إلى المليونير القادم: 4 كتب عليك قراءتها لإدارة أموالك الشخصية بذكاء وتكوين الثروة
تاريخيًّا، يُعد المال هو أي شيء يستخدم بصفة عامة كوسيلة للتبادل، بمعنى أي شيء مقبول على نطاق واسع كوسيلة للدفع، فإذا بدأ الناس في قبول كرات السلة كوسيلة دفع للحصول على معظم السلع والخدمات، فستكون كرات السلة مالًا. على سبيل المثال، في رومانيا تحت حكم الحزب الشيوعي في حقبة الثمانينيات، كانت سجائر Kent cigarettes بمثابة وسيلة للتبادل.
المال هو أحد أقدم الاختراعات الإنسانية بل وأكثرها أهمية مع المطبعة والإنترنت؛ نحن نستخدم المال في معظم الأشياء في حياتنا اليومية، ونحاول بكل جهد ممكن كسبه وتوفيره وادخاره واستثماره أيضًا، فهو ضرورة لتسهيل مجريات الحياة كافة. ونظرًا لأن المال هو أقوى أداة لدينا للتقدم في هذا العالم المعقد الذي أنشأناه، فإن فهمه وإدارته بطريقة صحيحة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لجيل طموح ماديًّا ولكنّه جاهل ماليًّا.
4 كتب ترشدك إلى الذكاء المالي وسبل تكوين الثروة
لكن المال هو المهم حقًا، حيث يمنحك حرية الاختيار في أن تقرر أين وكيف تريد أن تعيش حياتك المستقبلية.
فيما يلي مجموعة مختارة من الكتب حول التمويل الشخصي لمساعدتك على إدارة أموالك الشخصية والتخلص من الديون، والقيام باستثمارات ذكية، وسبل تكوين الثروة التي تستحقها حقًا.
لماذا تحتاج إلى الذكاء التواصلي في رحلة التطوير الشخصي؟
The Simple Path to Wealth
يقدم كتاب «The Simple Path to Wealth - الطريق البسيط إلى الثروة» الذي كتبه «JL Collins - جيه إل كولينز» دليلا سهل الفهم أو خريطة طريق ومنهجًا بسيطًا قابلاً للتنفيذ في جميع أنحاء العالم حول المفاهيم المالية المعقدة وأمور التمويل والاستثمار، وكيفية تكوين الثروة ومتطلبات إدارة أموالك الشخصية إلى جانب إنشاء طرق جديدة للدخل، وذلك بطريقة علمية ممتعة.
يمكن لعالم الثروة والمال بمصطلحاته المعقدة ومعادلاته الرياضية أن تشعرك ببعض الملل والإرهاق، ومن هنا تم وضع مبادئ الكتاب لأول مرة في شكل سلسلة رسائل كتبها المؤلف إلى ابنته الصغيرة؛ لهذا يأخذ الكتاب نبرة خفيفة وغير رسمية في بعض الفصول، كما يغلب عليه طابع المرح في تقديم النصح مع سرد القصص المشجعة في طرق الاستثمار، وضرورة اتباع قاعدة 4٪، والتي تعتمد على فكرة أنه يجب أن تكون قادرًا على العيش من 4٪ فقط من صافي ثروتك كل عام، حتى تكون ذكيًّا ماليًّا.
وعلى الرغم من بساطة أسلوب المؤلّف، لكنّه لا يخجل أيضًا من عرض وتفسير الموضوعات الأكثر تعقيدًا، فنجده يتطرق إلى مجموعة متنوعة من الموضوعات والمفاهيم المالية الصعبة، بما في ذلك مراحل تكوين الثروة والأموال الشخصية، والحفاظ عليها في حياتك الاستثمارية، وأهمية الحصول على المال والتفكير فيه، ولماذا يجب عليك تجنب تراكم الديون وماذا تفعل إذا كان لديك مجموعة من الديون الشخصية، كيف يبدو الاستقلال والحرية المالية، وتخصيص الأصول، ومفهوم الأسواق الهابطة، وغير ذلك الكثير.
يمكن تقسيم معلومات الكتاب إلى قسمين:
يناقش القسم الأول نصائح تتعلق سلوكيات التوفير والادخار، وكيفية اتباع أسلوب الحياة المقتصد، وأشياء عليك تجنبها لتحسين حياتك المالية، وأهم ما جاء فيه:
1- تجنب رفقة الأشخاص غير المسؤولين مالياً بأي ثمن، كما عليك تجنب الديون وأي أوجه إنفاق غير ضرورية، فإذا كان نمط حياتك يطابق دخلك أو يتجاوزه، فأنت شخص غير مستقل ماليًا، لذلك عليك إنفاق أقل من 50% من إجمالي دخلك، والفائض عليك ادخاره واستثماره.
2- عدم شراء الأسهم على الهامش Buying on Margin باستخدام الرافعة المالية؛ لأنها لعبة محفوفة بالمخاطر المالية، فالمستثمر فيها يجازف بأموال مقترضة لا يملكها وأكبر من مقدرته المالية الحقيقة.
3- التأكيد على أن إهمال إدارة أموالك الشخصية يمكن أن يؤدي دائمًا إلى وقوعك ضحية لعمليات النصب والاحتيال، ويتركك فريسة سهلة بين يدي الدجالين في عالم المال، ويجعل طريق الاستثمار معقدًا وبالتالي أقل ربحية لك، لذلك ينصحك بأن تكون حذرًا للغاية عند الاستعانة بمستشار استثماري (ما إذا كنت بحاجة إلى ذلك).
4- يجب أن تسعى لتحقيق مفهوم الـ F-you Money في حياتك بما يمنحك حرية العمل، (يشير حرف F هنا إلى «Freedom - الحرية»)؛ بأن يكون لديك أموال مدخرة، بما يكفي للتوقف عن العمل لبضعة أشهر أو حتى بشكل دائم والاستغناء عن الوظيفة التقليدية، أو أخذ إجازة لمدة شهر للسفر حول العالم، دون الشعور بأي مخاوف مالية.
بينما يعرض القسم الثاني قواعد ومعلومات عن الاستثمار في سوق الأوراق المالية باعتباره أداة قوية لبناء الثروة يجب أن تستثمر فيها، وأهم ما جاء فيه:
1- القاعدة الأولى عند الاستثمار في سوق الأوراق المالية هي: لا تخسر المال أبدًا. القاعدة الثانية: لا تنس القاعدة الأولى؛ لذلك ينصحك المؤلف بشأن ما هي شركة الاستثمار التي يجب عليك الاستثمار بها، والاستراتيجيات الفعالة التي يجب اتباعها عندما تسوء نصائح الاستثمار التقليدية، وما هو سوق الأسهم وكيف يعمل، لماذا يرتفع المؤشر العام للبورصة بينما لا يزال معظم الأفراد المستثمرين فيها يخسرون أموالهم، وذلك مع عرض أمثلة حول كيفية تنفيذ كل هذا في الحياة الواقعية.
2- على عكس النصيحة المعتادة، عند الاستثمار يجب عليك الخروج من المنطقة الآمنة، بوضع كل البيض في سلة واحدة، ثم انتبه جيدًا لهذه السلة، أي اتباع استراتيجية الشراء والاحتفاظ مع تنوع أقل في محفظتك الاستثمارية؛ يسمح لك بالتركيز على متابعة أموالك المستثمرة وعدم التشتت بين أدوات الاستثمار المتنوعة.
3- الجميع يكسب المال عندما يرتفع سوق الأوراق المالية، لكن ما يحدد ما إذا كان الاستثمار فيه سيجعلك ثريًا أم لا هو ما تفعله خلال الأوقات التي ينهار فيها المؤشر. القاعدة الذهبية المتبعة تقول إن وقت السوق الصاعد (أو ما يعرف بسوق الثور) هو الوقت الأنسب للشراء، أما في وقت السوق الهابط (أو ما يعرف بسوق الدب) يكون الأنسب هو البيع.
Your Money and Your Brain
ماذا يحدث داخل أدمغتنا عندما نفكر في أمور تكوين الثروة والمال؟ في الواقع، يحدث الكثير جدًا، وبعضها ليس جيدًا أبدًا لمحافظنا النقدية ولصحتنا المالية.
يشرح لك الصحفي المالي المخضرم «Jason Zweig - جايسون زويغ» في كتابه «Your Money and Your Brain - أموالك وعقلك» لماذا يتخذ الأشخاص الأذكياء قرارات مالية غبية في بعض الأحيان، وما الذي يمكنهم فعله لتجنب هذه الأخطاء المالية بالاعتماد على أحدث الأبحاث العلمية، ويخبر المستثمرين بكيفية اتخاذ خطوات عملية وبسيطة لتجنب الأخطاء الشائعة وتحقيق النجاح.
يعتمد مؤلف الكتاب «جايسون زويغ» على أحدث الأبحاث في «Neuro-Economics - علم الاقتصاد العصبي»، وهو نظام جديد رائع يجمع بين علم النفس وعلم الأعصاب والاقتصاد، لإلقاء الضوء على نتائج التوتر بين العقل والعاطفة في قراراتنا الاستثمارية، في محاولة لفهم وتفسير عملية صنع القرار المالي بشكل أفضل، وفي سياق بحثه، زار «جايسون زويغ» مختبرات علم الأعصاب الرائدة، وأخضع نفسه للعديد من التجارب.
يمزج مؤلف الكتاب الدراسات والتجارب داخل مختبرات علم الأعصاب مع القصص المالية حول قرارات الاستثمار الخاطئة، بما في ذلك اعترافات تخص قرارات الغباء المالي من بعض الأشخاص الناجحين للغاية، لإظهار كيف تتفاعل أدمغتنا مع أشكال مختلفة من التحفيز (غالبًا المكاسب والخسائر)، ثم يستخلص لك الدروس والخطوات عملية التي يمكن للمستثمرين تبنيها؛ لاتخاذ قرارات أكثر حكمة فيما يتعلق بإدارة أموالهم.
إنه يوضح سبب إساءة فهمنا للمخاطر المالية والاستثمارية في كثير من الأحيان، ولماذا نميل إلى الإفراط في الثقة بشأن قراراتنا الاستثمارية، كما يقدم الكتاب في هذا الإطار بعض الأفكار الراديكالية الجديدة في الاستثمار، ويوضح للمستثمرين كيفية السيطرة على ساحة المعركة بين العقل والعاطفة عندما يتعلق الأمر بشؤون تكوين الثروة وإدارة الأموال الشخصية.
تمت كتابة الأفكار الواردة في هذا الكتاب في عام 2007، وقد طغى عليه أفكار «Daniel Kahneman - دانيال كانيمان»،
عالم النفس الأمريكي من جامعة برينستون، والحائز على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام 2002، والذي تستند أبحاثه على الاقتصاد السلوكي، ويقتبس منه مؤلف الكتاب مقولته: «إن اتخاذ القرار المالي لا يتعلق بالضرورة بالمال، بل يتعلق أيضًا بالدوافع غير الملموسة مثل تجنب الندم أو الشعور بالكبرياء».
تتطرق الفكرة الأساسية لكتاب «أموالك وعقلك» حول القاعدة الذهبية المتبعة في التعامل مع سوق الأوراق المالية، وكيفية تفاعل الدماغ مع تطورات سوق الأسهم المتغير ارتفاعًا وانخفاضًا، وعندما يواجه ضغط الأقران أو سياسة القطيع. فعلى الرغم من حقيقة أن الجميع يعلم أنه يجب الشراء عند السعر المنخفض والبيع عند السعر المرتفع، إلا أن قلة قليلة منهم قادرة بالفعل على الالتزام بهذه القاعدة.
فمثلًا عندما تنخفض أسعار الأسهم بنسبة 25٪ في يوم واحد، يشعر معظم المستثمرين بالخوف والذعر، ومن ثم يبيعون أسهمهم بدلاً من شراء المزيد من الأسهم (التي هي معروضة للبيع فعلًا!). من ناحية أخرى، عندما ترتفع أسعار الأسهم إلى مستويات جديدة، يشعر معظم المستثمرين بأن عليهم الشراء، على الرغم من حقيقة أنه في مثل هذا المناخ، تكون أسعار الأسهم أغلى مما كانت عليه في أي وقت مضى.
وفقًا لمؤلف الكتاب «جايسون زويغ»، لا يمكن تمييز الفرق بين نشاط دماغ الشخص الذي يكسب المال من استثماراته عن نشاط دماغ الشخص الذي يتعاطى كميات كبيرة من الكوكايين أو المورفين؛ فإن عقل مدمن الكوكايين الذي يتوقع الحصول على حل أو سعادة ما، كذلك الأشخاص الذين يتوقعون القيام بمغامرة مالية مربحة هم نفس الشيء تقريبًا.
وهذا ما يفسر سبب ميلنا إلى الثقة المفرطة والجشع فيما يتعلق بالأموال المستثمرة. نريد المزيد والمزيد بسبب الطمع والاندفاع،
فكلما زاد الربح المحتمل، شعرت بالجشع، بغض النظر عن مدى ضعف احتمالات تحقيق هذا المكسب. إن «لعنة الفائز» أو حبنا للمقامرة والأمل في تحقيق نجاح كبير هو نتيجة ثانوية واضحة لهذا الجشع. لهذا السبب يقوم المستثمرون بالاستثمار في «Growth Stock - أسهم النمو» المثيرة التي يتم المبالغة في تقديرها.
The Automatic Millionaire
يعد كتاب «The Automatic Millionaire - المليونير التلقائي» لمؤلفه «David Bach - ديفيد باخ» أحد أشهر الكتب المالية في عصرنا، حقق نجاحًا باهرًا عندما تم نشره لأول مرة في عام 2004، ومكث واحدًا وثلاثين أسبوعًا في قائمة أفضل الكتب مبيعًا في صحيفة نيويورك تايمز، وظهر في المرتبة الأولى في وقت واحد في قوائم الأكثر مبيعًا لكل من نيويورك تايمز وول ستريت جورنال. باع أكثر من 1.5 مليون نسخة، وترجم إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة حول العالم.
يساعد كتاب «المليونير التلقائي» القراء على إعداد الأنظمة التي يحتاجون إليها للتخلص من الديون والبدء في تكوين الثروة وإدارة الأموال الشخصية بطرق سليمة وفعالة. لسنوات عديدة، ظل «ديفيد باخ»، المؤلف الأكثر مبيعًا لكتاب Smart Women Finish Rich، وكتاب Smart Couples Finish Rich، وكتاب Start Late، وكتاب Finish Rich، يسأل الناس عن: ما هو السر الحقيقي وراء تحقيق الثراء؟ ما هو الشيء الوحيد الذي يجب أن أفعله لتكوين الثروة؟ كيف أصبح مليونيرًا؟
الآن، في النسخة الموسعة والمعدلة حديثًا (التحديث الأول منذ 2005) من كتاب «المليونير التلقائي» يشاركنا هذا السر، أو مفاجأة أنه لا يمكنك الثراء بوضع الميزانية الشخصية أو قوة الإرادة أو كسب الكثير من المال أو حتى الاهتمام بأمر المال! بل يجب أن يكون لديك خطة جيدة ومدروسة تؤمن مستقبلك المالي بطريقة تلقائيًا Automation، عبر إخراج العمل الجاد وقوة الإرادة من معادلة الادخار عن طريق أتمتة الادخار والاستثمار، وفقًا لنظامًا واقعيًا تمامًا.
يستند المؤلف إلى مبادئ خالدة في عالم تكوين الثروة وإدارة المال، كما يمنحك كل ما تحتاج إلى معرفته، من معلومات محدثة عن الضرائب والاستثمارات والبنوك والتقنيات والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الرقمية لأتمتة حياتك المالية بسلاسة، مع استخدم أنظمة المدفوعات الآلية للاستثمار المنضبط بصورة تلقائية بدون إرادة مباشرة.
الدرس الهام الذي يقدمه لك كتاب «المليونير التلقائي» هو ضرورة العمل على استثمار 10٪ من دخلك، لتزيد احتمالات أن تصبح مليونيرًا عند سن التقاعد، فهو لا يتوقف عند أهمية الادخار، والتوجيه التلقائي للمبلغ الذي تريد توفيره عبر الأتمتة والتقنيات والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الرقمية، ولكن ينصحك بالعمل على توجيهه مباشرة إلى الأماكن الصحيحة. على سبيل المثال، إليك كيفية تخصيص 10٪ من دخلك كل شهر:
● اجعل 5٪ يذهب إلى صندوق الطوارئ؛ حتى تدخر ما يعادل ستة إلى 18 شهرًا من نفقات المعيشة نقدًا.
● اجعل 2.5 يذهب لسداد أي ديون قائمة.
● اجعل 2.5 يذهب إلى الاستثمار في الأسهم أو أي استثمارات أخرى.
يكمن جمال أتمتة كل هذا عبر التقنيات والمواقع الإلكترونية والتطبيقات الرقمية في أنك تحتاج فقط إلى ضبط النظام كلما وصلت إلى هدف معين. على سبيل المثال، بمجرد اكتمال الهدف الشهري لنصيب صندوق الطوارئ الخاص بك، يمكنك سداد الديون بشكل أسرع، أو إنفاق 1٪ على الأعمال الخيرية، أو النظر في إمكانية شراء منزل أو سيارة أو قضاء عطلة حول العالم.
فقط حاول إعداد نظام يأخذ تلقائيًا نسبة معينة من كل واحد من دخلك. إذا تمكنت من ادخار واستثمار 10٪ فقط من إجمالي دخلك أو ما يقرب من ساعة واحدة كل يوم لمتابعة وتنظيم أتمتة أمورك المالية، فسوف ينتهي بك الأمر ثريًا.
The Science of Getting Rich
كرّس «Wallace D. Wattles - والاس دي واتلز» حياته في البحث والتفكير في قوانين النجاح ومبادئ الإنجاز التي طرحتها أعظم العقول في التاريخ من فلاسفة العالم والمفكرين الروحيين، ليقدم لنا في عام 1910 كتابه الأشهر «The Science of Getting Rich - علم الثراء» في 17 فصلًا قصيرًا؛ ليكون الدليل التاريخي فيما يتعلق بأمور تكوين الثروة وإدارة الأموال الشخصية، والإطار الفكري للعديد من ندوات الإدارة المالية الشخصية، حيث يوضح كيفية جذب الثروة والتغلب على الحواجز العاطفية، وتطبيق أساليب مضمونة لتحقيق النجاح المالي في حياتك، والمساعدة على فهم المفاهيم المجردة وكيفية تطبيقها في الحياة الواقعية.
وفقًا لـ «والاس دي واتلز»، فإن الثراء هو علم دقيق. إنه يعمل كمجموعة من الخوارزميات، مثل قوانين الجمع والطرح الرياضية. من خلال تطبيق العلم والتفكير والتصرف وفقًا للقوانين، يمكن لأي شخص أن يصبح ثريًا، ويعتقد أن الطريقة التي تفكر بها في قدرتك على تكوين الثروة هي السبيل والكيفية لتكوين هذه الثروة، ويوضح بإيجاز كيفية استخدام قوة الفكر والإرادة في الطريق إلى الثراء، فإذا كنت تعتقد أن المال شرير، فلن تكون ثريًّا، وأن تكون ثريًا حقًا لا يعني أن تكون راضيًا أو قانعًا بالقليل.
لا يتحدث «والاس دي واتلز» في كتابه هذا عن الثروات بطريقة مجازية؛ بل يوضح لك كيف يمكن لمزيج من الأفكار الصحيحة والأفعال الصحيحة أن تزيد من دخلك وثروتك، وكيفية التحكم في أفكارك حتى تتمكن من تكوين ثروة تستحقها بالفعل، ويؤكد أن الإبداع وليس المنافسة هو المفتاح الخفي لبناء وتكوين الثروة، وكيف أن قدرتك على الثراء ترفع من شأن كل من حولك، كما يتحدث عن كيفية إدارة التوتر ودوافع الانهزام الذاتي التي تعيقك عن تحقيق حلمك في الثراء.
في هذا الكتاب الكلاسيكي المؤثر، روج «والاس دي واتلز» لما يعرف أيضًا بـ «Law of Attraction - قانون الجذب»، وهو المفهوم القوي الذي ألهم الأسترالية الجنسية «Rhonda Byrne - روندا بيرن» لتأليف كتابها الأكثر مبيعًا «The Secret - السر»، فيقول أن وجود فكرة تكوين ثروة حتى لو كنت مدينًا أو تبدأ في حياتك المهنية إذا واصلت التركيز على هذه الفكرة، ليتم تسجيلها في عقلك الباطن، ستجد نفسك تعمل في النهاية تجاهها.
أهم درس استثماري يقدمه لك كتاب «علم الثراء» أن تدفقات الأموال تذهب في اتجاه القيمة. لنفترض أن لديك 100.00 دولار تريد استثمارها في مشروع ما، فعليك قبل استثمار هذا المال، التأكد من حصولك على عائد جيد، ولن يتحقق ذلك إلا لو كان هذا المشروع يقدم «Value - قيمة» حقيقية إلى العملاء التجاريين من الأشخاص الآخرين الذي يخدمهم المشروع، حتى يدفعون عن طيب خاطر سعرًا أعلى مقابل ذلك، بما يحقق لك عائد على الاستثمار.
وهذا الدرس الاستثماري يتوافق مع مقولة المستثمر الشهير « Warren Buffe - وارن بافيت»: «السعر هو ما تدفعه، والقيمة هي ما تحصل عليه». وبالتالي، ففي طريق استثمارك لأموالك لا تتعامل أبدًا مع الآخرين بشكل غير عادل، ولكن حاول إعطاء قيمة استخدام أكثر مما تحصل عليه من قيمة نقدية. فمثلًا بيع لوحة فنية لفنان مغمور إلى عملاء منطقة الإسكيمو مقابل الفراء الذي أعدوه لك هو خطأ في تقدير مؤلف الكتاب؛ نظرًا لأن عملاء منطقة الإسكيمو لن يحصلوا على قيمة استخدام ملموسة كافية من اللوحة الفنية كما يحقق لك استخدام الفراء. لذلك، لا تهزم أي شخص في مجال الأعمال التجارية ولكن ضيف قيمة إلى حياة الشخص في كل معاملة تجارية معك.
وفي النهاية، السبب الحقيقي لمعاناة الأشخاص في حياتهم المالية هو إنهم ينفقون أعمارهم في الدراسة النظامية دون أن يتعلمون شيئًا حقيقيًا عن كيفية إدارة الأموال الشخصية لتحقيق حلم الثراء، وهنا يأتي دور نشر الثقافة المالية.