مرض كرون.. أنواعه وأعراضه والفرق بينه وبين القولون العصبي
يُعانِي ما يقرب من 7 مليون إنسان حول العالم أمراض الأمعاء الالتهابية، التي من بينها مرض كرون، وقد زادت مُعدّلات الإصابة بتلك الأمراض في العشرين عامًا الأخيرة، وهذا المرض غير معروف السبب بعد، لكن يظنّ الباحثون أنّ خللًا مناعيًا قد يكون السبب وراءه؛ إذ يلتهب القولون أو الأمعاء، بما يُؤدِّي إلى الإسهال وألم البطن، كما قد يُسبِّب أعراضًا خارج الجهاز الهضمي، مثل ألم العين أو التهاب المفاصل، فكيف يمكن تشخيص ذلك الداء؟ وما سبل علاجه؟
ما هو مرض كرون؟
أحد أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية التي تتسبَّب في تهيّج وتورّم الجهاز الهضمي، بما قد يُؤدِّي إلى بعض الأعراض، مثل الإسهال ونزول دم مع البراز.
أنواع مرض كرون
قد يُصِيب مرض كرون أي جزءٍ من جهازك الهضمي؛ بدءًا من الفم وصولًا إلى فتحة الشرج، وغالبًا ما يُحدِث التهابات في الأمعاء الدقيقة أو القولون أو كلاهما معًا، وتشمل أبرز أنواعه تبعًا لذلك:
1. التهاب اللفائفي والقولون
أكثر أنواع مرض كرون شيوعًا، وهو التهاب يُصِيب الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة أو الجزء الأخير منها مع جزءٍ من القولون، وتشمل أعراضه:
- ألم في الجانب السُفلي الأيمن من البطن، خاصةً بعد الأكل.
- الإسهال، دون وجود دم مع البراز عادةً.
- فقدان الوزن.
- فقر الدم.
2. التهاب اللفائفي أو الصائم
تورّم والتهاب الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة قبل اتصالها بالأمعاء الغليظة أو التهاب الصائم وهو التهاب يُصِيب النصف العلوي من الأمعاء الدقيقة في صورة مناطق غير مكتملة من الالتهاب.
وتشمل أعراض التهاب اللفائفي أو الصائم أو كلاهما معًا:
- ألم البطن.
- نقص العناصر الغذائية (لأن الأمعاء الدقيقة موضع امتصاصها).
- الإسهال، غالبًا دون دم مع البراز.
- فقدان الوزن.
- فقر الدم.
اقرأ أيضًا:هل المياه الغازية جيدة للقولون؟.. فوائدها المحدودة لا تمنع أضرارها الكثيرة
3. التهاب القولون
التهاب يُصِيب بطانة الأمعاء الغليظة، وتشمل أعراضه:
- الإسهال مع وجود دم ومخاط.
- كثرة الحاجة إلى التبرّز، خاصةً مع التهاب المستقيم.
- الرغبة المفاجئة في الذهاب إلى المرحاض.
- الإحساس المُلح بالرغبة في قضاء الحاجة حتى لو كان المُستقيم "الجزء قبل الأخير في نهاية القولون" فارغًا (الزحير).
4. التهاب معدي اثناعشري
التهاب وتهيّج يُصِيب المعدة وبداية الأمعاء الدقيقة "الاثنا عشر"، وقد يحدث إلى جانب أي نوعٍ آخر من أنواع مرض كرون، وتشمل أعراضه:
- ألم يُشبِه عسر الهضم.
- الغثيان والقيء.
- فقدان الشهية وخسارة الوزن.
- فقر الدم.
5. مرض مُحِيط بالشرج
يُعانِي جزء من الناس التهابًا حول فتحة الشرج، ما قد يُسبِّب ناسورًا أو خُرّاجًا، وقد يحدث التهاب داء كرون في تلك المنطقة تزامنًا مع التهاب أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي، وقد يُلاحِظ بعض المرضى أعراضًا حول فتحة الشرج قبل ظهور أعراض الجهاز الهضمي الأخرى، ومن أعراض داء كرون حول فتحة الشرج:
- الشق الشرجي: انشقاقات في بطانة القناة الشرجية، بما يُؤدِّي إلى الألم أو النزيف أثناء التغوط.
- الزوائد الجلدية: نموات صغيرة حول فتحة الشرج، قد تبدو مطبات صغيرة أو مناطق مرتفعة، كما قد تكون مُثِيرة للحكّة.
- الخُرّاج: مجموعات من القيح قد تكون منتفخة ومؤلمة، وغالبًا ما تُوجَد في المنطقة المحيطة بالشرج ويمك ن أن تُسبِّب الحمى أو تُؤدِّي إلى الناسور.
- الناسور الشرجي: نفق صغير ينشأ بين نهاية الأمعاء والجلد بالقرب من فتحة الشرج، ويخرج منه البراز، ويظهر الناسور في شكل فتحات صغيرة في الجلد يتسرّب منه القيح أو البراز، وهذا الناسور يتطلّب علاجًا دقيقًا إمّا بالأدوية أو الجراحة في بعض الأحيان.
6. الفم
قد يُعانِي بعض مرضى كرو قرحة الفم أثناء نوبات التهاب القولون، الذي يُعرَف بـ "الورم الحبيبي الفموي الوجهي"، ومن المُرجّح أن يُؤثِّر في الأطفال الأكثر، وقد يُسبِّب تورّم الشفاه والبقع الحمراء المتورّمة في زوايا الفم؛ موضع التقاء الشفتين.
اقرأ أيضًا:هل يمكن علاج التهاب القولون بالإبر الصينية؟
أعراض مرض كرون
حسب موقع "verywellheath"، فإنّ ما يقرب من 30% من المُصابِين بداء كرون، يُعانُون المرض في الأمعاء الدقيقة، لا سيما اللفائفي النهائي "موضع انتقال الطعام المهضوم جزئيًا من الأمعاء الدقيقة إلى الغليظة".
ونحو 20% يُعانُون داء كرون في القولون، بينما 45% يُعانُونه في القولون والأمعاء الدقيقة معًا، وتتسم أعراض داء كرون بما يلي:
1. ألم البطن
يُعدّ ألم البطن العلامة الأولى الدالّة على داء كرون، وغالبًا ما يكون الألم في الجانب السُفلي الأيمن من البطن، كما قد يكون مصحوبًا بتقلصات البطن أو الانتفاخ أو الغثيان.
2. الإسهال
كذلك الإسهال من الأعراض الشائعة لمرض كرون، لكنّه قد يختلف حسب موضع الالتهاب في الأمعاء، فعادةً ما يُؤدِّي التهاب اللفائفي إلى برازٍ مائي، بينما التهاب القولون يُؤدِّي إلى تكرّر نوبات الإسهال الذي قد يكون مصحوبًا بدمٍ ومخاط.
3. فقدان الوزن
قد يُؤدِّي ألم البطن والغثيان إلى ضعف انخفاض الشهية وخسارة الوزن، كما قد تُؤدِّي صعوبة امتصاص العناصر الغذائية إلى مزيدٍ من خسارة الوزن.
4 أعراض أخرى في الجهاز الهضمي
يُعدّ تكرّر قرح الفم، أو القرح القلاعية، من الأعراض الشائعة لمرض كرون، كما أنّه قد يُصِيب فتحة الشرج، ومِنْ ثَمّ فقد يُسبِّب الشق الشرجي أو الناسور الشرجي أو الحكّة في تلك المنطقة، وربّما يسبب أيضًا سلس البراز.
اقرأ أيضًا:ساعات اليد.. رفيقك الذكي لمواجهة نوبات التهاب القولون
5. فقر الدم
قد يحدث فقر الدم نتيجة فقد كميات كبيرة من الدم، كما قد يحدث مع الإسهال الدموي، كما ارتبط داء كرون بفقر الدم الانحلالي الناجم عن المناعة الذاتية؛ إذ يهاجم الجهاز المناعي كرات الدم الحمراء، وتشمل أعراض فقر الدم:
- الإرهاق.
- شحوب الجلد.
- ضيق التنفس.
- الدوخة.
- زيادة سُرعة ضربات القلب.
6. التهابات العين
لا تقتصر أعراض داء كرون على الجهاز الهضمي فقط، بل قد تمتد لتشمل أجزاء أخرى من الجسم، فقد يُسبِّب المرض التهاب عنبية العين "الطبقة الوُسطى منها"، بما قد يُؤدِّي إلى:
- عدم وضوح الرؤية.
- حساسية الضوء.
- ألم العين.
كما قد يُسبِّب أحيانًا التهاب ظاهر الصُّلبة، وهي بياض العين، وهذه الاضطرابات تكون خفيفة عادةً وتزول تلقائيًا، لكن قد يُؤدِّي الالتهاب المزمن في العين إلى تلفٍ دائمٍ وفقدان للبصر.
7. مشكلات المفاصل والنسيج الضام
يرتبط مرض كرون بمجموعة من الأمراض تُسمّى "اعتلال المفصل الفقاري المصلي"؛ إذ يتأثَّر واحد أو أكثر من المفاصل بالتهاب المفاصل، أو واحدة أو أكثر من العضلات بالتهاب الارتكاز، وهو موضع دخول الأربطة والأوتار في العظام.
ويُصِيب التهاب المفاصل ثلاث مناطق أكثر من غيرها لدى مرضى كرون، وتشمل:
- المفاصل الكبيرة التي تتحمل الوزن، مثل الركبتين والوركين والكتفين والمرفق والمعصم.
- خمسة مفاصل صغيرة أو أكثر على اليدين أو القدمين بشكلٍ متماثل؛ أي إمّا في كلتا اليدين أو كلتا القدمين.
- العمود الفقري، بما يُؤدِّي إلى التهاب الفقار المُقسِّط.
وتشمل أعراض التهاب المفاصل التورّم والاحمرار والألم وتيبّس المفاصل وفقدان مرونتها الحركية.
8. أعراض جلدية
تُعدّ الحمامى العقدية أكثر المشكلات الجلدية ارتباطًا بداء كرون، وهي عُقيدات حمراء مرتفعة، تظهر بشكلٍ رئيس حول الساقين، وتحدث بسبب التهاب الخلايا الدهنية في الطبقات الأعمق تحت الجلد.
كذلك قد يحدث تقيّح الجلد الغنغريني، الذي يتسم بوجود قرحة مؤلمة تبدأ عادةً في الساق كنتوءٍ صغيرة، لك قد يزداد حجمها، وتُسبِّب موت الأنسجة، وهي حالة خطيرة.
اقرأ أيضًا:تعرف على أفضل الطرق الطبية والطبيعية لتنظيف القولون وفوائده
9. هشاشة العظام ومشكلات نموها
هشاشة العظام شائعة لدى المُصابِين بمرض كرون طويل الأمد، وقد يكون مرتبطًا بانخفاض امتصاص الكالسيوم وفيتامين د، وقد يزيد من خطر الإصابة بكسور العظام.
جديرٌ بالذكر أنّ الأطفال المُصابِين بداء كرون أكثر عُرضةً لتأخر نمو العظام، فقد يكون أكثر من 50% منهم دون الطول الطبيعي، بينما يُعانِي 25% منهم قصر القامة، كما قد يتأخر البلوغ بشكلٍ متكرر.
10. مشكلات المرارة
يُقلِّل داء كرون قدرة الأمعاء على إعادة امتصاص العصارة الصفراوية، التي أطلقتها المرارة وأفرزها الكبد لهضم الطعام المليء بالدهون، وانعدام التوازن بين الإفراز وإعادة الامتصاص؛ يُؤدِّي إلى تراكم الأملاح الصفراوية في المرارة، ومِنْ ثَمّ زيادة خطر الإصابة بحصى المرارة.
11. أعراض عصبية
قدَّر الباحثون أنّ واحدًا من كل سبعة مُصابِين بداء كرون يُعانُون أعراضًا عصبية؛ قد تكون طفيفة أو متوسطة، كما قد تتضمّن الصداع أو الاكتئاب أو التنميل والوخز في اليدين أو القدمين.
كما قد يُسبِّب المرض أعراضًا خطيرة أخرى، تشمل:
- الاعتلال العصبي البصري الإقفاري الأمامي، الذي يُسبِّب فقدان الرؤية المركزية المفاجئ، وذلك نتيجة ضعف تدفّق الدم إلى العصب البصري المسؤول عن الرؤية.
- متلازمة الاعتلال الدماغي الخلفي المعكوس، وهو اضطراب يتسم بالصداع والارتباك والتشنجات وفقدان البصر.
- اعتلال الأعصاب المتعدد المحوري المزمن، الذي يبرز في فقدان الإحساس وصعوبة التحكم في عضلات الجسم.
وتلك المشكلات العصبية التي قد تُصاحِب مرض كرون غير مفهومة بعد، ويُظنّ ارتباطها بالحالات الشديدة من داء كرون التي لم تُعالَج.
أسباب مرض كرون
لم يتوصَّل الباحثون إلى أسباب مرض كرون بدقة، لكنّه يحدث عندما يشرع جهاز المناعة في مُهاجمة الجهاز الهضمي، وليس معروفًا حى الآن لماذا يحدث ذلك، لكن قد يكون مزيج العوامل الآتية له دور في حدوث ذلك:
1. الاستجابة المناعية
قد يحدث داء كرون نتيجة اضطراب جهاز المناعة، إذ تدلّ بعض الأبحاث على وجود خلل في حاجز القناة الهضمية في داء كرون، وهذا الحاجز يسمح بدخول العناصر الغذائية المهمة إلى الأمعاء ويُبقِي العناصر الضارة خارجًا، وبدون هذه الطبقة؛ يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة بعض البكتيريا أو الفيروسات التي تعيش في الأمعاء، ما يُسبِّب الالتهاب المُصاحِب لداء كرون.
اقرأ أيضًا:الفرق بين أعراض «الزائدة» و«القولون العصبي»
2. بكتيريا الأمعاء
هي كائنات حية دقيقة تعيش في الأمعاء، وتُعرَف أيضًا بـ "البروبيوتيك"، وهي مفيدة لصحة الأمعاء عمومًا، لكن المُصابِين بداء كرون لديهم أنواع أقل من البكتيريا المفيدة في أمعائهم مقارنةً بغير المُصابِين بمرض كرون.
وتُشِير بعض الأدلة، حسب "Crohnsandcolitis"، إلى أنَّ البكتيريا الأخرى في الأمعاء قد تُنتِج بروتينات تُسبِّب الالتهاب وتُؤدِّي إلى ظهور داء كرون.
3. البيئة
ثمّة بعض العوامل في البيئة قد تزيد خطر الإصابة بداء كرون، مثل الفيروسات والبكتيريا (التي قد تتأثّر بنظامك الغذائي) ، أو التدخين أو التوتر، أو تناول بعض الأدوية بما في ذلك المُسكّنات والمضادات الحيوية لكن لا يُوجَد دليل واضح على أنّ أيًا من هؤلاء هو سبب داء كرون.
كذلك يُعدّ الأشخاص القاطنين في البلدان المتقدمة والمناطق الحضرية أكثر عُرضةً للإصابة بداء كرون من القاطنين في البلدان النامية والمناطق الريفية.
4. استئصال الزائدة
اقترحت بعض الدراسات، حسب "Cleveland Clinic"، أنَّ الأشخاص الذين خضعوا لعملية الزائدة الددية، قد يكونون أكثر عُرضةً للإصابة بداء كرون، رغم عدم وضوح أسباب ذلك، ومع ذلك فإن كُنت بحاجةٍ إلى تلك العملية فلا تتردّد في إجرائها بأي حالٍ من الأحوال.
5. العمر
قد يُصِيب داء كرون الإنسان في أي عمرٍ من حياته، لكن نسبة كبيرة من المُصابِين به يُشخّصون بداء كرون في أواخر سن المراهقة وحتى أوائل الثلاثينيات.
اقرأ أيضًا:المغنيسيوم.. مخاطر نقصه بالجسم وفوائده للقولون العصبي
تشخيص مرض كرون
يفحص الطبيب المريض، كما يسأله بشأن تاريخه المرضي والأمراض التي عاناها سابقًا، وكذلك تاريخ الأسرة المرضيّ، وخلال الفحص الجسدي يتحقّق الطبيب من وجود أي ألمٍ أو تورّم في أي منطقة بالبطن، وقد يحتاج الطبيب بعد ذلك إلى إجراء بعض الاختبارات للتشخيص، مثل:
1. اختبارات معملية
تشمل الاختبارات المعملية:
- اختبار الدم: يفحص الطبيب عدد خلايا الدم وكيمياء الدم بحثًا عن علامات مرض كرون، فمثلًا يدلّ ارتفاع عدد كرات الدم البيضاء في الدم على وجود التهابٍ أو عدوى، كما أنّ انخفاض عدد كرات الدم الحمراء يدلّ على فقر الدم أحد أبرز أعراض داء كرون، كما قد تزداد مستويات بروتين سي التفاعلي مع وجود التهاباتٍ في الجسم، كما في حالة داء كرون.
- اختبار البراز: تُختبَر عينة البراز لوجود بكتيريا أو طفيلي بها أم لا، وذلك لاستبعاد العدوى التي قد تكون أحد أسباب الإسهال غير مرض كرون.
2. اختبارات تصويرية
أمّا الاختبارات التصويرية فتشمل:
- التصوير المقطعي المحوسب: يُوفِّر صورًا للجهاز الهضمي، ويدلّ الطبيب على مدى شِدّة الالتهاب في الأمعاء.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يُستخدم للحصول على صور لداخل الجسم، وهو مُفيد خصيصًا في إظهار الناسور حول الأمعاء الدقيقة والشرج.
3. التنظير
قد يستخدم الطبيب المنظار لرؤية الجهاز الهضمي من الداخل أو لالتقاط صور أو عرض مقاطع فيديو للمناطق المُصابة بالالتهاب، وهذا الإجراء يتطلّب تخديرًا، وقد يكون المنظار:
- منظار القولون: يفحص الطبيب الجزء الداخلي من القولون والجزء السفلي الصغير من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي)، كما قد يحصل على عيّنة من الأنسجة لاختبار خلايا الدم البيضاء.
- التنظير الباطني العلوي: يُمرِّر الطبيب المنظار من الفم إلى الحلق، إذ يسمح له برؤية داخل الجهاز الهضمي بدءًا من الفم وصولًا إلى بداية الأمعاء الدقيقة.
- كبسولة التنظير: يبتلع المريض كبسولة بلاستيكية صغيرة بضوء وكاميرا تلتقط الصور أثناء تحرّكها عبر الجهاز الهضمي.
علاج مرض كرون
تتنوّع طرق علاج مرض كرون حسب حالة كل مريض؛ إذ تشمل:
1. الأدوية
ينقسم العلاج بالأدوية إلى:
أدوية علاج مرض كرون
وهي أدوية تهدف إلى:
- وقف التهابات الأمعاء وتقليل بعض الأعراض، مثل الألم والإسهال.
- السيطرة على النوبات الالتهابية ومنع حدوثها.
وتشمل أهم الأدوية المُستخدَمة لتحقيق ذلك:
1. الستيرويدات
عندما تشعر بتوعك وتُعانِي نوبات التهاب الأمعاء، فقد تُساعِد تلك الأدوية في تخفيف الالتهاب سريعًا ومساعدتك على الشعور بتحسّن، لكن لهذه الأدوية آثار جانبية، كما لا يمكنها السيطرة على داء كرون على المدى الطويل، ومن أمثلتها بوديسونيد وبريدنيزولون.
اقرأ أيضًا:أضرار الكافيين على القولون ومتى يجب التوقف عن تناوله
2. مُثبِّطات المناعة
تُخفِّف الاستجابة المناعية وتقلل التهابات الأمعاء، وقد تساعد في تقليل تناول الستيرويدات أو التوقف عن تناولها دون حدوث نوبات أخرى، فإذا كُنت تُعانِي نوبتان أو أكثر من التهابات الأمعاء خلال 12 شهرًا، وتتطلّب علاجًا بالستيرويدات، فقد تساعد هذه الأدوية.
وقد تستغرق مثبطات المناعة 8 - 16 أسبعًا كي يبدأ عملها، ومن أمثلتها أزاثيوبرين وميثوتريكسات.
3. الأدوية البيولوجية
يُسمَح بها لحالات مرض كرون المتوسط أو الشديد، وتعمل هذه الأدوية بطرق مختلفة بحجب بعض أنشطة المناعة وتخفيف الالتهابات، ويثعطَى بعضها بالحقن عبر الجلد، وبعضها بالتنقيط الوريدي، وقد تكون الخيار المناسب مع فشل الستيرويدات أو مثبطات المناعة، ومن أمثلتها أداليموماب وإنفليكسيماب.
أدوية تخفيف الأعراض
قد تُوصَف بعض الأدوية لتخفيف الأعراض إلى جانب الأدوية التي تستهدف علاج المرض، وتلك الأدوية قد تختلف حسب الأعراض التي يُعانِيها المريض:
- علاج الإسهال: بالأدوية المضادة له، مثل لوبيراميد وديفينوكسيلات؛ إذ تعمل هذه الأدوية بإبطاء حركات العضلات في الأمعاء، لكن لا تستخدم هذه الأدوية في أثناء نوبات التهاب القولون، واستشِر الطبيب قبل تناولها.
- علاج الإمساك: باستخدام المُليّنات، التي تساعد على زيادة الماء داخل القولون، أو زيادة حجم البراز، أو يُنشِّط بعضها عضلات القولون، ما يُسهِّل طرد البراز.
- علاج الألم: وذلك بتناول المسكنات، مثل باراسيتامول، لكن لا ينبغي تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين خلال نوبات الالتهاب، فهي قد تُحفِّزه، كما قد يصف الطبيب أدوية مضادة للتقلصات، مثل ميبيفرين لتخفيف تقلصات البطن المؤلمة.
- المضادات الحيوية: قد تساعد في علاج بعض مضاعفات مرض كرون، مثل الخراج أو الناسور.
- النظام الغذائي السائل: قد يساعد التوقف عن تناول الطعام في تحسّن حالة المريض من خلال منح الجهاز الهضمي فرصة للراحة والشفاء، ولذا فإنّ النظام الغذائي السائل الذي يُوفِّر جميع العناصر الغذائية هو المناسب، ويُوصَف لمدة 6 - 8 أسابيع.
2. الجراحة
ما لم تساعد الأدوية في تخفيف أعراض مرض كرون، أو عانى المريض بعض المضاعفات، فقد تكون الجراحة هي الخيار العلاجي المناسب، كما في حالة:
- ثقب الأمعاء.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
- سرطان القولون.
- ضيق الأمعاء أو تكوّن خراج مملوء بالقيح في جدارها.
وتشمل أبرز التدخّلات الجراحية:
- استئصال الجزء التالف من الأمعاء.
- توسيع الجزء الضيق من الأمعاء.
وعند الحاجة إلى استئصال جزءٍ كبيرٍ من القولون، فقد يحتاج المريض إلى فغر القولون أو فغر اللفائفي، لخلق مسارٍ بديلٍ لخروج البراز، وهذا الفغر قد يكون مؤقتًا أو دائمًا حسب حالة المريض.
اقرأ أيضًا:6 نصائح طبية لمرضى القولون العصبي في رمضان وأفضل الأطعمة
الفرق بين مرض كرون والقولون العصبي
قد يتشارك مرض كرون مع القولون العصبي بعض الأعراض، مثل ألم البطن أو التقلصات، لكن في حالة القولون العصبي تزداد تلك الأعراض بعد الأكل وتزول بعد قضاء الحاجة، كما قد يُصاحِب ذلك انتفاخ البطن والإسهال أو الإمساك.
كذلك؛ فإنَّ القولون العصبي لا يُسبِّب التهابًا في الجهاز الهضمي، كما لا يصحبه نزول دم مع البراز.
هل يمكن الشفاء من مرض كرون؟
لا يُوجَد علاج جذري لمرض كرون قادر على التخلص منه نهائيًا، ومع ذلك فقد يعيش المرضى فترات طويلة دون المعاناة من نوبات التهاب القولون المُصاحبة.
وعلى الرغم من وجود زيادة في متوسط العمر المتوقع للمُصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية، إلّا أنّ متوسط العمر المتوقع للمصابين بمرض كرون لا يزال أقل مقارنةً بمن لا يُعانُون أمراض الأمعاء الالتهابية.
أيضًا؛ إذا أدّى مرض كرون إلى مضاعفات، خاصةً مع إهمال العلاج، فقد يُؤدِّي - في حالات نادرة - إلى الوفاة، لذا ينبغي تلقِّي العلاج فور تشخيص المرض دون تأجيل.
هل يتحوّل مرض كرون إلى سرطان؟
قد يزيد مرض كرون خطر الإصابة بسرطان القولون عند بعض الناس، ومع ذلك يظل خطر حدوث ذلك صغيرًا، لكنّه قد يزداد في حالة إصابة مرض كرون أغلب القولون لمدة أكثر من 8 - 10 سنوات، أو وجود ضيق في الجهاز الهضمي، ويُنصَح عمومًا بفحص القولون بالمنظار بانتظام للتحقّق من عدم وجود سرطان.
متى تزور الطبيب؟
قد تتداخل بعض أعراض مرض كرون مع أعراض الاضطرابات الهضمية الأخرى، لذا يجب زيارة الطبيب حال المعاناة من أي مما يلي:
- نوبات الإسهال المستمرة الذي لا تفلح معه الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية.
- ألم البطن المستمر أو الذي يعود مرارًا وتكرارًا.
- وجود دم في البراز.
- فقدان الوزن دون سببٍ واضح.
- الحمى غير معلومة السبب التي تستمر أكثر من يومين.
- سبق إصابة أحد أفراد الأسرة بأمراض الأمعاء الالتهابية، مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي.
اقرأ أيضًا:هل تعاني آلام القولون العصبي؟ جرب النظام الغذائي قليل الفودماب
نصائح للوقاية من داء كرون
قد لا تكون هناك طريقة مُعيّنة للوقاية من داء كرون، لكن يمكن تخفيف الأعراض ونوبات التهاب القولون من خلال:
- التوقف عن التدخين: ذكر "Cleveland Clinic" أنَّ التوقف عن التدخين أفضل ما يمكن فعله لتقليل خطر الإصابة بنوبات الالتهاب، وكذلك مضاعفات داء كرون.
- تجنّب الأدوية التي تُحفِّز نوبات الالتهاب: مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل إيبوبروفين، واستشارة الطبيب بشأن البدائل المناسبة، مثل الباراسيتامول.
- تجنّب الأطعمة التي تُحفِّز الأعراض: لا يُوجَد طعام بعينه يُحفِّز الالتهاب، لكن قد تجعلك بعض أنواع الطعام أكثر عُرضةً لحدوث أعراض داء كرون، كما في حالة عدم تحمّل اللاكتوز، فقد يُعانِي بعض الناس مشكلات هضمية مع تناول منتجات الألبان في تلك الحالة، كما قد ينصح الطبيب بتقليل تناول الألياف حال وجود ضيق في القناة الهضمية.
- تغيير العادات الغذائية: وذلك بتناول وجبات صغير متعددة بدلًا من وجبات كبيرة أقل، كما يُنصَح باختيار الأطعمة قليلة الدسم، وشُرب الكثير من الماء، وتجنّب الكافيين (القهوة) والكحول.
- اهتمّ بصحتك النفسية: ينبغي الاهتمام بصحتك النفسية، خاصةً أنّ المريض قد يشعر بقلقٍ وتوتر مع تشخيص المرض، ويمكن أن يساعد الحصول على قسطٍ من الراحة مع ممارسة الرياضية في تحسين الصحة عمومًا والصحة النفسية خصوصًا.
نظام غذائي لمرضى كرون
ختامًا؛ إليك نظام غذائي يُناسِب مرضى كرون، ويُساعِد على تخفيف الأعراض ومنع تفاقمها: