هل يحميك فيتامين سي من نزلات البرد حقًّا؟
يُعزِّز فيتامين سي المناعة كما هو معلومٌ؛ إذ هو مضاد للأكسدة، مُدافع عن الخلايا المناعية تجاه الجذور الحرة المُتلِفة للخلايا، وقد ساهم فيتامين سي في تخفيف أعراض نزلات البرد، وتقليل زمن استمرار بعض الأعراض، مثل الحمى، وعجز عن تخفيف أعراضٍ أخرى كاحتقان الأنف، فما مدى فعَّالية هذا الفيتامين في علاج نزلات البرد والوقاية منها؟
هل يقي فيتامين سي من نزلات البرد؟
لا يحمي فيتامين سي من نزلات البرد، فقد بيَّنت الدراسات حسب موقع "goodrx"، أنَّ تناول فيتامين سي لا يُفِيد في الوقاية من نزلات البرد عند أغلب الناس.
وفي تحليل ل29 دراسةً تضمَّنت 11,306 مشاركًا، حصلوا يوميًّا على 200 مغم من فيتامين سي، فلم تتراجع فرص الإصابة بنزلات البرد لديهم، لكن قد يكون للحصول على فيتامين سي فوائد أخرى بالنسبة إلى نزلات البرد، مثل:
- تخفيف أعراض نزلات البرد.
- تقليل فترة الإصابة بنزلات البرد؛ إذ تُسهِم مكملات فيتامين سي في تقليل وقت التعافي بنسبة 8% لدى البالغين، وبنسبة 14% لدى الأطفال.
هل يعالج فيتامين سي نزلات البرد بعد الإصابة بها؟
قد يُساعِد فيتامين سي في علاج نزلات البرد، لكن لا يُلاحِظ معظم المُصابين بنزلات البرد فرقًا كبيرًا بعد تناول فيتامين سي.
أظهر بحثٌ أنَّ تناول 1,000 - 2,000 مغم من فيتامين سي يوميًا، قلَّل الوقت الذي استمرت خلاله أعراض نزلات البرد، وكذلك خفَّفت الأعراض، لكن بنسبة لا تتجاوز 10%، ومِنْ ثَمَّ لم يُلاحظ المُصابون بنزلات البرد فرقًا كبيرًا.
كذلك لم يُؤدِّ تناول جرعات عالية من فيتامين سي بعد الإصابة بنزلة برد إلى تقليل شدّة الأعراض، أو فترة ظهورها، أمَّا أولئك الذين اعتادوا تناول فيتامين سي بانتظام قبل نزلة البرد، وزوَّدوا الجرعة المُتناوَلة منه عقب الإصابة بنزلة البرد، فقلَّ زمن استمرار البرد نصف يومٍ تقريبًا.
كما بيَّن موقع "goodrx"، أنَّ الجرعات الزائدة من فيتامين سي بعد الشعور بالمرض، ساهمت في تخفيف بعض الأعراض، مثل: ارتفاع درجة الحرارة، والقشعريرة، وألم الصدر، لكن لم يكن له تأثير في إزالة أعراض أخرى، مثل: احتقان الأنف، وسيلان الأنف، واحتقان الحلق.
كيف يُخفِّف فيتامين سي أعراض البرد؟
فيتامين سي أحد مضادات الأكسدة القوية، كما أنَّه يُحفِّز إنتاج الكولاجين في الجسم؛ إذ الكولاجين من أكثر أنواع البروتين انتشارًا في الجسم، وهو ما يُحافِظ على تماسك البشرة وغيرها من أنسجة الجسم مع الإبقاء على شيءٍ من مرونتها.
لكن ما لم يخطر على البال هو أنَّ فيتامين سي مُركَّز بكمية كبيرة في الخلايا المناعية، وسرعان ما نفد من هذه الخلايا خلال الإصابة بالعدوى، حسب ما ذكره موقع "healthline".
لذا فإنَّ نقص فيتامين سي من أسباب ضعف المناعة وزيادة فرص الإصابة بالعدوى، ومِنْ ثَمَّ يُنصَح بتناوله عند الإصابة بالعدوى، ومنها نزلات البرد بالطبع.
اقرأ أيضًا: فوائد فيتامين سي للرجال وأعراض نقصه أو الإفراط فيه
متى يحمي فيتامين سي من نزلات البرد؟
تدل بعض الشواهد على حماية فيتامين سي للجسم تجاه نزلات البرد، وذلك للأشخاص الذين يتعرَّضون لإجهادٍ جسدي جم، مثل عدَّائي الماراثون؛ إذ قلَّت عدد مرات إصابتهم بنزلات البرد مع تناول مكملات فيتامين سي.
كذلك، يُساعِد فيتامين سي الرياضيين في التغلُّب على السعال واحتقان الحلق عقب النشاط البدني، وليس واضحًا ما إذا كانت هذه الأعراض ناجمة عن عدوى أم لا.
لكن المُؤكَّد أنَّ تناول 500 - 2000 مغم من مكملات فيتامين سي يوميًا، أدَّى إلى تراجع عدد مرات الإصابة بنزلات البرد، وكذلك فترة استمرار الأعراض، لدى الرياضيين، خاصةً بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.
كيف يساعد فيتامين سي المناعة؟
مع أنَّ فيتامين سي لا يحمي جميع الناس من نزلات البرد، لكنَّ ذلك لا يلغي فائدته لمناعة الجسم؛ إذ هو مضاد للأكسدة؛ مُقوٍ لدفاعات الجسم الطبيعية.
يساعد فيتامين سي؛ كونه مضادًا للأكسدة، في حماية خلايا الجسم من الجذور الحرة المُتلِفة للخلايا، وقد بيَّنت الدراسات، حسب موقع "healthline"، أنَّ فيتامين سي يزيد مستويات مضادات الأكسدة في الدم بنسبة 30%، ما يُعزِّز دفاعات الجسم تجاه الالتهابات، ويُقلِّل فرص الإصابة بأمراضٍ مزمنة.
أيضًا، يُعزِّز فيتامين سي إنتاج خلايا الدم المناعية، والتي تُجابِه العدوى حال دخولها إلى الجسم، كما يحميها من الجذور الحرة عبر نشاطه مضادًا للأكسدة.
فوائد أخرى لفيتامين سي
من فوائد فيتامين سي، سوى تعزيز المناعة، ما يلي:
- تحفيز إنتاج الكولاجين في الجسم.
- المساعدة في امتصاص الحديد.
- تحسين التئام الجروح.
من الأكثر احتياجًا إلى فيتامين سي؟
يحتاج جلّ الناس إلى فيتامين سي بقدرٍ ما يسهل الحصول عليه عبر الطعام، لكن بعض الأشخاص مُعرَّضون لنقص فيتامين سي، وهم:
- المُدخِّنون.
- عدم تنويع الطعام المُتناوَل.
- المُصابون بأمراض مزمنة.
- الذين لديهم صعوبة في امتصاص بعض العناصر الغذائية.
الجرعة المناسبة من فيتامين سي في أثناء نزلات البرد
تتراوح الجرعة المناسبة من فيتامين سي في أثناء نزلات البرد بين 1,000 - 2,000 مغم، وهذه الجرعة مبنية على الدراسات التي بحثت فعَّالية وأمان استعمال فيتامين سي لنزلات البرد؛ إذ هذه الجرعات تتخطَّى القدر المُوصى به يوميًا من فيتامين سي في الظروف العادية.
القدر المُوصَى به يوميًّا من فيتامين سي
ينبغي للرجال الحصول على 90 مغم من فيتامين سي يوميًا في الظروف الطبيعية، وقد يحتاج المُدخِّنون إلى 35 مغم إضافية، كما يسهل الحصول على حاجة الجسم اليومية من الفيتامين عبر تناول الفواكه والخضراوات.
فمثلًا تحتوي البرتقالة متوسطة الحجم على ما يقرب من 70 مغم من فيتامين سي، وهو ما يتجاوز ثلثي القدر المُوصى به يوميًا من الفيتامين.
اقرأ أيضًا: فيتامين ج.. فوائده ومصادره وجرعته اليومية الموصى بها
أضرار الإفراط في فيتامين سي
لا بُدّ من استشارة الطبيب قبل تناول جرعاتٍ كبيرة من فيتامين سي؛ فمع أنَّه آمن لكثيرٍ من الناس، إلَّا أنَّ تناول أكثر من 2,000 مغم يوميًا من فيتامين سي، قد يُسبِّب الأعراض الآتية:
- الإسهال.
- الغثيان.
- تقلصات المعدة.
أيضًا فإنَّ تناول مكملات فيتامين سي ليس مناسبًا لجميع الناس، فقد يُفاقِم بعض الأمراض، مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (يُخزِّن الجسم قدرًا زائدًا من الحديد)، وقد يُسبِّب الإفراط في تناوله حصى الكلى، خاصةً لمن يُعانُون منها ابتداءً.
كذلك، قد يتفاعل فيتامين سي مع غيره من الأدوية والمكملات، ما يستدعي استشارة الطبيب قبل الإقدام على تناول فيتامين سي كل يوم، خاصةً حال الإصابة بمرضٍ مزمن.
بدائل فيتامين سي لنزلات البرد
تُوفِّر مكملات أخرى وقاية من نزلات البرد كالزنك؛ إذ بيَّنت الدراسات أنَّه يُقلِّل وقت المرض عند تناوله في غضون 24 ساعة من الإصابة بنزلة البرد.
وقد أظهر بحثٌ أيضًا، وفقًا لموقع "goodrx"، أنَّ العسل يُخفِّف السعال والاحتقان المُصاحِبَيْن لنزلات البرد، وإِنْ كان ذلك أفيد للأطفال من البالغين، باستثناء الأطفال الرضع الأقل من عام، فقد يكون خطرًا عليهم.
كذلك من العناصر الغذائية والأطعمة المساعدة في مجابهة نزلات البرد:
- الفلافونويدات: ما هي إلَّا مضادات أكسدة موجودة في الفواكه والخضراوات؛ وتُخفض مُكمِّلات الفلافونويدات نسبة الإصابة بعدوى الرئة، الحلق، أو الأنف بنسبة 33% في المتوسط.
- الثوم: يتميَّز الثوم بنشاطٍ مضادٍ للميكروبات، ومِنْ ثَمَّ فقد يُسهِم في مجابة العدوى التي تُصِيب الجهاز التنفسي.