كان الحصول على مكملات فيتامين د تحمي الإنسان من مرض السكري أم لا، لكنَّها مفيدة بكل تأكيد على أصعدة صحية أخرى.
5- أمراض القلب
أمراض القلب ونقص فيتامين د قرينان لا ينفكَّان عادةً، فقد بيَّنت دراسةٌ عام 2022 في المجلة الأوروبية للقلب أنَّ نقص فيتامين د يزيد فرص الإصابة بارتفاع ضغط الدم، الذي يُعرِّض الإنسان لاحقًا لأمراض القلب.
لكن يجدر التنويه إلى أنَّ الحصول على مكملات فيتامين د لا يخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، أو على الأقل لم يثبت ذلك بعد.
6- السمنة
السمان، سواء كانوا رجالاً، نساءً، أو أطفالاً أكثر عُرضةً لنقص فيتامين د بنسبة 35% مقارنةً مع غير السمان.
وفي مراجعة عام 2019 في قاعدة بيانات كوكرين للمراجعات المنهجية، أُثبِت أنَّ تراكم فيتامين د في الأنسجة الدهنية قد يُفسِّر سر نقص مستوياته في الدم؛ إذ يحتفظ النسيج الدهني بالفيتامين ولا يُطلِق سراحه؛ كي يُؤدِّي وظائفه، بل إنَّ السمنة بهذا المعنى قد تُؤدِّي إلى مزيدٍ من النقص في مستويات فيتامين د.
7- الثعلبة وتساقط الشعر
أشارت دراسةٌ في فسيولوجيا الجلد وأدويته إلى أنَّ فيتامين د ضروري لدورة نمو الشعر، ويساعد على نقل الشعر إلى مرحلة النمو، ومِنْ ثَمَّ فقد يُؤدِّي نقص فيتامين د إلى تساقط الشعر.
كما وجد باحثون أتراك أنَّ المُصابين بالثعلبة - داء مناعي ذاتي يجتاح بصيلات الشعر، ما يجعل الشعر يتساقط في أنحاء الجسم - لديهم مستويات متدنّية من فيتامين د في أجسامهم.
ووفقًا لدراسةٍ عام 2014 في المجلة البريطانية للأمراض الجلدية، فإنَّه كُلَّما انحدرت مستويات فيتامين د، زادت شِدّة المرض.
8- الإكزيما
يُنظِّم فيتامين د نشاط المناعة، ووظيفة حاجز الجلد الذي يحميه من الضرر، وكلا الأمرين ضروري في منع حدوث الإكزيما.
حسب دراسةٍ في مجلة الطب السريري، فإنَّ نقص مستويات فيتامين د في الجسم، صاحبه تزايد في ظهور أعراض الإكزيما.
وكشفت دراسةٌ أخرى في مجلة الحساسية والمناعة السريرية عن أنَّ تناول مكملات فيتامين د يُخفِّف أعراض الإكزيما المُرتبطة بفصل الشتاء.
9- مرض ألزهايمر والخرف
تقريبًا لم يترك فيتامين د جزءًا من الجسم إلَّا وكان له أثرٌ فيه، وللأسف فقد نُشرت دراسة في المجلة الطبية البريطانية لعلم الأعصاب، مُزيحة الستار عن العلاقة بين نقص فيتامين د وتسارع التدهور المعرفي، خاصةً لدى كبار السن.
وفي مراجعةٍ أخرى عام 2021، تبيَّن أنَّ فيتامين د من الفيتامينات المهمة في النشاط الدماغي الطبيعي، ومِنْ ثَمَّ فنقص مستوياته يصحبه الخرف عادةً.
ومع الأسف لم تُشِر الدراسات إلى إمكانية تعزيز القدرة المعرفية والتغلب على الخرف أو مرض ألزهايمر من خلال مكملات فيتامين د.
10- داء الفصام
روجعت 19 دراسة عام 2014 منشورة في مجلة الغدد الصماء السريرية والتمثيل الغذائي، فوجد الباحثون أنَّ 65% من مرضى داء الفصام أو انفصام الشخصية، لديهم مستويات مُتدنّية من فيتامين د.
كما أنَّ المُصابِين ابتداءً بنقص فيتامين د، كانوا أكثر عُرضةً للإصابة بداء الفصام مرتين، مقارنةً بغيرهم، لكن ذلك لا يدل على أنَّ نقص فيتامين د يعني حتمية الإصابة بداء الفِصام، وإنَّما تزايد فرص ذلك في بعض الأحيان.
11- سرطان القولون والمستقيم
أحد أكثر السرطانات شيوعًا عند الرجال، لكن لم تكن الدراسات حاسمة بدرجةٍ كبيرةٍ بشأن ارتباط نقص فيتامين د بسرطان القولون والمستقيم.
لكن ثبت أنَّ زيادة مستويات فيتامين د في الدم، صاحبه تراجُع في خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، حسب دراسة عام 2018 في مجلة المعهد الوطني للسرطان.
12- سرطان البروستاتا
بيَّنت دراسةٌ في أبحاث السرطان السريرية أنَّه مع تناقص مستويات فيتامين د، يتوحَّش سرطان البروستاتا، ويصير أشدّ توغلًا وعدوانية، بحسب العينات التي أُجريت عليها الدراسة.
وتحديدًا لدى الرجال الأمريكيين من أصل أفريقي، ارتبط نقص فيتامين د بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
هذا ليس كل شيء؛ إذ رُوجعت 22 دراسة في أبحاث الهرمونات والتمثيل الغذائي؛ لرصد العلاقة بين المُستضد البروستاتي النوعي "PSA" وفيتامين د، عند تناول مكملات فيتامين د.
المستضد البروستاتي النوعي هو بروتين تُنتِجه البروستاتا في حال إصابتها باضطرابٍ ما ومن ذلك سرطان البروستاتا.
انخفضت مستويات المستضد البروستاتي النوعي بنسبة 50% لدى المشاركين في نهاية العلاج بتلقِّي مكملات فيتامين د.
لكن لم يُلاحَظ أي فرقٍ في النتائج النهائية من ناحية الوفاة أو نمو سرطان البروستاتا، وخلص الباحثون إلى أنَّه على الرغم من التناسب العكسي بين فيتامين د والمستضد البروستاتي النوعي، فإنَّ مكملات فيتامين د لا يُوصَى بها في علاج سرطان البروستاتا.
13- الكساح
الكساح داء يُصِيب الأطفال إثر نقص فيتامين د لديهم، وحسب الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، فإنَّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 - 36 شهرًا هم الأكثر عُرضةً للكساح؛ لنمو عظامهم السريع.
وعند تشخيص الكساح بواسطة الطبيب، فإنَّه يُوصِي بتناول مكملات فيتامين د والكالسيوم؛ إذ يُصحِّح الخلل الطارئ على نمو العظام في غضون أشهر.
وأوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة حصول كل الرضع، الأطفال، والمراهقين على 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا كحدٍ أدنى.
14- داء الأمعاء الالتهابي
يرتبط نقص المعادن والفيتامينات، خاصةً فيتامين د، مع المعاناة من اضطرابات الجهاز الهضمي، وبالأخص الأمراض التي تُؤثِّر في امتصاص العناصر الغذائية.
مرضى التهاب القولون التقرُّحي النشط، خاصةً من يتناولون أدوية الكورتيكوستيرويد، لديهم نقصٌ في مستويات فيتامين د.
وأشار بعض الباحثين إلى أنَّ نقص فيتامين د ذو تأثيرٍ في زيادة خطر الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، وكذلك في شِدَّة أعراض المرض حال الإصابة به.
كيف تقي نفسك من نقص فيتامين د؟
إنَّ أفضل طريقة للوقاية من نقص فيتامين د هو الحصول عليه عبر مصادره الغذائية، أو من خلال التعرُّض لأشعة الشمس، لكن ينبغي الحذر من التعرُّض للشمس فترة طويلة؛ لأنَّ ذلك يزيد فرص الإصابة بسرطان الجلد.
كما يمكن الحصول على مكملات فيتامين د للوقاية من نقصه، وفيما يلي قائمة بالحد الأقصى من احتياج الجسم لفيتامين د يوميًا: