أعراض عسر الهضم..هل يمكن أن تدل على الإصابة بمرض ما؟
عُسر الهضم عَرَضٌ مُشترَكٌ لكثيرٍ من اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: القولون العصبي، أو ارتجاع المريء، أو غير ذلك، كما تتنوَّع أعراض عسر الهضم مِنْ غثيانٍ، أو انتفاخٍ للبطن، أو ألم بالمعدة، كما يرتبط عسر الهضم في بعض الأحيان بعادات غذائية سلبية، فهل مِن سبيلٍ لعلاج عسر الهضم، أو الوقاية منه؟
أسباب عسر الهضم
تختلف أسباب عسر الهضم من شخصٍ إلى آخر، وإِنْ تشابهت الأعراض، فقد تكون نوعية الطعام وراء عسر الهضم، أو مشكلة في عضو من أعضاء الجهاز الهضمي، أو غير ذلك.
تضمُّ أسباب عسر الهضم ما يلي:
- تناول أطعمة مُعيَّنة، مثل: الأطعمة الدهنية، أو الحارة.
- الأكل في وقتٍ متأخر من اليوم.
- الإفراط في شرب القهوة.
- تناول أدوية مُعيَّنة.
- التدخين.
- الأرق.
كذلك قد تُسبِّب بعض اضطرابات الجهاز الهضمي عسرًا للهضم، وفقًا لموقع (فاميلي دكتور)، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
1- ارتجاع المريء
يُعدُّ ارتجاع المريء من أسباب ظهور أعراض عسر الهضم، إذ يصعد الطعام والشراب إلى المريء عقب تناول الطعام.
2- القولون العصبي
قد لا يُمكِن التفرقة بين أعراض عسر الهضم والقولون العصبي، إذ يُعانِي معظم مرضى القولون العصبي عسر الهضم، وانتفاخ البطن، وامتلاءها بالغازات.
3- جرثومة المعدة
ليست جرثومة المعدة مُسبِّبة للغثيان فحسب، بل قد تكون وراء عسر الهضم، ويستغرق علاج هذه الجرثومة أسبوعين على الأكثر، وفق الأدوية التي يصفها الطبيب المُعالِج.
اقرأ أيضًا: تقسيم الوجبات الحل المثالي لتفادي عسر الهضم في رمضان
4- خَزَلُ (شلل) المعدة
قد تتوقَّف عضلات المعدة الملساء عن العمل في بعض الأحيان، ما يُبطئ حركة الطعام، أو ربَّما تتوقَّف تمامًا، ومِنْ ثَمَّ تبدأ أعراض عسر الهضم في الظهور.
قد يكون خَزَلُ المعدة من علامات مرض السكري، إذ تتأثَّر الأعصاب المُغذِّية لعضلات المعدة؛ نتيجة زيادة مستويات السكر في الدم، مِمَّا يُؤدِّي إلى عدم عمل عضلاتها الملساء بكفاءة.
5- التهاب وقرح المعدة
التهاب المعدة، أو ظهور قرحٍ بها جراء فرط إفراز حمض المعدة مِنْ الأسباب المُمكِنة لعُسر الهضم.
أسباب عسر الهضم غير المتعلقة بالجهاز الهضمي
ينتظم عمل الجهاز الهضمي تحت تأثير مجموعة من أجهزة الجسم الأخرى، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ حدوث أي خللٍ بها قد ينتج عنه عسر الهضم، وذلك كما في حالات:
- مرض السكري.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- فرط نشاط الغدة الجار درقية.
- أمراض الكلى الشديدة.
أعراض عسر الهضم الشديد
تشمل أعراض عسر الهضم ما يلي:
- ألم الجزء العلوي من البطن، أو الشعور بعدم الراحة.
- التجشؤ.
- الغثيان، سواءٌ كان مصحوبًا بقيءٍ أم لا.
- انتفاخ البطن.
- الشبع سريعًا، أو تناول كميات قليلة من الطعام.
- حرقة المعدة.
يجب استشارة الطبيب إِنْ استمرَّت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، أو ظهرت بعض أعراض عسر الهضم الشديد، مثل:
- ضيق التنفُّس.
- صعوبة البلع.
- القيء.
- ألم مفاجئ في الصدر، أو الذراع، أو الرقبة.
- تغيُّر لون البراز إلى لونٍ أسود، أو نزول دمٍ معه.
غالبًا ما تميل أعراض عسر الهضم إلى الظهور بعد تناول الطعام، حسب ما ذكره موقع (ميديسين نت).
أعراض عسر الهضم العصبي
أمَّا أعراض عسر الهضم العصبي، فتضمُّ ما يلي:
- تقلصات البطن.
- تغيُّر في الشهية.
- الإسهال، أو الإمساك.
- الغثيان.
قد تكون هذه الأعراض مُصاحبة لبعض اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: القولون العصبي، أو التهاب القولون.
كذلك تزداد حِدَّة الأعراض في بعض الأحيان؛ نتيجة القلق، أو الاكتئاب، إذ هي سمة مُميِّزة لبعض الأشخاص.
اقرأ أيضًا: 4 مشروبات طبيعية للتخلص من عسر الهضم.. تعرف عليها
متى يكون عسر الهضم خطيرًا؟
عادةً لا يدل عسر الهضم على مشكلةٍ خطيرةٍ إلَّا في حالاتٍ قليلة، مثل: قرح المعدة العميقة؛ لذا قد يكون عسر الهضم خطيرًا في حالة:
- تجاوز عمر الرجل خمسين عامًا.
- خسارة الوزن مُؤخرًا دون سبب معلوم.
- صعوبة البلع.
- القيء الشديد، أو المستمر.
- الإحساس بكتلةٍ في منطقة المعدة.
هل تُسبِّب حساسية الطعام عسر الهضم؟
ربَّما تظهر أعراض عسر الهضم بعد تناول أطعمةٍ تُسبِّب حساسيةً للمرء، كما في حالة حساسية القمح لدى البعض، ومِنْ ثَمَّ يُنصَح بتجنُّب هذه الأطعمة؛ للوقاية من عسر الهضم.
علاج عسر الهضم
تضمُّ أدوية عسر الهضم ما يلي:
1- مضادات الاكتئاب
رُغم أنَّها تُوصف للاكتئاب بشكلٍ رئيسٍ، فإنَّها تُساعِد على علاج عسر الهضم، مثل: أميتريبتلين، وتُستخدَم هذه الأدوية بجرعاتٍ قليلة حسب احتياج الشخص المُصاب.
2- مضادات الحموضة
تعمل هذه الأدوية سريعًا عقب تناولها، إذ تُخفِّف الأعراض في الحال، لكنَّها غير مُناسِبة للاستخدام على المدى الطويل، وتُعدُّ هي الخط العلاجي الأول، وذلك مثل: مالوكس (Maalox).
3- الأدوية المُحفِّزة لحركة الأمعاء
تُعزِّز هذه الأدوية نشاط الأمعاء، وتفريغ المعدة للطعام، لكنَّها قد لا تُناسِب الجميع، ويُنصَح باستعمالها إذا لم تنجح الأدوية الأخرى، ومِنْ أمثلتها: دومبريدون.
اقرأ أيضًا: طرق طبيعية تساعدك على علاج الغثيان دون أدوية
4- حاصرات الهيستامين
تُوقِف هذه الأدوية عمل مستقبلات الهيستامين H2 في المعدة، ما يُقلِّل إنتاج حمض المعدة، ومِنْ ثَمَّ تخفيف أعراض عسر الهضم، ومِنْ أمثلتها: فاموتيدين.
5- مُثبِّطات مضخة البروتون
أيضًا تُقلِّل إنتاج حمض المعدة، لكن بكفاءةٍ أعلى، ولفترةٍ أطول في مُعظم أنواع الأدوية من هذه الفئة، مثل: أوميبرازول، لكن يُفضَّل استشارة الطبيب قبل تناول أي دواءٍ لعلاج عسر الهضم.
علاج عسر الهضم بالأعشاب
ذكر موقع (ميديسين نت) إمكانية علاج عسر الهضم بالمنزل من خلال بعض الأعشاب، مثل:
1- الزنجبيل
- يُعدُّ الزنجبيل فعَّالًا في علاج الغثيان؛ لذا يُنصَح بتناوله حال صاحب عسر الهضم غثيانًا.
- أيضًا يُقلِّل الزنجبيل إفراز حمض المعدة، ومِنْ ثَمَّ يحدُّ من أعراض عسر الهضم.
- لا يُنصَح بتجاوز 3 أو 4 جرامات من الزنجبيل في اليوم الواحد، وإلَّا سبَّب حرقة المعدة.
2- النعناع
- النعناع من الأعشاب المُميَّزة جدًّا للجهاز الهضمي، إذ يُساهِم في علاج القولون العصبي، والتخلُّص من بعض الاضطرابات الأخرى، مثل: الغثيان، وعسر الهضم.
- لا يُنصَح بتناول النعناع في حالة كان عسر الهضم مصحوبًا بارتجاع المريء، أو حرقة المعدة.
3- شاي البابونج
- أشار موقع (هيلث لاين) إلى دور شاي البابونج في تهدئة الأعصاب، والمساعدة على النوم، فقد يكون مُفيدًا على وجه الخصوص لمن يُعانُون اعراض عسر الهضم العصبي.
- يُساهِم شاي البابونج أيضًا في تقليل حمض المعدة، وتخفيف أعراض عسر الهضم، بالإضافة إلى أنَّه مُضادٌ للالتهابات.
- يجب استشارة الطبيب قبل تناول شاي البابونج حال كُنتَ تتناول أدوية السيولة.
اقرأ أيضًا: فوائد العرقسوس في رمضان.. علاج لقرحة المعدة وعسر الهضم
4- العرقسوس
- العرقسوس مُرخٍ لتشنُّج عضلات المعدة، ومُخفِّف للالتهابات، ومِنْ ثَمَّ مُعالِجٌ لعسر الهضم.
- ينبغي تناول العرقسوس بتوازن، خاصةً لِمَن يُعانُون ارتفاعًا في ضغط الدم، كما يُراعَى عدم الحصول على كميةٍ كبيرةٍ منه.
- يُمكِن تناول العرقسوس قبل الأكل بنصف ساعة، أو بعده بساعةٍ؛ للتغلُّب على أعراض عسر الهضم.
هل يُمكِن علاج عسر الهضم نهائيًّا؟
ذكر موقع (كليفلاند كلينيك) أنَّ 20% فقط من مصابي عسر الهضم ما عادوا يُعانُون هذه المشكلة، إذ يُعدُّ عسر الهضم مرضًا مزمنًا لدى أغلب الناس يجيء ويذهب من وقتٍ إلى آخر، كما أنَّ عسر الهضم لا يسوء بمرور الوقت، ومِنْ ثَمَّ فليس هناك داعٍ للقلق.
لذا فإنَّ علاج عسر الهضم نهائيًا قد يكون عسيرًا بعض الشيء، وإنَّما يُمكِن تخفيف أعراض عسر الهضم عبر تلقي العلاج المُناسِب، وتغيير النظام الغذائي، وبعض العادات الحياتية.
الوقاية من عسر الهضم
ختامًا إليك أهم النصائح للوقاية من عسر الهضم:
- التوقف عن التدخين.
- الامتناع عن تناول الأطعمة التي تزيد الأعراض سوءًا بالنسبة لك.
- الحد من التوتر والقلق.
- عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرةً.