ماذا يحدث عند النوم بالعدسات اللاصقة؟
النوم والبصر لا غنى لإنسانٍ عنهما، والحفاظ عليهما مُرتبط بصحة الرجل عمومًا، وإذ يرتدي البعض عدسات لاصقة؛ للتغلُّب على مشكلات الرؤية، فإنَّها قد تضرُّ البصر من ناحيةٍ أخرى.
تمنع العدسات اللاصقة وصول الأكسجين إلى القرنية بالدرجة الكافية لها، بالإضافة إلى صعوبة ترطيب العين بالدموع في وجود العدسات اللاصقة لأوقات طويلة بالعين، ويترتَّب على ذلك ضعف دفاعات القرنية تجاه العدوى، وهي نتيجة شبه حتمية لارتداء العدسات اللاصقة أثناء النوم.
ذكرت بعض الأبحاث كذلك أنَّ خطر الإصابة بعدوى القرنية يزداد بشكلٍ مضاعفٍ عند ارتداء العدسات اللاصقة وقتًا طويلًا كما هو الحاصل في أثناء النوم، فكيف تستفيد من العدسات اللاصقة بما لا يُخلِّ بنومك، ولا يضر عينيك؟
النوم مع العدسات اللاصقة
ليس آمنًا أن ينام الرجل مع وجود عدسات لاصقة على عينه، إذ أشار خبراء وفق موقع "sleepfoundation" أنَّها تزيد فرص الإصابة بعدوى القرنية، وهي الطبقة الشفافة التي تحمي القزحية (الجزء الُملوَّن من العين).
تتضاعف مخاطر الإصابة بعدوى القرنية 5 مراتٍ عند ارتداء العدسات اللاصقة طوال الليل، وذلك بغض النظر عن نوع العدسة المُستخدَمة، ومِنْ ثَمَّ لم يُوصِ الباحثون بارتداء العدسات اللاصقة لأوقاتٍ طويلةٍ، أو طيلة الليل في أثناء النوم.
ماذا يحدث عند النوم مع العدسات اللاصقة؟
لنُلقِي نظرة عن قرب حول ما يحدث للعين عند النوم مع العدسات اللاصقة، فنحن أمام الاحتمالات الآتية:
1- التهاب القرنية البكتيري
التهاب القرنية البكتيري إحدى المشكلات المُحتمَلة، والناجمة عن ارتداء العدسات اللاصقة لفتراتٍ مُمتدَّة، وربَّما يتسبَّب هذا الالتهاب في فقد البصر كُلِّيًا، أو جُزئيًّا ما لم يُعالَج الالتهاب بطريقةٍ صحيحة.
من أين أتت البكتيريا يا تُرى؟ عندما يهمُّ الرجل بارتداء، أو إزالة العدسات اللاصقة بأصابعه، فقد تنتقل البكتيريا إلى العدسات اللاصقة نفسها، وهذه طريقة مُمكِنة لوصول البكتيريا.
الطريقة الثانية هي انتقال البكتيريا من عبوة التخزين الموضوع بها العدسات اللاصقة، خاصةً إذا لم تُنظَّف العدسات، أو تُعقَّم.
لم تنتهِ الطرق بعد، إذ غسل العدسات بالمياه بدلًا من المحلول المُخصَّص لها أيضًا يزيد خطر الإصابة بعدوى بكتيرية، وقد تكون هذه العدوى منشؤها عِدَّة أنواعٍ من البكتيريا لا واحدة فحسب.
2- التهاب القرنية الشوكميبي
ربَّما لا تتمكَّن البكتيريا من التسلل إلى عدساتك اللاصقة، لكن يُوجَد غيرها من الميكروبات، مثل: الأميبا.
تُسبِّب الأميبا التهاب القرنية أيضًا، وتزداد فرص عدوى القرنية بها للرجال الذين يرتدون عدساتٍ لاصقة، إذ ظهر التهاب القرنية الشوكميبي لدى 85% من مُرتدِي العدسات اللاصقة، بينما ال15% المُتبقَّون لم يكونوا يرتدون عدسات لاصقة.
كذلك من العوامل المُساهِمة في الإصابة بهذه العدوى:
- عدم الاهتمام بنظافة العدسات اللاصقة بالطريقة الصحيحة، مثل: الاستحمام، أو نزول حوض السباحة في وجودها.
- خدش سطح العين إمَّا بسبب إصابة، أو نتيجة للاستعمال المُنتظِم للعدسات اللاصقة.
- يُؤدِّي النوم مع وجود العدسات اللاصقة إلى رفع فرص الإصابة بالتهاب الأميبا الشوكميبي، إذ تقلُّ كمية الأكسجين التي تصل إلى القرنية، ما يعيق قُدرتها على التعامل مع الميكروبات الضارة.
3- التهاب القرنية الفطري
ربَّما يتسبَّب التهاب القرنية الفطري أيضًا في ضعف البصر، وهو أحد أنواع العدوى المُحتمَل الإصابة بها عند النوم مع العدسات اللاصقة، كما يسهل علاجه بالأدوية المُضادة للفطريات، لكن في حالات قليلة شديدة، قد تكون هناك حاجة إلى زراعة القرنية.
اقرأ أيضًا: العدسات الطبية بدل النظارات.. أيهما أفضل؟
كيف تحمي العين نفسها من العدوى؟
يتضح مِمَّا سبق وجود ارتباطٍ وثيقٍ بين طول فترة ارتداء العدسات اللاصقة، وخطر الإصابة بالعدوى، لكن للعين بطبيعتها كما خلقها الله قُدرة على مواجهة كل أنواع الميكروبات المُهاجِمة لها يوميًّا، ولعلَّ الدموع المُفرَزة من العين أحد أسباب وقايتها من العدوى.
أيضًا عندما ترمش بعينيك، فإنَّ دموعًا جديدة تُضخُّ باستمرار إلى العين، وكذلك الأكسجين، ما يُوفِّر حمايةً للقرنية.
لماذا العدوى مع العدسات اللاصقة تحديدًا؟
غالبًا ما تكون العدسات اللاصقة المُستخدَمة مناسبة بشكلٍ مُحكمٍ للقرنية، ما يُؤدِّي إلى منع تيَّار الدموع الحامي للعين، ومِنْ ثَمَّ تصعب مهمة القرنية في الدفاع عن نفسها ضد البكتيريا، أو حتى إزالة الميكروبات الموجودة أسفل العدسة اللاصقة في مواجهة القرنية مباشرةً.
في أثناء النوم لا يرمش أحدٌ بعينيه، ومِنْ ثَمَّ لا تتجدَّد دموع العين، فتضعُف دفاعات القرنية أكثر فأكثر، ويكون الضعف أعظم في أثناء النوم؛ لأنَّ العيون مُغلقة، كما لا تتمكَّن الدموع في هذا الوضع من الوصول إلى أسفل العدسات اللاصقة؛ لحماية القرنية.
يُؤدِّي ارتداء العدسات اللاصقة لأوقاتٍ طويلةٍ خاصةً خلال الليل إلى تقليل قدر الأكسجين المُنعِش للقرنية، وذلك مُدمِّر لسطح القرنية، إذ تفقد قدرتها على تجديد الخلايا، ومِنْ ثَمَّ تتضاعف فرص الإصابة بالعدوى.
على الرغم من أنَّ أغلب الناس يستخدمون العدسات اللاصقة اللينة، التي تسمح بوصول الأكسجين إلى القرنية بقدرٍ ما، لكن ذلك غيرُ كافٍ أيضًا لمنع إصابة القرنية بالعدوى.
ماذا لو نمت مرة في وجود العدسات اللاصقة عن طريق الخطأ؟
قد لا يرغب البعض في النوم مع بقاء العدسات اللاصقة في العين بكل تأكيد، لكن النسيان يجتاحنا من وقتٍ إلى آخر، ومِنْ ثَمَّ فنسيان إزالتها أمرٌ مُمكِن؛ لذا من المُهم اتِّباع النصائح الآتية عند النوم مُرتديًا عدساتك اللاصقة:
- إزالتها في أقرب وقتٍ مُمكنٍ بعد الاستيقاظ.
- التأكُّد من سهولة إزالتها، فإن وجدتها عالقة، لا تسحبها فجأة، ولكن يُنصَح باستخدام نقط العين، والرمش؛ ليسهل إزالتها.
- تجنَّب ارتداء العدسات اللاصقة يومًا على الأقل.
- تنبَّه إلى ما تشعر به في عينك خلال هذا الوقت، وإِنْ لاحظت أي علامةٍ للعدوى، فلا بُدَّ من التوقُّف عن ارتداء العدسات اللاصقة، واستشارة الطبيب على الفور.
علامات إصابة العين بعدوى
ما دُمت ترتدي عدساتٍ لاصقة، فبالتأكيد يهمُّك أن تعلم علامات إصابة العين بالعدوى، وذلك للتعامل معها مُبكرًا، فمن هذه العلامات:
- تغيُّم الرؤية.
- نزول إفرازات من العين.
- احمرار العين.
- ألم العين.
- تدميع العين.
- الحساسية تجاه الضوء.
- حكَّة، أو حرقة العينين.
اقرأ أيضًا: الليزك أم العدسات أم النظارة.. كيف تختار الأفضل لحالتك؟
الطرق الآمنة لارتداء العدسات اللاصقة
بجانب عدم النوم في وجود عدسات لاصقة على العين، فإنَّ العناية بهذه العدسات من الأهمية بمكانٍ؛ لحماية العين، والحفاظ على حاسة البصر.
يُنصَح باتِّباع التعليمات الآتية في حال ارتداء العدسات اللاصقة:
- تنظيف، وتعقيم العدسات اللاصقة حسب التعليمات المُرفقة معها.
- غسل اليدين بالماء والصابون قبل الإمساك بالعدسات.
- التخلُّص من محلول العدسات اللاصقة المُتبقِّي بعد استخدامه.
- عدم تعريض العدسات للماء بأيِّ وسيلةٍ، ولا للُّعاب كذلك.
- استبدال عبوة العدسات اللاصقة كل 3 أشهر، أو حسب توجيهات الطبيب.