كيف تختار الهيكل الوظيفي الأنسب لشركتك الناشئة؟
وصلت إلى فكرة مشروعك الجديد، تجتمع مع أصدقائك للنقاش حول الطريقة المثلى للتنفيذ. تدخل إلى شبكة الإنترنت للبحث عن الهيكل الوظيفي الأنسب للشركة، لكنّك تجد اختلافًا كبيرًا بينها، وفي المهام التي يؤديها كل قسم.
يعود السبب من ذلك إلى كون طبيعة عمل الشركة الناشئة تختلف حسب النشاط الذي تؤديه الشركة. توجد العديد من العناصر التي تتحكم في هذا الأمر، من بينها: المهام المطلوبة، الميزانية المحددة. بالتالي من المهم التفكير جيدًا في اختيار الوظائف المناسبة.
صمّم كل شيء حول الميزة التنافسية
تسعى كل شركة لامتلاك ميزة تنافسية عن بقية المنافسين الموجودين في السوق. هذه الميزة تكون هي العامل الرئيسي للنجاح. كلّما تميزت الفكرة عن البقية، يتطلب هذا الأمر العديد من الأنشطة المتخصصة لتنفيذها في الواقع.
وجود هذه الأقسام لا يفيدك على المستوى الداخلي فقط، لكنّه كذلك يعكس صورة إيجابية عنك للعملاء من حولك، إذ تؤكد هذه الأقسام على ميزتك التنافسية.
10 أخطاء يقع فيها مؤسسو الشركات الناشئة.. كيف يمكنك التغلب عليها؟
لذا، الخطوة الأولى لإعداد الهيكل الوظيفي للشركة الناشئة هو كتابة جميع الأنشطة، وتحديد الأنشطة الرئيسية التي لها الأولوية الأكبر، ثم وضع الأقسام المناسبة لتنفيذها.
ركّز على المهام لا الأسماء
من المشكلات التي تواجه الشركات الناشئة، سعي بعض الأفراد في البداية للتركيز على المسمى الوظيفي، في حين هذا ليس الأهم. لا سيّما مع طبيعة الشركة الناشئة في أنّها لا تتشابه مع مثيلاتها من الشركات. بالتالي لا يهم إن كان المسمى هو CEO أو CMO أو غيرها، المطلوب هو وجود المهام الصحيحة.
لذا يمكنك من خلال تحديد الأنشطة الرئيسة، وضع المهام المتشابهة معًا، التي تحتاج إلى المهارات ذاتها، ومنها الخروج بصورة أوضح للأقسام استكمالًا للخطوة الأولى. يمكنك بعد ذلك ترك المساحة للأفراد لاختيار المسمى الذي يفضلونه.
نمط الإدارة ومهام الشركاء
من الأشياء التي تؤثر على الهيكل الوظيفي هي وجود أكثر من شريك داخل الشركة. بالطبع ليس ضروريًا اشتراك جميعهم في مهام الإدارة داخل الشركة، لكن غالبًا يشارك بعضهم في هذه المهمة. بالتالي يجب أن يكون هناك تصور واضح لتدخلات الأفراد في الشركة.
يتطلب هذا الأمر التفكير في أدوار محددة، سواءً لمجلس إدارة الشركة بشكلٍ عام، أو للفرد المسئول عن وظيفة إدارية محددة. تجاهل هذه النقطة قد يخلق مشكلة بين الشركات مستقبلًا، وقد تصل هذه المشكلة إلى الموظفين، بسبب التداخل في الأوامر التي يحصلون عليها من الإدارة.
إدارة التكلفة الخاصة بالهيكل
من الأشياء المهمة التي تدفع الشركات للتفكير بشأن الهيكل الوظيفي، رغبة الوصول إلى تصور أقل في التكلفة. فكل قسم داخل الهيكل، ومع وجود أكثر من مهمة داخله، يتحول إلى راتب شهري يُدفع للموظفين. بالتالي، هذا ما يدفع الشركات الناشئة لتصميم هيكل وظيفي يناسبها بالضبط.
يجنّبها هذا وجود مهام لا تحتاج إليها بشكل أساسي، لكنّها تدفع في مقابلها رواتب كثيرة. لذا، يمكن دمج الأقسام غير المهمة معًا قدر الإمكان. يساعد هذا في الوصول إلى أفضل تصور من ناحية التكلفة. كذلك يساعد الشركة في الوصول إلى كفاءات متوافقة مع المهام المطلوبة بالضبط.
الاعتماد على أكثر من أسلوب في التوظيف
ليس ضروريًا الاعتماد فقط على الدوام الكلّي، ولا على وجود جميع الموظفين في مقر الشركة. بل يمكنك الاستفادة من استخدام أكثر من أسلوب في عملية التوظيف. بدلًا من دفع رواتب كبيرة، سيكون بإمكانك الحصول على كفاءات جيدة، وبمقابل مادي أقل.
يمكنك إجراء تحليل للمهام في الشركة، وتوظيف مدير فقط بدوام كلّي، وبقية الوظائف يمكنك التنويع ما بين الدوام الجزئي أو تعيين المستقلين. تضمين هذا الأمر في الهيكل الوظيفي، سيساعد في إدارة التكلفة بصورة كبيرة، وكذلك ضمان إمكانية التوسّع أو إلغاء أي قسم في الشركة، دون الاضطرار للاستغناء عن الموظفين.
فالمستقل لا يعمل مع الشركة بعقد دائم، بل دوره فقط يعتمد على المشروع المطلوب تنفيذه. يساعدك هذا الأمر في إجراء تعديلات على الهيكل الوظيفي، حتى يمكنك الوصول في النهاية إلى التصور الأمثل.
يمكنك من خلال هذه الخطوات الخمسة، وضع التصور الأساسي للهيكل الوظيفي الخاص بشركتك الناشئة. وفي سلسلة وظائف الشركات الناشئة سنقدم لك شرحًا تفصيليًا عن بعض الأدوار الرئيسي للشركة، مثل المدير التنفيذي ومدير التسويق وبعض الوظائف الأخرى المهمة.
ستساعدك هذه السلسلة في تحديد إن كنت تحتاج إلى هذه الأدوار في شركتك، وما هي المهام المطلوبة منهم بالضبط، حتى يمكنك بدأ الشركة بصورة صحيحة، وبوجود الأفراد الملائمين لسير العمل بشكل سليم.
المصادر: