4 كتب لتشكيل طريقة تفكيرك وتغيير حياتك للأفضل
يتعلق كل شيء بالعقلية الخاصة بنا، فهي التي تحدد قدرتنا على تحقيق النجاح الحقيقي أو لا. لذلك، نسعى دائمًا للوصول إلى الموارد المناسبة، التي يمكننا الاعتماد عليها في تشكيل طريقة تفكيرنا، ومن ثم تغيير حياتنا للأفضل.
لذا، نقدم لك في هذا المقال ترشيحاتنا لأربعة كتب مهمة في تشكيل طريقة تفكيرك بالحياة.
1- العقلية: علم النفس الجديد للنجاح (Mindset: The New Psychology of Success)
تتحدث عالمة النفس المشهورة في جامعة ستانفورد كارول دويك، أنّ هناك عاملا مهما جدًا، يؤثر في نجاح الإنسان في كل شيء، الدراسة والعمل والفنون وكل مجالات الحياة. هذا العامل هو طريقة التفكير التي نستخدمها للتعامل مع الأمور، وهذه هي العقلية. يؤدي امتلاك العقلية السليمة، إلى تشكيل طريقة التفكير الإيجابية نحو الحياة، التي تساعد على تحقيق التغيير للأفضل.
تصف دويك أنّ هناك نوعين من العقليات: الأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة (fixed mindset)، ويظنون أنّ قدراتهم محدودة ولا يمكن تطويرها، والأشخاص الذين يملكون عقلية النمو (growth mindset)، ويظنون أنّه بإمكانهم العمل من أجل تطوير الذات.
العقلية الثابتة وعقلية النمو: ما هي الفوارق الأساسية بين الاثنين؟
تقدم دويك في الكتاب نموذجًا توضّح من خلاله ملامح كلٍّ من العقلية الثابتة، وعقلية النمو. وتصف كيف يكون الأفراد أصحاب هذه العقليات في الحياة، من خلال التطرق إلى مجموعة الفوارق الجوهرية، في كيفية تعامل الاثنين مع بعض الأفكار. من أهم 6 فوارق بينهما:
العقلية الثابتة | عقلية النمو | ||
1 | التعريف | يشعر صاحبها بالرغبة في الظهور كأذكى وأفضل شخص بين الموجودين. | يشعر صاحبها بالرغبة في التعلم، وبناءً على ذلك يقوم بالأفعال المختلفة. |
2 | التحديات | يتجنبون التحديات، ويأملون في عمل الأشياء التي اعتادوا عليها سابقًا. | يسعون إلى تقبل التحديات، وينظرون إليها على أنّها فرصة للتعلم الحقيقي، واختبار الذات، والسعي نحو التطوير. |
3 | الصعوبات | يميلون إلى الاستسلام سريعًا عند مواجهة تحديات صعبة، وليس لديهم خبرة في التعامل معها. | يركّزون على مواجهة الصعوبات التي تقابلهم، ويستفيدون منها في تقوية أنفسهم على المستوى الاحترافي. |
4 | المجهود | يظن أصحاب العقلية الثابتة أنّ المجهود الذي يبذلونه فلا فائدة. | ينظر أصحاب عقلية النمو إلى المجهودات المبذولة، على أنّها الطريق المناسب للنجاح |
5 | تقبل النقد | لا يميل أصحاب هذه العقلية لتقبل النقد، بل يتجاهلون أي تقييم سلبي، حتى لو كان ذلك في نقاط واضحة وصحيحة. | يرون النقد على أنّه إحدى الوسائل التي يمكن استخدامها من أجل التعلم والتطوير. |
6 | نجاح الآخرين | يشعرون بالتهديد من نجاحات الآخرين، فهي تمثل مصدر إزعاج بالنسبة لهم. | يشعرون بالسعادة نحو نجاحات الآخرين، ويرونها على أنّها مصدر إلهام، يمكنهم تعلّم درس من خلاله. |
كيف يمكنك الانتقال من العقلية الثابتة إلى عقلية النمو؟
بالطبع الانتقال من العقلية الثابتة إلى عقلية النمو ليس سهلًا، لكن هذه الخطوة الأولى في تغيير طريقك تفكيرك في الحياة، وتوجيهها نحو أشياء ذات قيمة حقًا. يمكنك الانتقال إلى عقلية النمو من خلال الخطوات التالية:
1- إدراك أثر اعتقادك حول نفسك: عليك أولًا أن تصدق أنّ اعتقادك عن ذاتك، يؤثر بك وبمسار حياتك بالفعل. إذ تشير الأبحاث إلى أنّ وجهة نظرك عن نفسك، تؤثر على الطريقة التي تعيش بها، وبالتبعية قد تتحكم في بعض السلوكيات التي تقوم بها.
2- التصديق في قابلية تطوير الصفات: هل ستكون قادرًا على تطوير نفسك إذا ظننت أنّ كل شيء ثابت ولا يتغير؟ بالطبع لا. أنت بحاجة إلى التصديق في أنّه بإمكانك تطوير صفاتك، والتوقف عن محاولة إثبات نفسك للآخرين بلا فائدة. بل ركّز على التطوير.
3- تغيير طريقة النظر إلى الفشل: يجب أن تملك نظرة نحو الفشل على أنّها تجارب للتعلم، ستمكنك من إجادة دروس الحياة، والتفكير في كيفية التعامل مع الأمور الصعبة لاحقًا. لا شيء أكثر من ذلك. إذ الجلوس في مكانك حزنًا على التجارب التي انتهت، لن يرجعها إليك مرة أخرى.
4- التركيز على ذاتك فقط لا الآخرين: لا تخشى من وجود أي عيب بك، ولا تجعل هدفك مركزًا على إثبات أي شيء للناس، ولا تنتظر أحكامهم عليك. إذ في النهاية ستجد دائمًا اختلافًا. لذا، عليك التركيز فقط على ذاتك وتجاهل أي شيء آخر، وفكّر في كيفية التعامل مع العيوب بطريقة الإصلاح.
5- أخذ الوقت الكافي في المحاولة: يعرف أصحاب عقلية النمو أنّ وصولهم لأي شيء، يحتاج إلى قدر كبير من المجهود. افعل ذلك، ولا تحاول التأثر بالأحداث التي تصيبك، بل في كل موقف ركّز على الدرس الذي يمكنك تعلمه بالفعل.
6- الخروج من منطقة الراحة: تعد هذه خطوة تتويج جميع مجهوداتك في الخطوات الأخرى، وهي الاقتناع بأهمية الخروج من منطقة الراحة، ومن ثم البحث عن منطقة النمو. سيساعدك هذا في التركيز على ما تقوم به وكيفية تطويره للأفضل.
2- الأب الغني، الأب الفقير (Rich Dad, Poor Dad)
امتلك روبرت كيوساكي والدين في حياته، أحدهما هو الأب الفقير وهو والده الحقيقي. والآخر هو الأب الغني، وهو والد صديقه المقرب. يصف روبرت في الكتاب طبيعة حياة الاثنين، وما هي الفوارق بينهما، إذ كان والده الفقير قد حصل على درجات رائعة، ويعمل في وظيفة بأجر جيد، لكن هذا لم يمنحه الثراء من الناحية المالية.
أمّا الأب الغني فعلى الرغم من أنّه لم يكمل في مراحله التعليمية، إلّا أنّه امتلك الإيمان بقيمة التعليم المالي، وتعلّم الطريقة المناسبة لصنع المال، وفي النهاية كان مليونيرًا. استفاد روبرت من التجربتين في وصف منظوره حول الطرق المناسبة لجمع الأموال مثل الأب الغني، وتجنب الأخطاء التي ارتكبها الأب الفقير.
ما الدروس التي يمكن تعلّمها من قصتي الأب الغني والأب الفقير؟
يحتوي كتاب الأب الغني والأب الفقير على العديد من الدروس، التي يمكن الاستفادة منها في تعلّم إدارة الماليات الشخصية جيدًا، وكيفية التفكير بشأن المستقبل، فهو سيلعب دورًا حقيقيًا في تشكيل طريقة تفكيرك نحو المال، الذي يمثل جزءًا أساسيًا من حياة الجميع. من أهم الدروس الموجودة في الكتاب:
1- الأغنياء لا يعملون من أجل المال: يشير الكتاب إلى أنّ الأثرياء لا يعملون بهدف جمع المال فقط، مثلما يفعل الناس في الوظائف التي يعملون بها. لكنّهم يركزون على كيفية استثمار الأموال بطريقة أفضل لصالحهم. وهو ما يجعل وصف الأب الغني يتحقق في أنّ الآخرين يعملون مقابل المال، بينما الأغنياء يملكون المال ليعمل هو من أجلهم.
2- محو الأمية المالية: من أهم الأشياء التي يمكن تعلّمها من الكتاب، هي أهمية معرفة الفرق بين الأصول والديون أو المسؤوليات. فالأصل هو شيء له قيمة بالنسبة لك، أمّا الديون فهي تمثل التكاليف التي ينبغي لك دفعها. بالتالي من خلال محو الأمية المالية، سيكون بإمكانك فهم المزيد عن كيفية التخطيط للاثنين، وذلك بهدف زيادة الأصول المناسبة، وكذلك بهدف إنقاص التكاليف التي تتحملها.
3- الاهتمام بعملك الخاص: يوضح الكتاب قيمة امتلاك مصادر للدخل خاصة بك، وبدلًا من الاستمرار طوال حياتك في العمل للآخرين، يمكنك التفكير في إنشاء عمل خاص بك، لتجعل نفسك ثريًّا بدلًا من جعل الآخرين كذلك. سيحدث ذلك من خلال بحثك عن الفرص المناسبة لاستغلالها، والتعاون مع الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك على الوصول إلى خيارات الاستثمار المناسبة.
4- العمل للتعلُّم لا من أجل المال: من أهم الدروس المفيدة في تشكيل طريقة التفكير نحو الأمور المالية. لأنّها تطرح فكرة مهمة، وهي أنّه يجب عليك العمل من أجل التعلم، وتطوير مهاراتك، بالشكل الذي يمكنك الاستفادة منه مستقبلًا. فيجب ألا تختار الوظيفة للحصول على المال الآن مثل الأب الفقير، بل فكّر دائمًا بشأن المستقبل، وما هي المهارات التي ستحتاج إليها للنجاح في العمل الخاص بك.
كيف يمكنك التغلّب على العوائق التي قد تمنعك من أن تصبح غنيًّا؟
يشير الكتاب في الفصل السابع إلى أنّ الاختلاف الأساسي بين الشخص الغني والفقير، يتمثل في كيفية إدارة الخوف. الخوف من خسارة المال، وكيف يمكن التعامل مع ذلك. إلى جانب الخوف، فهناك أربع عقبات أخرى تقف في طريق الاستقلال المالي: السخرية، الكسل، العادات السيئة، الغرور. إذًا كيف يمكنك التغلب عليها؟
1- الخوف: عليك أولًا معرفة أنّ خسارة المال هي شيء متوقع بالتأكيد، وأي شخص ثري قد تعرض لتجربة خسارة الأموال. لكن في الناحية الأخرى، فكّر في الأمر على أنّ استثمار المال يؤدي إلى المال، والمحصلة النهائية هي قدرتك على تعويض الخسائر. فالحياة تتطلب قدرًا من المخاطرة المحسوبة، إذ هذا هو طريق النجاح.
2- السخرية: عندما تسمح للآخرين بالسخرية منك، تجد نفسك تسقط مباشرةً في بعض الأسئلة التي تبعدك عن الاستقلال المالي، ودائمًا تتساءل: ماذا لو حدث كذا؟ في النهاية ستجد نفسك تضع افتراضات تتحكم بك، وتمنعك من اتّخاذ القرار الصحيح. لذا، لا تسمح لأحد بالسخرية من أفكارك، بل ابحث دائمًا عن الأشخاص الأغنياء الذين يمكنك الاستفادة من توجيهاتهم، حتى لا تجد نفسك تضيّع الفرص.
3- الكسل: بالطبع وجود الكسل سيجعلك تنغمس في عملك، فلا تجد أي وقت لنفسك، سوى من أجل تنفيذ المهام المتأخرة، حتى أنّك قد تضطر للعمل في أيام الإجازات. لذا، بدلًا من وضع نفسك في هذا الموقف السيئ، ركّز على امتلاك جدول ثابت للأعمال، تسعى لتنفيذه والمحافظة عليه باستمرار بعيدًا عن المشتتات.
4- العادات السيئة: يتشكل سلوكك من مجموعة العادات التي تقوم بها في حياتك. لذا، يجب عليك التوقف عن العادات السيئة المتعلقة بالمال، مثل الإنفاق غير المخطط له، وعدم ادّخار مبلغ ثابت في نهاية الشهر. من خلال امتلاكك للعادات الصحيحة، ستجد لديك المال الذي يمكنك استخدامه للاستثمار.
5- الغرور: يؤدي الغرور إلى منعك من الاستماع لنصائح الآخرين، أو يجعلك تعتقد أنّك تعرف كل شيء. لذا، حاول ألّا تدعه يتملكك أبدًا، وإذا اكتشفت أنّ هناك موضوعًا معينًا لا تعرف عنه شيئًا، فيمكنك البحث عنه، أو التواصل مع أشخاص خبراء لتقديم المساعدة، لكن لا تحاول التعالي على الأمر، حتى لا تجد نفسك تخسر في النهاية.
5 خطوات تساعدك على بدء رحلة النجاح المالي
يبقى السؤال، كيف يمكنك تحويل هذه الدروس إلى خطوات في أرض الواقع؟ من أجل البدء في رحلة النجاح المالي. والإجابة هي أنّه يمكنك فعل ذلك من خلال الخطوات الخمس التالية:
1- امتلك هدفًا محددًا: إذا لم تعرف إلى أين ترغب الذهاب، فلن يمكنك اختيار طريق مناسبة لك، وسيبدو الأمر عشوائيًّا تمامًا، فتكتشف في النهاية أنّك لم تحقق أي شيء. لذا، يمكنك البدء من امتلاك أهداف محددة حول الأموال التي ترغب في جمعها، مع تحويل ذلك إلى قرارات في حياتك اليومية، واتّخاذ الخيارات التي تساعدك في الوصول إلى هدفك. كذلك احرص على امتلاك العادات التي تساعدك على تحقيق هذا الهدف، والتعلم من التجارب سريعًا.
2- اختيار الأشخاص من حولك بعناية: يجب أن تتعلم إحاطة نفسك بأشخاص يحفزونك نحو النجاح، لا لجعلك تحجم عن الخطوات التي ترغب في تنفيذها. كذلك سيقدم لك هؤلاء الأشخاص النصائح المناسبة، وسيساعدونك على الخطوات التي تجهل كيفية القيام بها.
3- تعلّم إدارة أموالك ووقتك: لن يكون بإمكانك تحقيق أي شيء، سوى بتعلم إدارة أموالك، فتعرف أين ومتى وكيف تنفق أموالك، مما يساعدك على امتلاك مصادر الدخل المناسبة. بالطبع يجب أن تملك الوقت المناسب لفعل هذا، فلا بد من تعلم كيفية إدارة الوقت.
4- لا تفكّر في الأرباح العاجلة: من المهم أن تنظر لأموالك على أنّها تدخل في دائرة من الاستثمار. كلّما امتلكت مالًا، اسع إلى استثماره بطريقة أخرى تساعدك في تحقيق المزيد. مع الاحتفاظ بالطبع بجزء خاص بك للإنفاق على حياتك الشخصية، التي لا يجب عليك نسيانها في جميع الأحوال.
5- اختيار نموذج ناجح لاتّباعه: في عالم اليوم، هناك العديد من الشخصيات الناجحة، التي كان لها أسلوبها الخاص في جمع الأموال. يمكنك اختيار أحد هذه النماذج، التي تشعر بأنّها تتفق مع واقعك، وحاول الاستفادة من تجربته، في سبيل تطوير وتحسين طريقتك في استثمار الأموال.
3- قوة الآن: دليل للتنوير الروحي (The Power of Now: A Guide to Spiritual Enlightenment)
يقدم إيكهارت دول دليلًا متكاملًا لمساعدة الأفراد على العيش في الوقت الحاضر، والتوقف عن التفكير بشأن الماضي والمستقبل، ذلك التفكير الذي يجعل الأشخاص يخسرون اللحظة الحالية. لذا، يعد كتاب قوة الآن من الكتب المفيدة من أجل تشكيل أفكارك بشأن التعامل مع أحداث الحياة المعتادة، وكيف يمكنك العيش بسلام رغم أي شيء مؤلم تواجهه في حياتك.
حياتك تدور حول الآن
لعل أكثر المشاعر والأفكار السيئة التي تسيطر على الإنسان، تتعلق دائمًا بالقلق والندم. القلق بشأن المستقبل والأحداث التالية في حياتنا، والندم بشأن الماضي وما حدث قبل ذلك. لكن في الحقيقة التفكير في الاثنين والاستسلام لهما، سيدمّر اللحظات التي تعيشها الآن.
لأنّ الحقيقة هي أنّ الوقت المهم الوحيد للتركيز عليه هو الحاضر. فالماضي هو مجموعة من اللحظات التي مرت ولا يمكنك فعل شيء لها، والمستقبل هو مجموعة من اللحظات القادمة، وستتأثر غالبًا بأفعالك الآن. لذا، لماذا تفكّر في العيش الماضي؟ بل الأفضل أن تركّز على الحاضر، وهكذا ستكون قادرًا على تصميم مستقبلك.
تخيّل لو أنّك مطالب بتنفيذ عدد كبير من المهام، والمدة المتاحة لك هي أسبوع. بعد مرور ثلاثة أيام، سيكون بإمكانك التفكير في ثلاثة أشياء:
- الندم على الأيام التي انقضت دون أي إنجاز، وهو ما سيجعلك لا تستفيد من الأيام التالية، فتتوسع دائرة الندم شيئًا فشيئًا.
- الشعور بالقلق بشأن الأيام التالية والمهام التي تنتظرك، وسيجعلك هذا غير قادر على فعل شيء، أو ستنفّذ المهام وأنت في حالة من التشتت.
- التركيز على المهام المطلوبة منك، وتقسيمها إلى خطوات صغيرة، حتى تبدأ في إنجازها تدريجيًّا.
هذه هي قوة الآن الحقيقية، أنّها تمنحك الفرصة لإنقاذ الأمور، فقط من خلال التركيز على الحاضر، ووضع الماضي والمستقبل جانبًا.
تقبل الأشياء التي لا يمكنك تغييرها
إذا فكرت بشأن الماضي والمستقبل، ستجد أنّ هناك العديد من الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها أو تغييرها. فالماضي قد انتهى ولا نملك التدخل لتبديله مرة أخرى، والمستقبل هو في علم الغيب، فلا يمكننا التنبؤ بما سيكون عليه الحال. عندما تبدأ في تقبل الأشياء التي لا يمكنك تغييرها، سيساعدك ذلك في قبول الأحداث المختلفة.
بدلًا من الحزن بشأن الماضي، سيكون بإمكانك التركيز على تقبل الأحداث، ومحاولة التعلّم منها بدلًا من الشعور بالغضب. سيجنبك هذا الشعور بالألم، وسيساعدك في القيام بالتصرفات الصحيحة، إذ الغضب أحيانًا يؤدي إلى تصرفات أكثر ضررًا عليك من الوضع الحالي. بينما التفكير الهادئ والمنطقي، سيقدم لك الحل المناسب، وهذا لن يأتي سوى باقتناعك بمحدودية قدرتك في بعض الأشياء، وبالتالي ضرورة تقبلها، مع التركيز على الوقت الحاضر.
مراقبة عقلك وعدم الحكم على أفكارك
يبقى السؤال هو: كيف يمكنني التخلص من الألم؟ يمكن البدء من أهمية التوقف عن جلد الذات، والتركيز على التعامل مع الأمور كما هي. على سبيل المثال الخاص بالمهام، بدلًا من جلد ذاتك على مشكلة عدم تنفيذك للمهام حتى الآن، الذي لن يساعدك في تنفيذها، بل ربما يزيد من وقت التأخير.
يمكنك التفكير بشأن الأسباب التي أدّت إلى حدوث ذلك. هل كانت ظروف معينة غير متكررة؟ أم أنّ الأمر راجع بالأساس إلى طريقة تنظيم خاطئة لجدول حياتك اليومي. سيساعدك ذلك على تقييم الوضع الحالي جيدًا، وبالتالي اتّخاذ قرارات إصلاح متوافقة مع ذلك.
ببساطة، وازن بين الأمرين. تقبّل ذاتك وما يدور بداخلها، لكن لا تحكم على هذا بشكلٍ خاطئ، ولا تجعل هذه الأفكار السيئة تحركك نحو أفعالٍ غير سليمة. بدلًا من هذا، ركّز دائمًا على التصرف التالي. حسنًا، لقد أضعت ثلاثة أيام، كيف سأستغل الأيام الأربعة القادمة؟
4- معجزة الصباح: السر غير الواضح والمضمون لتغيير حياتك قبل الثامنة صباحًا (The Miracle Morning: The Not-So-Obvious Secret Guaranteed to Transform Your Life: Before 8AM)
يقدم المؤلف هال إلرود في هذا الكتاب روتين صباحي، يتكون من 6 خطوات يعدّها الكاتب منقذات لحياة الإنسان (Life S.A.V.E.R.S) إذ كل حرف في كلمة SAVERS يشير إلى الخطوات التي يمكن للإنسان تنفيذها، وستساعده في تغيير حياته للأفضل.
الخطوة الأولى: الصمت (Silence)
من أهم الخطوات التي يشير إليها هال أهمية البدء بأنشطة صامتة، لمدة لا تقل عن 5 دقائق يوميًا. تشمل هذه الأنشطة: التأمل، الدعاء والصلاة، التفكير الذاتي، التنفس العميق، الشعور بالامتنان. يُفضل ألّا تنفّذ هذه الأنشطة في غرفة النوم، لكن في مكان آخر تختاره لهذا الأمر. في حالة فعلت ذلك في غرفة النوم، لا تفعله على السرير، حتى لا ينتهي بك الأمر للنوم من جديد.
ابدأ باختيار المكان المناسب في موقع هادئ ومريح لك نفسيًا وجسديًا. تابع أنفاسك وركّز على أخذ أنفاس بطيئة وعميقة. تأكد من أنّك تتنفس من بطنك لا من صدرك، أي الوصول إلى أعلى مستوى من العمق، وأن النفس يخرج من الأنف لا الفم. سيساعدك ذلك على الاسترخاء والاستعداد لبدء اليوم.
الخطوة الثانية: الاعتقادات والتأكيدات الخاصة بك (Affirmations)
يمكنك استخدام التأكيدات أو الاعتقادات لتساعدك في أن تكون شخصًا ناجحًا في حياتك. مع التكرار لهذه الأفعال، ستصبح روتينًا ثابتًا خاصا بك، وستبدأ في التصرف بحياتك بناءً على ذلك. يمكنك صناعة التأكيدات الخاصة بك بالإجابة على الأسئلة التالية:
- ما الذي تريده حقًا؟ ما هي الرؤية المثالية لنفسك وحياتك التي ترغب في تحقيقها في كل شيء؟
- لماذا تريد أن تكون كذلك؟ يجب أن تمتلك أسبابًا تدفعك إلى فعل ذلك، أسبابًا عميقة ستجعلك ملتزمًا بها باستمرار، ولن تتوقف لأي ظروف تواجهك.
- من الأشخاص الذين لديك التزامًا ناحيتهم؟ يجب أن تعرف من هم الأشخاص الذين يؤثرون في حياتك، ولديك التزامات ناحيتهم باستمرار، إذ هذا سيساعدك في الحصول على حياة أفضل.
- ماذا ستفعل من أجل ذلك؟ بناءً على الإجابات السابقة، يمكنك أن تبدأ في تحويل ما تريده إلى خطوات عملية. إذا كنت في البداية، يمكنك البدء بخطوات بسيطة يسهل عليك إدارتها، وزيادة المحاولات تدريجيًا بعد ذلك.
من أهم الأشياء أن تحرص على مراجعة هذه التأكيدات باستمرار، ومحاولة تحديثها وتطويرها بما يتوافق مع حياتك الشخصية، من خلال قراءة الكتب أو الاقتباسات الملهمة، أو أي أنشطة أخرى تساعدك في التطور، والوصول إلى مستوى أفضل في تأكيداتك.
من خلال روتين الصباح، سيكون بإمكانك يوميًا التفكير بهذه التأكيدات، ومن ثم تحديد الخطوات التي ستقوم بها خلال يومك، لتساعدك في الوصول إلى هذه التأكيدات.
الخطوة الثالثة: التخيل (Visualization)
يشبه التخيل الأنشطة التي تقوم بها في التأمل. لكنّها في الروتين اليومي تأتي بعد التأكيدات. الهدف من التخيل هو التركيز على الأشياء التي ترغب في تحقيقها لحياتك، وأن تتصور نفسك تحقق النجاحات التي تأمل بها وفقًا للتأكيدات التي سجلتها في الخطوة السابقة.
اجلس في المكان المناسب، وتخيّل الأشياء التي تريد تحقيقها، وكيف سيكون شعورك وقتها. فكّر دائمًا في الأمر على أنّه طريقتك للاستمتاع بالحياة. في أثناء التخيل فهي فرصة جيدة لفعل ذلك، وتحفيز نفسك للاستمرار على هذا طوال الوقت.
الخطوة الرابعة: التمرين (Exercise)
يجب أن تجعل تمرينات الصباح جزءًا ثابتًا من يومك، تمنحه بعض الدقائق، في المقابل ستمنحك هذه التدريبات الطاقة والنشاط، وستجعلك أكثر ثقة في نفسك خلال اليوم. كما أنّها تؤثر في حالتك الصحية بالإيجاب، لا سيّما إذا كان عملك يعتمد على الجلوس لفترات طويلة.
الخطوة الخامسة: القراءة (Reading)
تعد القراءة أحد أهم العوامل التي تساعد على تطوير الذات، وتمنحك القدرة على النجاح في جميع جوانب حياتك. فيمكن للقراءة تحسين فرصك في الوصول إلى وظيفة وإجادة مجال معين، كذلك تساعدك على تحسين علاقاتك مع الآخرين. لذا، يمكنك تضمين القراءة كجزء من الروتين اليومي الخاص بك في الصباح.
حدّد لنفسك جزءًا للقراءة، عدد صفحات معينة يوميًا، أو تحديد عدد من الدقائق. ثم بعد ذلك فكّر في اختيار المحتوى المناسب للقراءة، من خلال تحديد هدفك من القراءة، ثم بعد ذلك البحث عن خيارات تتناسب مع هذا الهدف. من المهم التركيز على تسجيل الملاحظات الخاصة بك في أثناء القراءة، إذ سيساعدك هذا على ثبات المعلومات وتذكرها بسهولة لاحقًا.
الخطوة السادسة: الكتابة (Scribing)
الخطوة الأخيرة هي الكتابة، إذ تساعدك على توثيق أفكارك، وتسجيل الدروس التي تتعلمها من كل شيء في حياتك، سواءً عند قراءة الكتب، أو حتى من التجارب الحياتية التي تمر بها. كذلك يمكنك من خلالها توثيق نجاحاتك وإنجازاتك في الحياة.
يمكنك البدء بتحديد الشكل الذي تريده للكتابة، سواءً كنت ستفعل ذلك من خلال الكتابة على الورق، أو الاعتماد على التطبيقات المختلفة للكتابة الموجودة على الإنترنت. خصّص جزءًا من روتين الصباح، واكتب جميع الأشياء التي تهمك، وتحتاج إلى التركيز عليها في حياتك.
ختامًا، نحن نسعى باستمرار لتكوين أفكارنا بطريقة صحيحة، ومفيدة لنا على أرض الواقع. لذا، ستساعدك هذه الكتب الأربعة على تحقيق ذلك على مستويات مختلفة، فسيكون بإمكانك البدء من عقليتك الخاصة، والسعي لامتلاك عقلية النمو. ثم بعد ذلك الانتقال إلى طرق تحقيق الاستقلال والنجاح المالي، وهو عنصر مهم في حياتنا جميعًا.
حتى تكون قادرًا على فعل هذا، واستثمار عقلية النمو جيدًا، فستحتاج إلى توجيه تركيزك على الحاضر فقط، وترك الماضي والمستقبل وراء ظهرك، مع امتلاك روتين يومي منظّم، يساعدك في تحقيق أهدافك بالحياة. في النهاية سيكون بإمكانك تغيير حياتك للأفضل حقًا.
المصادر: